شبكة ذي قار
عـاجـل










ثم مد الإخوان حبال ودهم إلى رجل الدين الصفوي نواب صفوي مؤسس منظمة ( فدائيان إسلام ) في إيران الذي أعدمه الشاه ، وهذه المنظمة كانت نواة التنظيم الإيراني الذي مهد فيما بعد لوصول الخميني إلى الحكم ولما دعا الإخوان نواب صفوي إلى مقر جماعتهم حمله طلابهم على أكتافهم وصعدوا به إلى المنصة لإلقاء حديث الثلاثاء وكان شاباً في الثلاثين من عمره ، ثم عاد بعدها إلى إيران وقبض عليه بتهمة محاولة اغتيال رئيس وزراء الشاه ذلك الوقت وأعدم ، وكان نواب صفوي معجباً بسيد قطب وفكره ، وخامنئي كان شديد الإعجاب والتأثر بنواب صفوي كما يذكر عن نفسه والتحق بمنظمته ، وجرّه تأثره به إلى ترجمة بعض كتب سيد قطب إلى الفارسية قبل وقوع التغيير المعد مسبقا في ايران ، ولما زار نواب صفوي سوريا اشتكى له مصطفى السباعي مراقب الإخوان عزوف اتباع ال البيت عليهم السلام عن الالتحاق بجماعة الإخوان وتوجههم إلى الأحزاب العلمانية والقومية فصعد نواب صفوي أحد المنابر وقال أمام حشد من الشبان الشيعة والسنة كلمته المشهورة {{ من أراد أن يكون جعفرياً حقيقياً فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين }} وما زال للإخوان حظوة في إيران وكأنها تشكر لهم دورهم في ثورتها ، فالحزب السني الوحيد المعترف به في إيران هو فرع الإخوان هناك ( جماعة الدعوة والإصلاح الإيرانية ) ويستقبل أمينها رسمياً من قِبل كبار المسؤولين الإيرانيين ، وفي العراق يذكر طالب الرفاعي وهو أحد القياديين القدامى في حزب الدعوة أنه كان مُحبباً ومقرباً جداً من ( الحزب الإسلامي ) جناح الإخوان في العراق ويصدّرونه فيهم لإلقاء الخطب والكلمات بل بلغ بهم الأمر إلى ترشيحه لرئاسة ذلك الحزب في أيام عبدالكريم قاسم كما يذكره بنفسه في كتابه أماليه ص ( ١٠٦ ) ، والفترة التي أعقبت الاحتلال الأمريكي للعراق يعرف الدور المتخاذل للحزب الإسلامي مع الأحزاب والكتل الموالية لإيران بتركه للمقاومة ومساهمته في تسليم العراق لإيران ومنهم طارق الهاشمي عضو الحزب الذي كافؤوه بمنصب نائب رئيس الجمهورية قبل أن يغدر به المالكي ، وإذا استحضرنا هذا الحلف الإخواني الإيراني لا يصعب علينا معرفة دوافع تعاطف مرشد الإخوان مع الحوثيين في حربهم مع السعودية ، ولا تخاذل إخوان اليمن في مقاومة المد الحوثي هناك ولا تخاذل حكومة مرسي في نصرة الثورة السورية وتصريحه المخزي عندما زار روسيا وأشاد بموقفها من الثورة السورية وأخبر أنه لا يختلف كثيراً عن موقفه !ولا تعاطف الإخوان مع حزب الله في جنوب لبنان ، ولا قوة العلاقة بين حماس وإيران وسماح حماس بنشر الأيديولوجية الصفوية تحت مسمى {{ التشيع }} في غزة وبناء حسينية هناك ولا تعاطف الغنوشي وحزبه مع إيران وسماحه كذلك بدخول الإرساليات الإيرانية إلى تونس وإنشاء صحيفة تطبل لإيران وتضع صور طواغيتها على صدر صفحاتها ، وتخاذل السودان - البشير - في صد الغزو الصفوي لشعبها حتى بلغ الأمر بإيران إلى طلب إنشاء منصات صواريخ على الساحل السوداني في مقابل السعودية ليأتي وزير سوداني ويصرح لوسائل الإعلام بأنهم رفضوا ذلك الطلب ولا ندري إن كان رفضهم للطلب الإيراني بسبب حبهم للسعودية ووفائهم بحقها وتقديراً للروابط بينهما أم هو ابتزاز لها لتكافئهم وتصانعهم خوفاً من تواطؤهم مع إيران !!والحديث عن حسن البنا وعلاقته مع الحوزات الإيرانية يذكر القمى ليلة اغتيال البنا {{ لقد كان فى دار التقريب وما إن خرج حتى انقطع التيار الكهربائي ، وفى وسط الظلام امتدت الأيدي الآثمة لتصفى هذا الداعية الكبير }} وعلق بعض رجال حوزة قم {{ وقد تكون هذه الأيدي هي التي صفَّت الشيخ المدني فى الكويت ثم الشـيخ القمى نفسه فى باريس }}

يتبع بالحلقة الثالثة





الاثنين ١٤ ربيع الثاني ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / تشرين الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.