شبكة ذي قار
عـاجـل










طوفان الأقصى رسائل وحقائق   - الحلقة الثانية

 

زامل عبد

 

اعتراف الصهاينة والخرف بايدن او مجلس الامن القومي الأمريكي ووزيري الدفاع والخارجية الامريكية جاء كله لإثبات قوة المفاجئة الفلسطينية والتخطيط المحكم لها في حين أن الأخبار الفلسطينية  تؤكد ان العدد الاسرى والمصابين والرهائن أضعاف ما اعترف به الصهاينة  ،  فمن أولى الرسائل واهمها التي كشف طوفان الأقصى عنها أن التطبيع مع الكيان (( الإسرائيلي )) لم يتجاوز الحكومات المطبعة او الداعمة للتطبيع  -  كأل سعود وسلطنة عمان وامير قطر-  وأن الهرولة باتجاهه وفقدان مركزية القضية الفلسطينية لم يؤثر في الشعب العربي وان الأيام القادمات سوف تعطي ثمارها جماهيريا على مستوى التظاهرات والعصيان او أفعال أخرى قد تؤدي الى تدحرج بعض الرؤوس الخائنة الذليلة ، ولا يمكن التنبؤ بمآلة هذه الحرب لان المقاومين الفلسطينيين الغزاويين بالرغم من حجم التدمير ودخول أمريكا راعية الإرهاب الدولي المعركة بالمباشر من خلال الدعم العلني والمكشوف وترسانة السلاح التي فتحت أبوابها من المخزون الأمريكي في فلسطين المحتلة او التي تم نقلها من أمريكا او مناطق أخرى  ، والرسالة الثانية التي أوضحت بالمباشر بان ادعاء الإدارة الامريكية دعم حل الدولتين ما هو الى ضحك على ذقون المنبطحين من حكام العرب  وما قول بلينكن وزير الخارجية الأمريكي بمؤتمره الصحفي يوم 12 / 10 / 2023 بانه جاء ليس فقط بصفته وزير خارجية بل جاء كيهودي لدعم واسناد اسرائيل  ،  اما الرسالة الثالثة سيتم التصعيد في كل الأنحاء الفلسطينية لنشهد انتفاضة جديدة ؟  ليس بالحجارة بل بالسلاح الذي لم يتوقعه الصهاينة وحلفائهم والذي اعتبر عاصفة الزمن الذي اريد له ان يكون زمن ياس  فكان زمن الامل  والرؤية الواضحة  للأيام القادمات التي يؤطرها النصر باذن الله  ،  وان كان هناك من يرى وقف لإطلاق النار في هذا الوقت الذي كُسرت فيه الهيبة (( الإسرائيلية ))  كي لا يقدم العدو على احتلال القطاع مع كونها أخفقت في حروب غزة السابقة ؟ والسؤال هل من الممكن أن يقدم الصهاينة على ذلك وتعرض نفسها للغرق مرة أخرى ؟ وهل من الممكن أن تفعل أصلا في ظل وجود هذا العدد الضخم من أسراها في القطاع ؟ كلها احتمالات واردة بنسبة أو بأخرى فكان الجواب واضح  وبين بانه لامجال للحديث في هذا الا بعد ان يتحقق الهدف من عملية طوفان الأقصى  واستسلام العدو لإرادة الشعب الفلسطيني وحماية المقدسات في فلسطين وهذا الموقف يكشف عن تطور هائل في قدرات المقاومة من ناحية تسليحها وتكتيكاتها العسكرية ، وأدواتها وطبيعة الهجوم ، وتنوعه برا وبحرا وجوا -  ان كان صواريخ ومسيرات او طيران شراعي -  فاجأت المقاومة الكيان الصهيوني كما كشفت عملية طوفان الأقصى عن فشل جهاز الاستخبارات (( الإسرائيلي )) فشلا ذريعا في اكتشاف هذه الحرب التي يبدو من سياقها أنها مدروسة بدقة وتم الإعداد لها بقوة من قبل المقاومة وحجبت حتى عن اقرب المقربين من المقامة مما اعطا الحجم اللائق والمؤثر والعنفوان الجهادي الحق للعملية بدأ وتنفيذا ونتائج في الميدان من اسرى وقتلى ضباطا ومراتب في الجيش الصهيوني ، بينما لم تقرأها الاستخبارات الإسرائيلية التي تمحورت فرضيتها حول الاعتقاد بأن المقاومة لن تورط نفسها في حرب ، وتتجه إلى إجراءات تحسين الوضع الاقتصادي في القطاع  كي تكسب رضا شعبها ،  وعلى إثر هذا الفشل الاستخباراتي لا يستبعد أن تتم إقالة شخصيات بارزة في الأجهزة (( الإسرائيلية  )) وقيادات عسكرية.

يتبع بالحلقة الثالثة

 






الاثنين ١ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تشرين الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.