شبكة ذي قار
عـاجـل










السلوك والانتماء الوطني هما مصطلحان ينتميان او تصرف مرتبط بالعقل الوجداني لدى الانسان المتكامل عقليا ( ونقصد بالتكامل العقلي  اي انه غير مصاب بعاهة او مرض عقلي يؤثر على سلوكه بشكل عام )  .. اذن الانتماء والسلوك  مرتبطان بالموروث التربوي والموروث التربوي يرتبط من خلال ارتباط الانسان بموروث المجتمع الذي يحيطه وبالتاكيد اول مجتمع يحيطه هو البيت الصغير المؤلف من عائلة صغيرة او وطن صغير مرتبط بدستور او عقد اجتماعي مبني على اسس صحيحة اتفق علية رب وربة الاسرة وهما يشكلان الوطن الصغير وافراد الاسرة هما الشعب الصغير  .. وتوضع الاسس المتينة للانطلاق نحو الخروج خارج نطاق الحدود المرسومة للوطن الصغير باتجاهات متعددة رسمت وفق ارتباطات المجتمع الصغير بالمجتمع الكبير المحلة او القطاع او الزقاق ووفق ذلك الخروج المبرمج على الانسان دراسة السلبيات والايجابيات التي تدفع بالاستقامة نحو السلوك التربوي للاحتفاظ بالموروث بمسمياته الصحيحة ودراستها اولا انسانيا وننطلق من منطلق ( ان لم يكن اخاك في الدين فهو اخاك في الانسانية ) اذن هنا نقطة الانطلاق في المفاهيم التربوية الوطنية والسلوك نحو الطريق في حب الوطن والمواطن الاخر الذي ينتمي الى البيت الكبير الوطن الكبير  .. اذن كيف ممكن الاعتماد على الموروث التربوي ان كان صحيحا من كل جوانبة ودراسة ذلك الموروث من الناحية الانسانية والدينية والعائلية والعشائرية ومن ثم  .. الوطنية لانها جميعا ترتبط بالوطنية بحكم المكان الذي ينتمي اليه الجميع  .. اذن علينا ان نؤمن ايمانا مطلقا بوجود الانسان المجرد كونه انسان فقط لنتعامل معه مجرد من العقائد والانتماءات الاخرى هذا لايعني الغائها بل على العكس فرز الصحيح منها والغاء السئ منها لبناء علاقة متوازنة بين انسان واخر كلا حسب موروثة الاخلاقي والتربوي ..

 

ومن بين الموروثات التربوية هي حب الوطن واقصد بحب الوطن يبدأ من حب الام لان الانسان ينتمي الى الام الاولى التي حملته في بطنة للحفاظ  علية ليكون شيئا ارسله الخالق ليتحول الى انسان يشترك في بناء البشرية وفق الموروث الصحيح  .. اذن ينطلق من حبه وايمانه بالوطن الصغير بيته يستمع الى الموروث الاخلاقي ان كان موروثه الاخلاقي قد وضع على اسس صحيحة والاولى منها حب الانسان للانسان تجردا, ومن ثم الانطلاق نحو قبول الانسان الذي يعكس سلوكه التربوي الموروث بكل مفرداته ومنها الدينية والاخلاقية والعقلية والسلوكية الفردية والتكامل الشخصي  .. من تلك المفردات كان يبنى العقد الاجتماعي بين الانسان للانسان الاخر  .. ليكتملوا للدخول في الانتماء الى الوطن الاكبير وكلا منهما ينتمي الى موروث عائلي مختلف  .. اذن حب الوطن ياتي من هذا الموروث الصحيح ومن الايمان المطلق للارض التي ينتمي اليها كما هو الايمان المطلق الاخلاقي الذي يدفع الانسان المتكامل في السلوك التربوي للانتماء الى الام لانه خرج من رحمها  .. وعندما يقال ان الانسان يدافع عن عرضه وشرفه ماهو العرض والشرف  هما الموروث التربوي والدافع الاخلاقي وجاء من الانتماء وحب الاحتفاظ بذلك الانتماء للوصول للدفاع عنهما لانهما يشكلان ركيزة اساسية لحب الوطن الاول وحب الوطن الكبير هو ركيزة حب الانسان للارض التي ينتمي اليها ويصل في عقده المجتمعي الوطني الذي ابرمه الله اليه من خلال خلقه على تلك الارض بالدفاع عنها والاستشهاد من اجلها وكما لخصت في السلوك الديني يعتبر شهيدا كل من دافع عن الارض والعرض والشرف  ..

 

اذن الانتماء الوطني نعتقد ان يكون شعورا وجدانيا وسلوك فردي يومي مرتبط بالموروث الاخلاقي الصحيح  يمارسه الانسان يوميا في حياته وكذلك موروث تربوي يبدأ من البيت الصغير مرورا بالمدرسة ومدرسة الحياة الصحيحة  .. ليصل الى حب الوطن والدفاع عنها بكل المقاييس ليتحول حب الوطن الى انتماء مرتبط بالشعور الانساني  .. يبدأ الانسان بتطبيقه على ارض الواقع في كل ممارساته في شتى مجالات الحياة التي يرتبط بها خلال حياته .البعض يقول ان الحاجة الماسة تدفع بالسلوك الانساني للتغير  .. انا اقول ماالذي يجعل الحاجة الماسة الى التحول من السلوك التربوي الصحيح نحو السلوك التربوي المبني على المصالح الذاتية اذن هنا سنكون امام تساؤل هنالك نقص في السلوك التربوي الموروث اما من الناحية الانسانية او الاجتماعية او الدينية او العشارية وهل من المنطق انا اتجه باتجاه تدمير مجتمع لان في ذاتي المريضة الموروثة خطأ  .. ام احاول ان اخرج من ذاتي المريضة والاتجاه نحو التصحيح لاكون عنصرا نافعا ومجتهدا باتجاه تصحيح المجتمع  ..

 

هذا الذي طرحته مرتبط ارتباطا وثيقا لما يحدث للعراق والمجتمع العراقي الذي تحول الى  مجتمع ممزق ليعود الى الموروث  لكن ليس على الموروث الانساني ( ان لم يكن اخاك في الدين فهو اخاك في الانسانية ) ليعود المجتمع ومع الاسف بعد 2003 بعد الاحتلال ومن خلال اصابع استخدمت الموروث الذي يبعد الانسان عن الانسان في التعامل ليحول الانسان المؤدلج دينيا او طائفيا او عشائريا ووفق برامج معدة سلفا لبناء مجتمع لاينتمي الى وطن ولكن ينتمي الى موروث مقطع  .. انا لا اقول هنا اننا نبتعد عن موروثاتنا العائلية او الدينية .لكننا نقول ان تكون تلك الموروثات وحدات مكملة لحب الانتماء الوطني والابتعاد عنها في بناء التركيبة الوطنية للمجتمع  في التعامل الانساني  .. .وعلى سبيل المثال لا الحصر  .. لماذا توضع في استمارات عديدة لاجل خدمة الدولة مثلا ( فقرة الطائفة او الدين او المذهب او القومية ) هل هذه موروثات صحيحة لبناء مجتمع صحيح ام انها قنابل موقوته لتدمير الموروث الانساني الاول  .. اذن الابتعاد عن الانتماء الوطني وستتحول هذه القنابل الى موروث سلبي في المجتمع المستقبلي لان المجتمعات تقاس بالاجيال اذا مر جيل كامل واذا بني الجيل بهكذا اتجاه سئ ومريض مقصود سيدخل المجتمع في دوامة تدمير صعبة الحل  .. وكما نلاحظ هنالك موروثات بنيت على اسس مريضة منها دينية ومنها طائفية ومنها عنصرية قومية ضمن حدود الوطن الواحد ادت بالمجتمع الى التجزئة  .. بعد ان اخذ المجتمع في عقود بناء المجتمع الصحيح بعد عام 1968 والاعتماد على الموروث الانساني وتكريس البرامج في حب الوطن والارض والتربة للدفاع عنها وجعل الموروثات الاخرى سلوك شخصي فقط دون استخدامها للسلوك الانساني العام حتى لاتكون قنابل موقوته في بناء الوطن مجزء انسانيا ولاحظنا في تجارب كثيرة كيف استطاع المجتمع العراقي من منطلق الدفاع الانساني عن الارض في مقاتلة العدو لم يكن من موروث مريض ولكن من موروث انساني مؤمن بحب الارض والدفاع عنها وحب المواطن الاخر والدفاع عنه  ..

 

واليوم تتحول الذات المريضة بعد الاحتلال الى تربية المجتمع العراقي بالموروثات المريضة نحو كراهية الانسان العراقي الاخر على اسس لم تكن في واقعنا العراقي على اساس الانتماء الوطني قد تكون موجودة في موروثات مريضة  ..

 

لذلك البناء التربوي في جيل من الزمان سيكون تاثيره سلبيا على المجتمع ونراه هذا في ميادين عديدة في العراق ومنها اوساط المثقفين واخص بالذكر الوسط الديني الذي نعتقد انه من المفروض ان يأخذ المبادرة في التثقيف على المفهوم الوطني لا على المفاهيم المريضة انطلاقا من مفاهيم الكتب السماوية التي انزلها الله سبحانه وتعالى لجعل الانسان يحب اخيه الانسان وحب الارض  .. .لذلك اليوم عاث في العراق في الارض والمجتمع فسادا اجتماعيا مقصودا مستوردا من ذات الموروث المريض ولم يتعب المستعمر في جلبها علينا الاعتراف انه اثر تاثيرا سلبيا وكان نتاجه الحرب الطائفية والدينية والعشائرية والعنصرية القومية التي يمر بها المجتمع العراقي  .. .

 

لكن مازالت قوى الخير التي انطلقت من الموروث التربوي من حب الانسان للانسان والايمان بالله انه اله الجميع وخلق الارض للجميع وعلى الجميع الدفاع عنها لانهم ينتمون اليها بالموروث الاخلاقي الانساني فكانت المقاومة العراقية الباسلة بكل مكوناته الخالصة وكل المجتمع الذي يحتظنها ويحافظ عليها قد طبق الموروث الانساني لذلك سينصرها الله لانها تسير على خطى بناء الموروث الانساني الصحيح  ..

 

ورسالتي الى شعبي العراقي والى كل الشخوص التي تنتمي للموروث الانساني ان تعمل من موقعها في ثورة تثقيف وتصحيح المجتمع وتطهيرالنفس الانسانية اولا والمجتمع ثانيا من الموروثات المريضة لطمرها الى الابد لانها سرطان سياكل المجتمع برمته والعدو بكل ثقله يتفرج ويستهزئ ويضحك علينا .

 

لننطلق  بثورة التصحيح والتثقيف كلا حسب موقعه وانتماءة الاسري  .. كلا يتجه باتجاء حب الوطن وتكريس التربية الاسرية الصحيحة في حب الوطن ومحاولة ازالة الشوائب من اجل الوصول الى النصر النهائي لننطلق جميعا من حبنا للوطن لبناء مادمره العدو وبالتحديد بناء المجتمع مرة اخرى بناءا صحيحا وفق الاسس الانسانية ومن منطلق ( ان لم يكن اخاك في الدين فهو اخاك في الانسانية ) هلموا جميعا لبناء المجتمع والانسان العراقي

 

هيا الى ثورة البناء المجتمعي لتكون خطا متوازنا للمقاومة العراقية وتكون رافدا من روافد النصر على الاعداء والذي يريد بنا الفتك  .. وما النصر الا من عند الله وبحب الوطن والتربه والانتماء اليها والخروج من خانة العدو وخانة الموروثات المريضة والدخول في الموروث والانتماء الوطني وحب الوطن  ..

 

حب الوطن اقوى من كل حجج العالم

مثل الذي باع بلاده وخان وطنه مثل الذي يسرق من بيت ابيه ليطعم اللصوص فلا ابوه يسامحه ولا اللص يكافئه

حب الوطن من الايمان

التضحية والفداء في سبيل الوطن

 

النصر للمقاومة العراقية رافعة لواء الانسانية

 

 





الثلاثاء٠٣ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الفنان العراقي سيروان انور نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة