شبكة ذي قار
عـاجـل










التصريحات التي يتقيأها المسئولون الأمريكيون من أفواههم بين آونة وأخرى تثير السخرية حتى إننا أحيانا نصطدم منها ونستغربها متسائلين كيف يتحكمون بشعوب العالم وهم على هذه الضحالة من التفكير. وفي بعض الأوقات تتحول هذه التصريحات إلى فضائح ومخازي يندى لها جبين من يملك ذرة من الحياء. والبعض الآخر منها ربما يدخل في دائرة المناورة الكلامية أو التملص من قبضة الإلتزامات وهذا ما يظنه البعض رغم أني أستبعده من واقع ما يجري في العراق المحتل. آخر تصريح لقائد ما يسمى بالقوات الامريكية في العراق(راي أوديرنو) إتهم إيران بدعم ثلاثة مجموعات إرهابية متطرفة في العراق وهي حزب الله وعصائب أهل الحق ولواء اليوم الموعود(جيش المهدي قبل تجميده في فريزر مقتدى الصدر أسسه عام 2008).

 

وتجاهل بقية التنظيمات التي لا تقل تطرفا عنها كفيلق بدر وجيش المهدي وكتائب الحسين وثأر الله وبقيت الله وسيد الشهداء وميليشيات حزب الدعوة والعشرات الأخرى. ومع هذا فقد تسامحنا مع اوديرنو في هذا التقصير لعله رجل عسكري وليس سياسي ويجهل المشهد السياسي العراقي! وإن كان هذا الأمر مستبعد لكننا قبلناه على مضض. ولكن الذي لا نتسامح فيه قوله" من الصعب القول فيما إذا كانت هذه المجموعات المتطرفة على صلة مباشرة مع النظام الإيراني"! حسنا أيها القائد الحكيم كيف تفسر وجود اسلحة إيرانية في مخابيء هذه الأحزاب التي سيطرت عليها قواتكم؟ وكيف تفسر وجود صواريخ غراد بعيدة المدى في مخابئهم؟ وكيف تفسر مخازن الذخيرة الهائلة في أوكارهم؟ ومع هذا لنتجاهل ترهاته هذه ونستفسر منه عن مغزى تصريحاته السابقة بوجود خرائط ومواد متفجرة بعهدة من القوا القبض عليهم ومنهم الإرهابيين الخمسة في القنصلية الإيرانية في اربيل؟ لكي يثبت لنا اوديرنو بأن عقله توقف عن النمو منذ الصغر فأنه يسرد لنا هذه المزحة الثقيلة بقوله" لكننا نعرف أن عدداً من عناصرها(يقصد التنظيمات المتطرفة) يعيشون في إيران ويتدربون في إيران، ويحصلون على أسلحة من إيران ويتلقون التدريب على يد فيلق القدس". عجبا هل هو غباء أم إستغباء؟ يعيشون في إيران ولديهم اسلحة إيرانية ويتدربون في إيران ويملوون من قبل إيران ومع هذا فأنه هذا الأخرق ليس متأكدا بعد بأن النظام الإيراني يدعمهم؟ ربما يظن أن القطاع الخاص في إيران هو من يمول ويسلح ويدرب هذه التنظيمات الإرهابية! أو هناك إرهاب رسمي وغير رسمي! بربكم أية سخافة هذه! هل يسخر هذا الأمعي من عقولنا أم انه بليد إلى هذه الدرجة؟ وان كان هذا منطق قائد القوات الامريكية في العراق فمابالك ببقية القادة الأصغر منه رتبة؟

 

ثم إذا كانت عصائب الحق إرهابية ومتطرفة وهذه حقيقة ومدعومة من إيران فلماذا تفاوضتم معها وأطلقتم سراح بعض قادتها الإرهابيين مقابل رهائنكم الذين اختطفوا من قبل المنظمة عام 2007 وهل يجوز التفاوض مع الإرهابيين؟ إذن لماذا لا تتفاوضوا مع تنظيم القاعدة الإرهابي لحلحلة معضلتكم معها لننتهي من شرها ومن شركم؟ أم أن للأرهاب مفاهيم مختلفة تطيعونها كما تريدون وفق مصالحكم؟ أم هي جزء من عملية الفوضى الخلاقة التي تجيد أشباحكم حبكها وتسويقها في سوق الحمق والبلاهه؟ امركم غريب مع النظام الإيراني المتطرف فتارة تهاجموه وتارة تنتقدوه وتارة تشككوا بنواياه وتارة تتفاوضوا معه وتارة تنسقوا وتتعاونوا معه. ألستم أنتم من قدمتم لهذا النظام المتطرف العراق وإفغانستان على طبق من ذهب؟ ألستم من جلبتم عملائكم العراقيين من إيران وبقية أرجاء العالم ونصبتموهم على رقابنا؟ ألستم من سمح بدخول فيلق القدس للعراق وظهيره فيلق بدر؟ ألستم من ألغى الجيش العراقي المارد القوي أمام أطماع الملالي؟ والسد المنيع للبوابة الشرقية؟ وسمحتم بإدخال عناصر الميليشيات ذات الولاء لإيران وبقية المجرمين والإرهابيين إلى الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية! إنكم سبب نكبتنا فقد جلبتم معكم الدمار والإرهاب إلى ربوعنا الأمنة؟ سؤال لك ولغيرك! هل كان للقاعدة موطيء قدم في بلدنا قبل مجيئكم غير الميمون؟ وهل كان هناك نفوذ لإيران في بلدنا قبل غزوكم الغاشم؟ لقد مددتم جسرا من اليأس والإحباط ما بين ديمقراطيتكم الزائفة واحلامنا المحطمة. فسحقا لكم ولعملائكم الخونة فئران مختبراتكم ومخابراتكم.


تتهمون القاعدة بالتطرف الإسلامي وتحاربونها على هذا الأساس.. حسنا! لماذا لا تطالبوا إيران بقادة القاعدة الموجودين على أرضها إذن؟ تدعون محاربة التطرف الإسلامي.. حسنا! فلماذا لاتحاربوه في إيران؟ سؤال غير بريء البته: أيهما أشد خطورة على السلم والأمن الدوليين أو حتى على أمنكم القومي كما تزعمون، أو منطقة الشرق الأوسط. هل هو التطرف الرسمي الذي تمثله دولة بكل مؤسساتها تخطط له وتنفذه وتموله وتدرب الإرهابيين وتسلحهم! أم تطرف منظمة كالقاعدة محدودة الإمكانات والموارد والأفراد؟ وأيهما اشد خطرا على أمن المنطقة التطرف الإسلامي المسلح نوويا أم تطرف إسلامي بأسلحة تقليدية؟ وأيهما الأولى بالمواجهة أو ما تسموه بالحرب الإستباقية؟ ومارأي القائد الأمريكي المحنك بتصريح وزير الخارجية الإيراني السابق علي أكبر ولايتي((إذا تعرضت إيران لهجوم امريكي سنفتح جبهة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة عبر حلفائنا في العراق والخليج الذين سيشعلون الحرائق ضد الولايات المتحدة وحلفائها))! إذن لماذا المداهنة والتخاذل والرياء في تقييمكم لحجم المخاطر والتعامل معها؟ أن تصريحاتكم المتناقضة تمثل إنعكاس خطير لإرادة مريضة تعاني من الإنفصام، إذ تحيطها الريبة والشكوك من جميع الجوانب. كلمة أخيرة لعدوي أودرينو!عليكم محاربة الفايروس الحقيقي وليس اعراضه الجانبية! فهل فهمت المعنى ؟

 

 





الخميس١٧ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٩ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضحى عبد الرحمن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة