شبكة ذي قار
عـاجـل










توقفت قيادة قطر لبنان، لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، عند أبعاد القانون وأهدافه الذي أصدرته حكومة الاحتلال في العراق، والخاص بمصادرة أملاك البعثيين في العراق، وأصدرت البيان التالي :

ليس من الجديد على مثالب وجرائم حكومة ( العملية السياسية في العراق ) ومجلس نوابها، والمؤسسات الرسمية، سياسية وقضائية وإدارية، الملحقة بهما، أن تبرهن كل يوم عن اليوم الذي سبقه بارتكاب الجريمة تلو الأخرى، بحق العراقيين بشكل عام، والبعثيين منهم بشكل خاص.

لقد فات تلك المؤسسات، التي تلاحق البعثيين منذ الاحتلال، قتلاً وسجناً وتهجيراً وقطعاً للرواتب، أن تقطع أرزاق البعثيين حتى آخر قطرة مما يمتلكون على قلته. فقد تذكَّرت هذا العام أن للبعثيين دوراً سكنية تأويهم، أو تأوي عائلاتهم، وهو حق كفلته كل الشرائع الوضعية والدينية، فأصدرت قانوناً غريباً من نوعه على العالم المتحضر يقضي بمصادرة تلك الأملاك.

لقد لجأت حكومة الاحتلال في العراق، وكل المؤسسات التي قام بتركيبها، وتوكيل مجموعة من اللصوص والخونة للتحكم برقاب العراقيين، إلى ارتكاب جريمة أخرى، لا تخفى أهدافها ومراميها، وهو الضغط على البعثيين من أجل التأثير على وعدهم الذي أعلنوه أمام العالم أجمع أنه لا عودة للبندقية المقاومة إلى جرابها قبل تطهير العراق من أقصاه إلى أقصاه من أي وجود أجنبي على أراضيه.

ولكنه فات تلك الحكومة، وفات إدارات الاحتلال الأميركي والإيراني، أن البعث لو لم يكن عصياً على كل تهديدهم وترغيبهم، ورافضاً لكل إملاءاتهم، لما قدموا عشرات الآلاف من أرواح مناضليهم، وما يماثلها من حرياتهم فزُجُّوا في السجون، وحُرموا من المكوث في أرضهم، فتوزعتهم شتى بقاع الأرض. وعلى الرغم من كل ذلك أصروا على الصمود والبقاء يمارسون كل أنواع النضال من أجل الكشف عن لا شرعية الاحتلال، الذي يتلطى وراء حفنة من اللصوص والخونة، من الذين باعوا شرفهم وأرضهم وقراراهم لأعتى المجرمين في العالم الذين تمثلهم إدارات أميركا وإيران.

إن أي جريمة ارتكبها أولياء حكومات الاحتلال، هو أنهم قاموا باحتلال أرض عنوة عن إرادة سكانها، مستندين إلى أيدلوجيا دينية متطرفة تجيز لهم استعباد العالم من أجل تنفيذ وعود نسبوها زوراً إلى (إرادة إلهية). فعاثوا ظلماً وعدواناً بأرض ليست أرضهم، وبشعب ليس شعبهم، وبأرزاق لا حق لهم فيها. وإنه نتيجة إلى مجموعة كبيرة من الوقائع والمعطيات التي تؤكد أن ما يتم ارتكابه لهو جرائم إنسانية موصوفة، وجرائم حقوقية دامغة، يقتضي أن تشد ضمائر العراقيين والعرب والعالم كله.

وإن قيادة قطر لبنان، مستندة إلى تلك الأسباب،
-تدعو كل العراقيين الذين سلبهم الاحتلال الأميركي والاحتلال الإيراني حريتهم وقرارهم المستقل وسلبهم لقمة عيشهم وعاد بهم إلى مرحلة العصر الحجري الذي كانت شرائع الغاب فيه هي السائدة بين البشر.

-كما تدعو كل العرب، أنظمة رسمية وهيئات مدنية، إلى اعتبار أن ما يُرتكب بحق العراق من جرائم يندى لها الجبين، سيكون مصيرهم مماثلاً إذا ما ظلوا ساكتين عما يركبه الاحتلال الأميركي والإيراني في العراق.

-وعلى العالم المتحضر أن يتصدر صفوف الرافضين لخرق الشرائع والقوانين الأممية، لأن النظامين الأميركي والإيراني يتصرفان في العراق أن لهما الحق في الاستيلاء على ما يريدان، ويرتكبان الجرائم بالطريقة التي يشاءان. الأول يعمل من أجل سيادة طبقة النخبة من العرق الأبيض على العالم. والثاني يعتبر أن من لا يطيع أوامر (وليه الفقيه) كأنه يخالف أوامر الله ويرتكب إثم معصيته.

وأما البعثيون، بقيادة المناضل الأكبر عزة ابراهيم، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، الذين يتعرضون كل يوم للاجتثاث في كل الاتجاهات، فهم كفيلون، بما يمتلكونه من قوة إيمان بحق شعبهم بالحياة الحرة الكريمة، أن يستمروا بمقاومة أعداء العراق والعرب والعالم، ويقسمون بأنهم سيتابعون رسالتهم بتحرير العراق والوطن العربي والعالم الحر، غير آبهين بما يلقونه من جرائم يندى لها جبين الإنسانية والديموقراطية وحقوق الإنسان. وهم يؤمنون بأن من قرِّر مصادرة وطنهم، لن يكترث بمصادرة أملاك ساكنيه. وإنهم يؤمنون بأن رسالتهم تدعو إلى اعتبار تحرير أملاكهم على قلتها لن يكون بأقل من تحرير وطنهم كله من المصادرة.

وتحية للبعثيين والوطنيين القابضين على جمر تحرير العراق والأمة العربية.
وتحية إلى كل عربي، يتحرك من أجل استعادة كرامة العرب باستعادة العراق إلى صفه العربي.
وتحية إلى كل من يمتلك ضميراً في العالم فينافح عن حرية العراق إنقاذاً للقيم الإنسانية والأممية العليا.

قيادة قطر لبنان
في ٨ / ٣ / ٢٠١٨





الجمعة ٢٢ جمادي الثانية ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أذار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.