شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ أربعينيات القرن الماضي وسرايا البعث تخوض المنازلة تلو الأخرى من اجل تحقيق أهداف الأمة في تطلعها نحو التقدم والرقي ومحاربة مظاهر الفساد التي تعيش في ثناياها جراء الاحتلال الذي تعرضت له الآمة وفرض أنظمة فاشلة على أقطارها ، وعبر مسيرة ظافرة اتسمت بالبطولة والتضحية علت هامات الرجال لتعانق رايات العز التي تحملها اكف الحق ، وفي كل مرة يصغر أعداء البعث لحد ان يصبحون لا شيء إمام مناضليه ورجاله، وفي هذه الأيام يخوض البعث العظيم منازلته الكبرى مع اعتى قوة استعمارية ولفيف من العملاء الأذلاء للامبريالية العالمية وإذناب الشعوبية والطائفية ، فمنذ ان فجر البعث العظيم ثورته العملاقة في 17ـ30 تموز 1968 ،عملت دوائر الهيمنة العالمية على إجهاض هذه الثورة ،بعد إن شعرت بان هذه الثورة تسير باتجاه نهوض الأمة وإطلاق كوامنها وإسعاد الإنسان العربي في كل أقطارها وأمصارها، فعندما شرعت الثورة في تطهير العراق من العملاء والجواسيس وتأميم ثروات العراق النفطية وإنشاء قاعدة اقتصادية قويه واستثمار الطاقات البشرية على أحسن وجه ،شرعت بالمقابل قوى الهيمنة العالمية على خلق التوترات والمؤامرات وأقامت سدود وموانع من اجل إيقاف مسيرة الثورة التي اخذ بنائها يتصاعد يوم اثر أخر، لذلك عمدت على إدامة المشاكل إمامها وعلى نحو متناسق وتمثل ذلك على شكل صفحات متعددة الأهداف ونوايا ومجتمعة على قاسم مشترك واحد هو إجهاض هذه الثورة وإيقاف مسيرة بنائها والنيل من البعث العظيم الذي يمثل تهديدا للمشاريع الاستعمارية في الوطن العربي،وتمثل ذلك في إستراتيجية قوى الهيمنة العالمية التي رسمتها صفحات إدارة الأزمة وعلى النحو الأتي.


أولا – صفحة اللاعبون الثانويين . بدأت هذه الصفحة تبرز بشكل واضح اثر قرار التأميم الخالد الذي اتخذته قيادة الثورة ، لذلك عمدت قوى الهيمنة العالمية على إثارة الورقة الكردية والهاء الثورة بها ، بعد إن عهدت قوى الهيمنة العالمية إلى بعض الفصائل الكردية من إعلان العصيان وشن إعمال مسلحة ضد مؤسسات الدولة ، وظلت هذه المشكلة عامل مرهق ومكلف وشاغل قوي للثورة وقيادتها ،إلى إن تمكنت من حلها عام 1975 اثر توقيع اتفاقية الجزائر التي أوقفت الدعم الإيراني المقدم إلى فصائل التمرد في شمال العراق ،تزامن مع هذه المشكلة تآمر لإجهاض منجزات الثورة مثل الجبهة الوطنية التي كانت اللبنة الأساسية في بناء الدولة الديمقراطية ،إلا إن انصياع بعض الأحزاب المشاركة في الجبهة إلى رغبات قوى الهيمنة العالمية من اجل إجهاض هذا المنجز العظيم ، فضلا عن استمرار متزايد من المؤامرات والدسائس ،حتى عام 1979 حيث قامت قوى الهيمنة العالمية بإجراء تغيرات إقليمية تمهيدا لمرحلة جديدة في التعامل مع ثورة البعث في العراق .

 

لذلك تم استبدال شاه إيران الذي كان ( رجل الغرب القوي في المنطقة) وجيئا بالخميني الذي أوكلت له مهمة محاربة العراق بعد إن عجز شاه إيران التأثير على مجريات الإحداث في العراق، ومنذ اليوم الأول لتسنم نظام الخميني الحكم في طهران عمد إلى كشف وجه العداء تجاه العراق، وبدا نظام الخميني في المجاهرة في رغبته في تغير الحكم وتصدير أفكاره إلى العراق، وعندما عجز من ذلك عمد إلى إشعال حرب طاحنة استمرت ثمان سنوات ، وتعامل بعنجهية فارغة مع كل دعوات السلام التي كان يطرقها العراق من اجل إيقاف نزيف الدم والحفاظ على الموارد الإسلامية والعربية في مواجهة الكيان الصهيوني ، إلا إن نظام طهران كان هدفه الأول والأخير هو إلحاق الأذى في العراق نزولا عند رغبة قوى الهيمنة العالمية، وبعد حرب طاحنة خرج العراق منتصر فيها ،هذا الحال الجديد الذي فرضته نتيجة حرب ألثمان سنوات لم يروق لقوى الهيمنة العالمية ،فعمدت إلى السلاح الاقتصادي لمحاربة ثوره البعث في العراق ، خاصة وان الحرب مع إيران أرهقت الاقتصاد العراقي وكلفته كثيرا ،وكان يأمل ومن خلال بيعه للنفط والاستفادة في تحسين اقتصاده والشروع في إكمال المشاريع الاقتصادية التي توقفت بسبب الحرب التي فرضتها إيران ،ألا إن تعمد الكويت وبعض الأنظمة العربية في إغراق سوق النفط بكميات أكثر مما هو مقرر بموجب اتفاقات ( الأوبك)،فتقدم العراق بمذكرات احتجاج الى (منظمة الأوبك والجامعة العربية ) وحذر الرئيس الشهيد صدام حسين (رحمه الله) القادة العرب المجتمعين في قمة بغداد عام 1990 من سياسة إغراق الأسواق بالنفط دون مراعاة الحصص المتفق علينا في اتفاقيات الأوبك ،واعتبر هذا التصرف بمثابة إعلان حرب اقتصادية على العراق بذات،كان تصرف تلك الدول نابع من رغبة قوى الهيمنة العالمية في عرقلة مسيرة البعث في بناء قلعة العرب الكبرى على ارض العراق،وفشلت مفاوضات جدة التي عقدت بين العراق والكويت وبحضور السعودية اثر استفزازات وتطاول وفد الكويت المفاوض على العرق وشعبه ،نشبت بعدها أزمة الكويت ، وهذا ما إرادته قوى الهيمنة العالمية لأجل إمساك زمام المبادرة من قبلها من اجل تحقيق هدف إجهاض ثورة البعث في العراق وبشكل مباشر بعد إن تسارعت المتغيرات الدولية لصالح قوى الهيمنة العالمية .


ثانيا. صفحة اللاعبون الأساسين : اثر العجز الواضح للعملاء في تحجيم وإيقاف ثورة البعث العظيم في العراق ،عمدت قوى الهيمنة العالمية على اخذ المهمة على عاتقها بشكل مباشر لذلك اتخذت إشكال المخطط المناهض للعراق تتضح صورته أكثر بعد شهر واحد من احتفال العراقيين بالنصر في الحرب العراقية الإيرانية في 8/8/1988، حيث اقر الكونغرس الأمريكي في شهر أيلول 1988 مشروع القرار الخاص بفرض الحصار على العراق وتدمير أسلحته وفرض الرقابة عليه ،وقد قدم هذا المشروع النائب (كلايبورن) وينقسم هذا المشروع إلى ثلاث مراحل من الإجراءات من اجل تنفيذه تبدأ المرحلة الأولى بامتناع الولايات المتحدة عن بيع العراق أية معدات عسكرية وصناعية مع عقوبات إضافية ،تتضمن خمس فقرات تنص على إيقاف استيراد النفط أو أي مادة منتجة في العراق ،ومنع تصدير المنتجات الزراعية والتكنولوجية وأية مواد أخرى إلى العراق،وامتناع الولايات المتحدة عن تقديم أية تسهيلات إنسانية ومعارضتها لقيام المؤسسات المالية والدولية بتقديم أية مساعدة مالية وفنية أو قروض للعراق،إضافة إلى تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي وتعليق العلاقات الدبلوماسية، واستمر اللوبي الصهيوني بالضغط على الولايات المتحدة بعد تنصيب بوش رئيسا لها حيث اقر الكونغرس في 27/11/1989 قيودا على العلاقات الاقتصادية مع العراق،يضمنها منع القروض القصيرة والمتوسطة المدى من قبل بنك الاستيراد والتصدير الأمريكي، وبتاريخ 24/4/1990 قدم عضو مجلس النواب الأمريكي (هوارد بيرمان) لائحة أوسع من السابق تقضي بفرض حصار اشمل دو صفة دولية على العراق،والتي تمت المصادقة عليها من قبل مجلسي النواب والشيوخ واقرها الكونغرس في تموز 1990،وتتضمن لائحة فرض الحصار في قسمها الأول الخاص بالنتائج بان الكونغرس حدد 13 فقرة تدعوه إلى فرض الحصار على العراق ،وضمن ثلاث محاور الأول الأسلحة الكيماوية والبايولوجية والثاني دعم القضية الفلسطينية والثالث حقوق الإنسان، والمتابع لهذه التطورات يرى بان الإجراءات الأمريكية جاءت بعد إن حقق العراق انتصاره على إيران وحد من هيمنة نظام خميني على المنطقة ،ولم يكن موضوع الكويت سببا في موضوع الحصار كما هو مبين أعلاه ، والمهم استمرت السياسة الأمريكية المعادية للعراق وتمكنت الولايات المتحدة من إصدار 53 قرارا من مجلس الأمن ضد العراق للفترة من 1990وحتى 2000 ،أهمها فرض الحصار على العراق ، وخلال تلك الفترة قدمت الإدارة الأمريكية مجموعة من التبريرات الكاذبة لإقناع الشارع الأمريكي والرأي العام العالمي بشرعية عدوانها المتوقع على العراق، وقبل انتخاب جورج.و.بوش كرئيس للولايات المتحدة قام ديك تشيني ودونالد رامسفليد وبول وولفويتس بكتابة مذكرة تحت تعليق " إعادة بناء القدرات الدفاعية للولايات المتحدة " في ايلول 2000 إلي قبل عام من إحداث أيلول 2001 وورد في هذه المذكرة ما معناه انه بالرغم من الخلافات من العراق والذي يستدعي تواجدا أمريكيا في منطقو الخليج العرابي،إلا إن أهمية وأسباب التواجد الأمريكي في المنطقة تفوق سبب وجود صدام حسين في السلطة ، غير إن التبريرات التي قدمتها الإدارة الأمريكية تعرضت الى انتقادات واسعة النطاق بدا من الشارع الأمريكي إلى الرأي العام العالمي ،واجتاحت عواصم ومدن العالم تظاهرات ومسيرات احتجاج عبرت عن رفض المشاركين فيها للتبريرات الأمريكية المناهضة للعراق ،

dawodjanabi@gmail.com
 

 

 





الخميس٠٦ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة