شبكة ذي قار
عـاجـل










إلى : أمل الأمة في نهضتها وتقويم اعوجاجها .. شبابها

إلى : أهلنــا في الكويـت ..  أشرافها

 

أيام معدودات وتحل علينا مناسبة هي ليست كأي مناسبة ، عزيزة على كل وطني وقومي شريف وجد في نهوض الأمة وتقدمها نحو تحقيق أهدافها وانتصارها ، انتصارا شخصيا ومكسبا له عزيزا لا يكافئه أي مكسب مهما عظم ، ولا تحول دونه أية تضحية مهما غلت وتعددت ، مناسبة لم يألفها المجتمع العربي المعاصر ولم يعتد عليها منذ قرون خلت ، مذ خلع العرب رداء إيمانهم والجهاد في سبيله وقبلوا صاغرين ارتداء الذلة والمهانة والتبعية للغير مهما كان لونها ، هي يوم الأيام في 8 آب 988 الذي تكلل بالنصر على نظام الدجل والشعوذة والكهنوت ، يوم أعلن مرشدهم الذي علمهم السحر تجرعه السمّ مذعنا ، ( سمّ انتصار العراق ) في معركة لا تشابهها معركة في عصرنا الراهن ، إنها قادسية صدام المجيدة ، معركة الدفاع عن الإيمان وعن الهوية الوطنية والهوية القومية ، وعن قيم العروبة والإسلام التي أريد لها أن تنتهك وتستباح بذات مسمياتها وعناوينها كذبا وزورا ، تلك المعركة التي راهن عليها أعداء الأمة أن تكون حاسمة في السيطرة عليها وما تملك من مقومات مادية ومعنوية وغيرهما ، من خلال الإجهاز على ابرز عناوين قوتها على مر العصور ، انه العراق ، جمجمة العرب وكنز إيمانها ، وما عاد خافيا لكل ذي بصيرة أن إزاحة شاه إيران عن الحكم لميله التصرف المستقل وإنهاء نظامه  }منها اتفاقه مع العراق وتوقيعه اتفاقية الجزائر دون رغبة الإدارة الأمريكية { ، لم يكن غير عملية سياسية معقدة أريد منها التمهيد لإحداث متغيرات عميقة في المنطقة ، بعد أن تتحرر الإدارة الأمريكية من تبعات رعايتها لنظام الشاه وما ترتب عليه من تبعات مكلفة سياسيا وستراتيجيا ، وفسح المجال بمجيء نظام موافق للتطلعات والأهداف الآنية والمستقبلية المرسومة أمريكيا للمنطقة ، وفي إطار من السيطرة عليه ، بديلا لا غبار عليه في نظر الآخرين ، ومصمما بذات الوقت لشق الجهد والإجماع الهش في الوطن العربي والعالم الإسلامي فيما يخص القضية الفلسطينية والقضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك ، ولتوظيف صبغته الإسلامية والطريق والصورة التي قدم بها أيضا ، بما يعزز النزوع الديني والقومي لدى شعوب عدد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق بما يخدم أغراضها ، وبما يوفر إعداد بيئة جديدة تتحكم هي بخصائصها تأثيرا وتغييرا في مناطق التداخل والاحتكاك ولصالحها حصرا، تستهدف الاتحاد السوفيتي السابق كأولوية والعمل على تطويع توجهاته بما لا يتعارض والمصالح الغربية ، وكذلك إحكام السيطرة على المنطقة العربية بما يضمن ولاء أنظمتها المطلقة ، لتؤمن سلامة الكيان الصهيوني والتدفق الآمن للنفط ، عدا توظيف مقوماتها الأخرى بما يخدم الجهد الأمريكي في السيطرة على العالم ، وحين استهل نظام الدجل عهده بالعربدة والاستفزاز لم يبدأه ضد دول كافرة أو ملحدة أو تابعة لقوى الاستكبار العالمي كما ينبغي ويدّعي ، إنما دشن مسلسل تطلعه في فرض الهيمنة والسطوة أولا على دول إسلامية يفترض أنها شقيقة له في الدين ، مشاركة له بالجيرة في منطقة كانت هي المنطلق للفتح الإسلامي ، وكي يختصر المسافات والزمن نراه بدأ تعرضه الميداني بالعراق ولم يبدأه بغيره من دول الخليج العربي الأخرى( رغم أن سياساتها وتحالفاتها يضعها في المقام الأول للاستهداف وفقا للمفاهيم التي يؤمن بها والمعلن عنها) ، لإدراكه الأكيد أن ما يحققه من مكاسب وانتصارات في العراق ( خسئ والله ) يعني قطف ثماره في بقية منطقة الخليج ودولها  التي ستسقط في قبضته تباعا ومن دون عناء ، وبالتالي سيحقق الهدف الأهم مما هو مطلوب أمريكيا ومنه :

 

(1) إنهاء النظام الوطني في العراق وهو الغاية الرئيسية لكل ما حدث .

(2) تجريد دول المنطقة من أية قوة قومية يمكن أن توفر السند لها وتحفزها التصرف بوطنية هي أصلا غير مرغوبة أمريكيا .

(3) الدفع للاستنجاد بالولايات المتحدة الأمريكية بدون أي غطاء قومي من شأنه أن يعيق هذا الاستنجاد وبما يوفر للإدارة الأمريكية فرص فرض شروطها واملاءاتها على حكوماتها ، والتي من بين أهمها إشراك الكيان الصهيوني في إدارة شؤونها .

 

(4) استغلال صعوبة الظرف الذي يعيشه الاتحاد السوفيتي السابق جراء تورطه في أفغانستان بموازاة ما كان قد فرض عليه من تحديات لا يمكن له إلا أن يعمل على مجابهتها أو تخطي آثرها السلبية كحد أدنى ، ومن بين أخطرها المشروع الأمريكي الكوني الجبار للتسلح والذي أطلقوا عليه حرب النجوم ، وليضعوا الموقف السوفيتي على المحك ، وليفرضوا على القادة السوفيت التأني الشديد لكل خطوة يخطونها ، مما يعني ترددهم في اتخاذ أي موقف حاسم قد يفرض عليهم ، وتوظيف ذلك أمريكيا بما يسيء لعلاقاته مع أصدقاءه في المنطقة العربية ، ودفعهم لتحجيمها على خلفية نكوصه بالتزاماته والقواعد المنظمة لها ، والتي من بينها اتفاقيات صداقة مبرمة رسميا ، وفي ظل مجموعة عوامل أخرى لا تقل عن ما أشرنا إليه أهمية ومنها    } ظروفه الاقتصادية بالغة الصعوبة  ، مسعاه الجدي لاستقراء حقيقة التغيير في إيران ، طبيعة الأهداف الأمريكية المرتبطة به ، سعيه احتواء أي عنصر مفاجئ قد ينضح عنه ، عدا العمل على إمكانية احتواء بعض من قوى النظام الجديد في طهران  {  ولتسعى توظف كل ذلك داخليا ( أي الإدارة الأمريكية ) لنخر قواه وإضعاف سيطرته على مجريات الأوضاع فيه ، والذي لابد هنا من أن يرافقه تعبئة فارسية لشعوب عدد من  جمهورياته التي لها امتداداتها التاريخية بالقومية الفارسية ، تؤجج الرفض والاحتجاج الداخليين بدعوى الاضطهاد القومي والديني .

 

إن كان أبناء العراق بقيادتهم الوطنية وبدعم من أشقائهم العرب والخيرين في العالم قد تمكنوا من إجهاض جانب مهم من هذا الهدف الكبير الأمل للإدارة الأمريكية ، فما الذي ينتظره العراق إذن جرّاء وقوفه بوجه مخططاتها تلك وهو الذي بالأمس كان عنوانا لإجهاض تعميم اتفاقية كامب ديفيد وتسويقها عربيا وحصرها بمصر من خلال قمة بغداد التي أقرت عزلها أيضا كدولة مارقة خارجة عن الإجماع العربي ، وليتعزز الحقد الأمريكي الصهيوني على النظام الوطني في بغداد أيضا بعد تمكنه وبالتوازي مع انجازاته الوطنية في ساحات المواجهة والبناء ، من فك أسرار الصناعة والعسكرية منها بشكل خاص ، وتعظيم قدراته الإستراتيجية على مستوى بناء الكفاءة الوطنية الخالصة في كل المجالات ، وعلى مستوى تعظيم قواته المسلحة التي تضاعفات أعدادها وقدراتها أكثر من خمسة أضعاف عما كانت عليه يوم بدأ مجابهتها للعدوان الهمجي لنظام الدجل في إيران ، وإعدادها إعدادا مهنيا وطنيا وقوميا ، ومن بين أخطرها دخول العراق نادي الفضاء الدولي بعد إطلاقه بنجاح لصاروخ العابد والبالغ مداه أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر ،  وما يرتبط بذلك من دلالات في ذهن خبراء الاستراتيجيا الأمريكان  والصهاينة وغيرهم ، يرافق ذلك انفتاحه بعلاقاته القومية وتجاوزه لكثير من المشكلات التي كانت تقف حجر عثرة أمام التلاقي القومي ، ليتوج ذلك باتفاقات سياسية وأمنية بالغة الأهمية مع عديد الأقطار العربية منها مصر والأردن والعربية السعودية واليمن وغيرها .

 

إذن في ظل هذا المتحقق قوميا والذي كان عماده انتصار العراق وبدعم من إخوته العرب على النظام الجاهل في إيران ، وروح العمل القومي التي سادت وأجواء الإخوّة المفعمة بالأمل التي طفحت ، وتعاظم القدرات العراقية في جميع المجالات وقوة الجذب التي وفرتها لترصين الوضع العربي ، ما الذي بقي للإدارة الأمريكية لتتحرك به بشكل مباشر دون أن يترتب عليه ردود فعل قومية جبارة تلعن أمريكا والكيان الصهيوني ومن سار معهما ، وما البديل كي تجرد العرب من أية فرصة لاستثمار الفوز والنصر الذي حققوه والعودة بالوضع العربي إلى بيت الطاعة الأمريكي الغربي ، ومَنْ مِن بين العرب يصلح لهذا الدور ومهيأ له عقليا ونفسيا بحكم مجموعة عقد وتصورات مشبوهة لم يثبت الواقع شيئا منها على مدى حكم ثورة 17 تموز 1968م والقادر هو على استثارة الآخرين ضد العراق بفعل مصالح ضيقة لا علاقة لها بالمصلحة القومية ومن بين أخطرها الاستجابة غير الواعية والمبتذلة للرغبات الأمريكية مهما كان خطرها على الأمن القومي ، وقبل الإجابة اترك القارئ الكريم مع جزء من إمكانات العراق العسكرية الإستراتيجية التي كانت سببا في رعب الكيان الصهيوني وحاميته الإدارة الأمريكية ، موضحة بالصورة التالية وليمعن النظر فيها وليحلل الغاية منها ومن هم أصحاب القلق والغرض السيئ لإجهاضها ، ومن أصحاب الفخر والاعتزاز بها ، وهل أن هذه القوة صممت لإيذاء الشقيق أم الدفاع عنه في ظل عدم تكافؤ جاد في القدرات التسليحية للعرب وأعداءهم تميل بقوة لغير صالحهم ، وهل أن القدرات العسكرية العربية في دول الخليج العربي مجتمعة عام 90  وليس الكويت وحدها ( وهذا ليس مباهاة أو تشفي أنما حقائق ) تكافئ أو تقترب من القوة العراقية كي تلجأ الحكومة العراقية لبناء هكذا قدرات ، أو لتحضرها لغزو الكويت كما ادعوه وبرروا تصرفهم الشائن إزاءه ، لا نقول غير إنا لله وان إليه راجعون ،

 

 

مديات بعض من صواريخ العراق لغاية آب ١٩٩٠

 

 

 

 

اليوم وبعد مرور عقدين عن ما اتفقوا تسميته بغزو الكويت  ، ورغم أن لب المشكلة للقاصي والداني معلوم  ، وما كان سرا قد بان وانفضح المخبّأ والمستور، وبات واضحا حجم الزيف والكذب الذي اعتمدوه في تضليل الرأي العام ولينسجوا حول الحقيقة  أوهاما تتوافق مع مخططاتهم الشريرة المستهدفة للأمة ووحدتها ومستقبلها ، اعتمادا على بعض من الخنّع من ربائبهم ، وليعرضوا أوهامهم بكل ما اعتادوا عليه من خديعة وخسة ومكر وكأنها هي الحقائق بعينها ولتفرض على المساكين من خلق الله فرضا لتقبلها والقتال في سبيل إقرارها ، لم يفت بعضدهم حجم الدمار الذي سببوه للكويت أولا وللعراق فيما بعد ، والمحصلة فائدة إستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وإيران ما بعدها من فائدة، وإضعافا حادا للصف العربي واللحمة العربية ، ولتؤسس لثقافة التبعية المفرطة للعامل الخارجي المتمثل بالإدارة الأمريكية طبعا ، بعد أن أجهز على الرمق الأخير لما كان يسمى بالعلاقات العربية العربية ، وللتحول أغلب الأنظمة العربية إلى أنظمة تعمل بالنيابة عن الإدارة الأمريكية في المنطقة وحيث ما تطلب الأمر ، وللتحول الجامعة العربية من منظمة قيل إن هدفها قوميا ، إلى منظمة تنفذ السياسات الأمريكية بصياغة عربية ، ولتصاغ مقررات القمم العربية بما تشاءه الإدارة الأمريكية ، نقول رغم ذلك لا زلنا نسمع أصوات لبعض من طبع على قلوبهم فهم لا يسمعون تنعق ، يتحدثون وكان عجلة الحياة قد توقفت مع ما فرض عليهم ليعيدوا إخراجه بكل موسم بثوب جديد ، وليس لهم في ذلك غير الحرص على الإمعان بإضعاف الأمة وتشتيت وهدر إمكاناتها ، لتبقى الحجة قائمة وبقوة للاعتماد على العامل الخارجي ، وليكملوا تنفيذ مخطط الإجهاض على العراق وإخراجه من ساحة العمل القومي بتفتيت أرضه وشعبه وقواه ، وسلخه عن تاريخه ومحيطه وقدراته وحتى جغرافيته وتقاسم ارثه ، وبما يبعد الأمة عن أي خيار قومي لاحق لتجميع قوتها واستدراك ما هي فيه ، بعد هذا الذي جرى هل لعاقل أن يسأل عن المسبب والمستفيد ولنرجع إلى أساس المشكلة ونسأل .. هل أن دخول العراق الكويت كان سببا أم نتيجة ، وهل أن العراق اكتشف في  2آب 1990 أن الكويت عراقية وهو الذي حرص بشدة على حمايتها ، وهل سبق هذا اليوم أي تصريح عراقي ومنذ قيام ثورة تموز 1968 يشير ضمنا أو صراحة لعراقية الكويت أو مستفزا لحكامها بأي صورة كانت عدا حالات الرد والتي تسبب بها حكام الكويت ليس غيرهم وفقا لما يطلب منهم ، وأي حكومة عراقية على مر الأزمان طالبت بترسيم الحدود وضغطت في ذلك لآخر يوم غير حكومة الرئيس الراحل رمز الأمة صدام حسين رحمة الله عليه ورضاه شهيدا في جنانه مثواه ، هذا نتحدث فيه وهو موثق ونطالب أهلنا في الكويت التدقيق فيه ومن السهل الوصول له عبر ألويب أو غيره من قنوات ووسائل التوثيق الأخرى وهي كثيرة ، إذن حين يرفض حكام الكويت ترسيم الحدود ، وحين يلجئوا للتجاوز عليها ، وحين يتجاسروا  ويسرقوا  نفط العراق ، وحين يهددوا المجتمع العراقي بشرفه وهم القصّر حتى أن يحلموا  بذلك ، فهل لراجح رأي أن يتصور التصرف الشائن ضد العراق وهو بالأمس القريب من وقف مدافعا عن الكويت والشرف الكويتي وهو من انتقم من حكام السؤ في ايران لتطاولهم على أمير الكويت رحمه الله حين استهدفوه  ، هل له أن يتصور إن هذا الفعل هو فعلا كويتيا صرفا وان فيه مصلحة للكويت ؟؟

 

أهلنا في الكويت ، هل لكم أن تسألوا النفس ، لم تجشم أميركم وهو المتعب عناء السفر إلى بغداد حاملا معه ارفع وسام كويتي ليقلده للرئيس الراحل وحتى خارج الأعراف الدبلوماسية ، ولم تغنى شعراءكم كتابة بالفارس العراقي وبالجيش العراقي وبالرئيس العراقي ومنهم شعراء من العائلة الحاكمة كالدكتورة الشيخة سعاد الصباح ،( اقرءوا لها رسالة حب لفارس عراقي وغسلوا وجه الرمال الذهبية وغيرهما )  ولم غني ابرز المطربين الكويتيين حبا بالعراق وبرئيس العراق ، كل ذلك حدث حين لم يفرض على حاكم الكويت ما فرض لتقويض النظام الوطني في العراق ، ولم تكن هناك أية مشكلة مستعصية في العلاقات العراقية الكويتية ، ولكن رضوخ حاكم الكويت للاملاءات الخارجية كانت السبب الرئيس فيما آلت إليه الأمور ، وليس العراق وحده ، وليس الرئيس صدام حسين وحده ، ولكن أي حاكم محب لشعبه ووطنه لا يمكن أن يكون عرضة للابتزاز ومن طرف أشخاص هم بالأمس القريب يتمنون التقرب إليه ورضاه  .

 

يا أهلنا في الكويت ... من تآمر على الكويت لم يكن العراق ، ومن دمر الكويت لم يكن العراق ، ومن باع الكويت لم يكن العراق ، لم يحمي الكويت حتى حاكمها مثلما حماها العراق ، وان كان القول المؤثر اعتمادا على ماكينة إعلام رهيبة تسند طغاة العالم في تصنيف الأمور بما يخدم إغراضهم قد وضعت بيد حاكم الكويت وسخرت من اجله كي يزيّف الحقائق ويرمي بلواه على الآخرين وفقا لما طلب منه ، فأن ما آلت إليه الإحداث وتورط حكام الكويت بقوة ومن هم على شاكلتهم بأقذرها يوضح الهدف الأمريكي الصهيوني من تسخير الكويت لاستفزاز العراق ، وأنتم يا شباب الكويت يا من ولدتم وقد أرضعوكم عنوة كره العراق ، دققوا كثيرا فيما ذكرناه واعرفوا بأي ذنب اغتيل العراق وشعب العراق وقائد العراق ، وتعرفوا مليا للدور الخانع لحكامكم في تدمير الكويت أولا وتدمير العراق وتمكين الإدارة الأمريكية والصهيونية العالمية وإيران من استباحة العراق والتأسيس لإحكام السيطرة على المنطقة لأمد يريدونه غير منظورا ،وان تكون الكويت عنوان لتمرير الأهداف الأمريكية خدمة للمصلحة الصهيونية في شرذمة الأمة وتشظيتها ، وإنهاء أي من مصادر قوتها كي ينأى الكيان المسخ في فلسطين عن أي خطر ، وتكون له المقدرة في قيادة المنطقة بما يريد وانجاز ما سموه بالشرق الأوسط الجديد ، فهل يا ترى هذا ما تريدون ، وهل لإضعاف العراق وتفتيته قوة للكويت أو لأي دولة من التي ساهمت في تدمير العراق استجابة للاشتراطات الأمريكية وعلى حساب كل القيم الدينية والدنيوية ،

 

أما كفاكم شرود ذهن وتغليب زور ، فالحقائق واضحة وضوح شمس صحارينا ، والفاعل ليس مجهولا وان تلحف بألف لحاف ، ولم يعد أصلا خجلا من اعتاد رمي الحرة بكلام أو بحجر بعد أن اغتيل الصدق وعظّم المجون ، وبعد أن غيّب عن الساحة فرسانها ، فهل من مستدرك ليعيد أهلنا في الكويت لانتمائهم القومي الذي عرفوا به ، واللذين لم يعهد بهم غيره على مر السنين والذي ليس لهم غيره بحكم هشاشة البناء الديمغرافي  فيه والذي لإيران الباع المجّذر به وما تسعى لأجله من إحداث تغييرات داخلية تخدم مصالحها دون ثمن ،  ومن قمة مصلحتها إبعاد الكويت عن حاضنتها العربية وزرع الشك لدى حكامها بكل ما هو عربي حريص على عروبة الكويت وسلامة الانتماء للأمة والانتصار لها .

 

إخوانكم المجاهدين في العراق ورغم الجمع الظالم الذي تآلف ضدهم واتساع حجمه المهول ومن لف بين صفوفه من سقطة المتاع ، لم ولن تغمض لهم عينا إلا والتحرير رائدهم ، هم العراقيون لم يعتادوا ذلا أو ظلمة ، ولم يألفوا الاستنجاد بغير الله العزيز الجبار السميع ، وبعون من أشقاء وأصدقاء لهم لابد أنهم لمرادهم واصلون وان غلت التضحيات وطال الزمن ، وما حققوه لحد ألان محط فخر واعتزاز لكل مؤمن شريف  ، وقطعا هي ليس بصدفة أن يستشهد على ارض العراق مجاهدين كويتيين نذروا حياتهم وشبابهم فداء لهذه الأمة بوجه الغطرسة والعدوان الأمريكي الصهيوني الفارسي ، أليس هم أبناء بررة للكويت والأمة العربية ، فهل يا ترى استكان بعض من الشباب وانصاعوا لرغبات حاكم تحركه وتملي عليه أصابع خارجية ،

 

رحم الله الأمة في صحوة شبابها واستبسالهم حبا في سبيل رفعتها ، ورحم الله شهداء الأمة في كل مكان ممن قضوا  شهداء في طريق عزتها وشموخها ولدرئهم الحيف والخنوع عنها وخلاصها مما هي فيه من سوء وتردي لأنها امة الإيمان ، ونصر الله أبناء  الأمة وآزرهم بكل جهد مخلص لوحدتها وبلوغ أهدافها .

 

                                                                            

بغداد في ٠١ آب ٢٠١٠

عنه / غفران نجيب

 

 





الثلاثاء٢٢ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عنه / غفران نجيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة