شبكة ذي قار
عـاجـل










يصاب المرء بالغثيان والتقيؤ  من جراء العملية السياسية العرجاء التي تجري فصولها في أروقة المنطقة الخضراء وتحت أنظار المحتلين الأمريكي والإيراني،فمنذ سبعة أشهر والعراق يعيش فراغ دستوري  لم تستفد منة إلا " القطط السمان " في حزب الدعوة و المنتفعين من انخراطهم في تحالف  "دولة القانون" ،هذه القائمة التي  عمدت على التحايل والاستفادة من الوهن والضعف الذي تعاني منة "القوائم الأخرى"التي ظلت مستسلمة  "لمليشيات حزب الدعوة" وأجبرت على السكوت منذ انتهاء ما يسمى بالانتخابات النيابية التي جرت في السابع من آذار الماضي،الكتل والأحزاب المشاركة في العملية السياسية  أثبتت باليقين الثابت  أنها مجرد مجموعات هزيلة ضعيفة لا تقوى إلا على التصريحات التلفازية والعمل من اجل مصالح المنخرطين فيها ،فمنذ سبعة أشهر و " القطط السمان "لدولة القانون " يتلاعبون في مصير العراقيين ويقدمون الإغراءات الواحدة تلو الأخرى إلى الإطراف الأخرى المشاركة في العملية السياسية ،لذلك قدموا التنازلات الكبرى للحزبين الكرديين عن ما يسمى " المناطق المتنازع عليها" وعلى حساب العرب والتركمان والساكنين في تلك المناطق،وقدموا التنازل أيضا لتيار  مقتدى وتمثلت بالموافق على إطلاق سراح "ممن كان يطلق عليهم المالكي  القتلة والخارجين على القانون" مع وعود بإعطاء المزيد من المناصب والكراسي لممثلي تيار مقتدى إذا تولى المالكي الولاية الثانية "لا سامح الله"  وليس هذا فحسب بل قدم حزب الدعوة وقائمته "دولة القانون" التنازلات   إلى  إيران على ما تسميه "طهران" حقول النفط المشتركة ، وبعدة هذا كله قدمت حكومة حزب الدعوة  تعويضا بأكثر من 400 مليون دولار إلى الأمريكان بدلا من تقديمها إلى فقراء العراق، وترافق تلك التنازلات  إعمال إجرامية ضد الشعب العراقي من خلال  استمرار المداهمات والاعتقالات والإعدامات التي شملت كل محافظات العراق،فإذا منظمة العفو الدولية كشفت في تقريرها الأخير نصف الحقيقة التي يعيشها المعتقلون في السجون العلنية لحكومة المالكي ولكن ما يجري في السجون السرية تذهل  البشرية جمعا جراء ما يجري من انتهاكات ضد المعتقلين الذين لم يرتكبوا شيء  مطلقا،جراء هذا الذي يجري  في الساحة السياسية العراقية ،فان  شعب العراق يفهم أسباب دعم المحتل الأمريكي إلى المالكي ،الذي قدم كل"المشروعية "للمحتل الأمريكي   وبظمنها  " البنود السرية " للاتفاقية الإذعان التي وقعها مع المحتل الأمريكي،وجاء دعم الأمريكي إلى المالكي من اجل الحفاظ على سرية تلك البنود ، إما الجانب الإيراني وجد إن المالكي ورهطه من القطط السمان في حزب الدعوة  خير من ينفذ المشروع الإيراني في العراق وفق "نظرية  المصالح والنفوذ" التي تحكم علاقة المحتلين الأمريكي والإيراني ،لذلك  عملت حكومة طهران على تذليل العقبات التي تواجه إمكانية  تولي المالكي ولاية ثانية  خاصة تلك التي تتعلق بالموقف الإقليمي والعربي على وجه الخصوص، وألان  الخاسر الوحيد في كل ما يجري على الساحة السياسية  العراقية هو شعب العراق الذي يتعرض إلى  عملية "تضليل وخداع  " كبرى يقودها "عملاء يتقنون أساليب الغش والدجل،ففي ظل حكم هؤلاء الشعب يعاني من سيء إلى أسوء في كل شيء، في ظل انعدام ابسط مقومات الحياة فضلا عن وجود أبشع الانتهاكات ضد الإنسانية.  والسؤال الأهم هنا إلى متى يبقى المواطن العراقي يعيش رهن  أفعال ورغبات عملاء أذلاء فقدوا معاني النخوة والرجولة  وباعوا وطنهم وشعبهم من اجل مصالح دنيويه ضيقة ؟  أكيد شعب العراق سوف يقول كلمة الفصل في كل ما يجري وان  الصبح قريب؟

 

Dawodjanabi@gmail.com

 

 





الخميس١٤ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة