شبكة ذي قار
عـاجـل










جميع من دخل العراق من أفراد وأحزاب محتمياً بدبابات الغزو وعساكره وكل الذين التحقوا من داخل العراق بساحات النهب والسلب التي عرفت بأسماء وتوصيفات خبيثة لئيمة أو الذين سال لعابهم فصارت مقرات ومعسكرات الغزاة وبواباتها مواقع للتسول الرقيع لمقاولات نخرت شوارع العراق ومدارسه ومشافيه وعديد مباني وزاراته ومؤسساته... كل الحشد الذي رقص على جسد العراق واستحم بدماء ملايين الأطفال والنساء والشيوخ والرجال الرافضة للاستسلام المعانقة لبنادق المقاومة والجهاد.. كلهم بلا استثناء ... ظنوا واهمين .. أن الاحتلال يمتلك قوة خارقة وهيمنة مطلقة وبرامج بقاء أزلي في العراق بل وأنه سيمتد تحت علم الصهيونية والإمبريالية إلى كل أرجاء الجغرافية العربية وخاصة المشرقية منها.

وها هي السنوات والأحداث مع بعضها تبرهن أنهم رقصوا على جسد العراق العظيم رقصات نزق وشراهة قاتلة وسوء تقدير وقصر نظر وانعدام خلق وسيادة سوء أدب وقراءة خاطئة للسياسة وللتاريخ وفهم خطل لإرادة الشعوب وغياب رؤية لحيويتها النابعة من إرثها وعوامل ومعطيات حضارتها وعميق أصالتها ...

أربعة عشر سنة والعراق من أقصاه لأقصاه ما قر له قرار ولا استقر فيه شبر ولا قرت به عين لهؤلاء الخونة سواءً من قدم منهم معبئاً بمشاريع إيران الاحتلالية الاستيطانية أو خيلاء الإعمار الموعود الذي سينسي العراقيين سحنة وجوههم ونوتات أسماءهم ولم تستطع القوة الغاشمة قط أن تسير في شوارعنا إلا ويدها على الزناد والموت الزؤام يترقبها ويحف بها وينام على وسادتها..

مزق رجال العراق كل خيلاء وأوهام الغزاة ومن اختبأ خلف جحورهم وتعشم باقتدارهم الذي ما ظنوا للحظة أن المقاومة العراقية ستمزقه ببنادق كلاشنكوف وعبوات محلية الصنع مزقت أجساد الدبابات الأحدث والهمرات المدرعة بل بتراب أغلق منافذ الرؤية لدوريات أمريكا العظمى وأفقدها رشدها وصوابها وأسقطها في الوحل تلعق جراحها وتضع المليارات فوق المليارات في إحصاءات مجنونة لخسائر مادية أغرقت الاقتصاد الأمريكي بين ضفتي الكرخ والرصافة والجانب الأيسر والأيمن وفي رمال الأنبار الذهبية وبين ممرات غابات بساتين ديالى.

وانتصر العراق على القوة الغاشمة .. انتصر مادياً ومعنوياً حيث هربت كل جيوش الغزو وغدر الجبان الأمريكي منتقماً لهزيمته بأن سلط علينا شريكه الأغبى إيران الصفوية.

انتصر العراق على الاجتثاث وحوله من استهداف إجرامي لحزب الشعب إلى منابع للرفض والمقاومة حيث صار الاجتثاث ليس للبعث فقط بل لعروبة العراق ولعشائر العراق ولوجود العراق وقومياته وأديانه وحضارته..

وانتصر العراق على دستور بريمر فجعل منه طرفة حتى لمن وضعوه ترجمة وهوامش إضافة تلغي عروبة العراق وتلحقه بولاية السفيه الإيرانية المجوسية من المرتزقة الأوغاد.

وقد أكلت بنادقنا من لحوم الغزاة الفرس وعبيدهم ولما تزل الكثير وسنطردهم من أرضنا شر طردة ويتوهم من يبني لغير هذا الاحتمال المؤكد كما توهم الذين بنوا على عصمة القوة الغاشمة والاقتدار اللامتناهي لأمريكا التي جعلناها تحمد الله الآن كل ساعة لأنها اتخذت قرار الهرب وصار هذا القرار محور تجاذبات السياسة الأمريكية وحشرها في زوايا التآمر المخابراتي والاعتماد على دموية الفرس واندفاعاتهم الهوجاء لأطماع استقرت كما الطاعون في جمجمة الأعجمي اللئيم.

فيا الآكلون لحم العراق بدأ من صغاركم الذين سرقوا مواسير المياه وشبابيك المصانع إلى كباركم الذين نهبوا الأرض والسيادة والبنوك والنفط ومعدات المصانع وصولاً إلى سماسرة المقاولات وعشاق الخردة والتهريب والتبيض وتجارة الأعضاء ومزادات التهجير ومناقصات بيع المناصب.. ووصولاً إلى بنوك الفيدرالية وتجار بيع الأرض والعرض ..

لكل هؤلاء وسواهم نقول :
العراق حصن الحضارات وموطن الأنبياء والرسالات وسيف الأصالة الأعرق من العراقة... العراق عراق ذي قار والقادسيات وأم المعارك والحواسم التي ما زال سعيرها يسلخ جلود من تطاولوا..

هذا العراق سينتصر .. وسيعود حمورابي يجلس على كرسي العدل وسيعود سيف علي الكرار ومحاكم عمر الفاروق ودم الحسين يثأرون ويعاقبون بالعدل والقسطاط.

الغد آتٍ أيها الغرباء النغول اللقطاء.. والعراق آتٍ من الفاو إلى دهوك ومن سيف سعد إلى معبر الكرامة وبكل طيفه وفسيفسائه يهزج ( الياكل تمنه يزوعه : أي .. من يسرق رزنا سيتقيأه ).





الاربعاء ٢ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.