شبكة ذي قار
عـاجـل










لأن البعث قد تأسس أصلاً من أجل الإنسان فقد أطلق أهدافه ومبادئه وعقيدته ضمن إطار ومدى وأفق قومي وارتكزت نظريته الثورية على قوى وطاقات الإنسان الكامنة والمقيدة بعوامل ذاتية وموضوعية وفرص استثمارها المعتمدة على اﻻنقلاب على الذات ونسف عوامل وقوى التقييد والضعف. اﻻنقلاب على الذات كوحدة نضال فردي تؤطرها عوامل إنسانية قومية راقية ( قوميتنا حب قبل كل شيء )

نحن نسمي يومي 17 و30 تموز 1968م يوم ثورة شعبية مجيدة لأن ما قامت به خلال سنوات عمرها قد توجه في جله لبناء الإنسان وخدمته عبر تقويض مرتكزات التخلف والفقر والجهل والمرض التي تصدت لها الثورة وكان شعار فعلها دائماً :
الإنسان قيمة عليا

وكانت خطط التنمية البشرية شاملة لكل روافدها في التربية والصحة والجوانب اﻻعتبارية .

أسست ثورة البعث لأول مرة دور الحضانة ورياض الأطفال لتقدم خدماتها التي تعاون على إطلاق طاقات العائلة العراقية في الإنتاج وفي الوظيفة. وتوجهت الدولة للتأسيس لأعظم بنية تحتية للتعليم بكل مراحله والهدف هو سحق الأمية والجهل وإنتاج شعب متعلم يحقق لذاته ولوطنه ولأمته السعادة ويساهم بقوة وشمولية في نهضتها وعمرانها وتقدمها في قطاعات الإنتاج الزراعية والصناعية وينطلق بها إلى مصاف الدول المتقدمة علمياً.

تضمنت البنية التحتية في الجانب التربوي والتعليمي بناء آلاف المدارس والمعاهد وتأسيس عشرات الجامعات في كل أنحاء القطر ومن بين ذلك المعاهد والكليات الخاصة بتخريج المعلمين والمدرسين والدراسات العليا التي أنجبت آﻻف العلماء في مختلف اﻻختصاصات شكلوا جيوش التعليم العالي والبحث العلمي .

وفي مجال الرعاية الصحية أسست دولة البعث الكليات التي تخرج كوادر متخصصة في مختلف فروع الطب والتمريض وبنت المستشفيات والمراكز الصحية في المدن وفي الريف وقدمت خدمات صحية مجانية كما لم يحصل في أي بلد في العالم وأنجزت حملات التلقيح الواسعة ضد الأمراض والأوبئة حتى أعلن العراق خالياً من جلها ان لم نقل كلها. كل ذلك لكي يسعد الإنسان بحياة معافاة صحية وسليمة ومثمرة .

واهتمت دولة البعث بشكل خاص بالأسرة وارتقت بدور المرأة التي تمثل نصف الحياة فأسست لها تنظيمها النقابي الفاعل (اﻻتحاد العام لنساء العراق) الذي فرش أرضيات حياة ديمقراطية ضمن مديات إرثنا وتديننا وأخلاقنا الخاصة والعامة و وضع ضوابط ﻻحترام المرأة واشتغالها واعتمادها كقوة تنموية فاعلة. وفعلاً توظفت المرأة في الوزارات والمديريات العامة والبحث العلمي والجامعة والوظائف الحكومية العامة والصناعة وساندت الرجل في الحقول والمزارع. لقد كان اهتمام الثورة البعثية وقيادتها ومؤسساتها بالمرأة تعبير عن الإيمان بكونها نصف المجتمع وبالتالي ﻻ قيمة للإنسان وﻻ تكريم لحياته وإنسانيته من دون تطوير حياة ودور المرأة الأسري والوطني وقد لعبت الماجدة العراقية دوراً مفصلياً في زمن الحرب حيث تدربت على السلاح وصارت صمام الأمان لإدامة مسارات التنمية والحياة.

لقد بنت دولة البعث الإنسان العراقي فصار جندياً باسلاً وطالباً مجتهداً وفلاحاً صبوراً وتاجراً بارعاً وعالماً كبيراً الأمر الذي أثار خوف وهلع أعداء الإنسان العربي المنقلب الثائر المدمر للقيود التقليدية والمستجدة فأثاروا الردات والمؤامرات وأجبرت البلاد على دخول حروب لتحمي نفسها وسيادتها وفرض حصار قوض معظم ما بنته الثورة لتنفذ أخيراً عام 2003 م غزواً مجرماً واحتلالاً غاشماً جر البلاد إلى ضياع ما حققته وتدمير ما بنته وها هو العراق من يومها يجني الموت المجاني والفتن وتسوده الوحوش والبرابرة والمافيات والسراق وتضيع ثرواته ويهدم بناءه ويهجر أبناءه وتتحول حياة الشعب إلى جحيم توقد ناره إيران المجوسية .

غير أن الإنسان الذي بنته وأكرمته دولة البعث ما زال يقاوم ويجاهد ويسير في طريق النصر بإذن الله.
 





الثلاثاء ٢ رجــب ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / نيســان / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.