شبكة ذي قار
عـاجـل










الافتتاحية

ثورة تشرين متواصلة حتى ينتصر الشعب

 

يتوهم كثيرون أن ثورة تشرين إن هي إلا تظاهرات احتجاج على انعدام الخدمات وانتشار الفقر والفاقة، تتصاعد وتتسع ثم لا تلبث أن يخبو ألقها، ويخطئ آخرون حين يظنون أن المد والجزر في عنفوان هذه الثورة المباركة دليل على عدم وضوح أهدافها وقدرة السلطة الاحتلالية على تكبيل شبابها وماجداتها وتضييق الخناق عليهم حد التخلي عن ساحاتها وحاراتها وشوارعها ومدنها.

ونحن هنا نؤكد للجميع إن ثورة تشرين قد ولدت لتعيش وتقوى وتكبر وتتسع حتى تنتصر، وقناعاتنا هذه ليست جديدة، ولا هي بالموسمية، بل مستقرة ثابتة كاستقرار الثورة الشعبية التحررية المباركة.

إن المد والجزر في عنفوان الثورة هو تكتيك من تكتيكات الثورة الشجاعة الباسلة وعنوان من عناوين ديمومتها حتى يتحقق النصر الناجز بتحرير العراق تحريراً تاماً من الاحتلال الإيراني الشعوبي الطائفي الكهنوتي الفاشي الطامع الجشع المخاتل الجبان.

فثورة تشرين قد انطلقت وهي تحمل شعار (إيران بره بره ..بغداد تبقى حرة) وقد عجزت إيران الغازية لأرضنا المحتلة لأوطاننا، المستقوية بعدو الله وعدونا وكل من جندتهم واشترتهم بمال سحت، وبغباء غاب معه العقل والإدراك، وحضرت معه الخيانة والعمالة من أحزابها المعروفة وميليشياتها التي ملأت أرض العراق ظلماً وجوراً، وهدرت دماء العراقيين في كل أرض العراق عن إيقاف الثورة وحرق شعاراتها الوطنية، فواجه الثوار طواغيت إيران بِكَرٍّ وفر لا يتعب منه الشعب غير إنه بكل تأكيد ومع الزمن سينهك إيران وأعوانها ويعمق جراحها الذي صنعته الثورة بإنهاء ورقة الطائفية وارباك ورقة المحاصصة وتعريتها وفضحها وتهديم سقف البيت الطائفي وبث الخوف والرعب في مكوناته الشعوبية الغاشمة.

لقد قلنا مراراً وتكراراً بأن ثورة تشرين هي ضمير شعب العراق، وهي نبض قلبه، وإن تناقص أعداد الثوار أو ارتفاعه لا يعني تراجع الثوار أمام التضحيات الجسيمة التي قدموها ويقدموها، وسيظلون يقدموها بسخاء العراقي أبي الضيم الرافض للذلة والمهانة والاستكانة والخنوع المؤمن بسيادة وطنه ووحدة أرضه.

إن حجم المؤامرات والدسائس اللئيمة الخبيثة والعدوان الدموي والاعتقالات والملاحقات التي تنفذها قوى أمن السلطة والمليشيات والاغتيالات التي تنفذها فرق الموت التابعة لتيار مقتدى والعصائب والدعوة وبدر، وأحكام الإعدام التي تصدرها محاكم سلطة الاحتلال في المنطقة الخضراء لم ولن تثنِ شباب تشرين حتى لو اضطرتهم للتعامل معها بحكمة وموضوعية تحمي الثوار وناشطي الثورة وتحبط غدر عملاء إيران وغيلتهم، وتتيح إعادة ترتيب أوراق الثوار وخططهم وترفع من مكونات إعلام الثورة وتحشيدها وتعوض شهداءها والمغيبين من شبابها الأحرار الشجعان من معين الثورة الذي لا ينضب.

إن ثوار تشرين الأشاوس يقدرون بعمق متطلبات كل مرحلة من مراحل المشهد العراقي، وهذا التخمين والتقدير الحصيف هو المحرك الأساس للثورة والذي يقضي أحياناً بالتهدئة لاحتواء المتغيرات السياسية ومنع العملاء الخونة من تمرير خططهم الخبيثة ضد الثورة.

وثمة أمر آخر يجب تأكيده الآن أكثر من أي وقت مضى هو إن القوى الوطنية والقومية والإسلامية المنخرطة في الثورة وتشكل عيونها وعقلها وصدارتها لم ولن تغادر ساحاتها وفعالياتها بل مستمرة وفي حالة تعميق وتجذير لوجودها بين جماهير شعبنا وقيادتها لها ودورها الفاعل في رفع مناسيب الصبر والمطاولة والإيمان بأهداف الثورة العظيمة.

ثورة تشرين ولدت لتنتصر في تحرير العراق، وستبقى أمينة على أهدافها حتى النصر الناجز بعون الله. وسيرى العالم كله إن عقل الثورة أعظم بكثير مما يتكهن العدو وما يخمن ويخطط من مؤامرات وتنكيل وإجرام. 




الثلاثاء ١٢ شعبــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أذار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الافتتاحية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.