شبكة ذي قار
عـاجـل










نستطيع ان نلخص ما حققته امريكا بعد مرور سبع سنوات على احتلالها للعراق بتحقيقها لاهداف وقتية وآنية ومرحلية ستزول بزوال الاحتلال مباشرة في مقابل فشل في تحقيق اهداف كانت امريكا وما زالت تعتبرها ستراتيجية اخفقت في تحقيقها لحد الان بالرغم من الخسائر الهائلة التي اصابتها سواء في عديد افراد جيشها او الخسائر الامادية والاقتصادية مرورا بالخسائر المعنوية كقوة عظمى خسرت هيبتها العالمية .

 

دعونا نستعرض ما تمكنت امريكا من تحقيقه من الاهداف  الآنية او المرحلية كما ذكرت...

 

ـ استطاعت ان تدمر البنية التحتية العراقية بشكل كامل

ـ استطاعت ان تسقط الحكم الوطني الشرعي في العراق وان تغتال الشهيد صدام حسين رحمه الله وعدد من رفاقه فيما تحتفظ بقسم اخر كأسرى لديها.

ـ وكنتيجة طبيعية لذلك تم ابعاد العراق عن محيطه وعمقه العربي.

ـ سرقت ونهبت المليارات من الثروة العراقية

ـ مكنت العدو الفارسي الصهيوني من التحكم بالعراق عن طريق العصابات البرزانية والطلبانية وعدد من الخونة منالعراقيين الخونة و المواليين لايران او للكويت او لباقي الدول

 

ـ قتلت الكثير من العقول العراقية من العلماء والاطباء والمهندسين والطيارين وضباط الجيش العراقي السابق     

ـ سرقت المتحف الوطني وكنوز العراق

ـ قتلت وهجرت الملايين من الشعب العراقي

ـ مكنت العصابات البرزانية والطالبانية من التحكم برقاب شعبنا في شمال العراق وسرقة ونهب المليارات من الثروات العراقية.

 

ويكفي القاء نظرة بسيطة على هذه النجاحات الامريكية في العراق ان نلاحظ ان كل ما حققته امريكا لا يعتبر انجازا كاملا وناجزا بدليل انه بمجرد انسحاب قوات الاحتلال , فيكون من السهل اعادة الامور الى نصابها كما كانت قبل الاحتلال بل واحسن , فالعراق كما ذكرت في الجزء السابق معطاء ويمتلك من العقول والخبرة لاعادة البناء والاعمار من جديد, وكمثال على كلامي هذا , بعد انتهاء عمليات العدوان الثلاثيني الغاشم عام 1991 , استطاعت العقول العراقية ان تعيد الكهرباء الى البلد في غضون اقل من شهرين في وقتها , كما ان مصفى الدورة انتج البنزين يوم 28 نيسان 1991 أي ان المصافي اعيدت الى العمل في غضون شهرين فقط بعد ان كانت قد تعرضت للدمار الشامل جراء القصف الوحشي والهمجي من قبل قوات الشر الثلاثيني الامريكي وقتذاك.

 

لكن في مقابل هذه النجاحات الامريكية المرحلية, نرى ان امريكا فشلت في تحقيق اهدافها الكبرى والتي من اجلها تم احتلال العراق, فقد فشلت الى اليوم من تقسيم العراق بل وفشلت في بث الفرقة بين مكونات الشعب العراقي , وفشلت في موضوعة الشرق الاوسط الكبير او الجديد التي طالما كانت تتشدق  به, وبدلا من ان تصبح القوة العظمى والوحيدة المتحكمة بمصائر شعوب العالم قاطبة من الناحية الاقتصادية , نرى ان امريكا اصيبت بكارثة اقتصادية ومالية كبيرة لم تمر بها منذ كارثة العشرينيات من القرن الماضي, وغرقت امريكا في الديون وافلست اكثر البنوك والمؤسسات المالية الامريكية, بل واصابت دول العالم بهذه الكارثة المالية. ولاننسى ان امريكا فقدت هيبتها العالمية جراء تكبدها الخسائر الجسيمة في العراق , فلم تعد الدول حتى الصغيرة والفقيرة منها تخشى امريكا كقوة عظمى واصبحت سمعة الانسان الامريكي عالميا في الحضيض و انتشرت ظاهرة الكراهية لكل ما هو امريكي .

 

خلاصة القول ان الولايات المتحدة لم تحقق انتصارا فى الحرب ,لانه وببساطة شديدة جدا ان اي حرب هي امتداد للسياسة, فإن ما يدل على الانتصار في الحرب هو تحقيق الاهداف السياسية التي كانت وراء شنها, وطالما ان امريكا فشلت في تحقيق اهدافها الرئيسية , فانها لم تحقق انتصارا في حربها في العراق.

 

الذي يدرس ويفحص تاريخ التدخلات العسكرية الأمريكية في عدة مناطق من هذا العالم سيلاحظ الملاحظة التالية وهي ان التدخل يبدأ تحت مبرر معين  لكن يتطور فيما بعد إلى شيء آخر مغاير تماما عن الحجة الاولى. لنأخذ التدخل العسكري الأمريكي في الصومال 1993 كمثال. كانت الحجة الامريكية في  التدخل هو توفير المساعدات وإطعام الشعب الصومالي الذي كان يعاني من مجاعة وسط الجفاف والنزاع الداخلي . ولعلنا يتذكر المناظر المأساوية التي شاهدناها من على شاشات التلفاز. ولاحظنا ان الأمريكان بعد أيام قليلة من تدخلهم بحجة إطعام الشعب الصومالي والحفاظ على السلام في القرن الأفريقي , سرعان ما انغمسوا في عملية مغايرة تماما, وهي إعادة رسم الخريطة السياسية داخل الصومال بما يتوافق مع مراماتهم الاستراتيجية في القرن الأفريقي. ولاحظنا اجتهادهم الناشط لإبعاد محمد فرح عيديد (المناوىء للأمريكان) من الساحة وتقويض قاعدته السياسية والاجتماعية والقبلية.

 

ففي تلك الفترة نشطت المروحيات العسكرية الأمريكية ـ بدلا من نقل الأغذية والمؤن للجماهير الجائعة ـ في قصف مراكز تجمع عيديد بالصواريخ مما أدى إلى قتلى وضحايا من الصوماليين. وفي تشرين الاول 1993 انغمست الولايات المتحدة في ساحة الصومال لدرجة انها خططت لخطف عيديد أو بعض قياداته وكانت مواجهة لا يزال الأمريكان يذكرونها بمرارة وكانت خسارتهم جسيمة, عشرات من القتلى  والجرحى من ألامريكان جراح بعضهم كانت خطيرة , وقد انتهت حملتهم في الصومال بفشل كامل فالجوع في الصومال استمر والفوضى كذلك والنزاع الداخلي كذلك وهربوا من الصومال بطريقة جعلت العالم كله يسخر من القوة العسكرية العظمى في العالم.

 

ثبتت الكثير من الحقائق التى لا تقبل الجدال ان حرب العراق التى اندلعت قبل سبع سنوات قد الحقت بالولايات المتحدة خسائر فادحة في الارواح والاقتصاد وكلفتها ثمنا باهظا فيما يتعلق بسياساتها وسمعتها الدولية. فقد بدأت مختلف الاوساط الامريكية وبعد مرور سبع سنوات من  الاحتلال, تعيد النظر وتتجادل حول كيفية الخروج من مستنقع حرب العراق, ويعتقد معظم الناس بان حرب العراق, التى شنتها الولايات المتحدة بغض النظر عن المعارضات القوية من الداخل والخارج, قد اصبحت جرحا مفتوحا للولايات المتحدة. ومن الواضح أن لعنة حرب العراق سوف تظل تطارد أمريكا حكومة وشعباً سنوات وسنوات، وإذا كانت توابع هذه الحرب قد دفعت الدولة العظمى الوحيدة في العالم إلى الكذب والتضليل المتعمد للرأي العام بشأن عدد القتلى فدموع أكثر من90٪ من اجمالي الجنود المشاركين في هذه الحرب وأسرهم لن تجف بعدما عاد معظهم إلى أرض الوطن ، إما في تابوت أو أحياء بنصف جسد أو مرضى نفسيين إلى درجة الجنون , وكانت جمعية قدامى المحاربين الأمريكيين قد كشفت مؤخراً عن وثيقة رسمية تفيد أن العدد الحقيقي للقتلى الأمريكيين في حرب فيتنام يزيد بحوالي 20 ألف جندي على الأرقام الرسمية التي كانت تنشر للجمهور آنذاك، إذ أوردت الأرقام الرسمية الأمريكية سقوط 58.200 قتيل أمريكي فيما بلغ العدد الحقيقي وفقاً لتلك الوثيقة أكثر من 78 ألف قتيل، فإذا كانت حرب فيتنام رغم الوضع الإعلامي الكبير فيها قد تم إخفاء ربع عدد قتلاها لمدة تزيد عن 40 عاماً، فمتى سيكتشف عدد قتلى حرب العراق مع هذا التعتيم الإعلامي الكبير؟‏

 

فقد دأب الإعلام الحربي الأمريكي كتقليد ومنذ حرب فيتنام في التقليل من حجم الخسائر الحقيقية وذلك لاعتبارات تخص طبيعة الرأي العام الأمريكي ، وشدة تأثيره على عملية صنع القرار السياسي وآليات تمويل الحروب التي عادة مايتحمل وزرهادافع الضرائب الأمريكي ، إضافة إلى تأثير ذلك على معنويات الجنود في الميدان ، ففي الفترة من 1965 -1968 كان الجيش الأمريكي يعلن عن خسائره في فيتنام ببضعة آلاف من الجنود وما لبث أن تسربت الأرقام الحقيقية والتي وصلت إلى أكثر من سبعون  ألف قتيل وسرعان ما أطاحت هذه الخسائر بالرئيس الأميركي آنذاك جونسون.وفي العراق وحالما انبثقت المقاومة العراقية وتصاعدت عملياتها حاولت إدارة الاحتلال منذ البداية التقليل من شأن هذه المقاومة والتعتيم على حجم الخسائر الأمريكية بحجة عدم إعطاء العدو المقاومة  انطباعا بأنها تحقق انتصارات.

 

ولهذا لا أحد يعرف حجم خسائر امريكا المادية والبشرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية، جراء عدوانها العسكري الغاشم واحتلالها العراق، الا أمريكا نفسها. لا يغرنكم تصريحات وبيانات الادارة الامريكية وتقارير قيادات جيشها وسفرائها الذين لا يستطيعون مغادرة المنطقة الخضراء رمز الاحتلال والشنار .فهذه التصريحات ستضاف الي 935 كذبة اقترفها المجرم بوش واركان ادارته لتسويق الحرب المضللة .

 

وعلى الرغم من الجهود الجبارة التي بذلتها الإدارة الأمريكية لإخفاء وتزوير المعلومات التي اعتبرتها سلاحا في المعركة بغرض إعماء الرأي العام الأمريكي ، وذلك من خلال التعامل مع مستويين من المعلومات ، الأول يمكن الوصول إليه ويتعلق بالأرقام الرسمية المعلنة والمتيسرة على المواقع الرسمية لوزارة الدفاع ، والمستوى الثاني المحجوب ولا يمكن الوصول إليه إلا عبر قانون خاص بحرية الوصول إلى المعلومات FOIA لأنه يتضمن الخسائر الحقيقية البشرية والمادية وإعلانها ينطوي على مخاطر سياسية واقتصادية شديدة، أما الأسلوب الثاني الذي تمارسه الإدارة الأمريكية للتحكم بالرأي العام فانه يتمثل في السيطرة والتوجيه لأسطول الإعلام العالمي الذي تتحكم فيه، فضلا عن ممارسة الضغوط ترهيبا وترغيبا على بقية وسائل الإعلام الداخلية والخارجية ،إلا أن امتداد فترة الصراع وتراكم نعوش الجنود وإعداد الجرحى والمنتحرين وتجاوز كلف الحرب الحدود القصوى دفع بالكثير من الباحثين واللجان المستقلة الأمريكية إلى السعي لكشف الحقائق العميقة للخسائر بعيدا عن سياسة التعتيم والتضليل التي ينتهجها البنتاغون.

 

وبمناسبة مرور 7 سنوات على احتلال العراق، كشف موقع (يو إس ليبرالز) أو ما يسمى بـ(الليبراليين الأمريكيين) النقاب عن خسائر تخفيها الإدارة الأمريكية عن أهم الإحصائيات المتعلقة بحرب احتلال العراق منذ عام 2003م إلى كانون الثاني 2010م، تدور حول اعداد القتلى  و المصابين، بالإضافة لسقوط 73 طائرة مروحية وخسائر مالية فلكية. وقسّم التقرير الذي كتبته الأمريكية دبورا وايت تحت عنوان ((حقائق حرب العراق.. نتائج وإحصائيات حتى 25 يناير 2010م))، الخسائر الأمريكية بالعراق إلى عدة نقاط كان أهمها الخسائر البشرية فالمالية وحتى المعدات والأسلحة.ويظهر من التقرير أن الإدارة الأمريكية السابقة، والتي قادت الغزو أخفت مستندات حول اختلاس مليارات الدولارات أو إدراجها دون سندٍ أو فيما أنفقت، بالإضافة لإخفاء مدى الفشل في تحقيق الاستقرار على الأرض.

 

ولعل الخسائر البشرية كانت الأهم في سلسلة الخسائر الأمريكية بالعراق؛ حيث يقول التقرير إنه قد بلغ عدد القوات الأمريكية في العراق حتى 30 تشرين الثاني 2009م، 165 ألف جندي أمريكي، أما عن باقي الدول فقد سحبت جميعها جنودهم, وبخصوص الإصابات في صفوف الجنود الأمريكيين فأن نسبة الإصابات الخطيرة في المخ والعمود الفقري بلغت20% من نسبة المصابين، ويُستثنى من هذا العدد المصابون بالإصابات النفسية.وأكدت التقارير أن ما نسبته 30% من الجنود الأمريكيين الذين عادوا إلى الولايات المتحدة أُصيبوا بإصابات نفسية وعقلية خطيرة، ومكثوا في العلاج النفسي من 3 إلى 4 شهور بعد عودتهم من العراق, بينما سقطت للقوات الأمريكية في العراق منذ الغزو 73 طائرةً مروحيةً أسقطت بنيران المقاومة العراقية.

 

وبحسب التقرير الأمريكي شهدت الحرب خسائر مالية فلكية؛ حيث يقول التقرير إن الإدارة الأمريكية السابقة خصّصت 900 مليار دولار أمريكي من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين منذ بداية الحرب بالعراق، وحتى سبتمبر 2010م.كما أنفقت الولايات المتحدة منذ أكتوبر 2009م، شهريًّا على حرب العراق 7.3 مليارات دولار، في حين كان الإنفاق الشهري عام 2008م، هو 12 مليار دولار.وتنفق الولايات المتحدة بمعدل 5 آلاف دولار في الثانية الواحدة؛ وفقًا للبيانات التي كشف عنها هاري ريد زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأمريكي في 5 مايو 2008م.وتصل تكلفة نشر جندي أمريكي واحد لمدة عام بالعراق- بحسب التقرير- إلى 390 ألف دولار، وفقًا لبيانات صادرة عن خدمة أبحاث الكونجرس.

 

 أما عن الحسابات المفقودة، ومجهولة المصير فكانت بحسب التقرير على النحو التالي 9 مليارات دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين فُقدت، ولم يتم تحديد وجهة إنفاقها بالإضافة إلى فقدان 549.7 ملايين دولار أثناء شحن قطع غيار عام 2004م، إلى المقاولين بالولايات المتحدة وفقدت 190 ألف بندقية من بينهم 110 آلاف بندقية من نوع إيه كيه 47، وفقًا لشبكة (ABC).وفقدت واشنطن مليار دولار أمريكي أثناء تزويد قوات الأمن العراقية بمقطورات، ومركبات، ودبابات، ورشاشات، وقذائف صاروخية وغيرها من المعدات، والخدمات والتي تم الكشف عنها في 6 ديسمبر عام 2007م، وفقًا لوكالة (CBS).كما فقدت 10 مليارات دولار بسبب سوء الإدارة وفقًا لما تم الكشف عنه في جلسات استماع الكونجرس في فبراير 2007م.

 

فيما قامت شركة هاليبورتون للخدمات اللوجيستية برفع أسعار خدماتها دون سابق علم مما تسبب في إهدار 1.4 مليار دولار وفقًا للبنتاجون الأمريكي، كما أن شركة (KPR) التابعة لشركةهاليبورتون المسئولة عن تزويد القوات الأمريكية في العراق بالغذاء والوقود ولوازم الإقامة حصلت على عقود بقيمة 20 مليار دولار أمريكي، وقيل إن 3.2 مليارات دولار من هذه الأموال تم تبديدها دون الانتفاع بها على الوجه الأمثل.

 

تنفق الولايات المتحدة بمعدل مليون دولار في الدقيقة الواحدة؛ وفقًا للبيانات التي كشف عنها هاري ريد زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأمريكي في 5 مايو 2008م. وان تكلفة نشر جندي أمريكي واحد لمدة عام بالعراق هي 390 ألف دولار وفقًا لبيانات صادرة عن خدمة أبحاث الكونجرس.

 

أما عن الحسابات المفقودة، ومجهولة المصير فهي على النحو التالي, فحدث ولاحرج , فعلى سبيل المثال لا الحصر, فقدت 9 مليارات دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين ، ولم يتم تحديد وجهة إنفاقها بالإضافة إلى فقدان 549.7 مليون دولار أثناء شحن قطع غيار عام 2004م، إلى المقاولين بالولايات المتحدة وفقدت 190 ألف بندقية من بينهم 110 آلاف بندقية من نوع إيه كيه 47 وفقًا لشبكة(إيه بي سي نيوز), وفقد مليار دولار أمريكي أثناء تزويد قوات الأمن العراقية بمقطورات، ومركبات، ودبابات، ورشاشات، وقذائف صاروخية وغيرها من المعدات، والخدمات والتي تم الكشف عنها في 6 ديسمبر عام 2007م، وفقًا لوكالة (سي بي إس نيوز), وفقدت 10 مليارات دولار بسبب سوء الإدارة وفقًا لما تم الكشف عنه في جلسات استماع الكونجرس في فبراير 2007م.

 

شركة هاليبورتون للخدمات اللوجستية قامت برفع أسعار خدماتها دون سابق علم مما تسبب في إهدار 1.4 مليار دولار وفقًا للبنتاجون الأمريكي كما أن شركة كيه بي آر التابعة لشركة هاليبورتون المسئولة عن تزويد القوات الأمريكية في العراق بالغذاء والوقود ولوازم الإقامة حصلت على عقود بقيمة 20 مليار دولار أمريكي، وقيل إن 3.2 مليارات دولار من هذه الأموال تم تبديدها دون الانتفاع بها على الوجه الأمثل.

 

اضافة لما تقدم  فأن الأرقام المعلنة لا تشمل كل الجيش الامريكي المشارك في العراق ، ممن لايموت في مكان التفجير لايحسب ضمن القتلى، ومن لايحمل الجنسية الأمريكية وإنما الإقامة فقط لايتم حسابه، وهؤلاء كثيرون جداً، ومن جاء الى العراق كمتعاقد مع وزارة البنتاغون الامريكية لا يحسب ضمن خسائر الجيش الامريكي على اساس انه ليس ضمن الملاك , وعلى الرغم من كل هذه الأرقام لايزال المسؤولون الأمريكيون يميلون إلى تحريف الحقائق وتشويه الوقائع وإخفاء أعداد القتلى والجرحى ويسعون جاهدين إلى عزل المصابين بالجنون واللوثة العقلية، والاضطرابات العقلية وعمليات الهروب من الجيش وعمليات الانتحار وغيرها.‏ الآلاف من الرجال والنساء عادوا من العراق إما مشوهين جراء بتر في الأرجل أو اليدين أو مقعدين جراء تعرضهم لشلل نصفي أو كامل.‏ ناهيك عن أن أكثر من 20٪ منهم يعانون ضغوطاً نفسية وتوترات مابعد الصدمة، وخاصة أن آخر الإحصاءات تشير إلى وقوع أكثر من ألف محاولة انتحار شهرياً لدى الجنود القدامى مع بداية ضد العراق.‏ من المرجح أن نتائج هذه الحرب على المدى الطويل ستكون كارثية بالنسبة لأمريكا لأن كفالة هؤلاء الجرحى الذين بلغ عددهم أكثر من 50 ألف جريح ستكون باهظة جداً، هذا مع العلم أن حياتهم تكاد تكون معدمة فلاهم أموات ولا هم أحياء يرجى منهم أي فائدة بعد الآن.‏ الكل يقول: إن هذه الحرب لاناقة لهم فيها ، وخاصة أهالي هؤلاء الجنود العائدين في التوابيت.

 

ولا تقل الخسائر المادية خطورة في حسابات الكلفة إن لم تكن أكثر أهمية وخصوصا في حالة الولايات المتحدة الأمريكية وطبيعة تمويل الحروب فيها ، فبعد أن كانت كلفة الحرب شهريا 4 , 4 مليار دولار سنة 2003، ارتفعت عام  2008 لتصل الكلفةإلى 12 مليار دولار شهريا، وبلغت القيمة الإجمالية لاحتلال العراق طبقا للمصادر الأمريكية وفي مقدمتها تقرير اللجنة الاقتصادية المشتركة التابعة للكونغرس الأمريكي ، وكذلك الدراسة الرصينة التي نشرها كل من البروفسور جوزيف ستيغليتز عالم الاقتصاد الحائز على جائزة نوبل ، و الدكتورة ليندا بيلميز الأستاذة في جامعة كولومبيا واعتمدا فيها على عشرات الوثائق الرسمية وبمعاونة جمعية المحاربين القدامى التي يسرت لهم هذه الوثائق ، حيث توصلا إلى أن كلفة احتلال العراق بلغت : 8 , 1 تريليونمليار دولار ، حيث تتضمن الكلفة المخصصة رسميا لتغطية العمليات ومنها أجور العنصر البشري بفئتيهم الجنود والمرتزقة إضافة إلى كلف العتاد الحربي و المعدات العسكرية ( 2000 دبابة طراز أبرامز ، مركبات قتالية من طرازي سترايكر وبرادلي ، 43000 عربة من أنواع أخرى بينها ما يزيد عن 18000 عربة هامفي وأكثر من 700 طائرة وما لا يقل عن 140000 طن من المعدات واللوازم ) التي أصبح 44 - 50 % منهاخارج الخدمة والبقية بحاجة إلى إعادة تأهيل أو صيانة لمدة خمس سنين كما يشير إلى ذلك تقرير بيكر   - هاملتون في توصيته ( رقم 48 ) ، تتضمن هذه الكلفة أيضا نفقات الرعاية الصحية للجنود المصابين وكذلك فوائد الديون التي استدانتها الإدارة الأمريكية لتمويل الحرب خارج الميزانية المقررة .

 

اما الاعباء الاقتصادية فخير من لخصها هو العالم جوزيف ستيغليتز ـ أستاذ الاقتصاد بجامعة كولومبيا وحاصل علي جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2001 وليندا بيلمز، استاذة السياسة العامة بجامعة هارفارد الامريكية في مقال لهما في لوس انجلس تايمز ، يقول الكاتبان الخبيران في مقالهما :


بات معروفاً أن حجم الخسائر التي ألحقتها حرب العراق بالاقتصاد الامريكي تتعدي اليوم بكثير، حيث لا يمكننا إنفاق ثلاثة تريليونات دولار علي حرب فاشلة في الخارج دون أن نستشعر الألم في الداخل. وهناك من سيتهمنا بالمبالغة في تقدير حجم الإنفاق العسكري، لكننا أجرينا حسابات دقيقة وهي كلها تخالف الاستخفاف الذي أبداه كبار معاوني إدارة الرئيس بوش عندما استبعدوا وجود مشاكل قبل الحرب علي العراق . ومع ذلك، فإن الكلفة الحقيقية هي تلك التي يتحملها المجتمع والاقتصاد. فعندما يُقتل جندي شاب في العراق، أو في أفغانستان تتلقي عائلته من الحكومة الامريكية 500 ألف دولاركتعويض ... بالإضافة إلي ذلك تعويضات الإعاقة التي تمنحها الحكومة للجنود المصابين، ناهيك عن الاثار النفسية والاجتماعية الخطيرة علي المجتمع الامريكي.

 

بعد هذا العرض الموجز لخسائر أمريكا البشرية والاقتصادية في العراق، نخلص إلي أن بقاء أمريكا في العراق، سيكون أمراً في غاية الصعوبة، أضف إلي ذلك ازدياد قوة المقاومة العراقية يوماً بعد أخر، بسبب تزايد الثقة فيها، في مقابل فقد الثقة في الاحتلال ومن يدعمه في الداخل والخارج، أما المقاومة العراقية، فإن الواضح أنها تطور من آلياتها وتكتيكاتها في مواجهة المحتل الأمر الذي يجعلها تكبد العدو خسائر فادحة في الأموال والأرواح، وبصورة تجعل من استمرار الاحتلال أمراً في غاية الصعوبة.

 

وكان تيد غالين كاربينتر Ted Galen Carpenter، نائب رئيس معهد كاتو CATO لدراسات الدفاع والسياسة الخارجية قد اعد  تقريرا حول ضرورة رحيل القوات الأمريكية عن العراق عرضه أمام لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية في الحادي عشر من تموز 2008  و أعرب الباحث في بداية تقريره الذي جاء بعنوان(( الهروب من المأزق... لماذا يجب على الولايات المتحدة الخروج من العراق؟)),عن تشاؤمه من أفاق الوضع في العراق إذا استمرت السياسة الأمريكية الراهنة قائلا إن التفاؤل بشأن مهمة الولايات المتحدة في العراق قد بدأ يتضاءل بشدة على مدار الأشهر القليلة الماضية، إذ أقرت مجموعة دراسة الأوضاع في العراق بأن الوضع هناك خطير ومتدهور. كما جاء تقرير وزارة الدفاع الأمريكية، الذي قدم للكونغرس في نوفمبر 2006 راسما نفس الصورة الكئيبة. ومع ذلك يرفض مؤيدو الحرب الاعتراف بما بات واضحا وهو فشل الاحتلال الأمريكي للعراق ومهمة نشر الديمقراطية. وقد أصبح من الضروري توجيه الأسئلة الآتية للإدارة وصقورها، متى سيعترفون بأن تكاليف هذه المغامرة أصبحت غير محتملة؟ وإلى متى ستظل قواتنا في العراق؟ وكم عدد الدولارات المأخوذة من الضرائب التي يرغبون في صبها في العراق؟ والسؤال الأهم هو كم عدد الأرواح الأمريكية الأخرى التي سيضحون بها؟

 

وزير الدفاع الصهيوني الأسبق موشى أرينز اعتبر أن ما يحدث في العراق هو وصفة دمار قاتلة لأمريكا ولدويلة الكيان الصهيوني, وقال الرجل((... إن الأمريكيين قد حققوا فشلاً ذريعًا في العراق، وأن العالم عندما شاهد القصف الأمريكي العنيف للمدن العراقية وتدمير البيوت ودور العبادة وقتل مئات المدنيين فلن يصدق أن الأمريكيين قد جاءوا إلى العراق لإقامة الديمقراطية, وأن هناك خوفًا حقيقيًا من أن ما يحدث في العراق سوف يحدث تغييرات استراتيجية في المنطقة ضد الولايات المتحدة الأمريكية وضد دويلة الكيان الصهيوني أيضًا...))، أما بنيامين أليعازر وزير الدفاع الأسبق وأحد قادة حزب العمل الصهيوني فيرى ((...أن البناء الأمريكي في العراق قادنا إلى نتيجة واحدة، تمثلت في سيادة ثقافة المقاومة في العالمين العربي والإسلامي, وإذا كنا قد راهنا على الغزو الأمريكي للعراق لاجتثاث تلك الثقافة فإن الذي حدث هو العكس تمامًا؛ حيث أصبح الملايين من الشباب في العالم العربي والإسلامي ينظرون إلى المقاومة باعتبارها النموذج الذي ينبغي الاحتذاء به، وأن الكيان الصهيوني هو الخاسر الأكبر في ذلك...))، أما الجنرال أورى ساغيه الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الصهيونية فيرى أن الطابع الديني للانتفاضة العراقية ضد الأمريكان يعتبر ظاهرة خطيرة، حيث يظهر ذلك التيار الإسلامي باعتباره الوحيد في العالم العربي الذي يتحدى الحلف الأمريكي الصهيوني.

 

اما الشخصيات المناهضة للحرب والمستقلون عن الحزبين الجمهورى والديمقراطى مثل الام شين المعارضة الشهيرة للحرب والمثقف اليسارى الشهير الاستاذ جيامسكى من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا, فهم يؤكدون انه يتوجب على الولايات المتحدة سحب قواتها من العراق على الفور, بل وعليها ان تتخلى عن الافكار الامبريالية المتمثلة فى تصدير الديمقراطية والحرية والتدخل فى شؤون الدول الاخرى. بيد انه من الصعب ان تقوم الولايات المتحدة بمحاسبة نفسها بشكل يمسها فى العمق, ويبرهن على ذلك استمرار حرب العراق وتواصل المآسى

 

اذن لم يبق امام امريكا بعد ان جربت مختلف الوسائل والمكائد والترغيب والترهيب الا الاقرار بالحقيقة الناصعة والتفاوض مع المقاومة العراقية الباسلة حول شروط انسحابها واعتذارها من شعب العراق وكيفية تعويض ما اصابه من الاضرار.

 

عاش العراق حرا عربيا ابد الدهر

عاشت المقاومة العراقية الباسلة بكل فصائلها وبكل صنوفها وبكل مسمياتها

المجد والخلود لشهداء العراق وفي مقدمتهم شهيد الحج الاكبر صدام حسين رحمه الله

الحرية لاسرانا في سجون الاحتلال

 

 





السبت١٩ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣١ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل ابراهيم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة