شبكة ذي قار
عـاجـل










تعددت أساليب نظام الملالي في طهران في عدوانه على الأمة العربية وتنوعت بين العدوان العسكري والسياسي والاقتصادي والإعلامي والعقائدي. ورغم أن الحديث عن هذا العدوان وطرائقه المختلفة يحتاج إلى مساحة واسعة مكانياً وزمنياً غير اننا سنحاول هنا تكثيف الحديث بما يعاون على احتواء السعة دون أن يؤثر على خطورة أي من الوسائل التي نعايشها ميدانياً في العراق وأقطار المشرق العربي والخليج العربي.

العدوان العسكري المباشر: وقد جاء هذا العدوان مبنياً على قناعة النظام الإيراني عام 1980م على أن قوته وآلته وأدواته الإيرانية كافية لاجتياح العراق بسهولة ويُسر من جهة ومن جهة أخرى فقد عول خميني على العامل الطائفي حيث حسب حسابات خاطئة من أن نصف العراق مهيأ لمشاركة نظام إيران قتالها ضد الدولة العراقية مدفوعاً بالشراكة والولاء المذهبي. غير أن خميني ونظامه تفاجئ تماماً بأن النصف الذي حسبه شريك وعونٌ له هو من شكل قوة الصد وكبح جماح العدوان الفارسي الأول.

لقد اكتشف خميني أن الشراكة المذهبية وهم وأن عرب العراق في جُلهم يعتنقون الإسلام ويفقهون تنوع مذاهبه على غير ما يفهمها دين ومذهب خميني

العدوان العقائدي: ومع اننا ندرك أن الفعاليات العسكرية تأتي في العادة ممثلة لمنهج عقائدي غير اننا نرى أن على العرب أن يعيدوا ولأكثر من مرة قراءة عقيدة خميني الفارسية الصفوية وسُبل ومحاولات نفاذها إلى المجتمع العربي المسلم، ومع وضوح معالم التناقض العقائدي بين الأمة العربية المسلمة المؤمنة بوحدانية الباري جل في عُلاه غير أن العقيدة الصفوية قد أسست لنفسها مرتكزات شعوبية وفكرية نفذت إلى عمق التاريخ العربي ومن بين ذلك أنها ابتكرت فتنة الولاء لهذا الخليفة العربي ومعاداة ذاك وابتدعت أحداثاً خرافية وحولتها إلى ما يشبه الحقائق المطلقة في عقول البعض كإحداث عداء وعدوان بين الخليفة الإمام علي بن أبي طالب وبين الخليفة عمر بن الخطاب رضوان الله وسلامه عليهم مثلاً وعمقت الأحداث بخُبث مشهود حين طورته إلى اعتداء على بنت رسول الله وأم السبطين عليهم السلام!!. ثم جعلت من تاريخ آل البيت الإسلامي الجهادي المُشرف للأمة العربية والإسلامية برمتها وكأنه تاريخ عداء وحقد وضغائن بين أهل البيت وبين العرب وساهمت العقيدة الفارسية مجوسية الأصل بقتل عُمر وعلي والحسين والكاظم والرضا وغيرهم لتكريس شعوبيتها وسُبل نفاذ فتنتها.

إن المتتبع لمنابر الخمينية يجد أن ما نقوله ونوضحه هنا هو مادة كل المنابر بلا استثناء وبضاعتها التي تصدرها يومياً إلى المتلقي العربي,.

إن العمل والتأكيد على خلافات وثارات مفترضة الحصول قبل أكثر من 1400 سنة هي عملية تحمل لؤماً وخبثاً لفتنة ﻻ تنتهي أبداً يرافقها العمل بعقيدة مذهبية لم تكن موجودة أصلاً في زمن الخلفاء ولا حتى في الحقب والدول التي لحقت حقبة الخلافة الراشدة.

إن العدوان العقائدي الفارسي الصفوي بامتداداته المجوسية وتفرعاته المذهبية وأدواتها الفكرية المنحطة الدونية هو صراع مع الإسلام ومع العروبة التي أنجبت الإسلام بأمر الله سبحانه

العدوان السياسي: سعت دولة ولاية الفقيه الفارسية إلى النفاذ شعبياً إلى الأمة عبر تنظيمات وتشكيلات ميليشياوية وحزبية وثقافية منها ميليشيا بدر وحزب الله وأحزاب أخرى في الخليج واليمن وباستخدام النظام السوري الخائن وحزب الدعوة والمجلس الإسلامي وغيرها من المسميات. وكانت أدواتها البشرية المشكلة لنواة التأسيس هي الفرس المقيمين في العراق والخليج والخدعة الأخطر التي استخدمتها ولما تزل هي الولاء لعرب من صدر الرسالة وما تلاها تبنت الشعوبية الفارسية اختلاق مظلوميات وقعت عليهم.

إن القوى السياسية الفارسية التي تشكلت في إيران ونفذت إلى العراق ولبنان واليمن والسعودية والكويت وسوريا والبحرين تُعد أخطر أدوات النفوذ والعدوان الفارسي على العرب.

العدوان الإعلامي: ونحن هنا نمازج لضرورات معينة بين الإعلام والثقافة والفكر لأن إيران الصفوية قد تعمدت مزجها والاستفادة منها كحزم تأثير على الأمة. ففي العودة إلى أيام غزو العراق عام 2003 صارت قناة العالم الفارسية الناطقة بالعربية إحدى قطع الغزو وصوت من بين أعلى أصواته. تابعت القناة المرئية والمسموعة الأكثر والأوسع بحكم الجيرة الجغرافية في العراق زحف الغزاة ساعة بساعة وكانت عامل تهديم للمعنويات ونذير شؤم وأداة تبليغ لبيانات الغزو ومنشوراته التي استهدفت الوضع النفسي والمعنويات العراقية

لقد تعددت وسائل إيران في العدوان على أمتنا حتى وصلت إلى الاحتلال المباشر... فإيران تحتل العراق وسورية ولبنان وبعض أجزاء من الخليج العربي وأسوأ ما في خطرها أنها اخترقت بعض العرب أو المحسوبين على الأمة.






الخميس ١٨ رجــب ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أيــار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.