شبكة ذي قار
عـاجـل










العقل الذي يدير سياسة الملالي في ايران عقلاً شعوبياً فارسياً مجوسياً خبيثاً بكل معنى الكلمة ، يتدثر بالاسلام زوراً وبهتاناً ، يعيش في أوهام عفى عليها الزمان ، وأكل الدهر عليها وشرب ، فالامبراطورية الفارسية التي يحلم ببعثها من جديد قد اندثرت ، ولا يمكن العمل على احيائها من جديد ، فقد دعا عليها الرسول الكريم "حين قال اللهم مزق ملك كسرى " ، ودمر بنيانها الخليفة العادل بالفتوحات الاسلامية ، وأهداها العرب أعظم رسالة سماوية عوضاً عن عبادة النار .

كان جديراً بايران وخاصة الفرس منهم أن يحمدوا للعرب صنيعهم في تقديم الاسلام لهم على طبق من ذهب ، فقد أبدلهم الله عن طريق العرب ديناً كأعظم دين ، وثقافة كأجمل ثقافة ، الثقافة العربية الاسلامية ، وحضارة كارقى حضارة ، فأبوا واستكبروا إلا أن يعيشوا في الخبث والفساد ، وأن يمارسوا عداء الاسلام والمسلمين في هلوسات كهلوسات الصهيونية ، فقد ساروا على درب الصهيونية في تشويه اليهودية وتطويعها لتحقيق أهدافهم العدوانية ، فالمجوسية الفارسية والحركة الشيعية داخل الاسلام هي تشويه للاسلام وطعن له من الداخل ، ولم يبق لهم من الاسلام ما يعتدون به . ايران كدولة مجاورة كان حرياً بها أن تحفظ الجيرة ، وأن تقوم على رعاية مصالح جيرانها ، احتراماً لذاتها ، فمن لا يحفظ جيرة جاره صانع خبائث شريرة ، والخبائث ليست من شيم الكرام ، فابوا أن يكونوا قوماً كرام ، فباتوا قوماً لا عهد لهم ولا ذمة، لا يستحقون الاحترام ، ولا يسيرون إلا بعد الذل والمهانة ، ومن لم يتعلم من تاريخه، قد فقد العقل والفكر والتدبير ، والفرس اكثر من غيرهم من شعوب الارض لم يتعلموا من تاريخ صراعهم مع العرب ، فقد هزمهم العرب قبل الاسلام وكانوا امبراطورية ، وكان العرب قبائل رحل ، وجاء العرب لهم بالاسلام وكانوا عصاة لا يمعنون التفكير فيما يصنعون ، فمن يعبد النار المنطفأة أمامه كيف له أن يكون صاحب عقل وفهم ودراية ، وإنتصر عليهم العرب بالاسلام ؟ .

لو أن هناك عقلاً يدير الدولة في ايران لكانوا أصحاب جيرة جميلة خيرة ، فيها الحلم مكان الخبث ، وفيها العقل مكان الطيش ، وفيها الرجولة مكان النذالة ، وكانوا يحفظون العهد والفضل والفضيلة ، فالاسلام رسالة عظيمة ، كان حرياً بهم أن يقبضوا عليها كالقابض على الجمر ، والعرب أصحاب هذه الرسالة فيهم أعظم خلق الله وأشرف أنبيائه ، ولغتهم بها وبدولة العرب اشتهر منهم العلماء ، ما كان لهم وجود لولا دولة العرب التي اقاموها بالاسلام ، ودستورهم القرآن كتاب الله الذي أنزله على عبده لهداية البشر ، فأصروا أن لا يهتدوا ، لا بل أمعنوا تشويهاً في الكتاب والرسالة ، وطعنوا في الصحابة ، ومجدوا المنحرفين والكفرة ، وادعوا بالولاء لآل البيت ، وآل البيت منهم براء ، فهم من تخلوا عن سيدنا علي ومن قتلوا الحسين ، وآل البيت منا نحن لا منهم ، و آل بيتهم الذين يؤمنون بهم هم أل كسرى ، فهم كاذبون لا يحبون لا الاسلام ولا العرب ولا آل البيت .

العقل الذي يدير الدولة في ايران عقل ظلامي خطر على الإنسان والإنسانية ، فحق على الجميع اجتثاثه والخلاص منه ، وواجب على العرب والمسلمين اعادة العقول في ايران إلى صوابها ، من خلال الخلاص من نظام الملالي الفارسي المجوسي الذي يعيش في عقلية القرون الوسطى ، العقلية البشرية الهمجية التي كانت عاراً في الجبين الإنساني ، قمة التخلف في السلوك الإنساني ، فمن يضمر الحقد لأخيه الإنسان ليس بإنسان ، ومن يضمر الخبث فليس صاحب عقل نير ولا سريرة نقية، ومثل هؤلاء لا يؤمن لهم جانب ، ولا يمكن أن يتعايشوا مع الأمم والشعوب في عصر بات يعلي من حقوق الإنسان وكرامة البشر ، فأين هؤلاء من القيم الإنسانية والمعاني الأخلاقية ، التي تنهل منها شعوب الأرض التي تتطلع للتقدم والعلو والازدهار؟ ,

لوكانت فيهم كرامة ، ولم يتدثروا بالخسة والنذالة لما اعتدوا على جيرانهم ، وأثاروا الفتن والحروب في صفوفهم ، وشغلوا أنفسهم بحماية شعوبهم والقيام على خدمتها، وتوفير الحياة الحرة الكريمة لهم ، وتركوا للجيران سياساتهم الداخلية ، وحقهم في ادارة شؤون بلادهم ، فلا وصية لأحد عليهم ، كما لهم الحق في ادارة شؤون بلادهم، لكنها الخسة والنذالة ، لكنها الرعونة ، واللعب في مصير الشعوب وحياتهم وسفك دمائهم ، وغرس العدواة بين الناس ، وهم لا يخدمون إلا أسيادهم في واشنطن وتل ابيب ، فهل مكتوب علينا أن نتعامل مع شيطان ملالي الفرس المجوس ، حتى يقيض الله للشعوب الايرانية من يخلصها ويخلصنا من شرورهم ؟ ، كما من واجبنا إن استمروا في غيهم ، والتدخل في شؤوننا الداخلية واللعب على الفتن الداخلية ، أن نعمل كما يعملون ، فهم ست قوميات منها خمس لا تطيق الفرس ، وعلينا أن نقوم بمد يد العون والمساعدة لمن يواجههم من هذه القوميات ، وفي المقدمة منها أهل الاحواز ، أبناء عمومتنا ، الذين يتطلعون للخلاص من الاستعمار الفارسي المجوسي البغيض .

dr_fraijat45@yahoo.com
 





الخميس ١١ ربيع الثاني ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / كانون الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.