شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ  مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ .([1])
      

 

 

المبحث الرابع : تأثير عمليات المقاومة العراقية في الحد / انخفاض نسب التطوع / التعاقد في / مع الجيش الأمريكي ... والبدائل التي استخدمتها وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" لمعالجة ذلك :

 

                                              

(( لدينا جيش مصمم كي يقتل ويُدمر وما زلنا في حاجة لجيش قادر على أنْ يفعل ذلك.؟!))

اللفتنانت كولونيل جون ناجل ([2])

 

قبل أنْ أتناول الحديث عن مضمون ما ورد في عنوان هذا المبحث المُشار إليهِ أعلاه، أجدُ من الضروري المرور سريعاً على الجانبِ العقيدي المُتطرف الذي كان وراء شن الحرب الأمريكية على العراق، سيما العقيدة الدينية المُتطرفة التي تتحكم بالرئيس الأمريكي بوش الذي كان وراء قرارا شن الحرب بالرغم من سعي العديد من الحكومات الكونية سيما العربية منها فضلاً عن الباحثين إلى غض النظر عن مثل هذا الموضوع بتوجيه أمريكي بحت، وقد خاب فعلاً توجه تلك الحكومات والباحثين معاً سيما بعد أن أثبت احتلال العراق أن الأسباب/المُبررات التي روجت لها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وعدد من الدول العربية التي وقعت على وثيقة غزو واحتلال العراق، وشاركت قواتها مع القوات الأمريكية والبريطانية في ذلك الغزو قد أثبتت عدم مصداقيتها كلياً، وعليه فإن العقيدة الإنجيلية – التوراتية المُتطرفة للرئيس الأمريكي بوش ورامسفيلد وديك تشيني ...إلخ كانت هي الدافع الحقيقي والمُحرك الأساسي للاحتلال العراق وكانت المُبررات المُعلنة غطاءاً لتلك العقيدة المُغالية ليس إلا؟!

 

كما وجدتُ أنه من المُهم الإشارة بشكلٍ موجز أيضاً إلى مكونات الجيش الأمريكي الكوني الذي غزا وأحتل العراق الذي تُصارعه المقاومة العراقية المُجاهدة منذ بداية الاحتلال في نيسان 2003 ولغاية تحرير العراق إن شاء الله تعالى بسواعد مُقاتليها الذين أحبهم وأحبوا الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم. ثم تناولت البدائل التي استخدمها البنتاجون في محاولة سد النقص الهائل في التطوع/التعاقد مع الجيش الأمريكي التي بحد ذاتها تُعد وثيقةً تاريخية حية عن قوة فعاليات/عمليات المقاومة العراقية التي جعلت تلك الإمبراطورية الكونية أمام حقيقةٍ مُتجذرة تقول: أن المقاومة العراقية ليست حدثاً طارئاً، بل هي نتاج حضارتها التي تعود إلى الآلاف السنين قبل الميلاد وإلى الجانب العقيدي القرآني والسنة النبوية، وأنها هي وليس غيرها مَنْ سيُحرر العراق بعون الله تعالى، وهذا ما أشرتُ إليه في المباحث الثلاثة الأولى من هذه الدراسة.

 

1- عنصرية غزو واحتلال العراق: عبارات "توراتية" وشعارات "الحروب الصليبية" في تقارير أمريكية عن العراق:

غزو واحتلال العراق كشف العديد من الحقائق التي كانت مخفية ولم يُعلن عنها، ومنها الدور العنصري المُتطرف لقادة البيت الأبيض في قرار شن الحرب ضد العراق فقد ذكرت مصادر أمريكية أن وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رمسفيلد استخدم نصوصاً من "التوراة" أشبه بشعارات الحروب الصليبية على أغلفة مذكرات استخباراتيه عسكرية شديدة السرية كان يعدها لتقدم للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أثناء حرب العراق، وقالت مجلة "جي كيو" الأمريكية في تقرير لها: « إن هذه الأغلفة ذات الطبيعة الدينية ربما تكون قد تسببت في إهانة مسلمين داخل وزارة الدفاع الأمريكية، إضافة إلى آخرين خشوا أن تستثير هذه النصوص التوراتية غضب المسلمين في الدول الإسلامية، وأنها حصلت على المذكرات من مسؤول حكومي رفضت ذكر اسمه وقالت: إنه كان منزعجا للغاية من تلك الأوراق المشبعة بنصوص من الكتاب المقدس، وهو ما جعله يحتفظ بالنسخ »، وأضافت المجلة: «إن الاستشهاد التي استخدمها رامسفيلد -خلال توليه وزارة الدفاع- على أغلفة المذكرات تشبه شعارات الحروب الصليبية، وكانت مصحوبة بصور تعبر عن انتصار القوات الأمريكية في الحرب على العراق.»، وضربت المجلة عدة أمثلة لهذه العبارات منها: « إن غلافا لمذكرة مؤرخة بـ7 نيسان/أبريل 2003 كان يحمل صورة للرئيس صدام حسين يلقي خطابا أسفل عبارة مُقتبسة من رسالة بطرس الأولى تقول "إنها إرادة الرب، أنه لتفعل الخير ينبغي أن تسكت الحديث الجاهل للرجال الأغبياء", وفي غلاف مذكرة أخرى مؤرخة في 8 نيسان/أبريل 2003 يظهر صورة لقوس نصر في العراق على شكل سيفين تستعد دبابة أمريكية للمرور من تحته، وفوق الصورة عبارة من سفر أشعياء تقول "افتحوا الأبواب لتدخل الأمة البارة الحافظة الأمانة".؟!

 

وأوضحت المجلة أن تصميم غلاف المذكرات كان من بنات أفكار الجنرال جلين شافير الذي عمل مديرا استخباراتياً لرامسفيلد وهيئة الأركان المشتركة، والذي قال لمن أبدوا تذمرهم من النصوص التي حملتها أغلفة المذكرات: إنها تحظى بتقدير قادة بوش ورامسفيلد ورئيس هيئة الأركان المشتركة السابق ريتشارد مايرز. ومما تجدر الإشارة إليه أن الرئيس بوش كان قد استخدم العديد من "العبارات الدينية" خلال فترة حكمه ومنها لفظ "الحروب الصليبية" كما اتهم المسلمين "بالفاشية".

 

2- مُكونات القوات المُسلحة الأمريكية المُحتلة للعراق التي تُقاتلُها قوات المقاومة العراقية المُجاهدة:

المقاتلون في صفوف القوات المُحتلة للعراق ليسوا أمريكيين فقط، بل شاركتهم قوات أخرى من جنسياتٍ مُختلفة، هذا الاختلاف بحد ذاته عكسَ أيضاًً مواقفهم القتالية من الحرب المُشتركين فيها في العراق،  وأهم هذه الفئات هي:  

 

1 ـ المتعاقدون مع الجيش الأمريكي.

2 ـ الجنود البريطانيون.

3 ـ الجنود المشاركون رمزياً في الحرب.

4 ـ المرتزقة ـ فضيحة السلفادور ودول أمريكية لاتينية أخري لتجنيد المرتزقة-.

5 ـ العراقيون والعرب المقاتلون إلى جانب القوات المُحتلة الأمريكية المعروفة باسم "قوات المارينز العربية" تارةً، وتارةً أخرى باسم "قوات المارينز الخليجي".  

6 ـ الجنود الأمريكيون المُنتمين إلى صنوف القوات المُسلحة الأمريكية المؤلفة من: الجيش/القوات البرية، القوات البحرية، القوات الجوية، قوات المارينز، و..إلخ حيث بلغ إجمالي عددها 1,4 مليون جندي عامل عام 2004، مقابل 2,1 مليون جندي عامل عام 1990، هذا بالإضافة إلى 1,2 مليون جندي من الاحتياط والحرس الوطني.

 

يتألف الجيش الأمريكي من وحدات عاملة وأخرى احتياط فضلاً عن الحرس الوطني، وحتى 30 سبتمبر 2004 شكل الجيش الأمريكي نسبة 35 % أي (500 ألف جندي) من إجمالي القوات الأمريكية التي تبلغ موازنته المالية حوالي 97 بليون دولار مُقارنة مع القوات الجوية أو البحرية التي تصل موازنتها إلى 120 بليون دولار.

 

مثل هذه الفئات يوصفون في بلادهم على أنهم فرق مُعده للاستعراض العسكري وليس للحروب، ولكن تجربتهم في العراق وأمام فيض عمليات المقاومة العراقية أثبت تلك الرؤية وبالتالي أجبرتهم على استخدام شتى الوسائل الإرهابية غير القانونية للهروب من الموت.

 

أما عن العقيدة القتالية لمثل هؤلاء الغُزاة المرتزقة فهي مستمدة من سيطرة مبدأ الرخاء علي مجتمعاتهم وهي بالتالي عقيدة ربح. وهم يظنون بأن الآخرين لا يجرؤون على قتلهم أو حتى قتالهم، فإذا ما حدث فهم شديدو الثقة بتفوقهم العسكري التقني. فالمقاتل الأمريكي في العراق يسير وهو يحمل معدات بقيمة 30 ألف دولار ليُقاتل عراقياً وطنياً يرفض احتلال بلاده لا يملك في مواجهة تلك المُعدات إلا سلاحه الخفيف، وقبلها إيمانه العقيدي بالله تعالى المُتجذرِ فيه كتجذر الجبال في عُمق الأرض.

 

يترسخ جنون العظمة هذا عند الجندي الأمريكي، لكن استمرار مقاومة العراقيين يحول جنون العظمة إلي جنون احتقار للذات وقدراتها، فالجندي الأمريكي يريد الهروب من العراق. إذ فوجئ أن غزوه للعراق ليست رحلة صيد لقتل بعض العراقيين، بل وجد نفسه في مصيدة قتلٍ حقيقية. وهذا ما عبر عنه جنود أمريكيون في مقابلاتٍ مع CNN فما كان من القيادةِ الأمريكية إلا وأن منعت مثل تلك المُقابلات.

 

الجندي الأمريكي يدرك بان سياسة بلاده تقوم على جلب المكاسب عن طريق التهديد بالقوة. فإذا لم ينجح التهديد فهي تلجأ إلي الترويع باستخدام تفوقها ألتسلحي. ويعتقد الجندي الأمريكي أن قيادته لا تزج به بأكثر من رحلة صيد. وترسخت هذه القناعات عبر حرب كوسوفو برفض القيادة إنزال أي جندي أمريكي قبل نهاية الحرب فدفع الفرنسيون بجنودهم لإنهاء تلك الحرب. أما في أفغانستان فقد تولت القبائل المهمة. ولم ينزل الجندي الأمريكي إلى أرض أفغانستان إلا بعد استقرار الأمر فيها. هذه الأمثلة تبين قناعة الجندي الأمريكي حول دوره القتالي. وهو دور معدوم المخاطر. من هنا كانت صدمة الجندي الأمريكي أمام المقاوم العراقي عنيفة إذ وجد نفسه أمام أخطار حقيقية وأمام مواجهات مباشرة شلت تفوقه التقني وتجهيزه بثلاثين ألف دولار من المعدات لحمايته، التي لم تستطع أن تنقذهُ من عمليات المقاومة الوطنية العراقية، وبالتالي أثبتت عدم جهوزيته القتالية تدريجياً بسبب تداخل الظروف المناخية مع عمليات المقاومة مع الجهل التام بثقافة البلد... ألخ من الظروف المهددة للجندي الأمريكي التي تجعله في حالة خوف دائم وإرهاق نفسي ضاغط، الأمر الذي يدفعه للاستعجال في إطلاق النار ولممارسة العدوان لمجرد شعوره الذاتي بالخطر وبالتالي الخوف من الموت سيما وأنه في وضعية تهديد للحياة من الدرجة الأولى. وقد ساهمت مجموعة من الأسباب في انخفاض هذه الجهوزية، منها:

 

 أ- هو التمييز العنصري والطبقي بين الجنود الأمريكيين وبخاصة التمييز الممارس علي المقاتلين رغبة في الحصول على الجنسية الأمريكية. وهؤلاء يشكلون نسبة 24% من عدد الجيش الأمريكي، سيما وأن غالبية الجنود الأمريكيين في العراق ينتمون إلي الطبقات الأمريكية الفقيرة.

 

ب- غياب الإيمان بالعقيدة القتالية الأمريكيه لدى الجندي الأمريكي، جراء قناعته بأن عقيدة الجيش الذي ينتمي إليه هي عقيده عدوانيه توسعيه، هدفها ليس الحفاظ على حدود بلده من اعتداء خارجي، بل هدفها القتال خارج حدود بلده من أجلِ مصالح عقيديه مُتطرفه، أو إدعاءات كاذبه..إلخ؟! وهذا ما بينتهُ مقابلات الـ CNN مع الجنود الأمريكيين التي تم منعها لاحقا. وهذا المنع إنما يعكس هشاشة الهيكلية للجيش الأمريكي في العراق.

 

جـ- تفاقم الفساد داخل الجيش الأمريكي نفسهُ، ومن مظاهرها الصراعات علي المغانم. حيث سُجلت عمليات فساد واسعة فيهِ بدءاً من سرقةِ البيوت لغاية سرقة الآثار، مرورا بتجارة المخدرات وغيرها من مظاهر الفساد، وهذه العمليات الفاسدة تتخللها عادة الصراعات والتصفيات الجسدية بين الجنود الأمريكيين أنفُسهم، وتسببت بإقالة عدد من كبار الضباط الأمريكيين من مناصبهم، وقد أخذ هذا الفساد تلاوين ظهرت جلياً من خلال العلاقة لأنماط وأنواع فساد الجنود بانتماءاتهم العرقية والطبقية. ([3])

 

د- ضعف ثقة الجندي الأمريكي بالمُعدات القتاليه المُتطوره التي يحملُها على ظهرهِ، التي جاءت جراء العمليات النوعية للمقاومة العراقية التي حيدت لا بل أفشلت فعالية العديد من تلك الأجهزه، ولم يستطع البنتاغون أنْ يوجد أو يُصنع المُعدات الأفضل سيما وأنَّ الأمر يتعلق بحاله نفسيه بحته تنتهي بقناعة ذلك الجندي بأنه سيموت أو سيُعوق أو...إلخ سواء كان يحمل تلك الأجهزه على ظهره أو أنه أزاح عبئها عن كاهله من قبل المقاومه العراقيه التي ستتصيدهُ عاجلاً أم آجلاً؟!ِ

 

3- تأثير عمليات المُقاومة العراقية في الحد/انخفاض التطوع/التعاقد مع الجيش الأمريكي المُحتل للقتال في العراق والبدائل التي استخدمتها وزارة الدفاع "البنتاجون" لذلك:

 

أ-  شاعر الحكمة العربي الكبير زهير بن أبي سلمى عندما تحدث عن الحرب المريرة الطويلة المعروفة بحرب داحس والغبراء، أطلق وصفاً دقيقاً لمآثر الحرب على الناس حين قال: « وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم وما هو عنها بالحديث المرجم.؟!»، فهو حين يتحدث عن الحرب يقول للناس ليست بالشيء الذي يحتاج لمن يشرح للناس أهواله وصع[4]وبته، فقد ذقتم أهواله ولستم بحاجة لمن يبلغكم أكثر عما ذقتموه. منذ ذلك الوقت، وقبله بمئات بل ربما آلاف السنين، عرف الناس الحرب وأهوالها، وتأثيرها على الناس، أفراداً ومجتمعات.. فهناك آلاف القصص التي تحكي عن الحروب وما خلفته من دمار ومآسٍ في حياة الناس.. قصص لبطولات تغلفها الأحزان، ومصائب تعجز عن وصفها الحقائق.. فتحل الأساطير، لتروي هذه الآثار المدمرة للحروب..!

 

ربما تكون منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق التي تعرضت للحروب والمآسي، هذه الحروب خلفت وراءها الكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية.. فمنذ سنوات طويلة جداً، وهذه المنطقة تعاني من حروب طاحنة.. حروب تحرير، وحروب بعد التحرير.. حروب مع غزاة وحروب مع محتلين وحروب بين سكان المنطقة نفسها، حتى أصبح وضع المنطقة السائد هو الحرب.. أما السلام فهو الوضع المؤقت..! لذا لم تكن الحرب الأمريكية ضد العراق التي أثبتت الوقائع الميدانية أن مُبرراتها كانت مُجرد كذبة كبيرة دفع ثمنها الجندي الأمريكي بشكل خاص والشعب الأمريكي واقتصادهُ بشكل عام فضلاً عن القوات الأخرى التي شاركت في غزو العراق سيما القوات البريطانية، ولم يكُن قرار ذلك الغزو مُجرد  نُزهة أراد الرئيس بوش وأركان حُكمه أنْ يدخل من خلالها التاريخ الكوني من حيث النصر السهل الذي سيُحققه، ومن ثم استكمال حلقات الإستراتيجية التوراتية – الإنجليلية المُتطرفة باحتلال دولٍ أخرى مُنطلقةً قواته من العراق، بل كانت النتائج على الضد تماماً من توقعاتهم، حيث قلبت المُقاومة العراقية  المُجاهده تلك الحسابات على رأسه وأركان حُكمه بعملياتها الجريئة والمُنظمة والمُخطط لها بدقة، والمُنفذة بشجاعةٍ مُنقطعة النظير بحيث عُدت أول مقاومة سريعة تُقاوم الاحتلال الأمريكي في التاريخ الحديث والمعاصر. 

 

ب- من الثوابت التي أفرزها غزو واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية:

 

أولاً- أن الولايات المتحدة الأمريكية تملك جيشاً مؤذياً ومدمراً لكنها لا تملك بحال جيشاً مُقاتلاً .

ثانياً- أن المقاومة الوطنية العراقية بثنائيتها الرائعة (ثنائية المقاومة والاحتلال) قد نجحت بامتياز في احتواء عظمة الجيش الأمريكي التي كان يُروج عنها إعلامياً، وأجبرته على السعي الحثيث على استخدام أكثر الأساليب القذرة للهروب من الموت، ونشرت السُخط والذعر بين أفراده، من خلال أجبار قيادته على إصدار قرارات بتمديد مُدة المُهمات القتالية لأفراده رغم انتهاءها، ففي كانون الثاني/ يناير 2005 شملت هذه القرارات 6,657 جندياً من الاحتياط والحرس الوطني، وكان رد الفعل لذلك أنْ رفع 8 % منهم دعاوى قضائية ضد مسئولين بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) لقيامها بتمديد عقودهم دون إخطارهم.  

 

ثالثاً- أن الجيش الأمريكي لأول مرة منذ عام 1999 بدأ يُعاني نقصاً في أعداد المُجندين، ويُواجه رفضاً مُنقطع النظير من الآباء والأمهات لانضمام أبنائهم للجيش الأمريكي، وهو أمرٌ لم تشهده الولايات حتى في حربِ فيتنام، وهذا ما أشارت إليه التقارير العسكرية الأمريكية ذاتها، علماً أن الجيش الأمريكي يعتمد على التطوع منذُ عام 1973، ولتعزيز ما ورد آنفاً فالإحصائية في الجدول أدناه تُبين بشكل جلي حجم العجز في أعداد المُجندين([5]):

 

السنة والشهر

العدد المطلوب من المُجندين

العدد المُتحقق

نسبة العجز

2004/ فبراير- شباط

7,050

5,114

27 %

2004 / مارس – آذار

6,800

3,850

32 %

2004 / إبريل – نيسان

6,600

3,828

42 %

 

وزيادةً في التوضيح فقد بدأ عدد المنضمين للجيش الأمريكي في الانخفاض منذ التسعينات من 89,600 في عام 1990 إلى 62,900 في عام 1995. وارتفعت هذه النسبة قليلاً إلى 82,100 في عام 1997، قبل أن تنخفض مجدداً إلى 68,200 سنة 1999 وارتفعت مجدداً إلى 80,000 بعد جهود توظيفيه مكثفة عام 2000، لكن تراجع هذا العدد بنحو 12% بين 2001 و 2004 مع بدء العمليات العسكرية في أفغانستان والعراق.

 

كما تقلّص أيضا عدد الجنود من الأمريكيين السود حيث كانت النسبة 15.9% سنة 2004 فيما تراجعت إلى 13.9% خلال الشهر الأول من 2005، علاوة على ذلك يأمل الجيش الأمريكي في زيادة نسبة مشاركة النساء في صفوفه بعدما انخفضت أعدادهن من 21% في عام 2000 إلى 19,2% في 2004، سيما بعد مقتل 33 منهُنَ على الأقل في العراق على من قبل عناصر من المُقاومه العراقيه حيث قتلن وهن على الأعم داخل العربات القتاليه، وتشير الدراسات العسكرية إلى أن عامل الخوف يبقى أساسياً في تردد الشباب الأمريكي من الانضمام للجيش، وهو يعادل اليوم ضعف الخوف الذي كان موجوداً في عام 2000.

 

جـ- بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب على العراق ما زال الجيش الأمريكي يوفر الجزء الأكبر من القوات البرية الأمريكية في العراق، إلا أن جيش الاحتياط إلى جانب الجيش النظامي والحرس القومي لم يُحققوا الأعداد المرجوة من المجندين للسنة المالية عام 2005 وكلها الآن متخلفة بفارق 4% عن الأهداف المرجوة لعام 2006، سيما وأن جيش الاحتياط لم يحقق أرقامه المقررة لسنتين متواصلتين ، وأجدُ من الضروري التعريف بهوية القوات أعلاه وبشكلٍ موجز، فجيش الاحتياط: هو قوات اتحادية مؤقتة يمكن أنْ تستدعيها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وقت الحاجة. أما الحرس القومي هو أيضا قوات مؤقتة يتبع جنودها سلطة حكام الولايات للجوء إليها في حالات الطوارئ مثل الكوارث الطبيعية لكن يمكن أيضا للبنتاجون أنْ يعبئها للخدمة النظامية، وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد اعتمدت كثيرا على قوات الاحتياط والحرس القومي في العراق، ومن الجدير ذكرهُ أنَّ جميع عناصر القوات المسلحة الأمريكية من المتطوعين منذ أن تم إلغاء التجنيد الإجباري (الخدمة الإلزامية) عام 1973، كما أنَّ حربه في العراق هي أول حرب مطولة له منذ انتهاء التجنيد الإجباري في العام أعلاه  1973 التي فتحت المجال أمام عهد من الجيش جميع أفراده من المتطوعين حصراً.

 

د- موافقة وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تخفيض مُدة التعاقد بين المتطوع والجيش الأمريكي من أربعة سنوات إلى سنة وثلاثة أشهر (15 شهر):

من الثوابت التي كان يجري عليها نظام التجنيد في الجيش الأمريكي أنْ يجري التعاقد مع المُجند للخدمة لمدة قدرها أربعة سنوات، ولمّا وجد المجندين أنَّ الحرب على العراق ليست كما قالت قياداتهم أنهم سيعودون كما أتوا؟! أحجموا عن التعاقد! في دليلٍ وحُجةٍ على مثل هذا الأمر، أنَّ (( جندي المشاة رودولف سانشيز قال لفرانس برس، في إحدى القواعد الأميركية قرب نهر الفرات في منطقة اليوسيفية (25 كلم جنوب بغداد): أن شائعات راجت آنذاك حول عودتنا سريعا إلى الوطن مقارنين ذلك بحرب الخليج" العام 1991، ويضيف زميلُهُ باديلا (25 عاما): انه نجا خلال مشاركته للمرة الثالثة في العراق ومرة أخرى في أفغانستان من "الكثير من الكمائن والعبوات الناسفة". ويصفُ احد الكمائن التي تعرض لها في شمال العراق قائلا أن "وميض الرصاص كان يأتي صوبنا مثل المطر". وقد اعتقد هذا العسكري انه سيعود إلى الوطن خلال مدة أقصاها ثلاثة أشهر.

 

ويقول الكابتن كليف ماركز مبتسما: [ أفضل ركل الأبواب وتدمير المنازل (...) لكن أحاول التفكير كيف سيكون عليه الأمر إذا تعرضت بلادي للغزو..؟!].)). ([6])

مثل ما ورد آنفاً وغيرهُ الأكثر دفع قيادة البنتاغون إلى تعديل نظام التعاقد وذلك بجعله (15) شهراً بدل أربع سنوات. لغرض ترغيب المُتطوعين بالإقبال على التطوع، ويسمح المشروع الجديد القائم على مبدأ التعاقد لمدة 15 شهرا للمتطوعين بالاستمرار بتمديد عقدهم لمدة تصل إلى ثمانية أعوام، وبعد قضاء فترة التدريب الأولية، يلتحق المتطوعون لمدة قدرها 15 شهرا في الجيش، على أن يتم إلحاقهم بعد ذلك في الحرس الوطني أو في قوات الاحتياط. أما ميدانياً فيستطيع المتطوعون من خلال البرنامج الجديد الاستمرار في الالتحاق إما في قوات الاحتياط، أو في قوات حفظ السلام وذلك لمدة ثمانية أعوام.

 

ويطمح القيمون على حملة التطوع في البنتاجون بصيغتها الجديدة أعلاه إلى تجنيد اكبر عدد ممكن، سيما مع الجهد الكبير الذي يقومون به في مجال التخطيط والدعاية، حيث ينوي الجيش الأمريكي من الخطةِ أعلاه إلى تطويع 80 ألف جندي خلال السنة المالية التي بدأت في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2004 وتمتد إلى الـ30 من أيلول/سبتمبر 2005.

 

الصيغة/الخطة أعلاه لم تلق الصدى المطلوب في دوائر البنتاغون كونه يحوي على سلبيات متعدده سيما ,انه نظاماً يسعى إلى تجنيد أكبر عدد من المتطوعين للفترة أعلاه وإرسالهم إلى محرقة العراق حيث المقاومة العراقية تنتظرهم، فقد أنتقد مستشار لشؤون التطوع في الجيش الأميركي وأستاذ في جامعة ماريلاند الأمريكية البروفيسور "ديفيد سيغال" أن مدة الـ 15 شهرا غير كافية ليتعلم القادمون الجدد التقنيات الحديثة التي يعمل بها في الجيش الأمريكي.

 

واقر الجنرال "مايكل روشيل" بالصعوبة التي يواجهها الجيش الأمريكي في إقناع الشباب بالانخراط، وقال روشيل: "إنها أسوأ حملة تجنيد يشهدها الجيش الأمريكي".

 

واعترف مسؤولو الجيش بان حرب العراق غيرت موقف بعض المتطوعين وأسرهم خوفا من مخاطر الحرب ونظرا لتدني تأييد الرأي العام الأمريكي لحرب العراق، وبهذا الخصوص يقول جيم مارتن، وهو ضابط متقاعد في الجيش الأمريكي لصحيفة "يو اس أي توداي" أن: "أهل الشباب وأساتذتهم يرون أن اختيار المهنة العسكرية بات أمراً بغاية الخطورة بسبب الحرب على العراق".

 

ولم يستطع قسم التطوع في الجيش الأمريكي إلا تحقيق 68 % من أهدافه في شهر مارس/آذار 2005، و 73 % من أهدافه في شهر فبراير/شباط 2005.

وتوقع مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن أرقام التطوع لشهر ابريل/نيسان 2005 ستكون أدنى مما شهدته الأشهر السابقة. ([7])

وصرح اللفتنانت جنرال "جاك ستولتز" قائد جيش الاحتياط الجديد بأنه لا يتوقع أن تحقق قوات الاحتياط هدفها بتجنيد 36 ألفاً في السنة المالية 2006 التي تنتهي في 30 سبتمبر/ أيلول.

 

هـ- وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" ترفع سن التجنيد في الجيش الأمريكي لتشجيع الأمريكان على التعاقد/التطوع في الجيش الأمريكي:

 لمواجهة أزمة محدودية التطوع أعلاه جراء فعل المقاومة العراقية أيضاً، وجدت قيادة البنتاغون نفسها في ظرفٍ صعب جداً سعت إلى مُعالجته برفع سن التجنيد في الجيش الأمريكي لمرتين متواليتين خلال سنة واحده؟ نعم سنة واحدة وليس خلال سنواتٍ عده؟! فكانت المرة الأولى في كانون الثاني/يناير 2006 حيث رفع سن التجنيد من سن الـ "35" عاماً إلى سن الـ "40" عاماً، ثم عاد ثانيةً ليرفعهُ إلى سن الـ "42" عاماً، حيث اصبح بمقدور الأمريكان لغاية السن الـ "42" من التطوع في الجيش النظامي أو جيش الاحتياط أو الحرس القومي.

 

وقالت جوليا بوبيك المتحدثة باسم قيادة التجنيد في الجيش أن قرار رفع سن التجنيد "لا ينبع من الشعور باليأس لكنه خطوة أخرى لاجتذاب المجندين الأكفاء." ([8])

وأودُ الإشارة إلى أنه من الناحية العلمية لا يُمكن أن تتوازى قدرات جندي في سن 42 عاماً مع قدرات نظير لهُ بعمر 18 أو 20 أو 25 عاماً، فالقدرات الجسمانية سيما التحمل وسرعة الحركة و...إلخ ستكون غير متوافقة/متوازنة، وبالتالي عندما تكون وحدة عسكرية تتضمن مثل تلك الأعمار ستظهر المشاكل بين أفرادها حتماً لتصل لحد المُشاحنات التي بدورها تؤثر على القدرة القتالية لتلك الوحدة، مثل هذا الأمر الغير مُتجانس الذي أصبحت عليه العديد من الوحدات الأمريكية المُنتشرة في العراق نتاج الفعل القوي والشديد للمقاومة العراقية المُجاهدة

 

و- غض النظر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" عن الجرائم والجنايات التي اقترفها المُتطوعون/المُتعاقدون الجُدد في الجيش الأمريكي:

من الثوابت التي تُراعيها جيوش العالم في أنظمتها عند قبولها المتطوعين أو المُتعاقدين أنْ لا يكون من أصحاب السوابق، بمعنى أنْه لم يُمارس الإجرام في حياته كالقتل المُتعمد، أو السرقة، أو السطو المُسلح، أو الاغتصاب...إلخ، إلا أن مثل تلك الثوابت غض النظر عنها البنتاجون، ولم تعد لوائحه/تعليماته تتضمنها، حيث أصبح أمام الأمر الواقع المُتمثل بأنه لا بد من التعويض عن نسبة الخسائر البشرية، والهروب من الخدمة، و....إلخ جراء عمليات المقاومة العراقية المُجاهدة، بأيةِ طريقةٍ كانت، فتطوّع/تعاقد مع الجيش الأمريكي المئات من المُجرمين المُحترفين، والسُراق المُمتهنين و...إلخ، فمارسوا أقبح الأفعال في العراق، بذات الوقت الذي لقنتهم المقاومة العراقية دروساً في الأخلاق، وعليه فإنه قد أصبح بمقدور الأفراد الذين ارتكبوا جرائم وجنايات convicted felonies معينة بالتطوع في الجيش. وبمعنى آخر، لجأ الجيش إلى النزول بالمعايير والشروط الأخلاقية للتطوع والخدمة العسكرية.

 

وقد أدى النزول بتلك المعايير إلى زيادة عدد المتطوعين في الجيش من مرتكبي جرائم سابقة إلى حوالي الضعف. حيث وصل إجمالي المتطوعين من تلك الشريحة خلال السنوات الأربع الأخيرة (2004 – 2009) إلى حوالي 4230 متطوعا، هذا هو المُعلن إلا أن الرقم الحقيقي هو أكبر من ذلك بكثير. ([9])

 

ز- قبول وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تطوع/تعاقد الشاذين جنسياً "المثليين والسحاقيات" في الجيش الأمريكي:

ترجع خدمة المثليين (يطلق البعض كلمة شواذ) من النساء والرجال داخل الجيش الأمريكي إلى بداية تأسيس الجيش ذاته، إذ تعود أول واقعة كشفت عن تورط مثليون داخل الجيش إلى عام 1778 م. ومنذ ذلك التاريخ فقد الآلاف وظائفهم ومواقعهم العسكرية بسبب اتهامهم بممارسة الجنس مع نفس الجنس، كما عانى آلاف آخرين من المضايقات والإهانات للسبب ذاته، وكانت القوانين واللوائح العسكرية المنظمة للخدمة العسكرية على استبعاد الشباب المثليين والفتيات السحاقيات من الخدمة العسكرية. وفي أواخر عام 1981 رأت وزارة الدفاع الأمريكية أن هناك تناقضا بين المثلية الجنسية وطبيعة الخدمة العسكرية، وأن المثليين لا يتوافقون وطبيعة هذه الخدمة. وقد ظل حظر التجنيد العسكري للمثليين قائما حتى عام 1993، عندما بدأ الحكومة الأمريكية في تغيير المبادئ والقواعد القائمة بخصوص تلك الظاهرة.

 

في عام 1993 طرحت إدارة الرئيس بيل كلينتون سياسة جديدة لتنظيم وضع المثليين داخل الجيش، عرفت بسياسة "لا تسأل، لا تتحدث" Do not Ask, Do not Tell. وقد طرحت هذه السياسة كإجراء توفيقي بعد أن حاول الرئيس بيل كلينتون إلغاء الحظر التاريخي على الخدمة العسكرية للمثليين.

 

وعلى الرغم من المعارضة الشديدة التي لقيتها تلك السياسة، سواء داخل الكونجرس أو داخل الجيش والمؤسسة العسكرية، فقد تم تطبيقها ابتداء من عام 1994. وقامت تلك السياسة على السماح للمثليين بالالتحاق بالخدمة العسكرية بشرط ألا يفصحوا صراحة عن توجهاتهم الجنسية وألا يمارسوا المثلية الجنسية أثناء خدمتهم العسكرية، كما حظرت تلك السياسة إهانتهم أو مضايقتهم أو التحقيق معهم بدون أدلة مادية قوية على اختراقهم للسياسة السابقة.

 

ولكن البعض الآخر يتساءل حول مدى جدوى تسريح عناصر عسكرية مهمة، ولديها الرغبة في خدمة وطنها، بسبب ميولها الجنسية؟ ولكن تزايد درجة تقبل الرأي العام والمجتمع الأمريكي، بما في ذلك داخل الجيش، للشواذ، أضعف بشكل كبير من قوة حجة المعارضين لخدمة المثليين داخل الجيش الأمريكي.

 

إزاء المشكلات التي تثيرها سياسة "لا تسأل، لا تتحدث"، يرى البعض أن السياسة الأنسب للتعامل مع مسألة المثلية الجنسية داخل الجيش ربما تكون "لا تسأل، لا تُعطل" Do not Ask, Do not Disturp. وتعني حق المثليين في الإفصاح عن ميولهم الجنسية إلى الحد الذي لا يؤثرون فيه بالسلب على أداء وكفاءة وحداتهم العسكرية التي يعملون في إطارها، ويلتزم الجيش وفق هذه السياسة بالسماح للشواذ بالخدمة في الجيش طالما أن سلوكهم العملي لم يلق معارضة من زملائهم العسكريين.

 

ومن بين تلك المشكلات على سبيل المثال، أن هذه السياسة تكتفي بحظر ممارسة المثلية الجنسية داخل الجيش، دون حظر أو تجريم صريح للشذوذ الجنسي في حد ذاته، وهو ما أدى إلى خلاف وغموض في الموقف من المثلية الجنسية في حد ذاته، فقد اعتمد البعض على تلك السياسة للتأكيد على أن المثلية الجنسية غير محظور في حد ذاته داخل الجيش، ولكن المحظور هو ممارسته بشكل صريح وعلني.

 

ََََِالمهم من تلك المقدمة الموجزة أعلاه عن التناقض في مواقف قبول ورفض تطوع المثلين والسحاقيات في البنتاجون، فإن الخسائر التي أوقعتها المقاومة العراقية في قوات الاحتلال الأمريكي دفعت المسؤولين في الوزارة المذكورة إلى غض النظر عن ما يُخلفهُ الجانب الأخلاقي لوجود مثل تلك العناصر الشاذة وتم قبول تطوع/تعاقد تلك العناصر في صنوف القوات الأمريكية كافة دون استثناء، فالإحصاءات تشير إلى أن عدد الأشخاص الذين تم إنهاء خدمتهم داخل الجيش بسبب المثلية الجنسية قد تراجعت بشكل واضح منذ وقوع أحداث سبتمبر 2001. فقد تراجع هذا العدد من حوالي 1200 شخص في عام 2001 إلى حوالي 600 شخص فقط في عام 2006. وفي الاتجاه ذاته، كشف استطلاع للرأي أجرته النيوزويك Newsweek أن 63% من الأمريكيين يعتقدون أن من حق المثليين الخدمة في الجيش والكشف عن ميولهم الجنسية، وكان رأي 58% من العسكريين الذين تم استطلاع رأيهم إما محايدا أو غير معارضا لخدمة المثليين داخل الجيش. ([10])

 

ح- غض نظر وزارة الدفاع الأمريكية عن نسبة الوشم في أجسام المتطوعين/المُتعاقدين لحثهم على التطوع/التعاقد في الجيش الأمريكي:

لم تتوقف وزارة الدفاع عن الترويج لمختلف البدائل من اجل حث الأمريكيين على التطوع بالجيش الأمريكي، فكانت فضلاً عن ما ورد أن أصدرت تعليمات خففت فيها الحظر المفروض على الوشم حتى لا يضطر إلى استبعاد أعداد من الأفراد الأكفاء الذي يحبونه؟! فضلاً عن تسخير ذات الوزارة وكالات عده مُتخصصه بالدعاية لحث الشباب الأمريكي على التطوع في ظل القرارات الجديدة أعلاه وغيرها.)). ([11])

 

ومن الجدير الإشارة إليه إلى أن الوشم غير الاعتيادي والبعض منه غير أخلاقي يُعدُ من السمات التي تؤكد على الأعم أنه ليس إلا هوية لا أخلاقية لصاحبهِ، ومثل هذا الحُكم ليس اتهاماً ولا افتراءاً على أهل الوشم، بل أن تعليمات ولوائح وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون هي التي كانت تُحظر تطوع/تعاقد مثل تلك النماذج الشاذة، أما قبولها التطوع/التعاقد بعد عام 2003 فقد جاء جراء النقص الهائل في التطوع بالجيش الأمريكي كما اشرنا آنفاً وسببهُ هو الفعل والنتائج الشُجاعة لعمليات المقاومة العراقية المُجاهدة.

 

ط- خطة وزارة الدفاع الأمريكية لترغيب/تحفيز العرب في أمريكا للتطوع في الجيش الأمريكي لسد النقص الحاصل فيه:

الأبواب التي طرقتها قيادات البنتاجون في الحدث الذي نحنُ فيه وصل إلى العمل على تجنيد عدد من الناطقين باللغة العربية سيما العمل كمُترجمين، وتشير التقارير إلى أن: ((الجيش الأمريكي نشط بصورة كبيرة في مدينة ديترويت ومحيطها، حيث يقطن أكثر من 300 ألف عربي لتجنيد أكبر عدد منهم في صفوف وحداته، إلا أن مواقف السكان العرب تتباين حول ذلك، إذ يرحب البعض بالتطوع في الجيش - وإن سراً- للتغلب على المصاعب الاقتصادية، بينما يرفض آخرون بصورة قاطعة، قائلين إن ارتداء زي الجيش الأمريكي سيجعلهم محل انتقاد واسع من قبل المُحيطين بهم، وسيُتهمون مباشرة بأنهم "خونة" يقتلون "أبناء جلدتهم" في العراق.

 

ولغرض حث العرب في تلك المدينة على التطوع فقد استخدم البنتاجون وسائل الترغيب عبر دعاية مُنظمة ومُمنهجة، حيث قامت مجموعة من وكالات الدعاية فضلاً عن دوائر مُعينة في القوات المسلحة الأمريكية بتوزيع آلاف المنشورات الدعائية، والمُلصقات في شوارعِ ديترويت وعموم ولاية ميتشغن، في مسعى منها لجذب السكان المنحدرين من أصول عربية إلى صفوفها.

 

وقد غلبت عبارات الترغيب على مضمون تلك المناشير التي طُبعت باللغة العربية، ومن تلك العبارات الترغيبية التي حوتها لتك المناشير، ما نصه: [ في أرضٍ عامرة بالفرص، هذه واحدة منها ربما لم تخطر لك على بال، وظيفة في الجيش الأمريكي.. اتصل بمُنى.؟!]

 

أما مَنْ هي منى التي ورد أسمها في المنشور؟ فهي "منى مكي" مُرشدة اجتماعية وخبيرة لغوية تعمل مع إحدى الشركات التي تتولى تأمين توفير جنود للجيش الأمريكي، حيث تقول عن حملة حث العرب على التطوع بالجيش الأمريكي أعلاه: [ إن استقبال دعوات التجنيد في صفوف المنحدرين من أصول عربية بات "أكثر إيجابية" رغم أن الأمر كان صعباً للغاية في البداية، غداة التدخل العسكري الأمريكي في العراق.]

 

بدوره "حسن جابر" المدير التنفيذي بمركز "المجتمع العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية" في ديربورن يقول: [ إن الجيش الأمريكي نجح بالفعل في بناء مصداقيته بين ذوي الأصول العربية، وإن كان الإقبال على التطوع في صفوفه ما يزال خجولاً نوعاً ما.!] ويوضح أسباب عزوف العرب عن التطوع، قائلا: [ بحسب علمي، فإن الذين يوافقون على هذه الوظائف (في الجيش) يفعلون ذلك سراً.. قد يسبب هذا العار لهم.. ومعظم الذين يوافقون على هذه الفرص يفعلون ذلك بدافع الحاجة المادية، وليس لأنهم يعتقدون بالضرورة بأن الحرب مبررة.]، إذن كانت الأزمة الاقتصادية أيضاً من الأسباب التي خدمت البنتاجون في مجال سد النقص البشري في الجيش الأمريكي وكما اشرنا ضمن ذات المبحث. إلا أنَ ذلك كانت له تحديدات أيضاً، ويمكن الاستدلال على هذه التحديدات من خلال مضمون شهادة الرقيب الأمريكي "ماريو بنديراس 39 عاما" وهو من أصول لبنانية، مهندس معماري سابق يتقن ست لغات، منحه الجيش الأمريكي أسماً مستعاراً كونه عمل معه كمترجم في العراق عام 2005 قبل أن ينضم إلى الوحدات المُكلفة بالبحث عن مجندين جُدد، حيث تضمنت شهادته: [ كنتُ أعتقد أن بوسعي التحدث إلى هؤلاء الأشخاص (المنحدرين من أصول عربية) وأقنع اثنين أو ثلاثة منهم يومياً بالانضمام إلى الجيش.. لكن هذا لم يحدث.؟!]، أما تعليليهً للأسباب التي حالة دون تنفيذ اعتقاده أعلاه، فيقول عنها: [ عندما يراني الناس هنا مرتدياً الزي العسكري يقولون لي: هل أنت في الجيش الأمريكي؟ هل أنت في العراق تقتل أبناء جلدتك؟]

 

ولكن الجيش الأمريكي نجح خلال العامين الماضيين في اجتذاب العدد الذي كان يرغب به من المترجمين، فقد جنّد عام 2006 زهاء 277 منهم، بينما جنّد عام 2007 أكثر من 250 شخصاً، وتعليل سبب نجاحه أعلاه كما يراهُ بعض وجهاء الجالية العربية في الولايات المتحدة يكمنُ في: [ أن عمليات التجنيد بدأت تنجح في استقطاب الشبان بسبب الأوضاع الاقتصادية، إذ تؤمن الوظيفة العسكرية دخلاً ثابتاً في نهاية كل شهر.؟!] مثل هذا الأمر أكده "سليم الأميري"، الذي شرح دوافع تطوعهِ في الجيش الأمريكي، بالقول: [ لا يوجد خيار، بالكاد يمكن العثور على وظيفة اليوم، لقد أنهيت دراستي الثانوية وأرغب في دخول الجامعة وأنا بحاجة للمال.!].

 

على الطرف الآخر فإن الرقيب اللبناني الأصل "بنديراس" الذي اشرنا إليه أعلاه، ينتقد من جهتهِ الحوافز المادية الترغيبية للتطوع كمترجمين في صفوف قوات الاحتلال الأمريكي وعدها بأنها "تجنيد غير صحيح"، في حين أن التجنيد الصحيح وفق رؤيته، يكمن في: [التجنيد الصحيح يستدعي ألا يصار إلى التركيز على البدل المادي الذي سيحصل عليه المجند، بل شرح حقيقة المهمة التي سيقوم بتنفيذها كمترجم.].)). ([12])

 

ك- المعاضل الكبيرة أمام خطط وزارة الدفاع في " استقطاب المتطوعين الجدد" جراء عمليات المقاومة العراقية:

مُصطلح "استقطاب المتطوعين الجدد" أصبح من حيث الأهمية يوازي أهمية الجنود المُرابطين على خطوط الموت في العراق، هذا التعبير ليس فيه مُبالغةً في الوصف، بل هو حقيقة فرضتها ميدانية الأوضاع السيئة التي تعيشها القوات الأمريكية المُحتلة للعراق، سيما الخسائر البشرية التي أوقعتها فيهم المقاومة العراقية المُجاهدة فضلاً عن الأمراض النفسية وحالات الانتحار...إلخ التي انتشرت بينهم بحيث هزت أركان البيت الأبيض الذي سارع إلى معالجة مثل تلك الأوضاع السيئة التي لم ير مثلها حتى في حرب فيتنام.

 

بعد مرور ما يقرب من عامين على الحرب في العراق 2003 – 2005  فإن الأشخاص المكلفين بمهمة استقطاب متطوعين جدد عليهم العمل بجد حيث يكافح الجيش لضم حوالي 80 ألف متطوع لعام 2005 ليحلوا محل الجنود الذين سيتركون الخدمة. فهذا: (( [ السارجنت "ريتشارد جوزمان" لا يخدم في العراق إلا انه يعمل على الخطوط الأمامية لواحدة من أصعب المعارك التي يخوضها الجيش الأمريكي منذ سنوات.. ألا وهى استقطاب متطوعين جدد. يحاول جوزمان إغواء الشباب والفتيات للتطوع في الجيش الأمريكي في وقت تخوض فيه القوات البرية الأمريكية حرب عصابات دموية على الجانب الآخر من العالم، أمام المقاومة العراقية]، "جزومان" الذي يتولى مهمة التجنيد في منطقة هارلم بمدينة نيويورك، يصف مهمته أعلاه، بقولهِ: [ بالنسبة لي فان استقطاب متطوعين جدد كان أمرا يسيرا. أما الآن فإنك تضطر في الواقع إلى السعي وراء الأشخاص الذين لديهم الرغبة الحقيقية للقيام بذلك (الخدمة في الجيش).؟!]

 

وقال "تشارلز بينا" المُحلل المتخصص في شؤون الدفاع بمعهد كاتو: [ إنه إذا لم يتمكن الجيش من اجتذاب ما يكفي من المتطوعين وأبقت الولايات المتحدة على التزام كبير لها في العراق فإنها ربما تحتاج الى النظر في شكل ما من أشكال التجنيد الإلزامي. وقال "الأمر غير مؤكد."].

 

وقال الليفتنانت كولونيل "جون جيليت" الذي يقود كتيبة التطوع بالجيش في مدينة نيويورك: [ أن الشباب ذوي الأعمار الصغيرة وعائلاتهم يوجهون أسئلة عن الحرب.] مضيفاً أنه: [ بدلا من مجرد التحدث بصفة خاصة إلى المتقدم للتطوع فإننا نتحدث أيضا إلى والديه وفي بعض الحالات إلى بقية أفراد أسرته مثل عماته وأعمامه .. للرد فقط على استفساراتهم ومخاوفهم أيضا.!] وعلى ذات منواله يذهب نظيرهُ "جوزمان" الذي يُدلي بشهادته حول ذات الموضوع، من أنهُ: [ يُطمئن العائلات بأن المتطوع سيمضي فترة الأسابيع التسعة المعتادة للتدريبات الأساسية ثم يخضع لتدريبات فردية أخرى قبل أن يرتدي الزي العسكري ويذهب الى ميدان القتال.]  ويُبرر سبب تطمينه للعائـلات أعـلاه مـن: [ أنهم يعتقدون انه بعد أنْ يمضي المتطوعون أسبوعين فقط في التدريبات الأساسية فسوف يبدأ نشرهم على الفور فيما وراء البحار.]، ويذهب أيضاً نظيرهم "دوجلاس سميث" المتحدث باسم قيادة التطوع بالجيش: [ أن القائمين على التطوع يبذلون كل ما في وسعهم لتهدئة مخاوف المتطوعين وعائلاتهم. ولكن هُناك أشياء غير مؤكدة لا نستطيع مطلقا التطرق إليها أو تقديم إجابة شافية عليها مثل (هل سيتم إرسالي إلى مهمة في الخارج؟!) فلا يجب على المتطوع أن يتوقع الإجابة على هذا.؟!]، ويُعلل السيد "سميث" الأسباب التي أثرت سلباً على عملية التطوع بالجيش الأمريكي، بقولهِ: [ أن تحسين الاقتصاد وتوفير فرص العمل في المجال المدني من العوامل التي أثرت أيضا على التطوع.] ولا بُد من الإشارة إلى أن تعليل السيد "سميث لم يكن دقيقاً حيث أن أداء الاقتصاد الأمريكي لم يتحسن حيث لا زال الركود الاقتصادي قائماً، والمدينوينة الأمريكية للصين واليابان في حالة تصاعدية..إلخ، أما ما يتعلق بفرص العمل فهي محدودة جداً مما رفع مؤشر البطالة للصعود للأعلى؟!

 

"فرانسيس هارفي" وزير الجيش الأمريكي في شهادته أمام لجنة بالكونغرس الأمريكي يتباهى قائلاً: [ إن ثلاثة آلاف متطوع انضموا إلى الجيش النظامي وقوات الاحتياط منذ العام الماضي وانه تم زيادة حوافز التطوع في محاولة لجذب جنود جدد.] إلا أنه على الطرف يعود ويعترف أمام ذات اللجنة، بأن مثل هذا التباهي دون الطموح، ويُمثل شكلاً من أشكال التحدي، بقولهِ: [ ولهذا فان أمامنا تحديا ولكننا بالتأكيد لن نيأس؟!]

 

ويُعلل "لورين ثومبسون المحلل الدفاعي بمعهد لكسنجتون أسباب هجرة المُجندين الخدمة في القوات البرية الأمريكية والخدمة في صنوف أخرى تكون رفق رؤيتهم أقل خطورة من الخدمة في القوات البرية، بقولهِ: [ إن المجندين يهجرون الخدمة في القوات البرية إلى خدمات ليس من المرجح أن تكون في طريق المخاطر في العراق مثل البحرية والقوات الجوية.] ثم يختم تعليليهُ بما هو أهم: [ هناك خط نهائي فيما يتعلق بالنقاش بشأن التطوع. فالناس لا يريدون أنْ يمُوتوا.؟!]

 

وكان "تشارلز بينا" المُحلل المتخصص في شؤون الدفاع بمعهد كاتو قد شخص بعضاً من الأساليب الأخرى التي استخدمتها وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" للتعويض عن الخسائر البشرية في قواته، ولسد النقص بين صفوف وحداته، بأن: [ أرغم آلاف الجنود الذين كلفوا بمهام في العراق وافغانستان على البقاء في الخدمة عندما تنتهي فترة تطوعهم وبالتالي يبقي احتياجات التطوع منخفضة بشكل مصطنع. فبعض هؤلاء الجنود ربما يظلوا في الجيش رغما عنهم لمدة تصل إلى 18 شهرا بعد الموعد المقرر لانتهاء خدمتهم.] إلا أنه يعود إلى القول بأن مثل هذا الأسلوب يُمكن أنْ يكون على المدى القصير، ولا يُمكن الاستمرار به بصورةٍ نهائية، وقد تصل المرحلة إلى انهيار القوات؟ حيث يقول: [ إن الجيش يستطيع أن يمسك بزمام الأمور بصورة نسبية وعلى المدى القصير من خلال بعض الإجراءات الصارمة مثل (وقف الخسائر) والاستفادة بصورة اكبر من وحدات الاحتياط والحرس لسد الاحتياجات المطلوبة في العراق، ولكن لا تستطيع أنْ تفعل ذلك بصورة لانهائية. ففي لحظة ما سوف تنهار القوات. والسؤال الآن هو إلى أي مدى وصلنا إلى نقطة الانهيار.؟!].)). ([13]) كلام المُحلل "بينا" يُمثل ناقوس خطر يدقهُ بوجه المسؤولين ليس في البنتاجون فقط، بل في البيت الأبيض أيضاً، فانهيار الجيش يعني انهيار الإمبراطورية الأمريكية، وهذا كُلهُ يأتي من فعل المقاومة العراقية المُجاهدة ومن الدلائل المهمة على قوة علمياتها النوعية التي أوصلت الجيش الأمريكي المُنفرد كونياً بقوته لمرحلة خطر الانهيار.

 

وللمرة الأولى منذ ما يقرب من خمس سنوات لم يتمكن الجيش في فبراير/شباط 2005 من تحقيق الهدف الشهري المحدد له للتطوع. ويواجه الجيش إمكانية عدم بلوغ المعدل السنوي المعتاد للتطوع للمرة الأولى منذ عام 1999. بل أن التطوع بالنسبة لعناصر الاحتياطي بالجيش والمتمثلة في الحرس الوطني وقوات الاحتياط يعاني بصورة اكبر حيث أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تعتمد بقوة على الجنود الذين يخدمون بصفة غير أساسية (لبعض الوقت) للحفاظ على مستوى القوات في العراق. ويتراجع الجيش النظامي عن بلوغ الهدف المحدد للتطوع منذ بداية العام 2005 وحتى الآن بنسبة 6% وتتراجع قوات الاحتياط بنسبة 10% والحرس الوطني بنسبة 26 %. أما مشاة البحرية الأمريكية التي توفر هي الأخرى قوات برية للخدمة في العراق فهي تعاني من مشكلاتها الخاصة.

 

ففي يناير كانون الثاني وشباط 2005 لم تحقق مشاة البحرية الأمريكية هدفها في ضم متطوعين جدد للمرة الأولى منذ ما يقرب من عشر سنوات لكنها ظلت تفوق قليلا هدفها المحدد فيما يتعلق بنقل متطوعين جدد إلى مراكز التدريب.)). ([14])

 

ل- دور الأزمة الاقتصادية العالمية في ارتفاع وتيرة التطوع/التعاقد مع الجيش الأمريكي:

 الأزمة المالية/الاقتصادية التي انطلقت من الولايات المتحده ذاتها وعمت بشرورها دول العالم كافه سيما الفقيرة كانت بمثابة فأل خيرٍ بالنسبة للـ: "بنتاغون"، وقلب توقعات الخبراء والمستشارين سواء في تلك الوزارة أو في تلك الوزارة في غيرها، فعجلة الأزمة تلك سحقت بشكل خاص الشباب الأمريكي الذي وجد نفسه بين مُسرحاً عن العمل، وبين عدم وجود فرص العمل أساساً، وبين ركود اقتصادي أدى في نهاية إلى ارتفاع في نسبة البطالة التي وصلت في شهر أيلول/سبتمبر 2009 إلى 9,8% وهي في حالة تصاعدية، الأمر الذي دفع الشباب إلى اليأس من الحاضر الذي هم فيه والمُستقبل المجهول، وأصبحوا تحت رحمة معونات التأمين الاجتماعي التي بدورها قُننت وخضعت لشروطٍ قاسية، هذا الحدث القاسي دفع الكثير من الشباب الأمريكي الذين أكملوا دراستهم الثانوية إلى اتخاذ القرار بالتطوع للجيش الأمريكي ليضمنوا لهم فرصة عمل مستقر، بالرغم من معرفتهم بالمستقبل المُظلم الذي ينتظرهم في العراق حيث المقاومة العراقية لهم بالمرصاد.

 

وأشارت مصادر من البنتاجون إلى أن الجيش والقوات البحرية وسلاح مشاة البحرية والقوات الجوية الأمريكية أكملوا حصصهم في التجنيد بل وزادت عن معدلها أيضا، حيث بدئوا في تدريب 169 ألف مجند مع نهاية العام المالي 2009 في 30 سبتمبر/أيلول الماضي، وهو العدد الذي يفوق عدد المجندين المتطوعين الذي كان متوقعا حتى هذه الفترة والذي يبلغ 164 ألف مجند. ([15])

 


 

 الدكتور ثروت اللهيبي  

almostfa.7070@  yahoo.com

 

 

 

[1] الأنفال / 17، تفسير الآية الكريمة كما ورد في تفسير الجلالين المُحمل على قرص كمبيوتري: (( 17 - (فلم تقتلوهم) ببدر بقوتكم (ولكن الله قتلهم) بنصره إياكم (وما رميت) يا محمد أعين القوم (إذ رميت) بالحصى لأن كفَّا من الحصى لا يملأ عيون الجيش الكثير برمية بشر (ولكن الله رمى) بإيصال ذلك إليهم فعل ذلك ليقهر الكافرين (وليبلي المؤمنين منه بلاءً) عطاءً (حسناً) هو الغنيمة (إن الله سميع) لأقوالهم (عليم) بأحوالهم.)).


[2] أنظر الموقع الإلكتروني لـ"شبكة النبأ": http://www.annabaa.org، إعداد صباح جاسم: بعد خمس أعوام... الجيش الأمريكي يُجدد الخدمة ويبحث عن مجنَّدين عرب. 


[3] شبكة المعلومات/انترنيت، سيكولوجية الجندي الأمريكي في العراق، د. محمد أحمد النابلسي. بتصرف من قبل الكاتب د ثروت اللهيبي.     
 
[5] شبكة المعلومات/انترنيت: طارق ديلواني، عشية ذكرى 11 سبتمبر..الجيش الأمريكي ينهار؟! 12-9-2005. بتصرف من قبل الكاتب د ثروت اللهيبي


[6] أنظر الموقع الإلكتروني لـ"شبكة النبأ": http://www.annabaa.org، إعداد صباح جاسم: بعد خمس أعوام... الجيش الأمريكي يُجدد الخدمة ويبحث عن مجنَّدين عرب. 


[7] أنظر الموقع الإلكتروني للـ: بي بي سي: http://news.bbc.co.uk؛ الجيش الأمريكي يقوم بتحضير حملة دعائية ضخمة لاجتذاب المجندين.  


[8] أنظر الموقع الإلكتروني: http://www.weislam.com، واشنطن (رويترز)، الجيش الأمريكي يرفع سن التجنيد للمرة الثانية لتغطية غزو العراق (نصيحة لعجائز أمريكا).   


[9] أنظر الموقع الإلكتروني: http://www.saudiinfocus.com ، تقرير واشنطن، المثليون جنسيا داخل الجيش الأمريكي. بتصرف من الكاتب د. ثروت اللهيبي.


[10] أنظر الموقع الإلكتروني: http://www.saudiinfocus.com ، تقرير واشنطن، المثليون جنسيا داخل الجيش الأمريكي. بتصرف من الكاتب د. ثروت اللهيبي.


[11] أنظر الموقع الإلكتروني: http://www.weislam.com واشنطن (رويترز): الجيش الأمريكي يرفع سن التجنيد للمرة الثانية لتغطية غزو العراق (نصيحة لعجائز أمريكا). بتصرف من الكاتب د. ثروت اللهيبي.  


[12] أنظر الموقع الإلكتروني لـ"شبكة النبأ": http://www.annabaa.org، إعداد صباح جاسم: بعد خمس أعوام: الجيش الأمريكي يُجدد الخدمة ويبحث عن مجنَّدين عرب. بتصرف من الكاتب د. ثروت اللهيبي.


[13] أنظر الموقع الإلكتروني: http://www.watan.com، واشنطن (رويتر)، من ويل دنهام، الأمريكيون لا يريدون التطوع في الجيش الأمريكي لأنهم باختصار لا يريدون الموت! بتصرف من الكاتب د. ثروت اللهيبي.  


[14] أنظر الموقع الإلكتروني: http://www.watan.com، واشنطن (رويتر)، من ويل دنهام، الأمريكيون لا يريدون التطوع في الجيش الأمريكي لأنهم باختصار لا يريدون الموت!  بتصرف من الكاتب د. ثروت اللهيبي.  


[15] شبكة المعلومات/الإنترنيت: واشنطن، 15 أكتوبر/تشرين أول (إفي)، البطالة ترفع معدلات التطوع بالجيش الأمريكي، 15-10-2009.

 

 





الاربعاء١٦ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور ثروت اللهيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة