شبكة ذي قار
عـاجـل










كلما خرج علينا مقتدى الصدر اتذكر على الفور الكاتب الاسباني ( سير فانتس ) في رائعته ( دون كيشوت ) ذلك الرجل البائس الذى ظل حبيس اوهام وخيالات جعلته يتحول الى أضحوكة .. فقد عاش دون كيشوت سنوات طويلة يقرأ قصصا وروايات وأساطير من عصور سحيقة عن فتوحات وغزوات جيوش وجنرالات .. تحت تأثير ذلك العالم أعتقد دون كيشوت أن حركة التاريخ توقفت وأن عليه الآن أن يصبح فارسا مغوارا مهما كان الثمن .. فاشترى حصانا ودرع قديم متهالك وصنع خوذة من الورق وسيفا من الخشب !!! وبعد أن استكمل عدة المحارب الفارس هم يتدرب على ركوب الخيل ولكنه تذكر أن الفارس يحتاج مساعدا معه يكتب عن غزواته ويسجل بطولاته .. فظهر تابعه سانجو بنزا بكرشه الكبير وحماره المريض المتهالك .. ووقع سانجوا في مشكلة عندما حاول الفارس المغوار ركوب الخيل فظهرت مؤخرته .. ولم يستطع أن يكتب قصة المؤخرة الا بعد مراجعة دون كيشوت .. وراح الفارس يحارب الأشجار ويرى في الخوص الصغير قلعة حصينة لابد من تحطيم أسوارها وفى رعاة الغنم جيوش الاعداء .. وظل يحارب طواحين الهواء وأوراق الشجر بحثا عن البطولة والشهرة !!! .. لكن ها نحن نرى صورة مزيفة حتى لهذا الدون كيشوت اسمه مقتدى الصدر !!! حيث نسج حول نفسه قصصا وأساطير حاول ترويجها .. لكنه لم يكن على نفس درجة النبل التي تمتع بها دون كيشوت ..

في 19 شباط من عام 1999 قتل الشهيد محمد محمد صادق الصدر في عملية جبانة مشهورة ومعروفة مع نجليه رحمهم الله . كان هدف إعطاء الأوامر باغتيال الشهيد آية الله محمد صادق الصدر من جهات خارجية وداخلية هو أزاله العائق الكبير بوجه الغزو المقرر ضد العراق ، واجتثاث شخص ومرجعية آية الله السيد محمد صادق الصدر، والذي كان رمزا دينيا واجتماعيا وإصلاحيا، وكان يقود مشروعا "عربيا وإسلاميا" إصلاحيا وتنويريا في المذهب الشيعي المعاصر، ومن الجدير بالذكر ان مقتل السيد محمد الصدر هو اغتيال لمخطط النظام الوطني لتعريب الحوزة العلمية الدينية في النجف الذي سعت اليه الحكومة العراقية وعملت بهذا المشروع لأكثر من 15 عام متتالية . ( السيد محمد محمد صادق الصدر رحمة الله قائد التيار الوطني العروبي الذي يتصدى للمد الصفوي الفارسي هذا الرجل المعين القوي للقيادة السياسية في العراق قبل الاحتلال في التصدي للهجمة والمخطط الفارسي الصفوي ) .

مقتدى الصدر اطلع على التحقيق وسيره في الامن العام وحضر شخصيا مراحل التحقيق وتحدث مع المتهمين ، ولهذا عندما غزت امريكا العراق واحتل البلد قام مقتدى وانصاره بالبدء فعلا بالانتقام ممن يعرف اشتراكهم بقتل والده ، فنجح في قتل ابن الخوئي عبد المجيد ( زوج ابنة علي السيستاني ) في الاسبوع الاول من احتلال بغداد. وفي أيران عندما قتل الصدر رحمه الله كان هناك مجلس عزاء وزار مجلس العزاء ( محمد باقر الحكيم ) وقام الحضور بضربه بالأحذية وكتب في الصحف في أيران في اليوم الثاني مقال بعنون ( من أضاع حذائه يجده في علبات الحكيم ) .

بداية الاحتلال أشد المقاومين لاحتلال العراق .. وكان له دور في مقاومة المحتل في بغداد والنجف وكربلاء .. ولكن وبعد أن سولت له نفسه في إغراءات الدنيا وما عرضت عليه بصورة سرية وطائفية مناصب وتحت سيطرة المحتل الأمريكي للحصول على مقاعد خسيسة في ما يسمى ( البرلمان العميل ) واستجدائه لبعض الحقائب في وزارات حكومة الاحتلال ، قام بتوجيه أتباعه ببيع أسلحتهم الى المحتل ودخل العملية السياسية المخابراتية .. إيران احتضنت مقتدى الصدر بواسطة مقلده كاظم الحائري حيث أصبح ومعه ميلشياته أداة بيد إيران . ومن خلال أيادي مدربة في المرجعية والحوزة ولها خبرة في التضليل، وغسيل الأدمغة، والترهيب والترغيب، استخدموا مقتدى ودون علمه في التشويش على أرث المصلح الكبير وهو الصدر الثاني رحمه الله ..

عندما نظر نابليون بونابرت الى الهرم الأكبر , أبتسم وقال هل صحيح أنني هنا ؟ .. هل صحيح أنني أواصل غزو العالم وأصل الى تلك النقطة ؟ .. كيف تم لي كل ذلك ؟!! .. مما لاشك فيه أن دهشة واستغراب نابليون كانت في محلها .. فها هو يصل الى المجد دون أن يكلف نفسه نقطة عرق واحدة !!! فالإنجازات التي رآها مستحيلة !! .. وهكذا دائما تبدو الأمور للحمقى وللطامحين !! فالرغبة الجامحة في الوصول لا تعطلها نصائح أحد !!

دون كيشوت الصدرين لم يستطع أن يكون رجل سياسة وكذلك لم يستطع أن يكون رجل دين إلا بالاعتماد على اسم أسرته ( آل الصدر ) فهو لم يكمل دراسته الابتدائية ، فتى أمي لا يستطيع صياغة جملة سليمة . سقط في فخ السياسة . في 2014 خرج علينا بقرار بنفض يديه من كتله الأحرار واعتزال العمل السياسي وكان يحلم بان تخرج جماهيره بمظاهرات تطالبه بالعدول عن قراره على غرار ما حصل للرئيس عبد الناصر ( رحمه الله )

اليوم يريد إنقاذ سمعة آل الصدر من المفسدين ويخرج بتظاهرات هوبزية يشارك بها القاتل أبو درع صاحب مقولة « قتلانا في الجنة وقتلاهم خلف السدة » إن كنت تريد تاريخ يصحح لك ما مضيك هو أن تعترف بجميع جرائم مليشيات جيش المهدي ، وأن تحاسب المجرمين الذين لوثت أيديهم في القتل والسرقة والاغتصاب وتحاسب ووزرائك الفاسدين في حكومات الاحتلال المتعاقبة .. .

فنصيحتنا لك ياسيد مقتدى الابتعاد عن التلوث السياسي والعودة الى النقاء الديني والأخلاقي ! كفاك صغرا واصبح رجلا
 





السبت ٣ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب سيف الله المسلول نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.