شبكة ذي قار
عـاجـل










لطالما قلنا ونقول إن العملاء لا يمكنهم قيادة مسيرة أو لبناء وطن، لأنهم لم يحملوا برنامجاً تنموياً أو خططاً لأداء مهام يؤمنون بها أو يسعون إلى انتشال شعوبهم وبلدانهم من التدهور الذي يعيشون فيه، بل يأتون لتنفيذ أجندات خارجية وأهداف استراتيجية تخص الدول الاستعمارية والامبريالية.

ومن هنا فإننا ننظر اليوم إلى تاريخ النظام الايراني ( نظام خميني وولاية الفقيه ) ، فمنذ مجيء هذا النظام عام ١٩٧٩ ، عندما حط الخميني رحاله على أرض إيران ، بدأ حملة شعواء ضد الشعب الإيراني بكل قومياته، ومارس ضدهم كل أنواع الظلم والقهر والاستبداد، من اعتقالات واعدامات يندى لها جبين الإنسانية، فأعدم خيرة قادة الجيش والأجهزة الأمنية الذين كانوا يقومون بواجباتهم في زمن الشاه، وخيرة شباب إيران ممن كانت لهم نشاطات سياسية ورؤى وطنية ولم يبق حوله إلا المعممين الذين لا هم لهم سوى نهب خيرات الوطن واستغفال المواطن.

نعم لقد استبشر الإيرانيون خيراً بهذه الثورة التي استغلت عواطفهم، وتصوروا أنها ستلبي تطلعاتهم نحو غد أفضل من نظام الشاه المقبور، فكانت النتيجة أن دفع الشعب ثمناً باهضاً من حياة أبنائه وحريته ومعتقداته.

لقد جاء الخميني لينفذ أجندته الصهيونية الماسونية وليس أمامه من هدف أو أولويات حُمِّلْ بها بعد استقراره، إلا أن يشن حرباً على العراق، هذا البلد النهضوي الذي كان يبني ويعمر ويخدم أبناءه وينتشلهم من الفقر والجهل والمرض، وأمام سعيها هذا وانجازاتها العظيمة وقف الغرب المتغطرس وعلى رأسهم قطب الشر أمريكا وربيبتها اسرائيل، فدفعوا هذا الدجال الذي يملأ الحقد قلبه على العروبة والإسلام بشكل عام وعلى العراق بشكل خاص، دفعوا به لاختلاق الأسباب لشن تلك الحرب التي استمرت ثمان سنوات بكل حيثياتها وارهاصاتها وكانت نواياه تجبره على استباحة أرض العراق وشعبنا الصامد الصابر.

( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز [الحج / اية ٤٠]، ولأننا أصحاب حق وإيمان بالله فقد ثبتنا الله أمام هذه الموجة البشرية الطاغية التي يزج بها الخميني وأعوانه في أتون الحرب ونيرانها المستعرة، وأنجز الله نصره الذي وعد عباده المؤمنين.

ولو استطاع هذا النظام أن يكسر العراق في حينه لا قدر الله لأحاله إلى رماد وأكثر مما فعل به هو ومرتزقته منذ عام ٢٠٠٣ ولحد الآن، بعد أن فسح له المحتل الأمريكي المجال ليتمدد ويؤسس قواعده داخل العراق ويستبيح الدم العراقي، ولكن مشيئة الله وإرادته فوق كل الإرادات، فتحطمت مخططاتهم فوق صخرة الصمود العراقي بفضل الله وحكمة قيادته الوطنية الشجاعة.

لقد تورط النظام الايراني في الكثير من القضايا الدولية والاقليمية وأصبح العالم يشير له بأصابع الاتهام كراعي للإرهاب الدولي بعد أن جرته إليها الصهيونية العالمية لتحويل العالم إلى مستعمرة، وكان ظن قادة هذا النظام بأنه ومن خلال مشاركته بتنفيذ هذه المخططات سيعيد أمجاد الامبراطورية الفارسية ضارباً بعرض الحائط كل الشرائع الإسلامية التي كانت وسيلته أو غطاءه في تسويق ثورته الدموية، فكانت تدخلاته في العراق وسوريا واليمن ولبنان وتهديداته لدول الخليج هي عناوين لغطرسته وعنجهيته، ومن هنا فقد صحا العالم العربي من غفوته حيث أصبحت نوايا هذا النظام العدواني أمامهم واضحة للعيان، وأخذ يهدد عروشهم وحدودهم ووحدة أراضيهم.

وبعد كل ما فعله في العراق من قتل وتخريب ودمار على يد عناصر حرسه الثوري وميليشياته العميلة القذرة ونهب وتبديد لموارد العراق وخزينته على أيدي أعضاء بارزين في أحزابه العميلة التي أوصلها إلى الحكم وبمسمياتها الطائفية التي عمدت على تمزيق النسيج الاجتماعي للشعب العراقي وزرع الطائفية بين أبنائه وتدمير بنيته التحتية، جاءت ثورة تشرين التي يخوض غمارها شعب العراق الأبي الذي أعلن رفضه لكل الشعارات التي جاء بها العملاء والمرتزقة ونزعه لكفن الطائفية الذي أراد له هؤلاء الخونة ارتداءه لشق الصف الوطني، فتعالت صرخات التنديد وفضح مخططات وسرقات هذه الأحزاب العميلة ورفض مشروعها الإيراني الخسيس وتحجيم دور إيران وعصاباتها، وتعرية مواقفهم حتى ضاق العالم بهم ذرعاً وبإيران وعمائمها.

واليوم نرى إيران وهي تحترق من الداخل، وتنهار كل مشاريعها التوسعية والإقليمية، وأصبحت أحلامهم يطاردها شعبنا العربي الأبي في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وانحسرت تلك الغيوم السوداء، وماهي إلا مرحلة وسيتبخر المشروع الفارسي وسيحاسب كل من وضع يده بيد إيران أو عمل سمساراً لها أو ساعدها في الإيغال بقتل العراقيين وكل من تلطخت أيديهم بدمائهم، وصدق رسول الله في حديثه الذي أخرجه أحمد والترمذي ومسلم (( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده )) .

فأبشروا يا أمة العرب، فإن النصر من عند الله، وإن أولئك الرجال الميامين الأوفياء الذين قادوا المسيرة في العراق لايزالون على العهد ماضون بإذن الله، وساعون إلى تحقيق النصر الناجز وإعادة العراق إلى طليعة الأمة وقيادتها.

رحم الله الأكرم منا جميعاً، شهداء البعث وعنوان مجده وسارية علمه، وحفظ القيادة السياسية التي ما برحت ميدان الدفاع عن العراق وهي تذود عن حياضه وتقدم الغالي والنفيس في سبيله.





الخميس ١٨ ذو القعــدة ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تمــوز / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب يوسف الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.