شبكة ذي قار
عـاجـل










لنعد بذاكرتنا الى عام ٢٠٠٣م.
حين غزت أميركا وبريطانيا وايران والصهيونية ومن تحالف معهم العراق وأحتلته.

صمت العالم كله وكأنه أصيب بالخرس . ولم نعد نسمع قط غير صوت الغزاة واعلامهم الذي صم اذان البشرية يهلل لموت شعب وأغتصاب وطن وتدمير أمة. لم يكن أحد يجرؤ على أدانة ما يجري ولو بكلمة واحدة بل على العكس كان كل ما نسمعه هو الأشادة بانجاز الحرب الكونية تلك ضد بلد معزول ومحاصر لاكثر من ١٤ عام حتى صار شعبه كله يأكل التراب ويموت بلا غذاء ولا دواء.

تم تصور تدمير العراق وقتل الملايين من شعبه وهتك ستر عوائله وانتهاك سيادته وفتح الابواب مشرعة لسلب ثرواته على انه أعظم أنجاز حققته القوى الغاشمة المجرمة لتحمي نفسها من شعب صور ظلما وعدوانا على غير ما هو عليه وأتهم ظلما وعدوانا بما لا يملك و بما لا ينوي فعله ولا يمتلك أصلا قدرات فعله .

شعبنا وحده وعبر مقاومته التي أنطلقت تزامنا مع أيام الغزو الأولى كان يتحدث بلغة خاصة لا يسمعها غير الغزاة والخنازير والقردة والضباع التي جلبوها معهم ليشكلوا بيادق لوحة الشطرنج القذرة الخانعة . كانت لغة شعبنا هي من حروف الحرية وأقدام الرجال وبسالتهم وتحديهم المعبر عن وطنيتهم الفذة وعروبتهم وأيمانهم العصي على الاذلال والخنوع.

كان المسافر من بغداد الى المحافظات المجاورة لها يرى العجب العجاب في طرقات وشعاب الوطن ومزارعه وحقوله وبساتينه . كان الموت العراقي يلتهم جنود الاحتلال ويمزق أحلام الخونة والعملاء من أحزاب وأعوان ايران . كان المسافرون في الأرجاء المحيطة ببغداد في مايس وحزيران وتموز وما تلاها عام ٢٠٠٣ يمر على مجاميع النشامى وهم يصطادون الهمرات والدبابات ويحولون حياة الجيوش الغازية الى جحيم لا يطاق .

كان العراق يتحدث بلغة محلية لا تكاد تسمع بفعل ضجيج الرعاع المطبلين لاسلحة تدمير مزعومة يخفت صوت البحث عنها بجزع ظاهر يوما بعد يوم والزاعمين بعلاقات كانت أنوف رجال العراق ومبادئهم وقيمهم وأحترامهم لقوانين العالم وحياة البشر في كل مكان تأبى وتأنف أن تخوض بها يخبو بريق زعمهم ويهفت يوما بعد يوما في الوقت الذي تحصد فيه مقاومتنا الجسور رقاب الغزاة وتحرق ماكنة عدوانهم الهمجي الوحشي في البياع وام الطبول وعلى جسور الجادرية و الجمهورية والسنك ومقترباتها وكان ليل بغداد يبدأ عند الثالثة عصرا فلا تغفو للبغداديين عين وهم يحسبون عدد غارات النشامى على المنطقة الخضراء ومعسكرات الاوباش . كانت أرض بغداد تهتز وتهتز وتهتز وكذا كانت واسط وذي قار وكربلاء والنجف والبصرة والمثنى والموصل وكركوك والانبار وصلاح الدين وديالى .

كان العراق يتكلم بلغة محلية لا يسمعها الا قليلون بل قليلون جدا
غير ان عدد القليلين كان يزداد يوما بعد اخر ويعبر الحدود رغم أنف الطاغوت.

وبدأ النشامى الاحرار يكسرون الجدران ويخترقون الحواجز بصبر لا يضاهيه صبر وبأيمان لا يطاوله أيمان وثبات كثبات الراسيات .

مزقنا دستور الاحتلال بروية حتى أرغمنا حتى بعض من كتبوه على الاعتراف بأنه ليس دستور . وحولنا الأجتثاث وحظر البعث الى طرفة يسخر منها أطفالنا رغم ما أحدثه الأجتثاث من أذى . قاتلنا الردى والكارثة وتحملنا الأقصاء والتهجير وقطع الأرزاق وغلبنا الافق التي ضاقت حتى صارت كخرم أبرة.

وانتصرنا ..
طردنا جيوش الغزاة واحدا تلو الاخر من أرض الوطن المقدسة.
وتكسرت بضربات أقلامنا حواجز الحصار الاعلامي حاجزا بعد اخر .
وهاهي ساحات دول واحزاب ومنظمات رسمية وغير رسمية تنفتح أمامنا تدريجيا
قاعات الامم المتحدة التي تحكم مقافيلها قبضة الوحش الامريكي المجرم فتحنا بعضها

وأمس أجبرنا ألاوباش على التكشير عن أنيابهم وأظهار كل عفنها وسوسها أمام العالم حيث هاجمونا ونحن في ندوة قانونية تناقش حقوق العراق وشعبه التي ستدفعها أميركا مرغمة صاغرة .

واليوم .. تنفتح بيروت العروبة بجهد من أبناءها الابرار أمامنا في ندوة قانونية أخرى سيسجل زمانها ومكانها ومضامين التحدي الكامنة فيها سفر صمودنا الأسطوري وصبرنا التعجيزي وتضحياتنا العظيمة. ندوة بيروت التي تناقش بلغة عربية فصيحة لا قانونية ولا شرعية الغزو والاحتلال والاجتثاث وتضع خطوط الفعل لمسارات استرجاع وأخذ حق العراق وحقوقنا من أميركا وبريطانيا وايران .

اليوم .. بدأت اشارات وشواهد قلب الطاولات على رؤوس السفلة الفاسدين الخونة وانفتحت طرق الحق الأبلج الذي يبنى على جرائم بدأ المجرمون يعترفون بها صاغرين كما حصل مع بريطانيا التي أقرت بعدم شرعية الغزو والاحتلال عبر لجنة تواصل عملها أكثر من عشر سنوات قبل أن تعلن عن انتصار أنوار الحقيقة على دهاليز الظلم والطغيان والاجرام والمكابرة الاستعمارية الوقحه.

فتحية لرجال العلاقات الخارجية في بعث الامة الصامد البطل
وتحية لرفاق العروبة في حزب طليعة لبنان العربي
وانها لمسيرة ظافرة مؤونتها الصبر والدم الطهور
والله أكبر والنصر لشعبنا الأبي .





الاثنين ٢٤ ذو الحجــة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أيلول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.