شبكة ذي قار
عـاجـل










بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي قائد الجهاد والتحرير الرفيق عزة إبراهيم رحمة الله عليه نقول :

القائد البعثي عزة إبراهيم خليل رحيم أمين الحربي، ينتمي إلى قبيلة حرب في شبه الجزيرة العربية.

ولد في مدينة الدور عام ١٩٤٢، توفي والده وهو في السادسة من عمره مما اضطره لعيش حياة قاسية منذ الطفولة حيث ذهب إلى مدينة سامراء للدراسة في مدارس مدينة سامراء ثم انتقل إلى بغداد واستمر في الدراسة في ثانوية الأعظمية، انضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عندما كان طالباً في سامراء واستمر في الأنشطة والعمل السري للحزب، في العام ١٩٦٣ ذاع صيته وبرز في العمل الحزبي في بغداد محلة الفضل، وكان عضو مكتب الجمعيات الفلاحية مع رفيق دربه شهيد الحج الأكبر، المكتب الذي كان موقعه آنذاك في الصالحية مقابل مبنى الإذاعة والتلفزيون العراقي، عندما حصلت ردة ١٨ تشرين كان من بين البعثين الذين دخلوا معركة من اجهزة السلطة في شارع الكفاح بالقرب من خزان مياه اسالة بغداد.

وكان من الأوائل الذين دخلوا القصر الجمهوري مع ثوار١٧ تموز ١٩٦٨ وكان عضواً في فرع بغداد للحزب، وكان من بين الذين وقفوا على إحدى شرفات القصر الجمهوري والتي تم منها إلقاء كلمة الأب القائد بالجماهير التي دخلت حدائق القصر تأييداً للثورة.

تقلد القائد عزة إبراهيم الكثير من المناصب الحكومية والحزبية، وهناك الكثير مما علينا أن نتحدث به أو يتحدث من عمل معه في وزارة الزراعة ووزارة الداخلية، والذي لا مجال لذكره في هذه المقال، لأن الأمر يتطلب أن يدونه المختصون، لكننا هنا نؤكد على تفانيه وإخلاصه وأمانته ونجاحه في أي من المناصب الحكومية التي أسندت إليه، أما في مجال العمل الحزبي فكان دوره معروفاً ومشهوداً له، من خلال المؤتمرات الحزبية الانتخابية التي أشرف عليها أو شارك فيها، فكان مثالاً وقدوة في التزامه بالنظام الداخلي ودستور الحزب، وهناك أيضاً الكثير من المواقف التي سيكتبها أعضاء الحزب عن مسيرته النضالية وكلماته المتلفزة والمكتوبة، وكان من المواقف التي لن يمحوها الزمن هو محاولته جمع العقيد معمر القذافي وملك المملكة العربية السعودية بعد الخلاف الذي حدث بينهما.

وكان الرفيق عزة إبراهيم مشرفاً على الحملة الإيمانية في العراق منذ بداية اقرارها في منتصف التسعينات وحتى سنة الاحتلال.

لقد استطاع الرفيق عزة إبراهيم الأمين العام للحزب وقائد الجهاد والتحرير التأقلم مع أصعب الظروف بعد الاحتلال الأمريكي الصفوي للعراق بعد سنة ٢٠٠٣، وذكر عنه البعض ( أنه كان في شهر تموز لا يحب المكيّف، ويحمل معه خبز الشعير والماء أينما ذهب ).

لقد كان الشهيد عزة إبراهيم الخيمةَ التي اجتمع البعثيون في ظلها ، ومن حولها بعد الاحتلال، وكان هو صمام الأمان والأب الذي يستمع إليه الجميع، فكان هو المحرك والمحفز الذي حرك أعضاء الحزب ورجال الطريقة النقشبندية الذين كانت لهم صولات وجولات مشهودة في مقاومة الاحتلال الأمريكي، وكان قد نقل الحزب من شعار المركزية الديمقراطية الذي كان هو المعيار أيام الحرب مع إيران وأيام التصدي للعدوان الغربي الأمريكي إلى شعار الديمقراطية المركزية، الذي تعامل به بعد الاحتلال والذي لمسه أعضاء الحزب والمقاومة.

لقد جسد المرونة الثورية بأفضل صورها، كان يستمع إلى الجميع، نراه موجوداً في كل شاردة وواردة تحدث داخل الحزب في داخل القطر العراقي وخارجه، على الرغم من الوضع الذي كان يعيشه كقائد للحزب والمقاومة في الداخل، كان يتعامل تعامل الأب والقائد والرفيق والأخ مع الجميع، يحاور، يناقش، يكتب، يراسل كل من يكتب إليه.

لقد رحل كما رحل السلف الصالح بعد أن أدى دوره التاريخي، سيذكره التاريخ كما ذكر سعد ابن أبي وقاص وخالد بن الوليد والقعقاع.

وسيذكره أعضاء الحزب والعرب على امتداد الأرض العربية مثلما كان القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق، إن أي دراسة أكاديمية وعلمية تهتم بما كتبه القائد عزة إبراهيم والكلمات والخطب المسجلة له، ستصل إلى نتيجة مفادها إنه امتداد أمين لفكر المؤسس، وإنه من المجددين على المستوى الفكري، لقد كان يحمل البندقية في يد والقلم في اليد الأخرى، لقد جسد مفهوم القول والفعل والنظرية والتطبيق، لقد كان وسيبقى رمزاً خالداً وقائداً تاريخياً يستدل به العرب الذين يتطلعون إلى مستقبل أفضل للأمة العربية المجيدة على طريق تحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية.







الاربعاء ٢١ ربيع الاول ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / تشرين الاول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب د . فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.