شبكة ذي قار
عـاجـل










وهل تسمون تدمير المدن العراقية، ومنها الموصل تحريرًا؟ هل تسمون تدميرها تحريرًا ولم يتبق من شعبها الأصيل أحد بين قتيل وجريح وتحت الأنقاض ومشرد في العراء؟ لا بشر ولا شجر سوى كومة من حجر .. وتسمونه تحريرًا ؟

ما الذي تبقى من الموصل لكي تعلنون بصفاقة ودنائة أنها تحررت ؟ وهل أن المجرم يصبح مُحرِرًا ؟ وهل المحتل الغازي يمسي مُحررًا؟

تكذبون على منْ أيها العملاء المنافقون ؟ وأنتم أدوات هجينة من أدوات إيران وأدوات أمريكا وأدوات أنتجتها مطابخ المخابرات الأجنبية؟ ، المحتل الغازي يحتل الأرض ويستعبد الشعب وينهب الثروات، وهو لا يحرر أرضًا لشعب ولا يحرر شعبًا هو يستعبده ويذله ويسحقه .

تحتفلون بالتدمير والتهجير لأنكم نفذتم خطط دولة أجنبية مارقة ترعى الأرهاب ، ودولة إمبريالية صهيونية متوحشة .. ثم تدعون في الوقت ذاته، إلى عقد مؤتمرات بائسة تجمعون فيها حثالاتكم من ( سنة السلطة وشيعة السلطة ) لتوهموا الشعب بأنكم على طريق الديمقراطية - الطائفية المقيتة، من أجل إنتخاباتكم وبقائكم في مراكزكم ونهبكم وفسادكم وعمالتكم.

التدليس والتعارض والتناقض في مواقفكم الشائنة يعكس غبائكم وإزدواجيتكم وخوائكم .

تصرحون أنكم لا تسمحون بأن يحارب ( حشدكم الصفوي الشعوبي ) في خارج الحدود .. ولكن هذا الحشد الطائفي يتحرك بالصورة والصوت وبكل حرية داخل الأراضي السورية ، يطلقون النار والقذائف والهاونات ويمارسون الأفعال العسكرية بقيادة قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وهادي العامري وقيس الخزعلي .. لأنكم وأنتم سلطة الكذب والدجل لا تستطيعون منعهم من العبور بآلياتهم وأسلحتهم وتجهيزاتهم ، لأنهم ليسوا تحت إمرتكم، فهم يتحركون بأوامر ولي الفقيه وبقيادة قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وهادي العامري وقيس الخزعلي، وهم جميعًا فرس إيرانيون روحًا وجسدًا يقودون فصائل الحشد الفارسي الشعوبي ويعلنون صراحة تنفيذهم لأوامر ولي الفقيه .. في الوقت الذي تعلنون فيه بكل وقاحة وغباء بأن الحشد الشعوبي هو جزء من تشكيلات الجيش وتحت مسؤولية القائد العام للقوات المسلحة .. ولكن هذا التدليس وأمام الكاميرات ومراسلي الصحف العربية والأجنبية لن يستمر خداعهم طويًلا ، لأن الحقائق على الأرض أيها الأغبياء التافهون، هي التي تفضحكم وتعريكم ونياتكم الخبيثة وارتباطاتكم السافرة والمتواطئة مع الفرس وغيرهم .

تقولون ( حررنا ) الموصل من إرهاب داعش - ولا أحد يحب داعش - وهي من صنع سيدتكم طهران وسيدتكم واشنطن وتل أبيب .. كل العالم على إطلاع ويعلم بهذا السيناريو الذي هو جزء من إستراتيجية محاربة الأرهاب الدولية، التي طوت صفحة ( القاعدة ) إلى المرتبة الثانية وفتحت صفحة ( داعش ) لتحتل المرتبة الأولى وغدًا ستفتتح صفحة أخرى وتسمية أخرى وضحايا ودمار شامل آخر .

ما الذي حققتموه أيها الأوغاد منذ وصولكم إلى العراق عام 2003 ولحد الآن؟ .. أي مشروع نفذتم وأي صناعة أسستم وأي زراعة باشرتم وأي خدمات قدمتم ، لا شيء من كل هذا ، بل على العكس فقد دمرتم مشاريع عملاقة بقدراتها ومصانع شاهقة في قيمتها وعطائها ومؤسسات إنتاجية وفكرية وثقافية وعلمية وتقنية .. وخربتم الأنسان بالطائفية وجردتموه من وطنيته وأغرقتموه بأوهام وخرافات طائفية مخزية لتتمكنوا من قيادته وهو أعمى وجائع وبائس نحو أهداف هي أهداف دول أجنبية وفي مقدمتهم إيران وهي عدو تاريخي .. أذلكم الله وأخزاكم .. حتى بعض قادتكم قد عروا نهجكم وسياساتكم وأعلنوا صراحة أنكم فاشلين وغير قادرين على بناء دولة وغير قادرين على قيادة نظام حكم سياسي في العراق .. وفشلتم فشلا ذريعًا طيلة أربعة عشر عامًا من القتل والنهب والسلب والأنحطاط .

أنتم باقون على رأس السلطة من أجل ماذا ؟ من أجل بناء الدولة؟ كلا، من أجل تأسيس مشاريع؟ كلا ، من أجل توفير خدمات للناس؟ كلا ، من أجل توفير الأمن والأمام للمواطنين؟ كلا ، أنتم حفنة لصوص، دوركم هو تجهيل الناس بالخرافات وتمزيق الشعب العراقي بالطائفية وإبادة جيل الشباب من كل الأطياف - أحد أهم مصادر القوة في الدولة - ونهب ثروات النفط وتعطيل ماكنة التقدم والتطور في البلاد واستنزاف الموارد بالتهريب وإبقاء العراق مرتعًا للمليشيات بلا أمن وبلا أمان ونسيجه الاجتماعي مفكك ومتناحر وممزق .. وبالتالي وهو الهدف الكبير .. ( إبقاء العراق ضعيفًا لخمسين سنة قادمة لا يستطيع أن يبني نفسه ولا يستطيع أن يتقدم أو يتطور، ولا يستطيع أن يجمع عناصر قوته السياسية وموارده المادية والبشرية ) ، بلا سياسة ، بلا إقتصاد ، بلا جيش وطني ، سوى مليشيات تعبث بأمنه وشعبه وبمستقبله .. وإن هدف إضعاف العراق هو هدف مركزي في إستراتيجية النظام الفارسي ( إضعاف العراق وجعله تابعًا ) .!! فأذا كان الشعب العراقي في خضم موجة الغزو والأحتلال عام 2003 قد عاش الصدمة والذهول .. فأن هذه الصدمة وغشاوتها قد إنقشعت الآن وبات الشعب يعرف دقائق الأمور وتفاصيلها، وهو يحسب الدقائق والأيام والأسابيع والشهور القليلة القادمة، لوضع حدٍ لهذه المهزلة من أجل عراق حر لا أحد يتدخل في شونه ويختار شكل نظامه السياسي والأقتصادي بإرادته الحرة دون قيود أو شروط نحو بناء دولة التعددية الديمقراطية الوطنية التي ترفض ان يتدخل في شؤونها أحد لأي سبب أو ذريعة، وأبناء العراق الوطنيون هم الذين يبنون ويحمون العراق دون وصاية أحد.!!





الاثنين ٢٣ شــوال ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / تمــوز / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.