شبكة ذي قار
عـاجـل










اليوم، وبعد مرور أكثر من عام على انتفاضة السابع عشر من انتفاضة تشرين المباركة،

لا مناص أمام اللبنانيين، من العودة مرة أخرى إلى الشارع وبزخم مختلف كماً ونوعاً عن كل تحركاتهم السابقة، ليطالبوا بإسقاط هذا النظام الفاسد ومحاكمة جميع الفاسدين فيه من وزراء ونواب وسياسيين لم يجلبوا للبلاد سوى الخراب والموت والقهر والاذلال والفقر والبطالة.ولتصدح حناجر اللبنانيين دون أن تهدأ، قبل تحقيق كل حقوق لهم في العيش الحر الكريم والعمل والعلم والسكن والطبابة ورفاهية الحياة الإنسانية، والحفاظ على مدًخرات وجنى العمر لأكثر من مليوني ونصف المليون لبناني، يحجزها مصرف لبنان وزبائنيته من بنوك ومصارف، ووضع حدٍ جذري وعلمي للتدهور المعيشي الحاصل ولا سيما ما تتعرض له العملة الوطنية اللبنانية المتمثلة بالليرة "اليتيمة" من انخفاض غير مسبوق في قيمتها الشرائية.

لسبع سنوات خلت رفع اللبنانيون شعار إسقاط النظام الطائفي الذي يتحكم ولم يزل بكل مفاصل حاضرهم ومستقبلهم وقد صادر ماضيهم وحوَّلهم إلى رعايا في مزارع طائفية ومذهبية يقودها ساسة انتزعوا من قواميسهم كل ما يمت إلى المواطنة والوطنية بصلة، فعملوا على اختراق شعارات الناس بلبوسٍ زائفة بغية مصادرتها واحتواء مطلقيها فابتدأوا بوضع اليد على الحركة المطلبية العمالية والنقابية متمثلة بالاتحاد العمالي العام ثم هيئة التنسيق النقابية فأجهضوا على كل ما حققتاه من إنجازات وتمدُد على مستوى الوطن مفاخرين بكل ما أنجزته أياديهم دون أن يجدوا أي حرج في ذلك وعلى لسان أحد كبار رموزهم في السلطة وهي يصرح قائلاً : لولا الطائفية لما بقينا في هذه السلطة.

هذا التصريح، إنما يضع الأصبع على الداء الطائفي الذي يسرطن كل شيء في هذا البلد، ليؤكد في نفس الوقت أن بقاء هذا النظام هو في استمرار الداء طالما يقتل كل تطلع للبنانيين نحو المواطنة لمصلحة قلة قليلة تمثلهم القوى النافذة الحاكمة والتي باتت معروفة بكليتها مجتمعة و متضامنة تحت مسمى الطائفية وأن تعددت الوانها المذهبية والدينية والسياسية طالما أن الشعب يموت ليحيا هؤلاء.

هذا هو بيت الداء الذي يعيش في ظله اللبنانيون منذ استقلالهم المزعوم حتى يومنا هذا، بعد أن استفحل ولم يعد بالإمكان المعالجة أو تملُك اكسير الحياة المطلوب، وصار استئصاله هو الحل بعد أن نفذت المعالجات ولم يعد ( المِشرط ) هو الحكَم أن تعذّر الشفاء أو فقدت حبة الدواء.

إنها رسالة اللبنانيين اليوم إلى كل العالم الحر المتمدن، أن لا خلاص أمامهم ليحيوا ويكونوا جزءاً لا يتجزأ من هذا العالم، إلا بالخلاص من هذه الطغمة الفاسدة، وأي حديث بعد ذلك عن إصلاح وتغيير وتكحيل وتجميل لهذا النظام ليس سوى الأكذوبة الكبرى التي على اللبنانيين الحذر مما تحمل وعودها من سموم قاتلة أبقت الشعب في غيبوبة قاتلة لا شفاء منها سوى في القيامة الحقيقية لوطن يستحق الحياة، وبلد له كامل الحقوق أن يكون في مصاف الأمم والأوطان الراقية الساعية إلى العدل والحرية وكرامة العيش.

إنها دعوة مفتوحة إلى جميع العاملين في الشأن العام اللبناني إلى أية طائفة ودين ومذهب ومنطقة انتموا، ممن لم يرتهنوا بعد لأمراء الميليشيات الطائفية والمذهبية،
إن ليس أمامكم سوى التمرد وكسر اغلال الخوف والقلق التي تكبلكم،

فما عليكم سوى تزخيم الانتفاضة التي بدأت في السابع عشر من تشرين لإضفاء كل المقومات الثورية لها في التغيير الحقيقي،
ولتتلاقوا مع كل المعذبين أمثالكم في الجبل والعاصمة والجنوب والشمال وبقاع هذه الأرض التي يلفها الحرمان والبطالة والفقر والعوز والاستلاب الإنساني والحضاري والثقافي.

وليبقَ شعار إسقاط هذا النظام مرفوعاً إلى أن يعود لنا لبنان الوطن الحر السيد المستقل الذي يتساوى فيه جميع أبنائه في الحقوق والواجبات مؤكدين أنهم شعب يستحق الحياة






الاربعاء ١٥ جمادي الاولى ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب نبيل الزعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.