شبكة ذي قار
عـاجـل










أيها الرفاق المناضلون :
اليوم السابع من نيسان الخير تطل علينا ذكرى الإنطلاقة المجيدة لفكر الثورة العربية الخالدة ، ثورة الجماهير على إمتداد الوطن العربي ، ضد الاحتلال والإستبداد والإستحواذ على مقدرات الأمة ، انطلاقة فكر البعث العربي الإشتركي الذي انبثق في السابع من نيسان عام 1947م ، إيذاناً بمولد الفكر العربي الثوري المقاوم ، في مرحلة تاريخية عصفت فيها قوى الاحتلال والأستلاب بقوائم النهضة والإنبعاث القومي الحضاري وسعت لشل مفاصل الحركة في الوطن العربي الكبير ، عبر زراعة مخالب عدوانية شرسة في الساحة العربية وجعلت من ساحة فلسطين الأبية ومسجدها الأقصى والقدس الشريف مخلب عدوانياً متقدماً للأمبريالية العالمية والصهيونية الحاقدة ، لتنهش في عضد الأمة وتنفث فيها بذور الشقاق والتمزق وليشكل الكيان الصهيوني العنصري شوكة سامة تصيب الجسم القومي برمته بالإعياء وتشغله عن معركة النهوض ، ولقد كان لإنطلاقة فكر البعث العربي الإشتراكي في تلك المرحلة المفصلية الهامة في تاريخ الأمة ، التي تزامنت مع تفقيس بيضة الحركة الصهونية وانبثاق ( الحربش ) الذي سعى للتمدد والتطاول الى جسم الأمة ليصيبه الإعياء والخدر ، مغزى خاص فقد إتسم الفكر العربي القومي وحزبها القائد ، بالمقاومة بكل اشكالها الثورية ، حيث اطلق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق رحمه الله مقولته التاريخية ( أمتنا موجودةٌ حيث يحملُ ابناؤها السلاح) ، فكانت فلسطين ارض المقاومة الأولى التي شهدات خطوات مناضلي البعث واستبسالهم في مقارعة الحركة الصهونية وتقدم مؤسس البعث صفوف طلائع الثورة العربية وهي تؤسس لمسيرة مقاومة ومقارعة للإحتلال منذ تأسيس البعث الخالد والى تاريخ الذكرى الثانية والسعبين التي تظللنا اليوم لتعيد لذاكرة الأمة مجد النضال في خوض معركة التحرير والمواجهة ضد أعداء الأمة التاريخيين في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان واليمن والاحواز وارتريا وكل المدن العربية التي تواجه بإستبسال الاحتلال وأعوانه ونماذجه المتقلبة بالوانها والمتعددة بأشكالها .

أيها الرفاق :
إن فكر البعث العربي الإشتراكي لم يكن مدرسة فكرية تضع الأهداف لمسيرة الجماهير العربية ، وهو ما درجت عليه الكثير من التيارات الفكرية في المرحلة المعاصرة لأنطلاقة السابع من نيسان ، وانما كان بالفعل والواقع مدرسة مستحدثة في الفكر العربي تضع الأهداف وتوضح طريقة تنفيذها وتمارسها على الأرض ، وبذلك فقد شق البعث طريقه المنفرد واسلوبه الرائد في النضال القومي ومواجهة أشكال الأحتلال والأستلاب الفكري والعزو الثقافي .. الخ ، ومن هنا أضحى فكر البعث البعث التيار الوحيد الذي ربط الفكر بالممارسة العملية على أرض الواقع ، وعلى هذا المنوال جاءت ثورة البعث الخالدة في العراق عام 1968 لتضع على الآرض العربية حجر الأساس لإنطلاقة الثورة العربية الكبرى في فلسطين مرة أخرى ولتكون فلسطين هي مركز القضية العربية وتكون طريق الوحدة نحو بزوغ فجر النهوض العربي الشامل . ولهذا ظل البعث وقائدة المفكر الشهيد صدام حسين المجيد يمارس على أرض الواقع فكراً ونضالاً مهمة تحرير فلسطين ودحر الفلول الصهيونية واعوانهم الذين سطوا على قياد الأمة وجروها الى مستنقع الشقاق والتبعثر وعرضوا فلسطين وبغداد ودمشق للوقوع في اتون مخالب العدوانيين من الأمبرياليين والصهاينة والمجوس الفرس .

أيها الرفاق :
في الوقت الذي تمر به الأمة بمنعطف حالك من الهجمة الشرسة والتآمر ومحاولة السيطرة الكاملة على ثرواتها وارضها ، في هذا الوقت ما زالت طلائع البعث ومناضلوا شباب الأمة ممسكون بجذوة المقاومة ولم يدعوا للمحتلين برحة لتنسدل أعينهم بالراحة والسكينة ، وما زالت فلسطين وبغداد والشام تواجه أوكار العدوان وما زال شبابها يخوض المنازلة ضد المحتلين واعوانهم من الخونة والأذلاء الذين باعوا شرف الإنتماء للامة بأبخس الأثمان ، وعلى صعيد آخر يقف مناضلوا البعث في ارتريا ليواجهوا النظام الطائفي الجهوى الذي ما زال يشكل ظهيراً للاحتلال الصهيوني لشاطئ البحر الاحمر الشرقي الذي تحول الى مرتع تتقاذفه البارجات المحتلة للصهاينة وأعوانهم من الخاضعين لمصالحهم ، ورغم ما افصح عنه النظام الإرتري في اسمرا من معاداة للعروبة والإسلام وزج بكثير المناضلين الشرفاء في السجون دون محاكمات لثلاثة عقود متتالية تقريباً ، الا ان مناضلي البعث والوطنين الاحرار من الإرتريين يقارعونه بلا هوادة لإسترداد استحقاقهم التاريخي والأندماج مع مسيرة الأمة المجاهدة وتامين حدودها على امتداد الشاطئ الغربي للبحر الأحمر الذي تحول الى مرتع للقواعد العسكرية المتعددة .

أيها الرفاق المناضلون في ساحة إرتريا :
إننا وفي ذكرى الأحتفاء بالذكرى الثانية والسبعون لتأسيس حزبنا نتوجه الى كافة المناضلين الشرفاء في ساحة قطر ارتريا للإستمرار في العطاء والصمود بوجه المؤامرات المدبرة ضد ارتريا وانتمائها القومي العربي وصون دورها لتكون ساحة توازن وصيانة للامن القومي العربي في وجه قواعد الاحتلال الصهيوني واذرعه المتقدمة من دول المنطقة وإن لا تتحول الى منصة وثبة للمخططات الأستعمارية المتجددة لإيران والكيان الصهونيي .

تحية مجد في ذكرى التأسيس للمجاهدين الثابتين في مواجهة القوى الأمبرايالية والصهونية والفارسية في العراق وتحية الاعتزاز والتهنئة للرفيق القائد عزة أبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي وقائد جحافل المقاومة في العراق الصامد .

تحية النصر المبين لمناضلي حزبنا في مختلف الساحات وهم يواجهون في ساحات المنازلة على الآرض فلول انظمة القهر والعدوان .
المجد لشهداء الأمة البواسل في كل الساحات العربية المناضلة .

قيادة التنظيم الإرتري
٧ / نيســان / ٢٠١٩





الثلاثاء ٤ شعبــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / نيســان / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب حزب البعث العربي الإشتراكي - التنظيم الارتري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.