شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد التدجين والفوضى والتفكيك ، تضع الإدارة الأمريكية مع الإيباك العرب أمام خيارين : تصفية القضية الفلسطينية مقابل تقليم أظافر إيران الصفوية .. وهما خياران يكشفان جوهر اللعبة الكبرى التي مارستها الإدارات الأمريكية السابقة ومنها على وجه التحديد إدارة ( أوباما ) من خلال صفحة مهدت لاستكمال صفحتها الثانية إدارة ( ترامب ) ، وربما ثالثة ستأتي لتكمل تصفية الحسابات !! .

-   المتتبع يرصد سلوك الرئيس ( ترامب ) الرامي إلى تسجيل نتائج يتوج فيها سلسلة الخطوات التي اتبعتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة على البيت الأبيض .. من سياسة خطوة خطوة ، التي مارسها اليهودي العجوز ( هنري كيسنجر ) وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ، إلى سياسة فك الاشتباك ، إلى معاهدة كمب ديفيد ، إلى زيارة السادات للقدس و( كسر حاجز الخوف ) ، إلى أوسلو حيث وصول القضية الفلسطينية إلى طريق مسدود ، حتى وصول ( نتنياهو ) إلى مسقط واجتماعه بوكر الماسونية العربية للمرة الثانية و( كسر حاجز التطبيع ) مع مجرم العصر الكيان الصهيوني الذي لا يحاسبه على جرائم الإبادة الجماعية أحد .

-  طيلة عقود وقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس خانعًا في خزانة وزارة الخارجية الأمريكية .. لم تستطع الإدارات الأمريكية من تنفيذه لأسباب تتعلق بالشروط الذاتية الفلسطينية وبالموضوعية الدولية والاقليمية الموضوعية .

-   جاءت إدارة ( ترامب ) ، فوضعت في قائمة أولوياتها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ، وابتزاز أنظمة الخليج العربي تحت شعارات الحماية من ضبع متوحش ، تستطيع أمريكا قتله أو وضعه في قفص ، ولكنها تحبذ أن يكون طليقًا لكي يقتل ويدمر كل شيء في المنطقة العربية ، لكي تكون النتيجة المتوقعة طلب العرب العون والحماية من ( الصديق الاستراتيجي ) ، وشراء السلاح ، وبالتالي إنعاش الخزينة لتتولى بدورها ترميم الداخل الأمريكي .. ليس ذلك يقف عند هذا الحد فحسب ، إنما يمتد ليصل إلى جوهر المسألة الكبرى ، القضية الفلسطينية لحسمها وتصفيتها .. ولكن كيف ؟ ، بالمقايضة .

نعم : أيها العرب عليكم أن تختاروا بين تصفية القضية الفلسطينية ، والمشروع جاهز لدى ( بن علوي ) و( قابوس ) في مسقط ، وبين ( الضبع الفارسي ) ، مطلق السراح وهو يعبث بحرية في العراق الساحة الأمامية للدولة الصفوية وفي سوريا وجنوب لبنان واليمن ، ويهدد الكويت والبحرين ودول عربية أخرى بزعزعة الأمن ويهدد عواصم أوربية بالإرهاب ؟ .

-  وضعت الإدارة الأمريكية ، بعد نقل سفارتها إلى القدس ، ما أسمته بـ( مشروع السلام ) في موضع التنفيذ من خلال آليات تصوغ شبكاتها مسقط تحت إشراف ( بن علوي ) ، وفق معادلة ( الابتعاد عن خطر الضبع الفارسي هو اقتراب من هولكوست الصهاينة في تل أبيب ) .

-  وهنا تتولى ( إسرائيل ) دور القيادة بدلاً من أمريكا التي تمهد الطريق لاستقطاب العواصم العربية نحو الكيان الصهيوني ، على الرغم من أن علاقات هذا الكيان التمثيلية قائمة منذ زمن بعيد في العاصمة ( المصرية والأردنية والغربية والقطرية .. إلخ ) .

-  وعلى مدار سنتين من عمر رئاسة ( ترامب ) النصفية يمكن للعرب - حسب أمريكا - أن يختاروا بين أن يكونوا بين شدقي الضبع الفارسي أو هلوكوست تل أبيب .

-  وهذا يعني أن وضع ( الضبع الصفوي ) سيظل ينهش ويهدد ، فيما يظل خوف الأنظمة العربية قائمًا ينتظر خطوات تلك العواصم نحو المعبد الصهيوني ، كارثة جيو- ستراتيجية .

(Geo- Strategy Catastrophe)

-  على الرغم من العقوبات الاقتصادية في جزئيها الأول والثاني ، والتي بدأت أمريكا تخفف من ضغط الحبل الذي احاط بعنق ضبع طهران الصفوي ( علي خامنئي ) ، ومسلسل الاستثناءات من جهة ، ووضع تدابير الالتفاف على العقوبات تحت يافطة ( النفط مقابل الغذاء والدواء ) ، وترك الساحة الأمامية كفيلة بأن تتولى إنعاش طلبات طهران من العملة الصعبة وفتح السوق العراقية للبضائع الهابطة والسموم الإيرانية القاتلة على حساب مصلحة العراق وشعب العراق .. فيما تتولى موسكو شراء النفط الإيراني والمقايضة بالبضائع الروسية ، وكذا ستفعل أنقرة وبكين واليابان وغيرها .

وستترك واشنطن ردود فعل الضبع الصفوي دون أن تحرك ساكنًا لفترة سنتين قادمتين فاختاروا يا عرب !! .

-  إن إهمالكم تحرير العراق سيجر عليكم الكوارث أيها السادة ، ومع ذلك فإن الوقت ما يزال مبكراً للحديث عن السقطة الكبرى .. ولعلكم تدركون وربما ستتداركون أهمية تحرير العراق بأي ثمن لنجاتكم ونجاة أمة العرب !! .





الاحد ٣ ربيع الاول ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / تشرين الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.