شبكة ذي قار
عـاجـل










تناثرت عبارات الادانة والاستنكار على اغلب مواقع التواصل الاجتماعي والصحف ونشرات الاخبار والتعليقات السياسية على احداث فرنسا الاخيرة وامتدت الى اجهزة الهواتف المحمولة الخاصة وتغيير واجهة الشاشات حتى بدلا من صور فلذات الاكباد واضيئت ابراج في العالم ملتحفة بعلم فرنسا. إن الاغلب الاعـم من هذا الجمـع يريد ان يستسلم الى فرنسـا وكانـه ضالع بمـا حدث وتخيل البعض أنه اذا لم يستنكر فان صاروخا موجها من طائرة فرنسية سيخترق غرفة نومـه!!. ناهيك عن الاستنكار الرسمي العالمي والتضامن الخلاب مع الفرنسيين .

إلا يحـق لنـا إن نتسأل، إيـن هذا العالم افرادا وحكومات من دمـاء العرب والمسلمين عندمـا تـراق دمائنا عدوانا وظلما كحصار واحتلال العراق وتدميره وقتل لايقل عن مليوني انسان عراقي وتهجير ما لايقل عن اربعة ملايين والغاء كيان الدولة المهيب وتسليم هذا البلد لثلة من المارقين المتسولين في شوارع الغرب وطهران. إين هذا العالـم من دمـاء اهلنا في فلسطين وكم من مذبحة حدثت في تاريخ فلسطين او على الاقل لنتذكر الحاضر كمذابح الكيان الصهيوني في غزة ؟؟ أين الطائرات التي تهدد وتهجم وترمي حممها عندما يتعرض كم نفر؟ حتى إن اسباب هذه الاحداث كان يمكن تلافيها إذا ما سارع هذا العالم لانقاذ اهلنا في سوريا من مخالب الاسد منذ البداية ، بل بالعكس وقفوا جميعا مع الحاكم ضد الشعب .

تسارعت وتيرة تشكيل التحالفات بين المتناقضات الاستراتيجية من موسكو الى واشنطن مرورا بباريس وتعانقت مع ايران مادام الهدف هو الدم العربي وان الحمم تتساقط على ارض العرب. هذه هي الصورة عندما يكون الحدث ضد العرب والمسلمين ، فدماء العالم الاخر غالية وذا قيمـة انسانية لاجلها تقام الدنيا ولا تقعد وتتعالى اصوات الثأر والانتقام والكل يُبرز وسائل الدمار التي يملك ، أمـا الـدم العربي والمسلم فذلك غير خاضـع لمعايير القياس وخارج سياق القيمة الانسانية واقل من الرخيص لان الرخيص له حظ من قياس القيمة ، فهـم ارقـام على الارض ونحن أصـفار على الشمال.

إن امريكا والغرب ليسو غافلين عن ماحدث لهم جراء احتلال العراق وتدميره، لكن هذه المجموعة المتعالية على البشر وبدلا من ان تناقش الامر باحقاق قدر قليل من العدل تزمجر بقوة السلاح الفاقد للشجاعة والذي يرمي حممه من الاف الكيلومترات بُعدا وارتفاعا بالصواريخ والغربان المجنحة وتزيد من الٌام الباحثين عن امن وامان تحت سماء الرحمن. وكأن منظر الجثث المتناثرة للاطفال في الرمادي وصلاح الدين وحلب والموصل وتدمير الارض والحرث تبعث لهم الراحة وتمثل لهم الانتصار.

إن طبـول الحرب وقعقة السلاح طغت على المشهد الدولي بعد احداث باريس وغاب كليا الفهم الواعي لكيفية تدارك ما حدث وعدم تناول الحدث ولو بقليل من الحكمة ومفهوم العدل . ولقد انزلق رئيس فرنسا اولاند في متاهات المفهوم المرتبك والمشوش وقال ان الحرب بدات منذ سنوات عديدة اي قبل نشوء الجماعات التي تحارب فرنسا الان والتشبث في مفاهيم بوش الابن ( من ليس معنا فهو ضدنا ) والتي ساقت العالم الى الدمار الذي هو عليه الان. فاين تذهب بهم هذه الموجة الجديدة .

أيـن العدل من هذ الفوضى المدمرة أيـن حكماء السياسية الغربية والمستشارين ومراكز البحوث الاستراتيجية واستخلاصاتهم عن الارهاصات السياسية الغبية التي ينتهجها قادة امريكا والغرب في المنطقة العربية التي تحمل عنوان حرية الانسان في شوارعها وتقصف شوارعنا بمن فيها. إذا كان مطلوب ادانة العنف ضد الابرياء اينما وجدوا فنحن موجودون في العراق وفي سوريا أليس بيننا أبريـاء ؟

كلنا نتذكر عامي 2006 /2007 في العراق وما عُرف بعام القتل على الهوية وعام الجثث مجهولة الهوية حيث تُرمي كل يوم 400 جثة في الشوارع العامة لمدة اكثر من عام وهذا غيض من فيض، حينها لم تدعو اي دولة اوربية لاجتماع مجلس الامن أو اقامة تحالفات لوقف المجازر الايرانية الامريكية في العراق . في ذلك الوقت التقطت المخابرات الامريكية في بغداد صورا للمجرم الايراني جلال الصغير وهو يرمي الجثث في مكب النفايات ولم تحرك ساكن ، وغيره الكثير .

إن عدم الاكتراث لدماء العرب وتدمير المنطقة العربية بين الاحتلال ونشر الفوضى والتهاون بمقدسات المسلمين والتحريض ضد العرب في وسائل الاعلام الامريكية والغربية ووقوف الغرب المطلق مع المعتدي دون أي اعتبار لمبادئ العدل والحق هو السبب في ما ألـت اليـه الاوضـاع ، لم ولن يتحقق الامن والسلام الى العالم إلا اذا بداء العقل الغربي والامريكي بتطبيق العدل في سياسته واحقاق الحق وعودة الامن والاستقرار في المنطقة العربية بداءا من العراق وسوريا وفلسطين وليبيا واليمن ولبنان .

إن حكام العالم الغربي اليوم تحكمهم غزعبلات الكتب القديمـة وحكايات تاريخية شيطانية خالية من الدقة والتحقيق التاريخي حول منطقة الشرق الاوسط وتشبعوا بوهم الخوف من الاسلام . فحولوا بذلك العالم الى غابة تحكمه قانون القوة . فليس من الحكمة أن تستمر الاوضاع والعنف كما هو عليه واستمرارغياب العدل بادنى درجاته في الفهم والتطبيق وبدايته تعريف علمي وواقعي للارهاب والالتزام بمكافحته بكل صوره وفق قانون عادل لا يفرق بين غربي وعربي .

أهــناك عقـل في الغــرب يتــدبر ؟





السبت ٩ صفر ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب شاهين محمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.