شبكة ذي قار
عـاجـل










سبع سنوات من الاحتلال الامريكي للعراق ,اقتلعوا فيه حجرأ اساسيا من نظام الامن القومي العربي واحدثوا تغييرأ في موازين القوى بالمنطقة .فكان زلزالا اشد مما حدث خلال سقوط جدار برلين بالنسبة لاوربا.وزلزالا اخر كان في اعدام شهيد الامة والحج صدام حسين  ( رحمه الله برحمته )  والطريقة البشعة واللاخلاقية التي تنم عن حقد صفوي للشهيد والعراق والعروبة والاسلام ولحزب البعث العربي الاشتراكي.وبعد الهزيمة السياسية والعسكرية والمعنوية للمحتليين الامريكان في ارض الرافدين.بفضل ضربات رجال العز والكرامة ,مرابطي فصائل المقاومة العراقية والوطنية والاسلامية المسلحة الباسلة. عملت امريكا على جعل ( ايران معبرا الزاميأ لولادة الحكومة العراقية الجديدة ) !!. لقد تبنت دوائر صنع القرار الايراني تمديد نفوذها في المنطقة بكل الوسائل المتاحة بقيادة نجاد—الحرس الايراني---خامنئي لاملاء الفراغ الاستراتيجي لايجاد مواقع للنفوذ واختراق الدول عبر قوى وتيارات وجماعات وميليشيات مناصرة لها فيها عسكريا وسياسيا وماديا معتبرة نفسها دولة اقليمية.ليس فقط كحامية للشيعة بل اختطافهم من بلدانهم مدعية انها ثورة!! يطغي منطقها ومسارها على منطق الدولة والتزاماتها الدولية!!.يتيح لها انتهاك سيادات الدول والمواثيق الدولية وحسن الجوار!!.طاحونة الديموقراطية الجديدة في العراق اوصلت الخاسرين في انتخابات اذار الماضي على الفائزين فيها.بعد ان ابعدوا سابقا الرافضين لما يسمى العملية السياسية والاحتلال الامريكي عن وظائفهم ومواقعهم ومصادرة اموالهم المنقولة والغير منقولة والتمييز ضدهم والغاء هوياتهم الرسمية وتلفيق التهم الجاهزة ضدهم وملاحقتهم قانونيا!!.

 

ان اعلان  ( نصف التحالف الشيعي الطائفي ) باختيار المالكي لرئاسة الحكومة المنتظرة لايعني اتنهاء المعركة بين الاطراف الشيعية الطائفية فيما بينها رغم الضغوط السياسية والعسكرية التي مارسها النظام الايراني وتدخل العمائم وايات الله في قم وطهران والنجف!!وفروض الطاعة والولاء والغفران التي قدمها المالكي لمقتدى وحاضنته ايران في  ( اتفاق وتفاهم الضرورة )  كاتمين هواجسهم وتوجسهم من المالكي الذي يعدونه ( شخصية مثيرة للشقاق )  الذي اصبح مسيطرا على الائتلاف الطائفي الشيعي الموحد!! عندما امسك بتلابيب سلطة العراق المالية والسياسية والعسكرية والامنية!!.وطالما تحدث الكثير من الاحزاب والمليشيات الشيعية بانهم  ( اضطهدوا وهمشوا وظلموا في زمن النظام السابق )  فان المفارقة في الصراع الدائرالحالي داخل المكون الشيعي الطوائفي الذي عرقل تشكيل الحكومة اكثر من 7 اشهر حول المناصب الوزارية السيادية والخدمية والمؤسسات الامنية والعسكرية!!.

 

لقد ابرمت ادارة اوباما صفقات صامتة مع ايران موجهة صفعات الى ما يسمى الديموقراطية الانتخابية والى دول صديقة وحليفة لها في مجلس التعاون الخليجي وغيرها بالتوافق الضمني على التمسك بالمالكي بعد تقهقر اوباما الذي يريد الهروب من العراق باي ثمن والذي ظهر صامتا مختبأ خائفا امام الاصرار الايراني وخضوعه لما رسمته الحنكة السياسية الايرانية .مكررة نفس تجربة لبنان في العراق بحيث يختطف الخاسرون في الانتخابات السلطة من الفائزين!!تقول الكاتبة رلى خلف في صحيفة الفايننشال تايمز ( ان ايران وامريكا تتفقان على المالكي لكن القوى السياسية تختلف عليه )  وبهذا المعنى ستستمر سياسة المحاصصة الطائفية العرقية التي ثبتها المندوب السامي الامريكي بريمر بان شرعية الحكم الت الى الاكثرية الشيعية!!التابعة لطهران وقم وليس الشيعي المستقل او المناهض للاحتلالين الامريكي والصفوي والمعتز بعراقه وعروبته وقيمه الوطنية والاسلامية. يقول علي الاديب من حزب الدعوة ( اراء واشنطن وطهران يجب اخذها في الاعتبار عند اختيار رئيس الحكومة ولكن لن نتنازل عن صلاحياتنا ونتحول الى شرطي مرور ) !!.المالكي يستخدم وسائل اغراء بالمناصب الحكومية للعراقية والاكراد.اما مجلس عمار الحكيم الذي يحاول النأي بكتلته عن الضغوطات الخارجية معلنا العودة لقواعد اللعبة الديموقراطية وعدم عودة حكم الحزب الواحد!!.فانه يفضل بقاء عادل عبد المهدي كنائب لرئيس الجمهورية,وباقر صولاغ وزيرآ للمالية والحصول على وزارة خدمية اخرى غير وزارة البلديات التي انشق وزيرها رياض غريب عن مجلس عمار الحكيم ملتحقأ بحزب المالكي.اما جماعة مقتدى فقد حصلوا على الامانة العامة لمجلس الوزراء!!

 

ووزارتين خدميتين!!وتخييرهم بين مسؤولية مديرية الاستخبارات العسكرية او جهاز مكافحة الارهاب مع اطلاق سراح المئات منهم المتهميين بجرائم القتل والتهجير والاغتصاب والاختطاف وغيرها!!.ان تجديد الولاية للمالكية بمثابة رسالة طمأنةارسلها الامريكان للصفوين بعد رسالتهم الاولى في اعادة انتشارهم وانسحابهم الجزئي من العراق نهاية الشهر الثامن الماضي. المالكي سيعمل على استرجاع ما كابده من  ( ممانعة جماعة مقتدى وكل اللذين مانعوا تجديد ولايته من داخل العراق والجوار والدول الاقليمية ) !!.

 

اما الاكراد ومطالبهم التعجيزية 19 فانهم يلعبون على الحبال لتحقيق امانيهم الضالة فعندهم ضم محافظة التأميم الغنية بالنفط الى ما يسمى الاقليم افضل من منصب رئاسة الجمهورية او البرلمان.والذين تلقوا الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري من الامريكان منذ الحصار الجائر على العر اق عام 1991 وحتى غزوه وقيام حكومات الاحتلال المتعاقبة بمنح ميزانية ( للاقليم ) !! تعادل خمس ميزانية العراق!!.وطالما ادعى المالكي ان قائمته ,الوحيدة التي لاتسعى لنيل الدعم الخارجي وانها تحافظ على وحدة واستقلال القرار السياسي فيها!! لكنه اول من ارسل الوفود لطهران عند اواخر آذار الماضي بحجة تهنئة الصفويين بعيد نوروز.لكن مهمة الوفد الحقيقية كما اعلنها حاجم الحسني المتنقل بين القوائم الانتخابية 3 مرات خلال 5 سنوات كانت لاجراء مفاوضات مع مقتدى الذي يعاني من المراهقة السياسية ولم يثبت جدارة في ادارة مليشياته الطائفيةالتي تتخاصم يوميا وانقسمت بين ( اليوم الموعود ) و ( عصايب اهل الحق ) اللذين تلقوا تدريباتهم في ايران لتصفية الوجوه العلمية والادبية والفنية والسياسية ومناضلي حزب البعث العربي الاشتراكي الرافضة للاحتلالين الامريكي والصفوي بالمسدسات الكاتمة للصوت!!.

 

وقبل ايام ارسل المالكي وفدا لسوريا ترأسه رجل الدين الشيخ عبد الحليم الزهيري القيادي في حزب المالكي مدعيا ان مهمة الوفد ( العمل على تطوير العلاقات الاقتصادية والنفطية بين البلدين ) !!.علما ان الزهيري ليس له منصب في الدولة ويرافقه العميد في الجيش العراقي السابق  ( وزير الامن الوطني حاليا شيروان الوائلي ) و ليس له شان بالشؤون الاقتصادية والنفطية!!.واشنطن ترى في المالكي رجل دولة تصدى لمليشيات مقتدى .ومساهمته يتاسيس  ( مجالس الصحوات والاسناد بعموم محافظات الوسط والجنوب!! اما الايرانيون ,فيرون فيه رجلهم القوي المدافع عن نفوذهم ومصالحهم بكل وفاء وتفان.ولم  ( يثر )  في يوم ما مسالة نفوذهم المتزايد في العراق .كما ان ايديولوجية حزبه تلتقي مع ايديولوجية معممي قم وطهران.

 

ولذا فانه عندما يقابل علي خامنئي ينزع ربطة عنقه!!تقديرأ له والولاء لايران!!. لقد توافق الجميع على عودة المالكية.اما التوافق على سبب احتلال العراق من قبل امريكا وايران وضد الشرعية الدولية وقتل اكثر من مليون عراقي وتهجير قرابة المليونين منهم داخل العراق وخارجه ووجود مليون ارملة عراقية واربعة ملايين طفل عراقي يتيم فمسالة اخرى----.

 

 





الاربعاء٠٥ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حسين الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة