شبكة ذي قار
عـاجـل










ربما... جدارية في محراب ثورة التكبير بليبيا

ميلاد عمر المزوغي

 

 

من حقكم ان تحتفلوا بذكرى التغيير، من حقكم ان تحتفلوا بذكرى اعتلائكم السلطة.

ربما كنتم سجناء رأي، ربما اضطررتم للفرار بآرائكم خارج الوطن فقضيتم سنوات في الغربة

,ربما انتزعت املاككم بفعل القوانين الاشتراكية فبقيتم بالداخل مكمودين، ربما استطعتم تجميع بعض ما تيسر من اموالكم وهربتم بها خارج الوطن وقمتم باستثمارها. ترى هل كانت آرائكم التي سجنتم بسببها او غادرتم الوطن من اجلها بناءة؟

ربما هادنتم النظام (المراجعة) وتحصلتم على تعويضات عن سنوات السجن, ربما تصالحتم مع النظام فجئتم من منفاكم وتم احتساب مدة بقائكم بالخارج وكأنكم كنتم تعملون بمؤسساته الخارجية فصرفت لكم الاموال الطائلة, ربما انضممتم الى فريق عمل النظام بالداخل لأجل النهوض بالوطن والمواطن, وتقاضيتم رواتب ومهايا ومزايا تفوق تلك التي يتقاضاها المسؤولون بالداخل بأعلى السّلم الوظيفي, فاعتقد مواطنوكم الذين يعيشون بالداخل, أنكم قد اكتسبتم خبرة بمختلف المجالات طوال سنوات بقائكم بالخارج, وانكم ستساهمون معه في بناء الدولة العصرية التي حلمتم بها وكانت سببا في عدائكم للنظام وترككم البلاد.

المواطن العادي لازمته عدة اسئلة, هل فعلا رجوعكم لأجل البناء ام لأجل تحقيق اهداف من لجأتم اليهم؟, لا باس من تحقيق بعض مكاسبكم الشخصية, انتظار الاجوبة لم يطل كثيرا, انقلبتم على النظام وخنتم العهود والمواثيق, واتضح ان الهدف الرئيس من رجوعكم هو تنفيذ الأجندات الخارجية المتمثلة في اسقاط النظام, ومن ثم الاستيلاء على السلطة بما يمثله من استحواذ على مقدرات البلد الثابتة والمنقولة, وادخال البلاد في الفوضى الامنية وعدم الاستقرار, وفي سبيل تحقيق ذلك استعنتم بالخارج واعتبرتم طائراتهم الحربية طيور ابابيل ارسلها الرب من السماء لتعزكم وتجلب لكم النصر المبين.

شاهدنا والعالم اجمع، الثوار ومن والاهم من المرتزقة، يكبرون عندما يقومون بالإجهاز على الضحية لتقربهم الى اربابهم زلفا، فاطلقتم على الثورة ثورة التكبير.

لم نتعود ان نسمع من مسؤولينا وعبر اعلامنا الرسمي عبارات عنصرية (شنفاك)بحق جزء من اخوتنا في الوطن، قمتم بتهجير سكان منطقة بأكملها "تاورغاء" مشردين بالداخل بمختلف المناطق، كتبتم عليهم التيه، يعيشون في اكواخ الصفيح والخيام، ربما لان جزء منهم ناصر النظام اثناء الثورة، حقا أنتم الرب الاعلى!

وبعد نعيد، من حقكم ان تحتفلوا بذكرى استيلائكم على السلطة، ترى ما الانجازات التي حففتموها خلال 13 سنة من توليكم السلطة واستفاد منها المواطن؟

بسبب اقتتالكم المستمر على السلطة والاستحواذ على المال, عقدتم مع الدول التي ناصرتكم اتفاقيات لجلب مختلف انواع الاسلحة والذخائر, دمرتم كليا او جزئيا اضعاف اعداد المباني التي طالتها القوانين الاشتراكية التي سنها النظام السابق وكذا المنشآت التابعة للدولة ومنها اسطول النقل الجوي الذي شهد انتعاشا في سنوات ما قبل التغيير, ولم تقوموا بالتعويض عن تلك الخسائر ,حتى اصبح العاملون بها على قارعة الطريق دونما رواتب لمدد وصلت الى العامين, بينما تشجعون القطاع الخاص حتى اصبح عدد شركات النقل الجوي الخاصة اكثر من عشرين وهو ما يفوق مثيلاتها في دول الجوار التي تفوقنا في تعداد السكان وذات معالم سياحية معروفة.

تناحركم على الكرسي، اوجدتم حكومتان كل منهما تبعثر الاموال، وبرلمانان وجيشان، وبنكان مركزيان يصكان النقود، دولتان في دولة، أ لا يعد هذا الامر مدعاة الى السخرية؟ ربما.

على مدى 13 سنة لم تكتبوا دستورا دائما للبلد، بل اكتفيتم بالتعديلات المؤقتة لأجل الاستمرار في الحكم. ولا زال البلد تحت الفصل السابع يعني محمية، وقواعد اجنبية تجثم على الارض ومرتزقة.  

في السابق كان هناك عدد محدود من اصحاب رؤوس الأموال، أما اليوم فان بلادي تعج بـ(المليونيريين) وعلى راي المبعوث الاممي غسان سلامة، فانه عند كل مطلع شمس يولد مليونيرا جديدا، بالتأكيد بسبب الاموال التي استحوذتم عليها من الخزينة العامة دون وجه حق وانفقتموها في غير محلها.

 يا ابناء المدن الثائرة والذين تتصدرون المشهد السياسي، الى متى تظلون متمسكين بالسلطة وفرض آرائكم بقوة السلاح من خلال التشكيلات المسلحة التي كونتموها (جناحكم العسكري) ؟، متى تحتكمون الى صندوق الانتخابات؟ متى تجعلون صندوق السلاح والذخائر للدفاع عن الوطن في ايدي اناس متخصصين لا جهويين؟، متى تخففون اعباء المعيشة على المواطن الذي لم يعد قادرا على تلبية ابسط الاحتياجات؟ أ ليس الاجدر بكم لو قمتم منذ اسقاط النظام بتحقيق اهداف الثورة المعلنة والسير بأدبياتها؟ أم أن هناك موانع تحول دون ذلك؟ ألم تكفكم 13 سنة من الاستفراد بالسلطة؟ لئن كان التغيير من اجل ازاحة طاغوت، فاليوم يوجد أكثر من طاغوت!

وستظل العبارتان "خلوا فيها شرف" و" عادي انخش لداري" محفورة في اذهان هذا الجيل ووصمة عار في جبين الطبقة السياسية الحاكمة وستحفظهما كتب التاريخ.

هل تعتقدون انه بعد هذه المدة، التعليق على مشجب النظام السابق يجدي نفعا؟

نقول، ربما البلد في حاجة ماسة الى ثورة تصحيح المسار، على غرار ما حدث في الجارتين مصر وتونس، حيث السكان بهما ينعمون باستقرار أمنى، ونوع من الاستقرار الاقتصادي لافتقارهما الى موارد طبيعية كالتي توجد ببلادنا...........ربما..........

 






الاربعاء ١١ شعبــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / شبــاط / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب ميلاد عمر المزوغي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.