شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد شكلت كارثة الشعب العربي الفلسطيني ونكبته قبل ثمان وستون عاما فصلاً جديدا ومركزياً من فصول الكارثة التي حلت على واقع الأمة العربية التي تعيش تلك الأثناء مرحلة النهوض والتحرر والاستقلال ,ووقفت عاجزة أمام هول ما تعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير وتهجير قسري وتطهير عرقي طال الشجر والحجر والبشر ,وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي ومنظماته كافة بل وتواطؤ واضح من بعض الدول الاستعمارية الكبرى ,والشريكة بكل تفاصيل الجريمة البشعة التي وقعت بحق الشعب العربي الفلسطيني ,وراح ضحيتها مئات الألوف من الشهداء والجرحى والأسرى والمشردين من الأطفال والنساء والشيوخ ,وعشرات القرى والمدن التي مسحت عن الوجود على شكل تطهير عرقي لا سابقة له في التاريخ الإنساني ,إضافة لمصادرة الأراضي والبساتين والبيوت وكافة الممتلكات خاصة الشعب الفلسطيني صاحب الحق الوحيد في كافة الأراضي العربية الفلسطينية.

إن فصول المؤامرة الكبرى الامبريالية والصهيونية والرجعية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في الخامس عشر من أيار من العام ألف وتسعمائة وثمان وأربعين 1948 .والتي مثلت في تلك الآونة ( أم النكبات ) . حيث لا مثيل لها في التاريخ البشري بسبب الأعمال الوحشية والنازية المرتكبة بحق شعبنا والتي تصل مرحلة الإبادة الجماعية وجرائم التطهير والجرائم بحق الإنسانية ,والأنكى من كل ذلك تساوق بعض الدول الكبرى مع مشروع العصابات الصهيونية وتقديم كل العون اللازم لتلك العصابات في تنفيذ مشاريعها التصفوية بحق شعبنا ألأعزل إلا من إرادة الصمود والتحدي لكل المشاريع الهادفة النيل من عروبة فلسطين .وتأتي تلك المواقف المتساوقة مع المشروع الصهيوني تأكيداً آخرا على تقاطع المصالح الاستعمارية بين تلك الدول والحركة الصهيونية العنصرية في استهداف الأمة العربية وليس فلسطين وحسب, بهدف إخضاعها وثرواتها للهيمنة الامبريالية الصهيونية على قاعدة الشراكة الفعلية في سرقة الأرض العربية الفلسطينية وإخضاع كافة الأقطار العربية للسيطرة الاستعمارية ,وبالتالي إعاقة مسيرة نهوض الأمة وتقدمها وانعتا قها من نير التخلف والتبعية والرجعية ,وكذلك الاستغلال والإقطاع والدكتاتورية والتجزئة والشرذمة والطائفية والاستلاب.

وتأتي الذكرى الثامنة والستون على نكبة الشعب الفلسطيني ( أم النكبات ) في الوقت الذي تتوالى وتستمر فيه سلسلة النكبات على واقع أمتنا العربية ,حيث حلت ضيفا ثقيلا على العراق الشقيق الذي لا زال يدفع فاتورة وقوفه إلى جانب قضية شعبنا العادلة, ولا زال يعاني ويلات الاحتلال ودماره, وذيول المحتلين وفسادهم ,وكذلك الشام الغارقة بدماء الأبرياء جراء المؤامرة الدولية وتساوق المشروع الطائفي والدكتاتوري معها ,ولا ننسى اليمن السعيد المثقل بالهموم والحروب ,وليبيا المكلومة ومصر المحروسة وإمارات الخليج ومعها الجزيرة العربية التي يتهددها غول التقسيم والطائفية والاستهداف الاستعماري البغيض.

كل ذلك يجري في بلاد العرب ويتضاعف معه ألم الشعب الفلسطيني وتزداد محنته ونكبة لجوئه لتستقر غرقاً في أعماق البحار ,والعالم الحر الديمقراطي لا زال يقف عاجزاً عن وضع حد نهائي لمأساة شعبنا المتخم بالنكبات والويلات ,بل لا زلنا حتى هذه اللحظات نشهد شركاء دوليين مع الحركة الصهيونية في استمرار الجريمة البشعة بحق شعبنا وأمتنا .

وأمام شدة الظروف وحلكة الظلام الذي يعيشه شعبنا وأمتنا وفي حضرة ذكرى نكبتنا وتوالي مسلسلها على الأقطار العربية, فإننا ندعو أحرار شعبنا وأمتنا إلى التيقظ والقفز على كل معيقات وحدتنا وتضافر كل جهودنا وإمكاناتنا في مواجهة الأخطار الحقيقية المحدقة بقضيتنا وواقع أمتنا.





الجمعة ٢٠ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب ثائر حنني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.