شبكة ذي قار
عـاجـل











اوضحنا في المقال السابق انه لم يكن للصين تأثير فعال على الحكومات الإيرانية على مر العصور، الا ان العلاقات الاقتصادية بينهما كانت متميزة، وما زالت.ومما لا شك فيه ان الصين لا ترغب بحصول أي تسويات بين الولايات المتحدة وإيران لكي تبقى هي مستفيدة من الوضع الراهن وتبقى اميركا مشغولة بعيدا عن الصين.تسعى الصين الى إعادة انشاء طريق الحرير المؤدي الى اوروبا وافريقيا مرورا بإيران والعراق وسوريا، خصوصا بعد ظهور النفط والغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، لغرض زيادة الاستثمارات الصينية.

إيران والعراق عقدة مواصلات استراتيجية مهمة تربط الشرق بالغرب سواء أوروبا او افريقيا برا وبحرا وجوا، وستسعى الصين الى المحافظة على علاقات متوازنة مع ( إيران والعراق ) بغض النظر عن حكومتيهما، أي تريد الصين ان يبقى طريق الحرير مستمرا وفعالا دون توقف، خصوصا الطريق البري الذي سيكون شريانا مهما للصين في حالة انسداد مضيق هرمز.

وكما ورد في المقال الأول ان السؤال الذي يطرح نفسه هو : ما المطلوب من القوى الوطنية العراقية، ممثلة بالمجلس الوطني العراقي وكافة القوى الوطنية الرافضة للعملية السياسية وللحكومات العميلة التي نصبتها إيران بعد الاحتلال في ٢٠٠٣، ما المطلوب منهم عمله في الوقت الراهن إذا ما تصورنا أهمية طريق الحرير بالنسبة للعراق، واهمية موقف الصين في خدمة اهداف المقاومة العراقية؟

الاجابة على هذا السؤال تتضمن النقاط الآتية.وكما يقول أرسطو " يجب ان نركز البحث عن الضوء في أحلك اوقات الظلام" :

١. ينبغي دراسة "مبادرة الحزام والطريق Belt and Road Initiative – طريق الحرير" دراسة معمقة ومعرفة الامكانيات التي يستطيع ان يقدمها "المجلس الوطني العراقي" والقوى الوطنية العراقية لهذه المبادرة باعتبار ان العراق مفصل حيوي وعقدة مواصلات رئيسية تربط الشرق بأوروبا.انه البوابة الرئيسية للطرق كلها.

٢. الاتصال بالجانب الصيني بشتى الطرق، خصوصا الشخصيات الدبلوماسية التي عملت في الصين وغيرها قبل الاحتلال، ومما لا شك فيه ان الديهم علاقات مع شخصيات مؤثرة يمكن ان تساعد "المجلس الوطني العراقي" والقوى الوطنية كلها من اجل تحقيق اهدافها وطموحاتها، ومعرفة تصوراتهم حول مستقبل العراق.

٣. استمزاج آراء مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية وأي شخصيات اخرى لها باع في تعزيز العلاقات بين الاطراف المعنية لمعرفة السبل الكفيلة لإنجاح هذه التحركات.

مقترحات للنقاش مع الاطراف المعنية، سواء في الصين او دول الخليج العربي أو اي طرف آخر :

١. اقتراح مد سكة حديد من الصين مرورا بإيران والعراق الى الموصل، ومن هناك توجد سكة حديد قديمة كانت تسمى قطار الشرق السريع والتي تتوجه الى اوروبا.هذه السكة الحديد ستكون مفتاحا لعلاقات متينة مع الصين وإيران والدول الاوروبية، لأنها تمدهم بالمواد الخام ذهابا واياباً.

٢. مفاتحة مجلس التعاون لدول الخليج العربي او الجهات المختصة بتلك الدول للعمل على ربط ميناء صلالة الكائن في جنوب سلطنة عمان بالكويت بخط سكة حديد.هذا الخط مهم للغاية لأنه في حالة إغلاق مضيق هرمز ستتوقف جميع موانئ دول الخليج العربي عن العمل، وسيكون هذا الخط اساس لحركة البضائع والنفط ذهابا وايابا من دول الخليج الى الموانئ العمانية الكائنة على بحر العرب والمحيط الهندي وسوف لن تتأثر بإغلاق المضيق.أخذت سلطنة عمان بهذا المقترح وبوشر به لأهميته والعمل جاري على مد خط سكة حديد من صلالة الى مسقط مرورا بالإمارات وقطر الى الكويت.حيث انه لا يؤمن حركة البضائع والنفط حسب، بل سيؤمن عددا كبيرا من الوظائف اذا ما اخذنا بالاعتبار الحاجة الى انشاء محطات قطار، تكون بمثابة مدن صغيرة فيها كل الخدمات التي تحتاج الى انواع عديدة من الوظائف ومن خريجي الكليات والجامعات بكل الاختصاصات ابتداء من جنوب العراق الى حدود العراق في الشمال.ومما لا شك فيه ان مثل هذا المشروع يكون جزءا رئيسياً لتطوير وحدة الامة العربية خصوصا مع دول الخليج العربي.

٣. يمكن اجراء مباحثات حول هذا الموضوع مع كل دول الخليج العربي التي تسعى الى تأمين حركة البضائع والنفط من اوروبا واليها، خصوصا وان الوقت اللازم للنقل بالقطار وتكاليفه ستكون اقل من اي وسيلة اخرى.يمكن للمختصين تأكيد هذا الموضوع.

٤. إعادة تشغيل خط سكة الحديد من البصرة الى اوروبا، و / او انشاء خط سكة جديد من إيران الى اوروبا عبر المدن العراقية سيزيد من السياحة في كافة المجالات وبالتالي زيادة الوظائف والدخل القومي.

٥. عقد اتفاقية مع الكويت لشحن البضائع من ميناء الكويت الجديد ( ميناء مبارك الكبير ) الى أوروبا وبالعكس بالقطار، وتعلم الكويت علم اليقين ان مضيق هرمز هو انبوب الاوكسجين الذي يمدها بالحياة.سكة الحديد موجودة أساسا.ستحتاج الى مشروع صيانة واسع.جزء يسير من المليارات التي سرقت ستنشأ سكك حديد وليس سكة واحدة.

بناء العراق يتطلب تضحيات بشتى المجالات، ويتطلب آفاق واسعة وافكار استراتيجية تنظر الى المستقبل البعيد، المستقبل الذي تتغير اساساته وقواعده تغييرا سريعا بتغير التكنلوجيا الحديثة ومصادر الطاقة التي قد لا يكون النفط أحداها.





الخميس ١٧ رجــب ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أذار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب عماد عبد الكريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.