شبكة ذي قار
عـاجـل










فجر الثلاثين من تموز عام ١٩٦٨ م كان العقل البعثي القيادى وجسده المقدام يقف فوق الحشرة التي ألصقت نفسها عنوة في جسد الثورة البيضاء المباركة ويجردها من خرطومها ومخالبها ويرفع لها حقيبة السفر خارج العراق هي وما حملته من أوهام ولؤم وانتهازية رخيصة. بعد ١٣ عشر يوما مثلت للثوار دهرا من القلق والتفكير والتبصر وجعلتهم يتوسدون الحكمة والعقل وإشغال الفكر حتى ولد القرار : بانتفاضة بيضاء وبجسارة الثوار يتم التخلص من الداوود والنايف بإبعادهم خارج العراق لكي يتنقى نهر الثورة ويتطهر جسدها وتكون بالاصالة التي رسم لها الثوار والتوق الذي ركبوا قواربه لبناء عراق آخر مختلف , عراق يمثل شعب العراق وحضارته ويمثل الامة العربية في صيغتها المنشودة إنسانا وبناء .

كان عبد الرزاق النايف وإبراهيم الداوود قد فاجئا الثوار ساعات قبل انطلاقهم لتحرير القصر الجمهوري واطلاق سراح بغداد والوطن كله من أسر الوهن والخنوع والانكفاء الى عوالم الانطلاق والثقة والإنجازات , فاجأوهم بمعرفتهم وبإختراقهم لخطة تنفيذ الثورة البعثية وكانت الخيارات المتاحة أمام قيادة الحزب والثورة كلها مريرة بل أمر من الحنظل ومن بينها أن تموت الثورة قبل أن تلد أو أن يقبل الرجلان مؤقتا حتى يتاح للثوار أمر آخر فأختار الثوار الخيار المر الثاني .

لقد مثل وجود النايف والداوود شائبة مقلقة للثورة لما يمثلانه من توصيف بعيد عن قيم البعث ومبادئه وعقيدته القومية الوحدوية ولما يتصفان به من إنتهازية وروح تسلقية غادرة ولقربهما من الانتماءات الرجعية والفئوية التي لا تتناسب مع نهج البعث وخطه السياسي المعروف ولا مع ما رسمه من خطط ومناهج لتطوير البلاد تتطلب تجانسا في قيادة الثورة وحكومتها في بداياتها الأولى على أقل تقدير . ثم ان الطريقة التي فرض فيها الرجلان نفسيهما على الثورة والثوار قد كانت هي الاخرى طريقة إبتزاز رخيصة وجبانه .

فجر الثلاثين من تموز تحرك الرفيق القائد الشجاع الشهيد الخالد صدام حسين الى مقر إقامة الداوود والنايف وحمل حقيبتيهما فوق ظهريهما وودعهما مع بزوغ فجر جديد على عراق المجد والحضارة والبطولة .
كان التخلص من هذه الشائبة التي فرضت وجودها وقبولها ظروف إستثنائية شرط لتحقيق المعنى الذي رسمه وأراده ثوار ١٧ تموز لثورتهم الباسلة المجيدة ليس فقط من زاوية الطهر والنقاء الثوري فقط بل ولضمان تجانس طاقم وعناصر الجولة الأولى من جولات التغيير الثوري المستهدفة.

العقبات الكأداء التي تواجه وتقف بطريق الاهداف والافعال التاريخية قد تكون لها مردودات هامة من حيث إنها تعمق إعتزاز رجال الرسالة بمنجزهم وتنير مساحات مضافة للعطاء والمثابرة أمامهم وتعمق ثقتهم بأنفسهم وبنهجهم وتعزز إرادة التغيير والاصرار على الانطلاق في عوالم الضياء والاشراق بين الشعب وغاياته التاريخية.. وهذا ما نتلمسه في إنتفاضة الثلاثين من تموز التاريخية الخالدة التي إستكملت إشراقات السابع عشر من تموز وأطلت على العراق وشعبه بتجربة فريدة رائدة محصلتها الاجمالية إنتاج عراق متقدم متطور عزيز مهاب .

تحية لرجال الثورة في يومها الأساس وتحية لهم في يوم الاستكمال البطولي الفريد . المجد والخلود لشهداء العراق ولقادته الذين مضوا والذين ما زالوا يحملون لواء تموز العشق والشموخ والريادة . تحية لارواح الرئيس الاب الرفيق أحمد حسن البكر والشهيد الخالد البطل القومي والانساني صدام حسين وللرفاق الخالدين صالح مهدي عماش وحماد شهاب ولكل أبطال الثورة . وتحية الولاء والمحبة والاقتداء بقائد البعث الامين وقائد الجهاد والتحرير الرفيق البطل شيخ المجاهدين وحادي ركبهم الرفيق عزة إبراهيم حماه الله ونصره .





الاثنين ٢٤ ذو القعــدة ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أب / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.