شبكة ذي قار
عـاجـل










مقـــــــــــدمــــــــــــــــة

 

الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي للعراق في العصر الحديث هو أسوأ ما تعرض له شعب على مر التاريخ فلم يحصل لشعب آخر من  شعوب الارض ان تعرض  للتشويه والتقتيل والتضليل الاعلامي و قلب الحقائق رأسا على عقب مثل ما حدث ويحدث في العراق منذ بداية العدوان الثلاثيني على العراق عام 1990. فالاحتلال يتربع على صدر الشعب والحكومة المنصبة من قبله غير مسؤوله عن أي شيء في العراق سوى مصالحه ويتصرف على هذا الأساس بكل وقاحة وعنترية , ودول الجوار تتدخل كل حسب مصالحها وحجم العمالة والتأييد لها وحكومة طائفية لا تأبه للبؤس والتعاسة التي يعيشها الشعب في امنه ومأكله ومشربه وصحته وسكنه, فبرغم مرور سبعة سنوات على الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي الا ان حياة العراقيين في تدهور مستمر, فالهجرة الى الخارج ما زالت مستمرة وقد تجاوز عدد من جحيم الاحتلال الهاربين الاربعة ملايين والمهجرين داخل العراق المليون تقريبا , والعوائل تعيش بدون كهرباء ولا ماء صالح للشرب ومعظمها ما زالت تسكن دور الدولة ومؤسساتها المهجورة والديمقراطية التي تحدث عنها الامريكان , ووعدوا بها الشعب المبتلي كانت ديمقراطية الارهاب والميليشيات. انها حرب فاشلة في جميع القياسات وقد خسر الشعب العراقي خسائر كبيرة ولم يلح في الافق مخرجا.

 

البعض من خونة العراق و مروجي الفكر الانبطاحي يقولون انها حرب تحرير العراق , فهل هذا صحيح؟؟؟.. انها حرب احتلال وقتل وتدمير العراق .. تحرير العراق يعني حرية العراق.. يعني شعب يعيش حرا وسعيدا بأبنائه وخيراته. وهذه الحرب لم تكن بدافع تحرير العراق , ثم دعونا نتسائل تحرير العراق من ماذا؟, هل كان العراق محتلا ؟ هل كان العراق يرضخ تحت حكم اجنبي؟ ... المؤكد والثابت انه لا اسباب حقيقية لاحتلال العراق خارج الاهداف الستراتيجية الامريكية ومن ضمنها تدمير العراق وتسليط الطائفية لتفتك بالشعب  ,فالمجرم بوش كان مصمما ومستعجلا ولم يثنيه أي عذر او موقف ضد شن الحرب.. كان ارعنا شديد الرعونة فاق جميع من حوله في الادارة الامريكية , وتجاهل موقف الدول الكبرى في مجلس الامن والرأي العام الدولي والقانون الدولي , وضغط بشدة وهدد علانية دول الخليج والسعودية اذا تأخرت في دعم الموقف الامريكي , وكانتا قطر والكويت فاتحتين ذراعيهما لدخول القوات الامريكية عبر اراضيهما.. لقد احتلت أمريكا العراق بحملة عسكرية همجية شرسة متذرعة بذريعتين, الذريعة الأولى،هي امتلاك العراق أسلحة دمار شمال ,وأما الذريعة الثانية، فهي الرغبة في تحرير الشعب العراقي من قيادته الوطنية الشرعية وجلب الديمقراطية لهذا الشعب ووكلا الذريعتين تدينان أمريكا ومن تحالف معها في احتلال العراق.

 

فخلال أحداث سبتمبر 2001 م.... وتحديداً بنفس يوم الحدث استدعى الرئيس الأمريكي المجرم بوش وزير دفاعه رامسفيلد ظهيرة ذلك اليوم، وطلب منه التهيؤ لاحتلال العراق كما جاء ذلك على لسان غونداليزا رايس خلال إفادتها أمام لجنة التحقيق في الكونجرس الأمريكي، ومن ثم التخطيط والتنفيذ بالشكل الذي حدث، وأعتقد أن هذا كان سبباً رئيساً لرفض كل من فرنسا وألمانيا وروسيا في دعم الولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية.. في الوقت الذي كانت هذه الدول مؤيدة لها في حرب الخليج الأولى عام 1991م، والتي لم تحصل من نتائجها حتى على أي فتات اقتصادي.

 

حقيقة الأمر أن أمريكا تريد من احتلالها للعراق تنفيذ مشروع عدواني على العالم العربي كله لا العراق فقط ، وأرادت أن يكون العراق بداية ومنطلقاً للعدوان على ألاقطار العربية ألاخرى تتناولها الواحدة تلو الأخرى وفق جدول زمني إذا ما تمكنت (لاسمح الله), من العراق وركزت أقدامها فيه.إنها تريد إلغاء الخارطة السياسية للعالم العربي وتريد , سايكس بيكو جديدة تحل محل سايكس بيكو القديمة التي أفرزت كياناته القائمة التي كانت تقسمتها كل من فرنسا وبريطانيا لإقامة كيانات بديلة على أسس طائفية وعنصرية أكثر عدداً وأضعف شأناً وأكثر استجابة وحراسة لأهدافها من الكيانات القائمة .

 

ويبدو من سياق الاحداث والتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط اليوم ان الاجندة الامريكية لا تقتصر على العراق وحده وما يشكله من اهمية نفطية لأمريكا والعالم ولكنها تطال دولاً اخرى، فمجموعة الصقور الامريكية المتنفذة تريد اضعاف الدور السعودي في السوق النفطية العالمية وتقليص نصيبها من الصادرات وممارسة ضغوط على دول اخرى في منظمة الأوبك لتحقيق هذا الهدف بالاضافة الى تشجيع شركات نفط روسية على مضاعفة انتاجها النفطي الى اقصى حد ممكن، وتعقد آمالاً كبيرة على السيطرة على نفط بحر قزوين والأهم من ذلك كله ان مجموعة الضغط الامريكية ترغب في اقامة نظام اموال لأمريكا في العراق ليكون قادراً على فتح الابواب امام شركات النفط الاجنبية وخاصة الامريكية للسيطرة على هذه الثروة الاستراتيجية ووضعها تحت نفوذها ومخططاتها وهذا ما حدث بعد غزو واحتلال العراق، ومن هنا فإنه يمكن القول بأن الاهداف الامريكية في المنطقة بالاضافة الى التدخل عسكرياً في العراق، وغيره من الدول المجاورة والسيطرة على منبع النفط في منطقة الخليج لاحتوائها على (60%) من احتياطي النفط في العالم هي اقامة قاعدة عسكرية سياسية تمكنها من ممارسة نفوذ اكبر على كافة دول المنطقة ومن بينها السعودية، وايران وبقية الدول الخليجية المصدرة للبترول ، اضافة الى اضعاف سوريا بدليل ما تمارس عليها اليوم من ضغوط شديدة تحت زعم سحب قواتها من لبنان. واذا ما نجحت واشنطن في تحقيق هدفها المعلن فإن ذلك يعني اعادة رسم الخريطة الاقتصادية لمنطقة الشرق الاوسط اضافة الى خريطتها السياسية.

 

ويرى المحللون الاقتصاديون الغربيون ان عودة العراق كشريك تجاري ومنتج للنفط بلا قيود سيقلب رأساً على عقب مجموعة من المصالح الاقتصادية الاقليمية على المدى البعيد, مع استئنافه لضخ النفط في الاسواق العالمية التي يملك ثاني اكبر احتياطي في العالم وستكون دول الاوبك اكبر الخاسرين نتيجة لذلك، بينما ستكون شركات النفط الامريكية المتعطشة لاستغلال احتياطات النفط العراقي اكبر الفائزين ، وفي هذه الحالة ستحصل الشركات الامريكية على نصيب الاسد من العقود. وفي نطاق هذا السيناريو الامريكي فإن أية حكومة عراقية جديدة تفرض على العراق حتى لو كانت منتخبة ستجد نفسها مجبرة على رفع معدلات انتاجها النفطي الى حدوده القصوى وهو ما سيؤدي بالتالي الى انهيار اسعار النفط طبقاً لمعادلة العرض والطلب وهذا التذبذب الناتج عن الاحتلال العسكري الامريكي الصهيوصفوي سيؤدي بدوره الى حدوث اضطرابات سياسية اقليمية ومحلية وخلق حالة من عدم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط قد تستمر لفترة طويلة من الزمن يمكن ان يحدث خلالها موجات من الانقلابات العسكرية محلية واقليمية. والمثير للانتباه هو صحوة ضمائر بعض الشخصيات الامريكية التي اصبحت تعارض السياسة الامريكية في العراق بعد ان عرفت الحقيقة.. لكن هذه الصحوة لم تأت الا بعد ان وقع الفأس في الرأس..!!

 

اهداف امريكا من احتلالها للعراق لا تقتصر في العراق فحسب ولن تتوقف عند حدوده الجغرافية بل ستمتد لتشمل الوطن العربي بأكمله ...... وبالنظر للاهداف المعلنة للاحتلال (والتي كانت نزع أسلحة الدمار الشامل لدى العراق ونشر الديموقراطية والحرية ) . وهذه الاهداف لا تستلزم حربا حتى لو لم يكن العراق متجاوبا مع المفتشين الدوليين .. ثم أيضا أنه من غير المنطقي أن يكون من بين أهداف حرب تزهق فيها أرواح مئات آلاف من البشر ويشرد بسببها الملايين لمجرد تطبيق الحرية والديمقراطية وإذا كانت الأهداف المعلنة غير منطقية فهذا يعني ان هناك أهدافا أخرى تكمن وراء هذه التضحيات من قبل أمريكا... وقد اصبح من الواضح أن من بين أهداف الحرب الفعلية عدة أهداف نوجزها كالاتي:

 

1ـ تقسيم العراق الى دويلات صغيرة كخطوة أولى لرسم الخريطة الجديدة للمنطقة والتى تحدث عنها الأمريكيون في أكثر من مناسبة... فالنجاح في تقسيم العراق الى دويلات سيتبعه مطالبة الأقليات في الدول العربية بالاستقلال والحكم الذاتي مما يؤدي في النهاية الى تقسيم الدول العربية الى دويلات صغيرة... وسيكون الكيان الصهيوني الدولة العظمى بينها على المدى البعيد في العمل علي تقسيم العراق وتقطيع اوصاله حسب السيناريو الموضوع في الشمال دولة كردستان , والوسط دولة سنستان , وفي الجنوب دولة شيعستان ترعاها ايران . ومن المعلوم ان ايران لها اطماع تاريخية في اراضي العراق وقد ساعدت ايران امريكا في غزوها للعراق باعتراف امريكا وايران انفسهما. كما ساعدت امريكا قبلها في الحرب علي افغانستان .

 

2ـ النفط العراقي كان هو احد الاهداف الرئيسية, اذ ان احتياطي النفط العراقي هو اكبر احتياطي في العالم فبحسب بعض الاحصائيات (150 - 200 ) مليار برميل .والسيطرة علي اكبر احتياطي نفط في العالم يؤدي الي تحكم امريكا بالعالم حتي بالدول الاوروبية , هذا من جانب .ومن جانب اخر ان القائمون علي الادارة الامريكية معظمهم يعملون لدي شركات النفط وتصنيع الاسلحة وهي الشركات المتحكمة في القرار السياسي في الولايات المتحدة الامريكية وهي التي تقف وراء حملات الانتخابات الامريكية ويصرف عليها من (2- 4) مليار دولار

 

ان الغرض غير المعلن من هذه الحرب ليس تغيير النظام الوطني الشرعي العراقي ، واستبداله بنظام (ديمقراطي) حسب زعمهم ، وليس لأن العراق يملك اسلحة دمار شامل بل ان هذا التصميم نابع بالدرجة الاولى من استراتيجية امريكية رامية الى فرض السيطرة على منابع النفط الرئيسية في منطقة الخليج باعتبار ان العراق يقع وسط منطقة تحتوي على اكثر من ستين بالمائة من احتياطي النفط العالمي.وهذا ما يتفق عليه الخبراء النفطيون في العالم وخبراء الطاقة والاقتصاديون الذين يرون بشكل جماعي ان المعارضة الدولية المتصاعدة ضد الحرب الامريكية على العراق كانت تدخل ضمن هذا الاطار والمفهوم، كما ان القوى الاقتصادية العالمية تعلم جيداً الاهداف الحقيقية وراء تصميم واشنطن للمضي قدما في حربها ضد بغداد، وهي وراء الانزعاج الكبير الذي اثارته النوايا الامريكية في مهاجمة العراق في اوساط دول حليفة ومهمة لدى الولايات المتحدة ورغم معرفة واشنطن الأكيدة بأن تجاهل هذا الاعتراض العالمي المتزايد سيترتب عليه كلفة سياسية كبيرة على مدى سنوات طويلة مقبلة وهو ما جعل الادارة الامريكية تدفع ثمنه غالياً في العراق فإن ذلك   لم يثنِ الرئيس بوش والصقور في ادارته عن المضي قدماً لشن الهجوم على العراق واحتلاله بالاعتماد على ما قد اعلنوه من اهداف، وهي تغيير نظام الحكم في العراق وإزالة خطر اسلحة الدمار الشامل وحماية امن الكيان الصهيوني رغم ما يكتنف هذه الاهداف من شكوك وما يمكن ان تثيره من مصاعب للإدارة، الامريكية ومع ذلك تم تنفيذ احتلال العراق على رغم أنف المجتمع الدولي.

 

3ـ التحكم بمسيرة القضية الفلسطينية بل ووأدها فالحرب على العراق ستحول الأنظار لفترة طويلة الى العراق وسيستغل الكيان الصهيوني هذه الأحداث لتعمل ما يشاء في ظل الإنشغال الدولي في قضية العراق, (وهذا هو ما يجري الان في موضوعة المفاوضات النهائية لحل الدولتين بين الفلسطينيين والصهاينة).. ومن ناحية أخرى سيكون في مصير العراق تهديد غير مباشر للدول العربية الأخرى التي لن تقف مع أي حل أمريكي للقضية والذي سيصب في مصلحة الكيان الصهيوني .كذلك الحسم المحتوم اللحرب العربية ـ الصهيونية لصالح الكيان الصهيوني، ومن وراء ذلك إلحاق الهزيمة النهائية بالعرب واستتباع الكيان الصهيوني ودمجه في قوة السيطرة العالمية الأمريكية والاعتماد عليه لضمان السلام والأمن وحسب المفهوم الامريكي وحسب المصالح الأمريكية في المنطقة. ففي لهيب هذه الحرب ، تطمح امريكا إلى خلق ظروف استثنائية إقليمية تسمح للكيان الصهيوني بتحطيم المقاومة الفلسطينية القائمة وردع أي مقاومة عربية محتملة، ((خصوصا وان الداعم لهذه المقاومة بشكل جدي كان العراق بقيادة البعث و الذي لم يكن يبخل في دعم المقاومة سواء الدعم المادي او المعنوي او حتى الدعم السياسي)), وكذلك تفكيك أوصال المجتمع الفلسطيني لدفعه إلى التسليم بالأمر الواقع، وتشجيع هجرة أبنائه إلى الخارج، وبالتالي فرض نموذج الدولة التي تريدها تل أبيب على ما تبقى من القوى الفلسطينية الحية.هذه الظروف الإقليمية الجديدة نفسها هي التي تراهن عليها واشنطن من أجل فك وحدة العالم العربي والإسلامي نهائياً، وضمان التفوق الإسرائيلي الساحق على جميع دول المنطقة منفردة ومجتمعة لعقود عدة آتية، وبالتالي تفريغ المنطقة بأكملها من القوة وتحويل الدويلة الصهيونية إلى القوة الوحيدة الفاعلة فيها، وتمكينها من قطع الطريق على أي اعتراض على الوضع المنبثق من لهيب حرب احتلال العراق.

 

 حماية الكيان الصهيوني , فالعراق كان بامتلاكه اسلحة متطورة وصواريخ بعيدة المدي قد صنع توازنا استرتيجيا مع دويلة الكيان الصهيوني وهذا يؤدي الي انهيار ما يعمل عليه الامريكان واوروبا من ورائها علي ان يبقي هذا الكيان في تفوق عسكري وتقني وان يظل دائما قادرا علي تهديد اي قطر عربي في اي لحظة , ولذلك عمدت الي تجريد العراق من اسلحته بكل السبل والوسائل وداومت علي حصاره غيرمهتمة بموت مليون ونصف المليون طفل عراقي وقد ساعدها العرب علي ذلك , وكانت اول ضربة للناحية العلمية في العراق اغتيال علمائه و قتلهم وتشريدهم فالامريكان مدركون تماما ان هؤلاء العلماء قادرين علي بناء العراق الحديث في ظل اي نظام غير النظام الوطني السابق, من ناحية اخرى هناك سبب اخر يدعو لاحتلال العراق و هو الحلم الصيوني بالثأر من بابل وقتل نبوخذنصر والذي يعتقد الصهاينة انه الشهيد صدام حسين والذي على حد قولهم  اراد احياء الدولة البابلية التي قضت على اسرائيل التوراتية التي كانت موجودة قبل اربعة الاف سنة .

 

5ـ حسم الصراع العربي الإسلامي ـ الغربي الذي غذّته عقود طويلة من الصراع ضد الاستعمار، وضد إرادة الغرب في فرض وصايته ثم الوصاية الإسرائيلية على المنطقة، وتوفير شروط إعادة ترتيب علاقات القوة والسلطة في المنطقة بأكملها، بما يمكنها من إخماد مقاومتها وإجبارها على الاندراج تحت الوصاية الأمريكية الغربية. وهناك سبب اخر دفع امريكا الى احتلال العراق وهو الفكر المسيحي المتصهين لدى ادارة بوش العفنة  وقد اعترف بوش بنفسه بهذا  عندما قال في زلة لسان انه يشن حربا صليبية . وفي قول اخر قال ان الله امره بهذا الغزو . واضيف لكل هذا ما قالته سارة بالين المرشحة عن الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس والتي فاز فيها اوباما . لقد قالت في احد خطاباتها لتبرر غزو العراق , ان الله امرهم بغزو العراق. بالاضافة الى زرع بذور الفرقة الدينية بين مكونات الشعب العراقي وهذا ما نراه في الاعلام الامريكي واعلام كل الجهات المساندة للاحتلال, حيث نرى الثقافة المذهبية الطائفية والمظلومية الدينية , وكذلك ثقافة الانتقام من احفاد يزيد ثأرا لمقتل الحسين ,قد بدأت تنتشر بين اوساط المجتمع العراقي .

 

ولو تأملنا في هذه الأهداف لوجدناها تصب في مصلحة الكيان الصهيوني أولا ... ولو تأملنا من يدعم هذه الحرب لوجدناهم من كانوا سببا في وجود الكيان الصهيوني... وهذه الحرب إن نجحت في تحقيق اهدافها, (لاسمح الله) ستكون بداية الطريق للكيان الصهيوني لتحقيق أطماعه التوسعية أو مايسمى  بإسرائل الكبرى

ان اهداف امريكا عديدة ومتداخلة فاذا تأخر تحقيق هدف كبير فهي تعوضه بمجموعة اهداف صغيرة . وان التخلف في العراق وفي شعبه هو من الاهداف الاساسية الذي تبنى عليه الاهداف الاخرى. فاذا وعى الشعب  العراقي وارتقى حضاريا ومورست الديمقراطية الحقيقية وليست الديمقراطية المسلفنة المستوردة من امريكا واستثمرالشعب العراقي  خيراته بنفسه.. عندها لا يبقى لا احتلال ولا أي عدوان امريكي يمكن ان يستمر بل غندها سيتحرر العراق

 

إن المشروع الأمريكي للعراق والمنطقة العربية معد سلفاً وله أصول تاريخية وأن الأهداف التي تسعى الإدارة الأمريكية لتحقيقها في المنطقة تختلف تماماً عما أعلنته لتبرير احتلالها للعراق.


إن حقيقة وأبعاد المشروع الأمريكي تبطل دعاوى الولايات المتحدة الأمريكية بنشر الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الحريات ومكافحة الإرهاب وتدمير أسلحة الدمار الشامل.

 

إن أمريكا لم تأت لتحرير العراق من نظام الشهيد صدام حسين كما زعمت, ولا للقضاء على الإرهاب, ولا لتدمير أسلحة الدمار الشامل, ولم تأت لنشر الديمقراطية, ولا لإشاعة الحريات الشخصية, وإنما جاءت لتنفيذ أهدافها التوسعية, وتحقيق غاياتها الاستباحية الجديدة , فبعد الاحنلال مباشرة باشرت أفواج الجيش الأمريكي بحملاتها الواسعة للبحث عن تلك الأسلحة الفتاكة المزعومة, فنبشت ارض العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه بمرافقة ديفيد كاي المسؤول السابق في فرق التفتيش الدولية, واستمرت في هذه المهمة المكثفة حتى الثاني من تشرين الأول من عام 2003, لتعلن في تقريرها الرسمي عن بطلان الأكاذيب التي كانت تطلقها الإدارة الأمريكية, وخلص تقرير ديفيد كاي, إلى النتائج التالية ((...من المؤكد إن صدام حسين لم يكن يمتلك عند اندلاع الحرب آلاف الأطنان من الغازات السامة والرؤوس الحربية  لإطلاقها, أو مئات الكيلوغرامات من عوامل الحرب البيولوجية القاتلة, أو المنظومة الصناعية والمواد الانشطارية اللازمة لإنتاج الأسلحة النووية, التي قالت أجهزة استخبارات البلدان الغربية الكبرى انه يمتلكها ...)).

 

 إن الاحتلال الأمريكي للعراق كان الوسيلة الاستباحية السافرة لتحقيق أهداف امريكا في الشرق الأوسط, والتي تمثلت في السيطرة على منابع النفط للتحكم بالاقتصاد العالمي, والاستحواذ عليه, وضمان استقرارها, واستمرار تفوقها, ونمو شركاتها, وفرض هيمنتها, وضمان مصالحها الاقتصادية المستقبلية, وهي على الرغم من تجبرها كانت تخشى منافسة الأقطاب الدولية الجديدة, مثل أوربا واليابان وروسيا والصين. لهذا فان العراق باحتياطاته النفطية الهائلة, وثرواته المتعددة, وموقعه الاستراتيجي هو الضمان الدائم لاستمرار تفوقها وزعامتها الدولية, اما هدفها الاستراتيجي الآخر فهو حماية إسرائيل, وضمان أمنها وتفوقها, وهو التزام (مقدس) لكل الإدارات الأمريكية, إلا إن هذا الالتزام مستمد في جوهره من تبادل المصالح لكلا الطرفين, فدويلة الكيان الصهيوني تمثل حاملة الطائرات الجاثمة بجوار منابع النفط والطاقة, وتمثل الترسانة العسكرية الأمريكية في قلب الشرق الأوسط, وهي بذلك تستنزف طاقات وموارد الدول العربية والإسلامية, وتهدد استقرار المنطقة, وتسعى لتمزيقها لضمان هيمنتها المستمرة, من هنا جاء التحالف المصيري بين الكيان الصهيوني وأمريكا ليضع حدا للتهديدات العراقية المتكررة, فقد كان العراق البلد العربي الأكثر امتلاكا لمقومات القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية, ولا مناص من تصفيته والقضاء عليه, فورطته بغزو الكويت, ثم دمرته بالحصار الاقتصادي, ومن ثم سعت لإزالته كليا.

 

لقد نسفت معطيات الواقع المخضبة بالدماء على ساحة الصراع في العراق مختلف الذرائع التضليلية التي لجأت اليها ادارة عولمة الارهاب الامريكية لتبرير حربها الاستراتيجية على العراق. فقد ادعت في حينه ان الدافع المركزي الاساسي لشن الحرب على العراق هو تخليص منطقتي الخليج والشرق الاوسط والعالم من مخاطر الترسانة النووية ومختلف اسلحة الدمار الشامل التي يهدد بها النظام العراقي الحاكم الامن والاستقرار في المنطقة وعالميا, وفتشوا العراق شبرا شبرا، واتضح ما كان معلوما حول حقيقة اكاذيب ادارة بوش وخلو ونظافة الارض العراقية من أي نوع من اسلحة الدمار الشامل. اكاذيب تضليلية قادت ليس فقط الى قتل مئات وجرح آلاف الجنود الامريكيين على ساحة الصراع في العراق، بل كذلك الى دهورة الاوضاع الاقتصادية الاجتماعية في داخل الولايات المتحدة الامريكية.

 

نستطيع ان نلخص في ادناه اجمالا بعضا من نتائج الغزو الامريكي  الآنية ...

 

 1تحكم قطب واحد في مصائر الشعوب والدول وهذا القطب بعيد كل البعد عن النزاهة والعدالة , وان يكون العراق عبرة لغيره من الدول التي تتمرد علي امريكا .

 2سابقة تغير النظام الذي لايخدم الاهداف الامريكية

 3إنهاء دور الامم المتحدة علي غرار عصبة الامم في الحرب العالمية الثانية .

4 محاولة تحكم امريكا بمصادر الطاقة العالمية

 5بالنسبة للقضية الفلسطينية , سيكون الضعط كاملا علي القوى الفلسطينية في المنطقة للقبول بكل الاملاءات الصهيونية الامريكية .

 6وضع حكومات في الدول العربية تأتمر بالكامل بأوامر امريكا , وقد ظهر هذا جليا في الحرب الاخيرة على غزة  .

7هيمنة الثقافة الامريكية الضالة المضلله علي العالم عامة وعلي العالم العربي خاصة .وهيمنة الثقافة الامريكية تجعل منا عربا نرتدي الثوب الامريكي .

فهل حققت امريكا اهدافها ,,,, وهل نجحت في مشروعها باحتلالها للعراق وتغيير نظام الحكم فيه؟؟ هذا ما سنبحثه في الاجزاء القادمة  ان شاء لله .

 

ـ يتبع ـ

 

 





الاحد١٣ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل ابراهيم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة