شبكة ذي قار
عـاجـل










تكثفت منذ أشهر التأكيدات على ضرورة الهجوم المركز على الموصل كبرى مدن العراق؛ وعدد فريق العملاء في بغداد المحتلة أسباب عزمهم ذاك مشددين على ما لما يسمونه بتحرير الموصل من فوائد جمة على الاستقرار في العراق ومن خلاله استقرار كل المنطقة.

وركز الفاعلون في العملية السياسية المتهاوية في العراق على إبراز الدوافع لتحركهم صوب الموصل حيث يروجون لتحريرها من داعش.

إن يافطة التحرير لم تعد قادرة على جذب المواطن العراقي البسيط ولا إقناعه؛ وباتت علكة التحرير هذه مجلبة للاستهزاء وذلك لأن العراقي لم يعاني ما عاناه إلا منذ أطلقت إدارة الشر الأمريكية بقيادة بوش الصغير مصطلح تحرير العراق إبان غزوه وتدميره قبل ثلاثة عشرة عاما؛ وتلاحقت المصائب على العراق والعراقيين فيما بعد واقترنت مجتمعة بهذا التحرير المغشوش.

لقد سقطت حجج التخفي خلف هذا التحرير وتحققت قناعة شعبية واسعة بأنه مقدمة لارتكاب شتى تلوينات الجرائم والفظاعات؛ وتبقى مثلا وقائع تحرير الفلوجة مؤخرا خير شاهد.

لا يمكن أن يفلح تصميم أقطاب العمالة في بغداد على تقديم أنفسهم في جبة المحررين ومن ثم إخفاء مقاصدهم الحقيقية المرجوة من حملتهم الإرهابية على الموصل وهي التي لا تنفصل عن حلقات حملاتهم على كل العراق شعبا وأرضا وتاريخا وحضارات؛ وهي حملات تعهدوا من جملة ما تعهدوا به لأصحاب المشاريع والمخططات الحقيقية في العراق وكل الوطني العربي وهم رأسا أمريكا والصهيونية العالمية وإيران الصفوية الفارسية التوسعية.

وتتمثل هذه الأهداف أساسا في :

١- الانتقام من الموصل وكل الغرب العراقي لكونه شكل مسرح المقاومة الأبرز والأكثر شراسة في التصدي للغزو الأمريكي ومفرزاته إضافة للانتقام منه لما شكله من معين هدار لقبر أحلام إيران الخمينية إبان عدوانها الإرهابي الغادر على العراق في ثمانينات القرن العشرين.

٢- مواصلة حرب الإبادة العرقية في العراق؛ في إطار تنفيذ مخطط التغيير الديمغرافي المستعر منذ الغزو الأمريكي والمتصاعد بشكل لافت وبالغ الخطورة بعد فرار الجيش الأمريكي من العراق وتسليمه بالتالي لإيران.

وتقوم سياسة التغيير الديمغرافي على تهجير السكان الأصليين بحجج كثيرة ومختلفة وإحلال أقوام غريبة من مستوطنين يستقدمهم الفرس من إيران وأفغانستان وغيرهما لطمس عروبة العراق وتفريسه. وسيسمح هذا التفريس في حال نجاحه بإتمام أولى الفصول في مرامي إيران والمتمثلة في تحويل العراق كاملا لإقليم يشكل ضمه للإدارة الفارسية بداية تحقيق ما يسمى بالدولة الإسلامية الكبرى حسبما تنص عليه أدبيات ولاية الفقيه الصفوية.

٣-إلغاء الدور العروبي والقومي التاريخي للعراق؛ وإكمال تحييده وإخراجه من دائرة الصراعين القوميين العربيين الفارسي والصهيوني.ويبلغ هذا المخطط ذروته بالعمل على ضرب المقاومة العراقية لا كحالة مقاومة فقط وإنما ضرب ما تمثله من مشروع تحرر وطني وقومي عربي شامل تنهض من خلاله لصد مختلف المشاريع الامبراطورية التوسعية الإقليمية وخاصة الفارسية بالتزامن مع مقارعتها للمخططات الصهيونية الضامنة لمصالح الامبريالية ..

وينجلي ذلك المخطط المعادي باتخاذ العراق بادئ الأمر منصة وقاعدة انطلاق لتفريس بقية الوطن العربي وتفتيته وتقسيمه على أسس طائفية ومذهبية وعرقية لدويلات عاجزة وتابعة لإرادة منظومة ولاية الفقيه وهو ما يصب في النهاية في دائرة الإبقاء على التفوق الاستراتيجي الشامل للكيان الصهيوني في المنطقة وبالتالي بسط سيطرة الامبريالية الأمريكية الاستعمارية على خزان الطاقة العربي.

إن هذه المقاصد وهي قيد التشكل أو البحث عن أنجح الطرق لتشكيلها؛ تشي بما لا يدع مجالا للشك عن مدى التنسيق والتماهي وتوزيع الأدوار وتناغمها بين الثالوث الاستعاري الإرهابي في العالم المتكون أصلا من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وولاية الفقيه الصفوية الفارسية الخمينية؛ حيث لا تتجرأ إيران عن تنفيذ هذا السيل المرعب من جرائم الإبادة العرقية بحق العراق لولا موافقة أمريكا وتخطيطاتهما المشتركة مسبقا؛ ويتوجب التأكيد هنا على أن الحلف بين إيران والصهيونية من جهة؛ وإيران وأمريكا من جهة أخرى حلف قديم وممتد عبر التاريخ منذ تعاون الفرس مع اليهود لإسقاط بابل في عهد كورش لحدود فضيحة إيران غايث وما تلاها لليوم.

وتتكرر هذه المشتركات في سورية وفي اليمن بعناوين تبدو في الظاهر متناقضة ولكنها تحافظ على ذات الجوهر والأهداف.

وإن السماح بتسلل روسيا لسورية يتنزل في إطار جر الدب الروسي لخارج حدود السيطرة التقليدية للاتحاد السوفييتي وإثقال كاهله بخسائر لن تعادل غنائمه من تقتيل الشعب العربي في سورية.

هذا وإن حرب الإبادة التي تشنها ميليشات الإرهاب والتقتيل على الهوية في العراق برعاية وإيعاز ودفع وإشراف فارسي مباشر؛ تتخذ فيما تتخذه طابعا طائفيا للتعمية عن المرامي الخطيرة والدسائس الخبيثة التي تجمع بين مديري حلف الشر العالمي والمتفق تماما على العداوة العنصرية للعرب والحقد على العروبة تاريخا وموروثا حضاريا ووعاء ثقافيا وروحيا مهما ومتفردا.





الثلاثاء ١ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.