شبكة ذي قار
عـاجـل










إيران واستغلال القضية الفلسطينية  -  الحلقة الخامسة

 

زامل عبد

 

عملت إيران منذ سنوات طويلة على جعل القضية الفلسطينية مركز جاذبية في خطابها عن المستضعَفين ودعم عدد من الحركات الفلسطينية (( السنية )) مثل حركتَي حماس والجهاد الإسلامي ، فبعد التغير المخابراتي المعد مسبقا في ايران ووصول الخميني إلى السلطة التقى بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، كما تم افتتاح سفارة فلسطين محل السفارة (( الإسرائيلية )) ، ورغم التوظيف الإيراني الواضح لدعم حماس خلال فترة الحرب ، إلا أنّ ثمة غياباً إيرانياً عن جهود إعمار غزة بعد المواجهات العسكرية التي خلَّفت خسائر بشرية ودماراً واسعاً في القطاع ، على نحو يطرح تساؤلات عدة حول أبعاد الموقف الإيراني من هذه المواجهات العسكرية الأخيرة ، وتأثيراته على مسارات التصعيد مع (( إسرائيل )) وأمريكا خلال المرحلة القادمة ، تعلم طهران أن لعب أي دور ريادي في القضية الفلسطينية يعني بالضرورة لعب دور كبير في منطقة الشرق الأوسط ، وهو ما يتلاءم مع رغباتها وأهدافها الجيوسياسية الأوسع في إطار صراع القوى في الإقليم   ليس هذا فحسب بل ستتمكن إيران أيضا من خلال دعم القضية الفلسطينية من تكوين منظومة تحالفات تربط طهران بالعراق وسوريا ثم لبنان واليمن ، وأخيرا فلسطين المحتلة وفي حين تعاني غزة من القصف الصهيوني لم تتحرك أي من تلك الإستراتيجيات الإيرانية المعلنة لرفع المعاناة ودعم غزة ، والإجابة عما إذا كانت إيران ستحاول التدخل لدعم المحور الذي طالما استثمرت فيه ووظفته في إطار علاقتها بواشنطن من عدمه تتوقف على - هل تواجه إيران اضطرابات في علاقتها بواشنطن أم لا  ؟  -  وعن الصراع (( الإيراني – الإسرائيلي ))  يطرح سؤال ذا اهمية هل إنّ ((  إيران أخذت موقع المواجهة مع إسرائيل بعد العام  1979 ؟ ))  والجواب ايران ملأت الفراغ الذي تركه الانسحاب العربي من ذلك الصراع حينما توجّهت مصر نحو السلام واستسلام السادات للارادة الصهيونية ولحق به الاردن ، والتطوّرت في إيران أيديولوجيا تدعم فلسطين ظاهريا واعلاميا من جهة ، وتدافع عن مصالح خارجية معيّنة من جهة أخرى وبمعنى أبسط ، فإن إيران ملأت الفراغ الإقليمي وحقّقت مصالحها الخارجية ومما يدعم فكرة أن ما يحصل ليس عفويا" حيث تقوم فكرة النظام الحاكم في طهران على تلازم مسارين في طريقة التعامل مع القضية الفلسطينية الأول هو التعاطف الإسلامي مع قضية فلسطين باعتبارها - قضية إسلامية -  وهو أمر حرص عليه المنتمون إلى تيار الإسلام السياسي الإيراني منذ أربعينات القرن الماضي حتى اليوم ، أمّا المسار الثاني فهو الحسابات الجغرافية السياسية لإيران وطموحها التاريخي إلى تولّي دور ((  المرجعية الإقليمية )) عبر توجيه القضية الفلسطينية في مسار معين وفق مقتضى هذه المصالح الوطنية الإيرانية وتوازنات القوى الإقليمية وشد الرحال إلى فلسطين والأقصى ليس عبر الوعيد والتهديد من وراء البحار ، هذه الحالة الإيرانية منذ النكبة حتى اليوم

 

يتبع بالحلقة الاخيرة

 






الاربعاء ٢٢ شــوال ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أيــار / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة