شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا
صدق الله العظيم


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم يُنتفعُ به، أو ول د صالح يدعو له.هذا الحديث الشريف شامل لكل انسان ادى دوره في الحياة وفق معطيات الدين الحنيف.اما كيف يكون الامر لو كان هذا الانسان شهيدا وذا دور متميز في العطاء والاعمال ذات النفع العام كما هو في حالة الشهيد الخالد صدام حسين فأن الامر ليدعوا الى التوقف عند هذه الشخصية الفذة التي تركت ماهو اضعافا مضاعفة مما يتركه الانسان البسيط واكبر دليل على ذلك هو حجم الحب له الذي تركه خلفه وكم الداعين له بالرحمة والمغفرة لما اداه من دور قيادي واثار ذلك الدور في البناء والتنمية والرقي بالانسان تربويا وثقافيا وماديا وقيميا وفاق على كل ذلك جوده بالنفس والولد في سبيل الشعب والوطن والامة.ان ظاهرة كهذه لن تتكرر بمثل مواصفات صدام حسين فتلك الكاريزما المتفردة والقيادة المبدعة التي كان
الشهيد صدام حسين ينفرد بها تكاد تكون نادرة.

من الصفات التي يتصف بها الانسان هناك صفتان متناقضتان الا وهما الغبطة والحسد ، ومما يؤسف له شيوع الثانية واضمحلال الاولى، وانتشرت هذه الصفة الذميمة على الخصوص بين من يسمون قادة الدول العربية فبالاضافة الى كونهم يخدمون اجندات خارجية ويؤدون دورا تأمريا على دعاة التحرر والوحدة فأنهم يحسدون من يفوقهم في الشخصية والقيادة الملتزمة لمباديء الامة والدين وفي المواقف الوطنية والقومية وهذا ماجرى مع شهيدنا الخالد صدام حسين.

ان صدام حسين كان ومنذ نعومة اظفاره قد تجاوز الخطوط الحمراء في القيادة والتزام المبادييء بالاضافة الى الهبة الربانية في قوة الشخصية والايمان الراسخ والكاريزما المتفردة.كان كل ذلك يُشعِر من يسمون قادة الدول العربية بالدونية وبالنقص امام تلك القامة الشامخة والشخصية المؤثرة والمهابة ، فكان شموخه يذكرهم بقزميتهم حتى وأن استطالت قاماتهم بوقوفهم على رؤوس اصابع ارجلهم فما كانوا ليصلوا الى طول قامته فعزموا امرهم بأن يقطعوا رأسه ليتساووا في الطول معه ولكن الله خيب امالهم فيما اضهره من شموخ يوم اعدامه.

يُتهم محبو صدام حسين ومؤيدوه بأنهم اسرى دكتاتوريته.لو افترضنا ان ذلك صحيحا فما بال اصحاب هذا الرأي في ازدياد محبي الرجل بعد استشهاده؟

منح الله الشهيد صدام حسين ومنذ طفولته قوة الشخصية والقدرة على القيادة حتى عندما كان يذهب الى المدرسة مشيا على الاقدام مع اقرانه وفي تصديه بعد ذلك للمشاكل التي كانت تعترضه او يشعر ان في الامر اهانة لاحد او ظلم لغيره.

ودأب على هكذا سلوك رجولي وانساني فكان لاينام على ضيم اصابه او اصاب غيره وقد تجلت روحه الوطنية والقيادية عندما تصدى مع رفاقه لعبد الكريم قاسم وفي تصديه لمسؤلية اعادة التنظيم بعد الانشقاق الذي حصل في الحزب في عام 1963

وبعد ثورة ١٧ تموز المجيدة وما تبعها من انجازات عظيمة كحل المشكلة الكردية وتأميم النفط - وتعظيم الثورة الزراعية والصناعية وغيرها مما يطول حصره.وبعد ان استلم قيادة الحزب والدولة من الموقع الاول تجلت صفاته القيادية وهيبته بما يمتلكه من كاريزما متفردة لم يمتلكها من قبله اي احد من الزعماء العرب سواء على المستوى الوطني او القومي من خلال طرحه للميثاق القومي الذي كان مشروعا متميزا لحماية الامة من خلال الدعوة الى التكاتف والوقوف في صف واحد ازاء العدوان الخارجي الذي قد يتعرض له اي بلد من البلدان العربية ناهيك عن التعاون الاقتصادي ومؤازرة الدول العربية الضعيفة اقتصاديا.ليس ذلك فحسب وانما قيادته لملحمة القادسية الثانية المجيدة في درء العدوان الفارسي على البوابة الشرقية للامة وكذلك التصدي للمؤامرات الخارجية التي اشتدت بعد انتصار العراق في الحرب مع الفرس مما شكل قلقا لدى الاعداء وبعض الاشقاء من ان العراق بقيادة الرفيق صدام حسين يشكل خطرا عليهم فتعاونوا مع الاعداء الخارجيين للتخلص منه.

ان من عاصر صدام حسين وعمل معه عن قرب ليشهد بكل تلك المواصفات الشخصية والقيادية في تعامله الانساني معهم.

فكان الشهيد صدام لايقطع امرا الابعد التشاور معهم وكان يستمع الى ارائهم ويسترشد بها حتى في القضايا المصيرية.

ان من يدافعون عن صدام حسين حتى بعد استشهاده ليسوا اسرى دكتاتورية اتهم بها ظلما بل انهم ينطقون بالحق ويشهدون به وليس خوفا او طمعا في مغنم فالرجل في ذمة الله.

سيدي الشهيد اعطيت لشعبك ووطنك وامتك وكفيت.ويكفي شموخك في محكمة العملاء ودفاعك عن المسيرة وتحملك للمسؤلية لوحدك ونيابة عن رفاقك انما هولدليل على فروسيتك والتزامك بقيم الرجال وكذلك وقوفك المتفرد على ارجوحة الرجال مبتسما ومؤديا الشهادة تلك التي قال فيها رسول الانسانية محمد صلى الله عليه وسلم ) من كان اخر كلامه لااله الاالله دخل الجنة ( انما لدليل على محبة من الله وعباده.

في الذكرى الرابعة عشر ليوم استشهادك اقول لك سيدي ورفيقي نم قرير العين فأن رفاقك سائرون على ذات الدرب الذي رسمته وحافظون لعهدهم معك.




الاربعاء ٨ جمادي الاولى ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الرفيق الاستاذ الدكتور سلمان حمادي الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.