شبكة ذي قار
عـاجـل










العراق الآن أصبح يواجه فوضى سياسية ، والبلاد غارقة بالفساد ، ويوما بعد يوم وحال العراق من سيء الى أسوء فأسوء ، ويقف وراء كل هذا زمرة من العمائم الدخيلة على البلاد والمتحكمة تماما بدفة الحكم و مسخرة القيادات السياسية لخدمتها حينما تعمل بتوجيهاتها وتضمن عدم مخالفتها حتى في دقائق الأمور ، فضلا عن تحكمها بمصدر القرار السياسي كي يتلاءم مع توجهاتها الخاضعة للهيمنة الخارجية سواء للغرب أو لايران ، فكل الأطراف المحتلة في العراق وضعت ثقتها بتلك العمائم لغايات وأهداف تدخل في مصلحة المحتلين ، وهذا ما فتح المجال لوجود قيادات سياسية فاسدة تعمل تحت امرة العمائم المتلبسة بزي القديسين المزيف التي سخرت فتاواها لحماية أدواتها السياسية و توفر الغطاء الشرعي لجرائمهم التي فاقت كل التصورات حتى أدخلت البلاد في فوضى سياسية لا نهاية لها تلوح في الأفق ، فبعد أن كانت غارقة بالحروب الأهلية والطائفية المقيتة بدأت تواجه فوضى و صراعات سياسية ستعود على البلاد بالويلات وعلى مرأى و مسمع عمائم السوء و الفساد دون أن تحرك ساكنا ، وهذا دليل واضح على عمالتها للخارج وعدم اكتراثها لما يحل على هذا البلد الجريح ويتجرع مرارتها يوميا فلعل قضية الانتخابات القادمة المزمع اجراءها وتباين الآراء حولها فضلا عن انقسام الأطراف السياسية ستدخل البلاد في فوضى سياسية جديدة وتفتح الباب أمام التدخلات الخارجية التي تحاول النيل من كرامته و مكانته العالمية و تقسيمه الى عدة أقاليم على أسس طائفية ومذهبية تخلف وراءها النعرات الطائفية الدموية الناتجة عن الصراعات السياسية التي خلفت وراءها الفساد والافساد والبطالة الكبيرة والتهجير القسري وآلاف المشردين من الأرامل و الأيتام ...

العراق الآن أصبح على مفترق طرق ، ويعاني من تفاقم التوترات الطائفية والاختلالات السياسية والأزمات الانسانية المتنامية ، وان لم تتم معالجة هذه المخاطر، ستجعل البلد ينزلق الى حالة من عدم الاستقرار والنزاع مع قرب مهزلة الانتخابات ، كما أن المنافسة بين الكتل السياسية حول السلطة والنفوذ آخذة في الاشتعال ، وان تفشي الفساد وتراجع الاقتصاد وارتفاع مستويات الدمار الذي حل بالبلاد منذ عام 2003 ولغاية يومنا هذا والقتل والتهجير ، كل هذه العوامل تساهم بعدم الاستقرار ، وتشكل عاملا رئيسيا في سبب الحرمان الذي يعاني منه المجتمع العراقي ، فأن التطرف العنيف الذي تفشى في المجتمع بسبب مؤسسات الدولة القمعية والفاسدة وغير الشرعية أدى الى تفاقم هذه الأزمة ، وتعرض المواطن العراقي الى أبشع انواع العنف والتعسف من قبل الميليشيات المجرمة المدعومة من ايران وبحماية أمريكا .. فان الازمات السياسية المتلاحقة والمحاصصة والطائفية الى جانب التدهور الأمني والفساد المستشري في جسد الدولة , يعاني العراق من شلل على صعيد عمل حكومة الاحتلال العميلة التي تقودها تيارات متصارعة ، ويمتد هذا الشلل الى مجلس النواب الذي غالب ما يكتفي بتأجيل جلساته معلنا عن فشل التوصل الى اتفاق حول غالبية القوانين .. ففي الوقت التي تقف البلاد على أعتاب مهزلة جديدة وهي الانتخابات برلمانية القادمة بلغ العراق مرحلة مصيرية يقف فيها عند مفترق طرق سببها استمرار الانقسام السياسي والاجتماعي والفوضى الشاملة والحرب الأهلية ، وتعصف به أزمات سياسية متتالية , وسط انقسام اجتماعي طائفي مع تكتلات جديدة للكتل السياسية .. فحال العراقيين بات في تيه وضياع غابت فيه حقوق الانسان ، والسير نحو مستقبل مظلم ، وكل هذا بسبب عدم اكتراث هذه المرجعية لما يتعرض له العراقيون من ويلات ومآسي .. فان دعواتهم وتصريحاتهم بمحاربة الفساد وفي هذا الوقت بالذات زيف وكذب وخداع وضحك على الذقون ، فهي ورقة انتخابية ، ولعبة سياسية قذرة مبنية على الجهل والتخلف التي تعيشه تلك الطغمة الفاسدة ومرجعياتها الفاسدة .





الجمعة ٩ جمادي الاولى ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب بنت الرافدين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.