شبكة ذي قار
عـاجـل










الخائفون لا يصنعون الحرية

 

زامل عبد

 

 شعار رفعة ثوار تشرين في ذي قار الابية الصابرة المحتسبة وزين ساحة الاعتصام -  الحبوبي  -  نعم  الخائفون لا يصنعون الحرية، فقررت البحث عن محتوى هذا الشعار ومن اطلقه ليكون خطاب الثوار التشرينيين في ذي قار الى كل من خارت قواهم واهتزت ارادتهم او شاب ضمائرهم لوثة من هنا او هناك ، فوجدت بان هذا الشعار مجتزئ من خطاب للزعيم الراحل جمال عبد الناصر تغمده الله بوافر رحمته  واسكنه فسيح جنانه واعتقد في احتفال وضع الحجر الأساس للسد العالي حيث قال وبالحرف الواحد {{  اللهم أعطنا القوة، لندرك أن الخائفين لا يصنعون الحرية ،  والضعفاء لا يخلقون الكرامة،  والمُترددين لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء   }}  وقد ورد أيضا"  {{  إذا وجد الإرهاب الفكري فقد وجد كل إرهاب، كما أنه إذا وجدت الحرية الفكرية زال الإرهاب كله فلا حرية إذا لم توجد الحرية الفكرية وإذا وجدت فقد وجدت كل حرية  ومن المستحيل أن نكون أحرار ما لم نكن أحرارا في تفكيرنا وفي التعبير عنه   }}  وهذا الخطاب كان موجه الى جماعة الاخوان المسلمين لانهم لا يؤمنون بالرأي والرأي الاخر بل يحرمون من لا يتوافق معهم  حق التعبير عن رؤيته وبرنامجه،  وهذا هو الان يحصل في العراق بعد تسلط المليشياوية الولائيين على المشهد السياسي بفعل تدني الأمني والقانوني لحكومات الاحتلال المتعاقبة ، أيها التشرينيين وكل الاحرار الشهداء هم طيور الدنيا الجميلة أتعرفون لماذا  ؟  لأنهم أكثر الناس حباً للحرية تظل تناديهم وتناديهم ويجرون وراءها ولأنها تحبهم وتتواصل معهم، تعلو وتهبط فيصعدون خلفها وينزلون، يفتشون عنها في كل مكان وهم لا يعلمون أنها مختبئة في أجسادهم الطاهرة الكريمة  نعم الشهداء هم الاكرم منا جميعا ، والجنود أو أفراد الفصائل المليشياوية يعرفون هذا السر، ان كان تواجدهم خلف الحواجز، أو في أي مكان ، والقناصون فوق السطوح، فانهم يصوبون نيرانهم نحوكم، هذا كل ما في الأمر لا يصوبون كي يقتلونا، بل يصوبون كي يقتلوا الحرية التي تختبئ فيكم، الحرية التي ننشدها طوال عمرنا كي نمسك بها  وننعم بنعيمها لأنها من نِعم الله على البشر إنه جعل الحرية بلا دين حتى يعتنقها الجميع على حد سواء،  الخائفون لا يصنعون الحرية، وحينها الشعب يقينا سيحاسب كل المارقين وكل الذين يريدونها عوجا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ،  وهنك حكمة بليغة لابد ان يضعها امام عينيه كل ثائر معتصم متظاهر {  التطرف في الدفاع عن الحرية ليس رذيلة، والاعتدال في السعي لإرساء العدالة ليس فضيلة  } يا أبناء العراق في كل المحافظات، يا صقور ساحات الاعتصام في التحرير ببغداد والحبوبي في الناصرية المتحدية وكل الساحات الأخرى اما ان تتحملوا الأمانة اليوم  بعد التطورات في المشهد العراق وإصرار ذيول ايران والولائيين بمسمى الاطار التنسيقي على منهجهم الطائفي المقيت ومحاصصتهم والاستحواذ على المال العام  وجعل العراق البقرة الحلوب لديمومة الميزانية الإيرانية، وتكنسون كل الفاسدين والمفسدين الذيول وتضعون برنامجا واضحا وجليا واهدافا واضحة وجلية وتعلنون ذلك علنا في صفحاتكم وفي اجتماعاتكم وندواتكم الصحفية والإعلامية وفي المنابر وتمسكون المشعل بقوة وحماس، وتتوكلوا على الله الواحد الاحد ناصر المستضعفين  المحتسبين اليه من جور الظالمين وادواتهم والرعاع المهوسين من خلال عمي بصيرتهم بفعل الاضاليل والدجل والكذب والخداع  واثارة النعرة الطائفية المقيتة لدى البعض، نعم يا أبناء العراق الغيارى تقدموا على ارواحكم بما تقدرون وترونه صالحا واما ان ترحلوا غير مأسوف عنكم واتركوها للفاسدين المجرمين الذين لا تروعيهم ذمة ولا ضمير  فاطلقوا العنان الى  ذيولهم ليمعنوا بالقتل والاختطاف والتغيب ،  فعلوها معكم بفتوى من ولي الفقيه خامنئي كما اعترف بها المجرم الذي اغتال الإعلامي  المغدور عبد الصمد في البصرة ، واعزموا ولا تهنوا انتم الاعلون ان كنتم بالحق تؤمنون وتخافون الله والرسول ولا تهابون في الله لومة لائم لأنكم تبحثون عن وطن حر كريم مصان السيادة  لقد سئمنا الوعود الكاذبة  والادعاء بالوطنية  وسئمنا الايادي المرتعشة،  وسئمنا التكتيك تلو التكتيك  والمصطلحات التي يدعونها من مخرجات المطبخ السياسي وهم ليس لها واعون او مدركون ، واحذروا الوصوليين الباحثين عن المنافع  والدليل نتائج انتخابات التشريعية المبكرة التي هي وبدون اي شك من افرازات ثورتكم التشرينية المستمرة بأذن الله الى ان يتحقق تحرير العراق من افرازات الغزو والاحتلال ،  فوز بعض النواب من خلال اصواتكم  وقد تبين انهم راضين بان يكونوا دمى بيد رؤساء الكتل الفاسدة والمفسدين من خلال تحالفهم او الركون الى رغباتهم،  والتغيير له تضحيات وله ثمن ان كنتم صادقين العهد اليوم  وماذا أنتم فاعلون.

  عاش العراق جمجمة العرب حرا ابيا واحدا موحدا، وخسئ كل الذيول ومن يتبعهم ويعمل  بأجندتهم.






الاحد ١٩ ذو القعــدة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / حـزيران / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.