شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ اكثر من اربعة عشر عاما على اسر العراق وتغلغل العناصر المشبوهة داخل اركان العملية السياسية وسيطرتها على سدة الحكم في بلاد الرافدين وما الحق جراء ذلك من فساد عم مختلف نواحي الحياة واضر بالعقلية الشبابية السليمة ضرر نراه يطفح بسوءه يوما بعد الاخر يرعاه اشباه الرجال من متسنمي السلطة .

فبعد الهجمة العدوانية الشرسة التي احتلت فيها العاصمة بغداد بدأت عدد من الشركات الامنية الاجنبية وبرعاية المحتل بتأسيس سوق تجارية لترويج الفساد في كافة انحاء البلاد من شماله لجنوبه , كما ان فتح المعابر الحدودية على مصراعيها وانعدام سيادة الدولة وغياب الامن جعل من الاراضي العراقية محطة سهلة تمر منها قوافل مافيات التهريب , برعاية ودعم حكومة الاحتلال الامريكي وبمباركة ايرانية .

وكمثال على مساهمة الدول المحتلة بهذا الانتقام ما اشارت اليه الوثائق الدولية عن تورط اكثر من (80) الف مجند مرتزق يعملون في 350 شركة امنية خاصة مختلفة الجنسيات بالمساهمة والترويج لهذه التجارة وتوظيفها لإفساد الجيل الناشئ وجره الى منحدرات الشذوذ الاخلاقي من غير ان يعلن عن أي تحقيق يخص هذه الاعمال الاجرامية , وكما اشارت صحيفة التايمز اللندنية اضافة الى عدد اخر من الصحف العالمية الى قيام تسعة جنود بترويج المخدرات اثناء خدمتهم التاج الملكي في محافظة البصرة جنوب العراق , مع ذلك ورغم كل ادلة واثباتات هذه الواقعة السوداء لم يتخذ أي اجراء رادع او عقاب بحقهم .

إن مجمل الارباح الخيالية التي حصدها هؤلاء المرتزقة غير قابلة للإحصاء , فوفق تقارير موثقة يبدو أن جزء من هذه الارباح يذهب ايضا لجيوب عدد من المنتفعين داخل سلطة المنطقة الخضراء اضافة الى رؤوس الاموال الممنوحة لعدد اخر من الشخصيات البارزة في المجتمع كرشوة مقابل غض النظر عن جرائمهم , ولم يقف الامر عند هذا الحد بل تجاوزه الى سيطرة مافيات معينة على الحدود والمعابر مع الجمهورية الايرانية لهذا الغرض .

كما تم زراعة عدد من النباتات المخدرة داخل القطر وخاصة في المناطق القريبة من الحدود الايرانية كمحافظتي ديالى وميسان , حيث وجدت معامل خاصة بتنبيت ومعالجة الافيون والخشخاش وسط المزارع في مناطق شبه محظورة يمنع الاقتراب منها تحميها مجموعة من الميليشيات المعروفة وبعلم السلطات المحلية .

وقد اشارت تقارير الامم المتحدة الى ( إن العراق قد اصبح محطة ترانزيت لنقل المخدرات المصنعة في افغانستان وايران الى اوربا ودول الجوار , وبينت هذه التقارير وبشكل واضح الدور الايراني الذي استغل سيطرته على حكومة المنطقة الخضراء وانعدام السيادة والرقابة الحدودية واستغلال المناسبات الدينية لإدخال المهربين على هيئة زوار للعتبات المقدسة ) , كل ذلك يتم برعاية حكومة بغداد واجهزتها الامنية وميليشياتها , واشير الى إن مثل هذه الحالات التي تلي الصراعات المسلحة لتحول الارض بعدها الى معبر لوجستي ملائم للغوغاء وتجار المخدرات على حد السواء , حيث إن هذه الاشاره هي اجابة صريحة عن المسبب الاول لكل ما يجري اليوم على ارض الوطن من حروب ودمار اوجدها المحتل ووسع رقعتها خدنة لأغراضه التخريبية .

كما وأكدت تقارير دولية الى ان هذه التجارة باتت اكثر تنظيما بفعل المافيات الايرانية والافغانية التي اسست ممر امن في العراق تعبر من خلاله بضائعهم نحو مختلف الاتجاهات لتميز موقع البلاد الاستراتيجي , وما يحصل اليوم في محافظات الجنوب العراقي من انتشار واسع لمثل هذه الظواهر هو خير دليل على مدى تخلخل الوضع الامني والنتائج الكارثية التي ادى اليها هذا الامر .

كل ذلك انتجه الاحتلال وبتخطيط دقيق , دفع بالشباب نحو منحدر الفساد وتهدم القيم المجتمعية المحافظة , وحيث اشارت الاحصائيات الاخيرة الى تزايد نسبة المدمنين لتصل الى ما يقارب الـ75% نسبة الى الاحصائيات السابقة , واذ تبين مدى حجم هذه الكارثة التي حلت بالعراق بعد 2003 حيث إن غالبية المتعاطين لا يزالون تحت السن القانوني ( قاصرين ) رغم كل المصائب التي حلت اضيف اليها هذه الافة لتتحول جنائن الأرض الى مراتع للفساد في هذا البلد المنكوب .

ولا يزال المنتفعون يمرحون على الارض بلا رادع , املا بتدمير عماد الوطن ومستقبله , ورغم ذلك فلا يزال الخيرين يسعون للصلاح ويشقون طريقهم وسط غبار الاحتلالين لإعادة ما انحرف طريقه القويم واعمار ما تم تدميره , هذه الفئة لن تهدء ولن تركن حتى تُرفع راية الوطن عالية لخدمة شعبها , املا بعراق واعي خالي من اثار الهمجية ومخلفاتها .
 





الاربعاء ١٤ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / أيــار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب مهند الدوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.