شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ أكثر من تسعين عاماً وامارة الاحواز ترزح تحت نير الاستعمار الفارسي ، وقد بذل الاحوازيون دماءهم الغالية ، وقدموا شهداءهم على طريق الحرية والاستقلال ، وهم يواجهون صلف العدوان الفارسي ، سواء أكان ذلك في زمن الشاه المقبور، أم في زمن ملالي الفرس المجوس المعتوهين ، الذين يتسترون بالدين والدين منهم براء ، فهم يمارسون في طغيانهم في حق الشعوب الايرانية بأسوأ مما تمارسه الصهيونية على أرض فلسطين في حق أبناء فلسطين ، وهما يشكلان مع الكيان الصهيوني عدواناً لدوداً ضد الامة العربية ، وطموحاتها في تحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والتقدم .

إن جماهير الاحواز محرومة من أبسط حقوقها المدنية والسياسية ، وحتى من التحدث بلغتها القومية لغة العروبة والاسلام ، التي يتاجر به حكام وملالي طهران ، وكما يتم حرمان المواطنين من ثروات وطنهم سواء ما تزخر به من نفط وزراعة وثروات طبيعية ، أو مياه وثروات بحرية ، كلها يتم الاستحواذ عليها من قبل المستعمر الايراني .

لقد قدم الاحوازيون تضحيات جمة في مقاومة الظلم والطغيان الشاهنشاهي ، وعندما إنتهى حكم الشاه المقبور تنكر ملالي الفرس المجوس لتضحيات أبناء القطر الاحوازي ، كما تنكروا لتضحيات أبناء الشعوب الاخرى كالاكراد والبلوش وغيرهم من أبناء الشعوب الايرانية ، وبدلاً من مكافأتهم على تضحياتهم ، فقد تم التعامل معهم بكل قسوة ، وعمد الاحتلال الفارسي لنهب ثروات القطر العربي الاحوازي وحرمان أبنائه من ثروات بلادهم .

إن جماهير الشعب الاحوازي المناضلة تدعو جماهير الأمة العربية وأحرارالعالم، لمناصرة قضية تحررها وخلاصها من عبودية الفرس ، وهي التي تقف في خندق المقاومة ، وتقدم في كل يوم عشرات الشهداء على طريق تحرير وطنها ، والخلاص من الظلم والقهر والعبودية التي أصابت كل بيت أحوازي في القطر العربي الاحوازي.

إن الاحوازيين يناشدون أبناء أمتهم العربية بجماهيرها كافة في الوقوف إلى جانب نضالاتهم ، للخلاص مما يعانون منه من ظلم وقسوة وعبودية ، وهم يطالبون المنظمات الدولية ، وفي مقدمتها منظمة الامم المتحدة ، للتنديد بالممارسات العدوانية في حق أبناء القطر الاحوازي ، وهم يعتبرون أن تحرير الاحواز واجب قومي ووطني واخلاقي على كل مواطن عربي وعلى كل مواطنة عربية ، تماماً كما هي فلسطين، فالاحتلال واحد سواء على أرض فلسطين أو على أرض الاحواز ، والارض العربية التي يستهدفها العدوان الفارسي ، إن في الاحواز أو في الجزر العربية الثلاث أو ما يتطلع إليه عدوان الملالي في بحرين ، بالاضافة إلى ما يتبجح به في سيطرته على عواصم عربية أربعة هي : بغداد ، ودمشق ، وبيروت ، وصنعاء ، متوهماً أن الأمة في حالة سبات تسنح له في الهيمنة والسيطرة ، ليعيد بناء امبراطوريته المقبورة ، وكما يدعي وعاصمتها بغداد .

يا أبناء أمتنا الماجدة ، ليس في مقدور ملالي الفرس المجوس أن يدنسوا تراب امتكم، فبالارادة والهمة تستطيعون وقف الزحف الفارسي ، فالفرس لم يعهد لهم وأن انتصروا على الأمة ، فقد هزمهم العراقيون على أرض العراق خمس مرات فيما بين القادسيتين ، وفشلوا في إعادة مجد امبراطوريتهم التي قضى عليها الاسلام ، وأنهى دورها فلم تعد لها قائمة ، ولن يتمكن الفرس من بناء امة قد إندثرت وفقدت دورها، فالاسلام قد استبدل شعوبها بديانة السماء ، بدلاً من عبادة النار التي كانوا يعبدونها، ولكن الاسف أن حكامهم من امبراطوريات شاهنشاهية وملالية فارسية مجوسية أبت أن تسلك طريق الحق ، فوقفت من الاسلام موقفاً عدائياً ، وتجنبوا جادة الصواب التي وهبها لهم دين السماء الذي جاء به خير البشرية الإنسانية .

إننا نقف في خندق تحرير الاحواز ، واعلان استقلالها كدولة عربية محتلة أسوة بدولة فلسطين ، وندعو لتقديم طلب الاعتراف بدولة الاحواز العربية في الأمم المتحدة، وتطالب جميع فصائل المقاومة على ارض الاحواز أن تتحمل المنظمات الدولية ، وفي مقدمتها هيئة الامم المتحدة القيام بدورها و بمسؤولياتها حيال أبناء الاحواز ، كما تطالب الدول العربية كافة بقطع كل أنواع العلاقات مع نظام ملالي الفرس المجوس ، وتقديم كل أشكال وأنواع الدعم لابناء الاحواز ، وفتح مكاتب لمنظمات التحرير الاحوازية في العواصم العربية كافة ، لتصبح قضية الاحواز من بين القضايا القومية التي يجب أن تجد الدعم الكافي من الجماهير العربية في مواجهة الاحتلال .

عاشت الاحواز حرة عربية ، وعاش نضال شعبنا على أرض الاحواز ، والمجد والخلود لكل الشهداء ، والخزي والعار للعدوان الفارسي المجوسي على الارض الاحوازية .

dr_fraijat45@yahoo.com





الاحد ١٧ رجــب ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.