شبكة ذي قار
عـاجـل










الشهيد صدام حسين عراقي عربي مسلم رغم أنف الحاقدين..

أبو محمد عبد الرحمن-بيروت

 

مع اشراقة عيد الأضحى المبارك في ٣٠ كانون الأول ٢٠٠٦ وقعت ظاهرة لم نشهدها قط في التاريخ العربي والإسلامي وهي جريمة اغتيال إنسان في صبيحة تلك المناسبة المقدسة والتي قام بها ممن يدّعون الإسلام زوراً من أتباع إيران وتوقيته المخالف للأعراف الدولية الإنسانية.

نعم لقد اغتالوا زعيماً عربياً وهو الرئيس الشرعي للعراق الرئيس صدام حسين ، وتكاثرت الكتابات والمقالات على اختلاف كتابها وتباين منطلقاتهم وأفكارهم وهي في مجملها تستهجن توقيت الإعدام وتستنكره وبخاصة أنه جاء مع إشراقة عيد الأضحى المبارك والعالم الإسلامي مشدود إلى الشعائر والمشاعر.

 إن كتابة التاريخ يؤخذ من أفواه قوم صادقين لأن أي تغيير أو تبديل أو تحويل أو خوف أو طمع يؤثر في تلك الشهادة وقد يحولها من شهادة حق إلى شهادة زور.

وهذه بعض الحقائق أيام حكم الشهيد صدام حسين:

 * أصبحت حصة التربية الإسلامية في المدارس العراقية إلزامية في الاختبارات والدرجات.

* أصدر الشهيد صدام حسين قراراً بإسقاط الضريبة عن أي تاجر يبني مسجداً، وتؤمن الحكومة له مواد البناء بنصف سعر السوق.

*  قام بتلأسيس الكثير من المدارس والمعاهد الإسلامية والكليات الشرعية.

* أنشأ مركزاً لجمع السنة النبوية كلها وقد سمي مركز الإمام البخاري.

* أصدر قراراً بمنع إنشاء أي خمارة جديدة في البلاد، وإغلاق الخمارات القائمة.

* الحملة الإيمانية التي أطلقها الحزب الحاكم في عهد الشهيد صدام حسين وقد أتت هذه الحملة على إثر عقد اجتماعات هامة في قيادات الحزب في العراق وانتهى الأمر إلى اختيار الخط الإيماني.

* اهتم الشهيد صدام حسين بالعلماء والمهندسين وغيرهم اهتماماً كبيراً وعرف عنه أنه يعدّهم كجواهر في تاج العراق، وقولته المشهورة لو هدمت أمريكا العراق فعندي من يبنيه، عندي أكثر من سبعين ألف عالم، مما دفع استخبارات الدول المعادية بعد غزو العراق قيامهم باغتيال الاف العلماء والقادة العسكريين والمواطنين المخلصين لبلدهم.

* سألت مجلة نيوزويك بتاريخ 11 مارس 2003 (دان راذار) بعد لقائه الشهير مع صدام سألته عن الجديد الذي رآه في صدام؟

فأجاب: (لقد فاجأني كم كان رابط الجأش ثابت العزم... وإذا ما استطعت مقارنة هذه المقابلة بمقابلة عام 1990، فإن هناك الكثير من المفردات الإسلامية، الآن يكثر من استخدام المصطلحات الإسلامية، لقد أعاد أسلمة العراق، وهو الآن يصلي خمس مرات في اليوم بشكل متفاخر، ويقول إن القرآن يسري في عروقه).

* ومما جاء في لقاء راذار: (دام اللقاء معه أي مع صدام ثلاث ساعات، لم يقطعه إلا للصلاة).

* كانت تلك التغيرات الجوهرية في سياسة العراق محسوبة ومرصودة بشكل دقيق، وهي مراقبة على المستوى الشعبي والرسمي من قِبَل الغرب وعلى رأسه أمريكا.

وخطابات الشهيد صدام حسين، ولقاءاته محل متابعة واهتمام شديدين.

وكان تقديرهم أن أمر العراق إن ترك فسوف يشب عن الطوق، وقد يستفحل خطره، ويتعذر في المستقبل استئصاله لذا هاجمت أمريكا العراق لأسباب واهية، وخدع مضللة، كشف الزمن زيفها وكذبها، وكانت في الأساس مطامع استعمارية، وحداً للصحوة الدينية بين العراقيين. 

وبعد:

فماذا عن إغتيال الرئيس صدام حسين، وتصفيته بهذه السرعة، وبهذا التوقيت، وهل هو تطييب لخاطر أتباع إيران من الذي يسمون أنفسهم  عراقيين، وماذا عن الهتافات الطائفية المتشفية المصاحبة لتوقيت الجريمة؟

وهل هي بهذا التوقيت إمعان في إذلال العالم العربي والإسلامي وارضاءً لمنتجها الولي الفقيه؟

أسئلة تبقى مفتوحة، ومع ذلك كله فقد انقلب السحر على الساحر، وأخذت القضية العراقية بعداً آخر في الثورة الشعبية على أحزاب إيران الارهابية التي عاثت الفساد والسرقة والخراب والدمار والتغيير الديموغرافي وقهر أبناء الشعب العراقي   في حقد صفوي قرمطي لا مثيل له؟

وليست الثورة الايرانية المستمرة ببعيدة عنها بعد ظلم أكثر من ٤٣ سنة عجاف قاسية على الشعوب الإيرانية..

 وأخيراً لقد رحل الشهيد الرئيس صدام حسين مرفوع الرأس، ثابت القدم، لم تلن له عزيمة، شجاعاً مقداماً، لم يهن ولم يحزن، غير خائف ولا وجل.

وكما قال المتنبي:

وقفت وما في الموت شك لواقف ** كأنك في جفن الردى وهو نائم

تمر بك الأبطال كلمى هزيمةً **  ووجهك وضاح وثغرك باسم**

 

عاش كبيراً، ومات كبيراً، نطق بالشهادتين، في مشهد يحسده عليه أعداؤه ؛ فرحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه الفردوس الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصالحين..






الجمعة ٧ جمادي الثانية ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أبو محمد عبد الرحمن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.