شبكة ذي قار
عـاجـل










ما هي خطط أمريكا والكيان الصهيوني بشأن غزة والأمة العربية بعد انتهاء الحرب؟  - الحلقة الثانية

 

زامل عبد

 

لكن أولئك الذين يتمتعون بخبرة طويلة في التعامل مع الأزمات السابقة يقولون إن التخطيط لا يصل إلى أبعد من ذلك  ويقول حاييم تومر وهو ضابط كبير سابق في جهاز الاستخبارات الخارجية (( الإسرائيلي )) – الموساد - (( لا أعتقد أن هناك حلاً عملياً وقابلاً للتطبيق لغزة في اليوم التالي لإجلاء قواتنا  )) ويتفق (( الإسرائيليون )) بالإجماع على ضرورة هزيمة حماس ، فهم يرون أن هجوم السابع من تشرين الأول 2023 كان مروعاً وبالتالي لا يمكن السماح لحماس مرة أخرى بالسيطرة على غزة  ،  لكن حماس كما يقول الدكتور ميلشتين هي (( فكرة وليست شيئاً يمكن لإسرائيل محوه ببساطة ))  وأضاف (( الأمر ليس مثل برلين عام 1945 عندما رفعت علماً فوق الرايخستاغ وانتهى الأمر )) ويقول (( إن المقارنة الأفضل هي العراق في عام 2003 حيث حاولت القوات التي تقودها أمريكا إزالة كل آثار نظام صدام حسين وكان اجتثاث البعث كما كان يسمى كارثة ، وأدى إلى أن يصبح مئات الآلاف من موظفي الخدمة المدنية العراقيين وأفراد القوات المسلحة عاطلين عن العمل ، وغرس بذور تمرد مدمر إن جنود القوات الأمريكية المخضرمين الذين شاركوا في ذلك الصراع موجودون في (( إسرائيل )) ، ويتحدثون مع الجيش (( الإسرائيلي )) حول تجاربهم في أماكن مثل الفلوجة والموصل )) ويقول الدكتور ميلشتين  ((  آمل أن يشرحوا للإسرائيليين أنهم ارتكبوا بعض الأخطاء الفادحة في العراق )) وأضاف ((  على سبيل المثال ، لا يجب أن يكون لدينا أي وهم بشأن القضاء على من يتولون القيادة أو تغيير عقول الناس هذا لن يحدث )) ويتفق الفلسطينيون مع هذا الرأي ويقول مصطفى البرغوثي رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية ((  إن حماس منظمة شعبية إذا كانوا يريدون إزالة حماس فسوف يحتاجون إلى التطهير العرقي لكل غزة )) إن تلك الفكرة المتمثلة في أن (( إسرائيل )) تعتزم سراً إرغام مئات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح من قطاع غزة والتوجه إلى مصر ، تثير المخاوف الفلسطينية الأكثر تجذراً وبالنسبة لسكان يتألفون بالفعل إلى حد كبير من اللاجئين ، أولئك الذين فروا أو طردوا من ديارهم عندما تأسست (( إسرائيل  )) ، فإن فكرة حدوث نزوح جماعي آخر تستحضر ذكريات الأحداث المؤلمة التي وقعت في عام 1948 وتقول ديانا برتو المتحدثة السابقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية ((  الفرار يعني تذكرة ذهاب فقط ، ولا يعني العودة )) وأشار معلقون (( إسرائيليون  ))  في حواراتهم ومن بينهم مسؤولون  ضباط كبار سابقون ، مراراً وتكراراً إلى الحاجة إلى إيواء الفلسطينيين مؤقتاً عبر الحدود في سيناء ويقول جويرا إيلاند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي (( الإسرائيلي ))   (( إن الطريقة الوحيدة أمام إسرائيل لتحقيق طموحاتها العسكرية في غزة دون قتل الكثير من الفلسطينيين الأبرياء هي إجلاء المدنيين من غزة  وعليهم أن يعبروا الحدود إلى مصر ، بشكل مؤقت أو دائم  ))  ومما يزيد من المخاوف الفلسطينية سطر في الطلب الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 20 تشرين الثاني 2023  إلى الكونغرس للموافقة على تمويل لدعم ((  إسرائيل  ))  وأوكرانيا وجاء في التقرير((  من الممكن أن تؤدي هذه الأزمة إلى النزوح عبر الحدود وزيادة الاحتياجات الإنسانية الإقليمية  )) وهذا يبين الاتفاق الغير معلن فيما بين الإدارة الامريكية والعدو الصهيوني ،  وحتى الآن  لم تعلن (( إسرائيل )) أنها تريد أن يعبر الفلسطينيون الحدود وقد طلب الجيش (( الإسرائيلي )) مراراً وتكراراً من المدنيين أن ينتقلوا إلى مناطق آمنة كما يدعي غير محددة بشكل جيد في الجنوب لكن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حذر من أن الحرب (( الإسرائيلية )) في غزة قد تكون {{  محاولة لدفع السكان المدنيين وتهجيرهم إلى مصر }} وعلى افتراض وجود سكان غزة في قطاع غزة عندما ينتهي كل هذا ،  فمن الذي سيحكمهم يقول الدكتور ميلشتين (( هذا هو سؤال المليون دولار وإن إسرائيل يجب أن تدعم إنشاء إدارة جديدة ، يديرها سكان غزة مع موافقة القادة المحليين ودعم من الولايات المتحدة ومصر وربما المملكة العربية السعودية ويجب أن تضم أيضاً زعماء من فتح ، الفصيل الفلسطيني المنافس الذي طردته حماس بعنف من غزة بعد عام من فوزها في الانتخابات في عام 2006 وتتولى فتح السلطة الفلسطينية ومقرها رام الله بالضفة الغربية المحتلة ، لكن السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس لا يحظيان بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة ))  وتقول ديانا بوتو إن السلطة الفلسطينية قد ترغب سراً في العودة إلى غزة ولكن ليس إذا كان ذلك يعني { الركوب على ظهر دبابة إسرائيلية  } وتشعر السياسية الفلسطينية المخضرمة حنان عشراوي التي خدمت لفترة في السلطة الفلسطينية خلال التسعينيات ، بالغضب من فكرة أن الغرباء  بما في ذلك (( إسرائيل )) سيحاولون مرة أخرى تحديد كيفية إدارة الفلسطينيين لحياتهم وتقول ((  الأشخاص الذين يعتقدون أن هذه رقعة شطرنج ويمكنهم تحريك عدد قليل من البيادق هنا وهناك ، والوصول إلى مرحلة 'مات الملك ' في النهاية هذا لن يحدث ))  وتقول (( قد تجد عدداً قليلاً من المتعاونين ، لكن سكان غزة لن يتعاملوا معهم بلطف )) وهناك تخوف عميق بين أولئك الذين تعاملوا مع حروب غزة من قبل ، وإن لم يكن على هذا النطاق، وإحساس بأن كل شيء تقريباً قد جُرب من قبل ، وقال ضابط الموساد السابق ، حاييم تومر، إنه يرى تعليق العمليات العسكرية لمدة شهر في محاولة لإخراج الرهائن أولاً

 

يتبع بالحلقة الثالثة

 






السبت ٢ رجــب ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / كانون الثاني / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.