في الخامسِ والعِشرينَ مِنْ تِشْرِين الأَوَّل
تَوقَّف قَلبُ طائِرِ النَّوْرس عَنِ الخَفَقان
كانَ عَلى بُعْدِ خُطْوَتَينِ مِنَ الشَّمْس
كَانَ طَويلاً
كَنَخْلِ العِرَاق
وشَفَّافاً كَما الدَّمْعَة
كَانَ عَالِيَ الرَّأسِ كَما صَوَارِي شَطَّ العَرَب
كَانَتْ تُعَطرُ دَرْبَه إِذا مَشَى أَزْهارُ الأُقحُوَان
وكَانَت تَتْبَعُه غَزالاتُ بِلادِي .. عِشْقاً
لا اعتِراضَ لَنَا عَلَى رَحِيلِك أَيُّها النَّقِيُّ نَقاءَ الأَوْلِيَاء
لَكِنَّنا نُقَدِّرُ رَهافَةَ ذَوْقِكَ أَيُّها المَوْت
يا مَنْ خَطَفْتَه مِنَّا لِتَذْهَبَ بِه نَحوَ الخُلودِ الأَزَلِي
نَعْلَمُ أَنَّكَ لَنْ تُعِيدَه إَلَيْنا
فَمَنْ يَخْتَطِف قَائِداً ومُجَاهِداً خُرَافِي المَلامِحِ والأَخْلَاقِ كَعِزَّة إِبْرَاهِيم ويَقْبَلُ أَنْ يُعِيدَه إِلَينا؟
إَنَّ رَحِيلَ الأَمِين عِزَّة إِبْراهِيم أَبْكى قُلُوبَ رِفَاقِه ومُحِبِّيه، وأَبْكَى كُلَّ أَبْنَاءِ العُرُوبَة.