شبكة ذي قار
عـاجـل










خالد القشطيني، الذي يضيف إلى اسمه عبارة (صحافي وكاتب ومؤلّف عراقيّ)، ويكتب في صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية طلع علينا بمقال عنوانه (للهدايا مدلولاتها)، مليء بالتفاهة والأكاذيب والدجل والضحك على الذقون.

والقشطيني أقرأ له من زمن بعيد، وأجده نموذجاً صادقاً للصحفي المرتزق الذي يسخر قلمه لمن يدفع، ولا يتحرك هذا القلم لخط كلمة من دون أجور، وعلى الرغم من أني لا أحترم هذه الأقلام وأدعو الله أن يصون قلمي مما ابتلى به أصحاب الأقلام المتلونة، فالارتزاق بالقلم يحول الكاتب إلى مسخرة ويجعله عرضة للتهكم والضحك ويفقده الاحترام مهما وفر له الارتزاق من مبالغ طائلة.

و(للهدايا مدلولاتها)، مقال كتبه القشطيني وكرسه للتهجم على الرئيس الراحل صدام حسين وعلى حزب البعث العربي الاشتراكي، ضمن حملة جديدة للنيل منهما بدأت قبل مدة، بعد فشل الحملة السابقة، التي رصدت لها دوائر مخابرات عالمية أموالاً طائلة فاقت المليار دولار، لشيطنة الحكم الوطني الذي استهدفه الغزو الأمريكي، وكان القشطيني ممن تسلم من هذه الأموال وانخرط في جوقة المسخرين لحملة الشيطنة التي آلت إلى الفشل.

يقول القشطيني في مقاله: "بين كل التحافيات التي أخذت تتدفق على العواصم الغربية من قصور صدام المنهوبة، بندقية «كلاشنيكوف» مصفحة بالذهب عثروا عليها مهربة من العراق. كانت شيئاً أثار استغرابي وتساؤلي، فهي تحتاج إلى بعض التأمل. ما حاجة رئيس جمهورية لهذا السلاح؟ ولماذا صفحوها بالذهب؟ إنها تمثل وتجسم ذهنية ذلك النظام. العنف والجشع وقلة الذوق. ولكن هذا الهوس بالسلاح كان يلفت نظري. فكلما كان يريد أن يبالغ في إكرام شخص يبادر فيهديه مسدساً أو بندقية. وهو ما فعله مع الشاعر مظفر النواب عندما زاره. أعطاه علبة أنيقة. فتحها فوجد الهدية مسدساً وطقماً من الرصاص. ما الذي يفعله شاعر حساس كمظفر النواب بمسدس؟ أنا واثق أنه كان يتمنى أن يعطيه علبة سجائر أو قنينة نبيذ".

وجاء بمثل من أمثلته البائسة التافهة ليدعم شيئاً يريد أن يصل إليه.

ولكن مهلاً يا قشطيني: أولاً أنت تعترف أن أسيادك، الذين استأجروا قلمك، هم من نهبوا مقتنيات الراحل صدام حسين، والبندقية الذهبية التي تتساءل: ما حاجة رئيس جمهورية لها؟ ولماذا صفحوها بالذهب؟ هي من ضمن هدايا كثيرة كانت تقدم له من العراقيين في مناسبات مختلفة، وهو لم يحتفظ بها في بيته، وإنما وضعها في متحف مسجل باسم الحكومة العراقية وسرقه أسيادك بعد غزوهم العراق، وربما لم يكن قد رآها، كما أن البنادق المصفحة او المرصعة بالذهب كانت، في وقت لاحق، من الهدايا، التي تقدمها القيادة العراقية للرؤساء والملوك بعد أن دحر الجيش العراقي الجيش الايراني وكان كل ملك او رئيس يتمنى ان يحصل على قطعة سلاح يفتخر بأنه يملكها من سلاح الجيش العراقي، وثانياً، استشهادك بقصة إهداء الرئيس الراحل مسدساً في "علبة أنيقة"، إلى " شاعر حساس كمظفر النواب"، عندما فتحها النواب وجد الهدية مسدساً وطقماً من الرصاص، وتساءلت: "ما الذي يفعله شاعر حساس كمظفر النواب بمسدس؟ أنا واثق أنه كان يتمنى أن يعطيه علبة سجائر أو قنينة نبيذ"، فهذه الحادثة جرت في بداية ثورة 17 تموز 1968، عندما أطلق سراح "الشاعر الحساس" مظفر النواب لأنه كان من ضمن تنظيمات الكفاح المسلح في الحزب الشيوعي العراقي، الذي كان يتزعمه عزيز الحاج، ذلك التنظيم، الذي نفذ عمليات اغتيالات وتفجيرات في بغداد بعد أشهر من قيام ثورة 17 تموز 1968، وكان جميع عناصره من المسلحين، ومنهم النواب، وعندما خرج النواب من العراق، بعد مدة قصيرة من ذلك التحق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فهل كانت هذه الجبهة تقاتل الصهاينة بالشعر والسجائر والنبيذ؟

وهذه الرواية أوردتها أنت على سبيل التعميم، ولكني أتحداك إذا جئت برواية أخرى مماثلة جرت مع غير مظفر النواب.

يصف القشطيني الرئيس الراحل، في مقاله، بأنه من قطاع الطرق، مع أنه بنى بلداً، وجلب أسياده الذين استأجروه للنيل من هذا القائد، أناساً يدمرون البلد منذ 16 سنة.

لكني أبشرك أن الحملة الجديدة التي انخرطت بها خدمة لأسيادك لتشويه صورة صدام والبعث ستمنى بالخيبة، كما منيت سابقتها.

لكن عذرك عندنا خرفك.
 





الجمعة ٢٨ شعبــان ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أيــار / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.