شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد لعبت بعض المواقع الالكترونية دورا بارزا في سبيل فضح الساسة العراقيين الرامية الى اجهاض حقوقنا المشروعة في بناء دولة ذات سيادة ينعم شعبها بحريته وخيراته المعرضة للنهب والاستغلال من قبل المحتل وأعوانه ، ولم يقتصر دور هذه المواقع على هذا الجانب من معركتنا ضد العدو ، بل تعداه الى العمل على ابراز مكامن الضعف في السياسة ، وكشف التجاوزات الحاصلة ومن يقف ورائها حتى يتسنى لنا بناء دولة الحق والقانون والعدالة التي ننشدها جميعا .. ولابد في هذا المقال من الاشادة بالدور الطلائعي الذي لعبته ولا زالت تلعبه مواقعنا الوطنية والثورية من أجل تنوير الرأي العام العراقي والعربي بكل حيثيات المعركة التحريرية ضد أعداء العراق والأمة من جهة ومعركة البناء السليم لمؤسسات الدولة العراقية من جهة أخرى ...

لكن للأسف الشديد أن بعض المثقفين الذين تمنحهم المواقع الالكترونية فرصة الادلاء بآرائهم وأفكارهم هم أقرب الى تقديم خدمة مجانية للعدو من خدمة قضيتهم وشعبهم ، من خلال كتابات تحريضية مثيرة للقلاقل والفتن من أجل تشتيت الصف العراقي ، وتحويل المعركة من معركة بيننا والعدو الى معركة عراقية - عراقية ، وهذا ما يطمح اليه الأعداء كي يتسنى لها نسف المشروع الوطني المتمثل في التحرر والانعتاق والعودة الى الوطن وعلم العراق يرفرف خفاقا في أجوائه ...

انهم أشبه بطيور الظلام التي تهوى الصيد في الليالي الحالكة ، حين تخلد النسور والصقور للراحة ، تجدهم يتربصون وينبشون في الذاكرة الجماعية للعراقيين عساهم يجدوا ما يكتبون عنه لاثارة النعرات وخلق الشقاقات ، كما تفعل الخفافيش في بحثها عن فريسة في جنح الظلام ، مع أخذ الحيطة والحذر ، لعل أحد النسور أو الصقور في حالة أرق ...

ويعتمد هؤلاء الكتاب الضالين المتمرسين على السباحة في المياه العكرة في حملتهم على وصف بعض الساسة بالفاسدين وناهبي المال العام والخونة والمتاجرين بالقضية الوطنية ، ليس رغبة في تنوير الرأي العام كما يفعل الكتاب والمثقفون الوطنيون ، وانما من أجل خلق صراع فكري وثقافي ذو طابع عرقي تمهيدا لصراع بين العراقيين يمكنهم من تحقيق أجندات معادية للشعب العراقي ووحدته الوطنية التي يزعجهم صمودها ...

لقد آن الأوان لكل العراقيين المخلصين وخاصة المثقفين منهم ليتصدوا لهذه الفئة الضالة التي لا تحمل لهذا الشعب ونضاله وصموده الا الحقد الدفين ، لأن هذه الفئة التي تعمل تحت غطاء حرية التعبير أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على الشعب العراقي وأهدافه السامية من خلال نشاطها الدؤوب واللا متناهي الذي يوحي وبما لا يدع مجالا للشك انهم مجموعة عملاء لأجندات خارجية يعملون في سرية تامة .. وعادة ما تتظاهر هذه الفئة بحب الوطن والدفاع عنه بالألفاظ فقط ، ولكن اذا خلو الى شياطينهم "قالوا انا معكم" ، انما نحن نخدع هذا الشعب المغلوب على أمره ، الطيب النوايا والمسالم ، فقاموا بخلق هالة اعلامية كبيرة مدعومة ومسنودة من قبل عملائهم ، فذلك هو سر فعاليتهم والمعين الرئيس لهم في تحقيق أهدافهم في البقاء كتدميريين لهذا الشعب وكيانه المتين كالبنيان المرصوص ...

لمواجهة هذه الشرذمة من العملاء المارقين ، يجب على المثقفين والكتاب العراقيين الشرفاء الوقوف في وجه هذا المخطط الخبيث الذي يسعى الى خلق معارك فكرية بين المثقفين العراقيين عبر المواقع الالكترونية والمنتديات تمهيدا لحرب اعلامية الغرض منها نسف وتفكيك الوحدة الوطنية من جهة وتحقيق الحلم الاستعماري الذي يعمل من أجل طمس هويتنا الوطنية العروبية .. ان المثقف العراقي الوطني الشريف أمام معركة اعلامية حقيقية ، ولا خيار أمامه سوى تسخير فكره وقلمه ليكون في مستوى المسؤولية حسن المقارعة والبلاء .. كما ينبغي عليه العمل على كسر حاجز التقوقع في المواقع الالكترونية الوطنية فقط من خلال التفاعل مع مختلف المواقع العربية والعالمية لفضح هؤلاء المندسين وممارساتهم العدوانية ، وكشف التأريخ الأسود للنظام السياسي الحالي في العراق ...

ان المثقفين العراقيين المخلصين الآن أمام تحديات كبيرة ، وأبرزها هو العمل على تطوير الذات العراقية من خلال عملية النقد البناء لجميع المظاهر الموجودة على الساحة ، والتجرد من الروح الانهزامية المستسلمة لمروجي أفكار استحالة التغيير والسمو بمؤسسات الدولة وجعلها بمثابة الأدوات الكفيلة بتحقيق تصورات العراقيين في رؤية دولة قوية متماسكة يعيش فيها الجميع في كنف المساواة والعدالة والاخاء ...

ان الكتاب والمثقفين العراقيين الوطنيين اليوم وأكثر من أي وقت أمام معركة حقيقة ، معركة ضد الشرذمة الضالة من "أشباه الكتاب" ، وفضح سياسات الأعداء ، وتحويل المنابر الاعلامية سواء كانت مكتوبة أو مسموعة أو الكترونية الى جبهة حرب حقيقية ضد جميع الظلاميين الذين لا يحزنهم الا وجود شعب عراقي موحد تحت لواء الوطن الواحد المستقل .. فهذه هي معركتكم الحقيقية أيها المثقفون والكتاب الوطنيين الأصلاء ... فكونوا أو لا تكونوا .





السبت ٦ جمادي الاولى ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / كانون الثاني / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب بنت الرافدين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.