شبكة ذي قار
عـاجـل










الفوضى الدولية وإصرار قوى الهيمنة الدولية على   شن عدوانها على العراق جوبه بمعارضة شديدة  لكون هذا العدوان  وبرأي المعارضين يخالف القوانين الدولية ،  وقبيل بدا العدوان العسكري حاولت  الولايات المتحدة وربيبتها بريطانيا  الحصول على تشريع دولي لعدوانهما العسكري من خلال الأمم المتحدة ولكنهما فشلوا ،ونظمت الولايات المتحدة تقريرا لمجلس الأمن واستندت فيه على معلومات قدمت من قبل وكالة المخابرات البريطانية  تزعم امتلاك  العراق لأسلحة دمار شامل وقت نفى العراق هذه المزاعم، استطاعت الولايات المتحدة وبريطانيا من أجبار  49 دولة  لتأيد عدوانها على العراق ،وكان هذا الائتلاف  يعرف "بائتلاف الراغبين"  ،وكان 98% من قوات هذا الائتلاف هي قوات أمريكية وبريطانية ،وصل العد الإجمالي لجنود الاحتلال 300,884 وفي 20 /آذار/2003  شنت عدوانها العسكري على العراق . وتمكنت من احتلال بغداد  وتحول ، وفي هذه الفترة تحول جهد البعث العظيم إلى جهد مقاوم  وعلى الفور تشكلت خلايا المقاومة العراقية الباسلة، بعض تلك الخلايا ذات توجه ديني ،وبعضها ذو توجهات وطنية وقومية ، وبالرغم من الدعاية الكبيرة التي مارسها الاحتلال وأعوانه ضد مناضلي البعث في العراق فقد تمكن البعث من إن يكون " حاضنة  هذه المقاومة الفتيه" وتمكن من إدامة زخمها وإعطائها أسباب تواصلها  واستمرارها ،  وبعد إن أنجز البعث العظيم  استحضار متطلبات مرحلة العمل المقاوم الذي من شانه حسم المنازلة   بدا فعله المقاوم يأخذ إشكالا متعددة   ممكن إن نوجز بعض منها :

 

 أولا – عمد البعث سياسة  إن يكون شعار المرحلة  "المقاومة والتحرير" ولم يهتم كثير للمسميات أو الألقاب بل كان جل اهتمامه هو إن تكون المقاومة حاضرة في المشهد العراقي حتى لا يصاب الشعب بالوهن والضعف .

 

ثانيا – إسناد الفصائل المقاومة التي انطلقت بشكل فاعل    بعد الغزو من خلال المشورة والإسناد .

 

ثالثا – احتضان كل  المناهضين للاحتلال والعمل على تجميع القوى الوطنية الرافضة للمشروع الأمريكي في العراق والمنطقة .

 

رابعا- اعتماد سياسة ( الإعلام المقاوم )  والذي من خلاله إيصال صوت المقاومة العراقية بكل فصائلها وتوجهاتها  .

 

خامسا-  اعتماد سياسة كشف  العملاء وتأثيرهم على الفعل المقاوم  وعدم خوض بمناوشات جانبية من اجل استمرار الجهد القوي والفاعل في مواجه المحتل الأمريكي والإيراني.

 

سادسا – الثبات على المبادئ التي حددتها إستراتيجية المقاومة والتحرير  وبيانات البعث وخطابات الأمين العام للحزب المجاهد عزة إبراهيم (نصره الله).

 

وانطلق الجهد ألبعثي المقاوم  بزخم جديد  في مواجه المحتل الأمريكي والإيراني ألصفوي وكم هائل من العملاء والجواسيس ، واخذ الفعل المقاوم  يتصاعد  بشكل ملحوظ بالرغم من  عمليات التشويه والتضليل التي مارسها الاحتلال وأعوانه من اجل إخماد جذوة  المقاومة . وحسب مراقبين أمريكان أكدوا بان المقاومة العراقية هي التي أفشلت  الإستراتيجية الأمريكية ومشروعها في العراق، وقد اجتمعت سلسلة من حالات الفشل ألمخابراتي مع الأخطاء في التقدير وكذاك إخفاقات القيادة  لدى قوات الاحتلال مع تخطيط متقن وفعل جبار من قبل قوى المقاومة العراقية ،قلبت موازين الاحتلال وتضمنت حالات الفشل التي رصدها المحللون الأمريكان ما يلي:

 

1- الفشل في اكتشاف قدرة المقاومة العراقية  وتحضيراتها واستعدادها لخوض حرب عصابات  ،تجلى ذلك في المارك التي خاضتها فصائل المقاومة مع المحتل .

2-عدم  الدقة في تقدير حجم المقاومة العراقية ، والاعتقاد بأنه تم القضاء عليها في إعلان بوش انتهاء العمليات القتالية.

3- تولد إحساس في الأوساط العسكرية الأمريكية بان الأوضاع في العراق خرجت من السيطرة لصالح المقاومة العراقية .

4- اعترف كل الخبراء والجنرالات ومراكز الأبحاث إن المقاومة العراقية قد نجحت في منع الجيش الأمريكي من تحقيق أهدافه،ولولا الغطرسة والفاقة لاعترفت الإدارة الأمريكية بهزيمتها وسحب جيوشها وجيوش من ورطتهم معها من الحكومات والدول في العراق.

5- فشل أركان الإدارة الأمريكية  عن إبعاد شبح فيتنام عن حربها في العراق وكانت محاولاتها يائسة في هذا الإطار جراء  تزايد أرقام الخسائر التي لحقت بالجيش الأمريكي.

 

 وقد بدا  البعث العظيم ومناضليه من  تنظيم  العمل العراقي المقاوم باتجاه  تحرير البلد  وجلاء أخر جندي وعميل للمحتل، وبدأت انجازات ذلك الفعل  تظهر على السطح  وبشكل واضح وجلي  ويمكننا إدراجها على النحو الأتي :

 

أ- توحيد الجهود العراقية المقاومة للاحتلال لتكون فاعلة وقوية في مواجهة المشروع الأمريكي والإيراني في العراق والمنطقة.

ب- تصدع وفشل الإستراتيجية الأمريكية التي كانت سائدة قبيل الاحتلال  والتي تقضي  بالتقدم من اجل احتلال أقطار عربية أخرى.

ج- إجبار المحتل الأمريكي على الاختباء في قواعده ومعسكراته في المدن العراقية تحاشيا من الاشتباك مع رجال المقاومة العراقية .

د- كشف همجية الاحتلال الأمريكي والإيراني وإصراره على ارتكاب الجرائم بحق العراقيين  ،وكان لجهد الإعلام المقاوم   السبق في ذلك حيث مارس  الإعلاميون البعثيون جهودا كبيره في هذا الإطار  وقدموا تضحيات جسام  راح على اثر ذلك كوكبة من الصحفيين البعثيين الشهداء على هذا الطريق.

هـ - إدخال الأمل في النفس العربية التي أصابها الانكسار جراء احتلال العراق ،وتم ذلك من خلال تصاعد الفعل ألبعثي المقاومة واحتضانه لفصائل المقاومة العراقية الأخرى .  

      

لقد استمر الجهد ألبعثي المقاوم بصلابة إمام جيوش الاحتلال  الأمريكي والإيراني ألصفوي ،في ذات الوقت ظل البعث العظيم  يجاهد ويناضل ضد عملاء الاحتلال وعصابات الجريمة المنظمة والأحزاب الطائفية والشعوبيين الذين انتشروا في العراق بفعل الاحتلال الأمريكي. وهذا سيكون بإذن الله تعال محور موضوعنا القادم 

 

 

dawodjanabi@gmail.com

 

 





الجمعة٠٧ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥/ تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة