شبكة ذي قار
عـاجـل










من المتعارف عليه إن أسباب الحروب ألتي تنشأ عديدة ومتنوعة.منها أما أن تكون بسبب أطماع إقتصادية وأهداف عدائية مثلما تعرض له الوطن للغزو والاحتلال.أو بسبب أهداف توسعية أشبه بالإعتداءات الصفوية الإيرانية المتكرره على العراق التي كانت سببا بإشعال فتيل الحرب.أو بسبب إعتداءات عسكرية متواصلة لها أهدافها دون إنقطاع والبعد منها إستنزاف الطاقات والإمكانيات البشرية ضمن برنامج تصفيات وإباده مثلما يتعرض له الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة على أيدي النازية الجديدة كيان التتار الصهيوني في فلسطين المحتل .. ولكن ما يثير الكثير من التساؤل بمايتعلق الأمر بأوضاع الوطن ومعاناته ومرارته التي تتسع يوما بعد يوم دون توقف ومنذ عام ٢٠٠٣ أي منذ عام الإحتلال البغيض ولغاية تلك اللحظة فقد أعلنت السلطة الفاشية حربها على الوطن وأبنائه وجرهم الى مواجهات دموية لم تحدث حتى في الحروب التقليدية وكأنها في نزاع مع المواطن العراقي , نزاع لايتوقف إلا تحت قيود وشروط وضعتها قوى إقليمية فاشية المنهج مثل النظام الصفوي المجوسي في ايران لاخضاع ابناء الامة الى منهاجها واهدافها المقصودة منها تدمير الوطن وانتزاع سيادته .. ناهيك عن حجم الاحداث المبنية على سوء النوايا حيث تراكمت سلبياتها رغم تراكم المعاناة وبقائها دون حلول وإستفحال الصراعات بصيغ مختلفة بين أطراف السلطة التي حملتها الدبابات الامريكية على ضهورها عند غزوه للوطن , وكأن تلك الصراعات والأزمات والأقتتال الدامي والممارسات اللاقانونية قد إتفق عليها بين تلك الأطراف التي مثلت ولازالت سلطة الاحتلال البغيض وأ شبه بالحرب المستعرة دون توقف أتفق على إشعالها دون الحث على اخماد نارها.ومن الملاحظ أن كلما بات هدوءا نسبيا بين تلك القوى المتنازعة راحت تجدد صراعها وإقتتالها مرة اخرى في سبيل المنافع والحصول على مكاسب أكثر وفي كل مرة وبسبب تلك الأحداث الدامية تخلق تلك الصراعات والمنواشات جوا مريبا آخرا يحمل أكثر مرارة لأبناء الوطن بدل من أن تلتفت تلك القوى المتصارعة لصناعة البديل والعمل على ترك الخناجر مغمدة وإنهاء الصراعات والالتفاتة الى التحكم بالعقل لخلق أجواء اخرى آمنه والتوجه إلى عملية البناء للخروج من وضعية عدم الإستقرار والتقلب والنزاع الذي كلف الوطن الكثير من الامكانيات والطاقات التي تحدثنا عنها مسبقا وبمقالات عديدة

بصراحة ليس المقصود في هذا الإيحاء هو تقديم عرضا للتناقضات والصراعات التي إرتكبتها وأقدمت عليها ومأساويتها التي إنتهكتها السلطة وبقائها على نفس الشاكلة دون جهود مبذولة من أجل إحداث تغييرات إيجابية وتخفيف الأعباء , أعباء الإحتلال ألتي وقعت على الوطن وأبنائه وتلبية المطالب منها المعيشية والضرورية  , .فعلى العكس فقد عملت تلك السلطة على محاولة إغفال واقع جميع الأوضاع سواء الاقتصادية والاجتماعية بعيدة عن الانتقالة الجذرية وفقا لطبيعة المرحلة وحاجتها والمعاناة التي تمر بها البلاد وإفرازاتها بسبب الغزو والاحتلال واستمرت بحربها المعلنه وغيرها ضد الوطن وأبنائه.وما طرحته طيلة الفترة المنصرمه لم تكن حلا للمشكلات القائمة التي لاتنسجم مع مصالح الوطن وأبنائه ولم تكن بديلا أو تحولا إيجابيا من الممكن أن يتماشى مع الحاجة الماسة فعلى العكس لم تراهن السلطة على الورقة الخاسرة بعلاقاتها مع الإدارة الأمريكية ورمي الكرة في ملعبها فحسب وإنما إمتطت الحصان الأعرج لتراهن عليه حيث هرعت الى النظام الصفوي لتسلم ماتبقى من الوطن ولإثارة الأزمات حيث أصبحت الامور أكثر تشابكا وأكثر وطأة وشدة .. أما رقعة الخلافات المتعاقبه في سبيل المحاصصة والمكاسب المادية التي استماتت من اجلها التيارات والاحزاب العميلة وحتى التي جائت بأسماء وطنية وهمية ماهي إلا أحزاب شكلية حضورها فقط لتقاسم الكعكة والحصول على الامتيازات وتقاسمها للنيل بحصة الأسد قبل أن تذهب لقوى اخرى أشد فسادا وعمالة وخيانة

لقد إتضحت الأبعاد أن منهج السلطة ومنذ وصولها محمولا لم يكن أصلا منهجا وطنيا جادا غايته ترميم ماأحدثه الإحتلال من أضرار جسيمة وما تسببه من أزمات إقتصادية وإجتماعية وأمنية وتعليمية وصحية ومادية.بل على العكس فقد أزادت الطين بلة وإتجهت إلى نشاط معادي للوطن وأبنائه وحركت قوى معادية دموية منها قوى صفوية مدعومه من النظام الصفوي الايراني لسفك الدماء بمنهجية إستئثارية لكي تخلوا لها الأجواء للإنقضاض بسهولة على الوطن وامكانياته وثوروته.أما المسلكية والسلوكية والمنهجية التي استخدمت فقد خرجت عن إطار القيم والاخلاق والشرعية القانونية وبكافة أنواعها وممارساتها التي أثبتت بأن رموز السلطة ماهم إلا حفنة من القتلة والجزارين والمجرمين والتعامل مع الشباب شباب الوطن وثورتهم وإحتجاجهم وإستباحة وطنهم وإباحة دمائهم وحياتهم ومطالبهم وحقوقهم خير دليل على معدن تلك الرموز ألرديئة وتصرفاتها بحق الوطن منذ وصولها مع قوات الاحتلال ولغاية يومنا هذا






السبت ١ جمادي الاولى ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / كانون الاول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب غياث الشبيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.