شبكة ذي قار
عـاجـل










 

 

س1 : ماهو واقع حزب البعث الآن؟ هل تداهمه انشقاقات جديدة ام هي مجموعات عالية الصوت ولكن لا جسم لها ولا روح ؟

ج : بعد احتلال العراق ، أعاد حزب البعث العربي الاشتراكي  تنظيم صفوفه وكيفها بما يتلاءم مع إستراتيجيته الجديدة القائمة على أساس مقاومة الاحتلال وإنهاء مشروعه في العراق والمنطقة .

 

ووفقا لذلك فإن حزب البعث  الآن ، وبقيادة الرفيق المجاهد  عزة إبراهيم الدوري  أمين عام الحزب يتمتع بأعلى درجات التماسك على صعيد وحدته الفكرية والتنظيمية  والجهادية ، حيث خرج الحزب من أقسى عملية بغيضة للاجتثاث والاستهداف ، سالما غانما معافى قويا موحدا يضم بين صفوفه رجالا مجاهدين ومقاومين ومتمسكين بمبادئهم كما هو ثباتهم في التمسك بحقوق العراق كاملة غير منقوصة..

 

أما ما يشاع عن ما يسمى انشقاقات أو تكتلات فإنها لا تعدو أن تكون عملية ارتداد وتآمر من قبل البعض ممن تاهت به السبل وضاع عنهم طريق الحق وفقدوا البوصلة فأصبحوا جزءا من عملية الاجتثاث  الفاشلة .. وبالتالي فإن هذه الأصوات لا تعدو أن تكون أشبه بفقاعات تتبخر في الهواء ، ولن ترى بعدها أبدا .

 

س2 : ما هي حقيقة وجود حزبين للبعث حاليا أحدهما يقوده المناضل عزة إبراهيم والآخر يونس الأحمد؟

ج: استمرارا مع ما ذكرنا في إجابتنا على السؤال الأول أستطيع أن أقول وبثقة عالية أن الحزب هو الآن بأعلى درجات توحده وتماسكه ، وإلا كيف يمكن أن يقود تلك المقاومة الباسلة التي أسقطت الاحتلال ومشروعه في العراق والمنطقة ، وعلى هذا الأساس فإن الحزب واحد موحد بقيادة ميدانية باسلة تحظى بالتفاف جماهيري واسع ، رافض ومقاوم للاحتلال.. أما ما يقال عن حزب آخر، فذلك نتاج عملية تآمر مفضوحة معروفة لدى الحزب منذ بداياتها وقد انهارت الآن بعد أن عاد القسم الأكبر والأهم من الرفاق الذين كانوا قد خضعوا لعملية تضليل من قبل الذين قادوا هذا الارتداد وهذا التآمر، وستنتهي هي ومثيلاتها، لأن الردة والتآمر عبر التاريخ مصيرها الزوال والاندثار والاندحار .

 

س3: هل تقتصر مقاومة البعث على المقاومة العسكرية المسلحة أم هناك أشكال أخرى؟

ج: وضعت قيادة البعث منذ عام 2003 إستراتيجية المقاومة الشاملة للاحتلال وهذه الإستراتيجية هي بمثابة رؤية البعث للمستجدات المتعلقة بالغزو والاحتلال انطلاقا من تجربته الطويلة والكبيرة والعميقة، ومعه القوى الوطنية والإسلامية المتحالفة ضمن هيكل قيادة جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني.

 

ركزت الإستراتيجية على أن تكون المقاومة جزءا من حياة الشعب وأعدت لها المستلزمات المادية والمعنوية التي تجعل منها مقاومة شاملة ،عسكرية وسياسية وفكرية وثقافية واقتصادية وشعبية وقانونية مع التركيز على المقاومة العسكرية لتكون هي الأساس في طرد الاحتلال وإسقاط مشروعه الأميركي الصهيوني المتحالف والمتوافق مع المشروع الإيراني وتوجهاته المريبة والخطيرة في العراق والمنطقة.

 

س4: اعتبرتم في تصريحات سابقة أن الحكومة الحالية صهيونية بامتياز بينما يعتبرها البعض إيرانية، ما هو التوصيف الدقيق والشامل لها؟

ج: لم يكن احتلال العراق احتلالا عسكريا مجردا فإضافة إلى مقام به المحتلون من إزالة النظام السياسي القائم في العراق فقد دمروا الدولة والمجتمع بالكامل ونسفوا كل المؤسسات والهياكل والمنظومات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى منظومة القيم الأخلاقية الوطنية والقومية التي بني على أساسها العراق عبر تاريخه الطويل ، وأقاموا بدلا عنها منظومات جديدة تهدف إلى تنفيذ المشروع الأميركي الصهيوني في العراق والمنطقة.. ولعلنا نلاحظ، وبشكل أصبح مكشوفا ومعلنا أن الأيادي الصهيونية والنفوذ الإسرائيلي قد امتد فعلا من النيل إلى الفرات.. حيث أن ما يسمى بالموساد أقام شركات ومكاتب بأسماء واجهيه في معظم مناطق العراق وخاصة في المنطقة الشمالية بموافقة ورعاية ودعم الحزبين العائدين لمسعود وجلال، كما امتدت في مناطق أخرى في وسط وجنوب العراق ، حيث يعتقد  الصهاينة بان لهم مراقد لأنبياء بني إسرائيل مثلما هو الحال في بابل والكفل وذلك بموافقة ورعاية ودعم الأحزاب الطائفية العميلة في جنوب العراق ووسطه، وهذا يتناغم مع التغلغل والوجود الصهيوني على ضفاف النيل في جنوب السودان من خلال تحالفه مع قبائل  الدنكا .

 

هذه العملية السياسية الأميركية الصهيونية الجارية في العراق الآن تدار بشكل أساسي وفاعل من قبل إيران ! وذلك من خلال الأحزاب والميليشيات التابعة لها إضافة إلى النفوذ الأمني والهيمنة الاقتصادية  وحتى العسكرية  الداعمة لهذه العملية من أجل إنجاحها فضلا عن قيام إيران وميليشياتها والأحزاب المرتبطة بها من جانب والمرتبطة بالأمريكان من جانب آخر بقتل كل من هو وطني وعربي وإسلامي حقيقي رافض للاحتلال ومشروعه هذا.

 

إذن التوصيف الدقيق هي أن العملية السياسية في العراق تنفذ بتصميم وتخطيط أميركي صهيوني وبإدارة إيرانية فاعلة وواضحة ومعلنة.

 

السؤال 5:  إذا  طلبت منكم واشنطن الحوار هل توافقون ؟ وما هي شروطكم لمثل هذا الحوار ؟ وهل يجري داخل العراق أم خارجه؟

ج : الطريق الوحيد أمام العراقيين هو التمسك بخيار المقاومة  بكافة أنواعها وخاصة المسلحة منها لطرد الاحتلال  وتحرير العراق  تحريرا كاملا وشاملا وعميقا .. ونقصد بالعميق هو إنهاء مخلفات  هذا الاحتلال وهياكله ومنظوماته  المشبوهة ،  وعلى  هذا الأساس فان المقاومة قد وضعت إستراتيجيتها ، وبفعلها الأسطوري قد أجبرت المحتلين على اتخاذ قرار الانسحاب الذي يجب أن يكون كاملا وشاملا ونهائيا ، وإذا ما رغب المحتلون وطلبوا الحوار مع البعث والمقاومة ، فان قيادة البعث والمقاومة قد وضعت تصورا لذلك ، يقوم على أساس إن اللقاء يجب أن يتم بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية رسميا استعدادها لتنفيذ حقوق العراق كاملة غير منقوصة وكما وردت في برنامج التحرير والاستقلال  ويأتي في مقدمتها الانسحاب الكامل والشامل وغير المشروط والاعتراف بان المقاومة هي المثل الشرعي الوحيد لشعب العراق  والتحاور معها على أساس إنهاء مخلفات هذا الاحتلال وتنفيذ بقية الحقوق المعلنة والتي جاءت هذه الحقوق منسجمة مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة  ، عدا ذلك ، فان المقاومة مستمرة وستبقى مستمرة حتى خروج آخر جندي أجنبي من ارض العراق  وملاحقة مجرمي الحرب ودول العدوان قانونيا وقضائيا لتحميلهم مسؤولية الحرب والعدوان والحصار والغزو وما نتج عنها من تدمير للدولة العراقية ولشعب العراق الكريم وما يترتب على هذه المسؤولية من التزامات قانونية بما فيها التعويض للعراق دولة وشعبا جراء ما أصابه من آذى مادي ومعنوي بسبب هذا العدوان والذي ثبت كذب المبررات التي اختلقها المحتلون  وجرى على أساسها هذا الاحتلال .

 

س6: ما هو شكل العلاقة بين القيادة البعثية في الخارج وقواعد الحزب في الداخل؟

  ج: لا توجد قيادة بعثية في خارج العراق، ولن يوجد من يقود العمل التنظيمي والجهادي لحزب البعث العربي الاشتراكي من هو خارج العراق.. إنما قيادة البعث هي مع جماهيرها ومع شعبها تعمل في جميع محافظات العراق ومدنه وقصبا ته، ولا يوجد في الخارج إلا تمثيل سياسي وإعلامي يتولاه هذا الرفيق أو ذاك وبتكليف من قيادة الحزب وقرار منها.

 

السؤال 7 : ماهي شروط تحولكم من العمل السري الحالي كحزب إلى عمل جماهيري معلن؟

ج : حزب البعث العربي الاشتراكي ، لم يكن حزبيا سياسيا مجردا ، بل انه حزب  يحمل رسالة وأهداف وطنية وقومية وإنسانية  تمثل أهداف الأمة باجمعها ، وان هذا الحزب قد انطلق منذ بداياته من رحم هذه الأمة ومن معاناة الشعب العربي و همومه ، وبالتالي فانه قد وضع الحلول لهذه المشاكل وهذه المعاناة ، وعلى هذا الأساس فان البعث أصبح يمثل أهداف وتطلعات ليس فقط للعراقيين إنما لكل الشعب العربي في الوحدة والعدالة والبناء الوطني الديمقراطي المستقل . ومن هنا إذا أردنا أن نحصر الحديث على مستوى العراق ، فان البعث أصبح جزء ا هاما وأساسيا من حياة هذا الشعب وبالتالي فهو يعيش في وجدان كل عراقي شريف يتمسك بوطنه وعروبته وإسلامه الحقيقي  ، و استنادا لهذه الحقيقة لا نستطيع القول إن البعث يمارس عمليا سريا ، وإنما هناك تحوطات أمنية وحذر بأداء الواجبات التنظيمية والتعبوية والجهادية  لتجنب المداهمات والاعتقالات والمطاردات التي تقوم بها قوات الاحتلال وسلطته العميلة ، ليس فقط ضد البعثيين وإنما ضد كل  من هو وطني رافض للاحتلال .  إضافة إلى أن القرار الاميريكي الصهيوني باجتثاث البعث وحظر تنظيمه وما رافقه من قتل وتهجير واعتقالات حتى بلغ عدد شهداء الحزب أكثر من 140  مائة وأربعين ألف شهيد يتقدمهم قائد الحزب وأمينه العام الرفيق الشهيد صدام حسين ورفاقه في القيادة  ، كجزء من شهداء العراق الذين بلغ عددهم أكثر من مليون ونصف المليون شهيد . ونقول رغم ذلك ، إلا إن البعث وقيادته بقيا  يديرون الصراع ميدانيا ضد المحتلين وعملائهم وهم مرفوعي الرأس معززين  مكرمين بين صفوف شعبهم      ا لوفي.

 

س8: كيف تقيمون الموقف العربي الراهن تجاه العراق؟ هل هو تابع لواشنطن، أم هناك رغبة من الأنظمة العربية في التفاعل داخل العراق لوقف التمدد الإيراني؟

  ج: التقييم الأولي للموقف العربي الرسمي هو موقف سلبي تجاه العراق ومقاومته الوطنية، وبالعودة إلى التاريخ القريب وتحديدا بعد عام 1990 فإن العراق تعرض إلى عدوان شامل من قبل أكثر من 33 دولة رافقه حصار قاس شمل كل مناحي الحياة وصولا إلى الغزو والاحتلال.. وطيلة هذه الفترة فإن المشاركة العربية والرسمية كانت واضحة في فرض الحصار على العراق وإضعاف مرتكزات صموده ومن ثم احتلاله.. فالمشاركة العربية الرسمية كانت فاعلة وأساسية وإن اختلفت درجاتها، قسم منها معلن ومباشر وقسم منها سري وغير مباشر.. لكن الجميع اشتركوا في حصار العراق وتسهيل عملية غزوه واحتلاله، كل ذلك كان يجري تحت مزاعم أن العراق ونظامه الوطني يهدد المنطقة والعالم من خلال الادعاء بامتلاكه لأسلحة دمار شامل وما إلى ذلك من أكاذيب.. ولكن بعد الاحتلال الذي أدى إلى زوال النظام الوطني وتدمير الدولة والمجتمع استمر هذا الموقف السلبي للنظام الرسمي العربي ضد العراق بل أن الدول العربية عدى استثناءات محدودة بادرت إلى الاعتراف بمشروع الاحتلال وعمليته السياسية وحكوماته المتعاقبة، وكانت جامعة الدول العربية سباقة ومتلهفة لمنح مقعد العراق الوطني في الجامعة إلى عملاء الاحتلال من خونة هذا الشعب والأمة ليجلس عليه ممثلهم.. واستمر الموقف السلبي ضد المقاومة التي انطلقت منذ اليوم الأول للاحتلال وبدلا من أن يعترف العرب بهذه المقاومة الباسلة التي حمتهم وحمت كافة بلدان المنطقة من الاستهداف الأميركي الصهيوني، فإنهم حاصروها مثلما حاصروا العراق من قبل .. إذن ما هو التفسير لذلك، سوى أنه الخوف من أو الحب لواشنطن ومشروعها الخطير القائم على الهيمنة والابتزاز والاستغلال وفروض التبعية لها.

 

التفاعل الحقيقي المطلوب من الأنظمة العربية ، هو عدم الاعتراف بالعميلة السياسية الجارية في العراق، تلك العملية التي تمثل المشروع الأمريكي الصهيوني وبإدارة إيرانية، فمن يعترف بهذه العملية ويتعامل معها أو حتى يتعاطف معها إنما يعترف حتما بهذا المشروع الذي يدار كما ذكرنا من قبل إيران .. ومن يريد أن يوقف التمدد الإيراني في العراق والمنطقة عليه أن لا يعترف بالعملية السياسية القائمة حاليا في العراق أو يتعامل معها، إنما الموقف الوطني والقومي والإنساني والقانوني هو الاعتراف بالمقاومة الوطنية العراقية ودعمها ماديا وسياسيا واحتضانها لكي تكون المدخل الحقيقي وهي كذلك لإنهاء الاحتلال وإيقاف التمدد والنفوذ الإيراني والإقليمي في العراق حماية للدول العربية والشعب العربي وتحصينا لهما من الأفكار والمشاريع الظلامية.

 

السؤال9 : اعترضت دول عربية على عقد القمة العربية في العراق .. هل لكم دور أو اتصالات مع قيادات عربية لمنع عقد القمة؟

ج : ابتداء الدول العربية التي أعلنت مقاطعتها للقمة  محدود جدا لاتتعدى الواحدة أو اثنين في حين إن معظم الدول  العربية لم تعلن موقفا محددا وواضحا لحد ألان حول الموضوع عدا ما أعلن عن دور متحمس للجامعة العربية والتي تدفع باتجاه عقد  هذه القمة في بغداد الأمر الذي يثير كثير من الشكوك حول الموقف العربي الرسمي المساند والمعترف بحكومة الاحتلال في العراق ومنحها نوع من التأييد والذي سيضر بالدول العربية نفسها وبأمنها الوطني والقومي بسبب إن هذه الحكومة التي هي حكومة إيرانيه الهوى والاتجاه والإدارة .

 

تم الاتصال ببعض الدول العربية حول الموضوع ومنها من اعلن موقفا واضحا بعدم الحضور ومنها من لم يحدد موقفه لحد الآن ، من هنا باسم البعث والمقاومة والقوى الوطنية القومية والإسلامية  نوجه مناشدة لكل القادة العرب لمقاطعة هذه القمة التي يراد من خلالها تحقيق اعترافا رسميا  بحكومة الاحتلال الباطلة والفاشلة والفاسدة .

 

السؤال 10: ما هو شكل علاقتكم الحالية مع الأنظمة العربية الحاكمة؟ و ألا تنوون تنظيم علاقات واتصالات مع الأدباء والمثقفين العرب اللذين طالما ترددوا على بغداد أيام حكم البعث

 

ج : العلاقة مع الأقطار العربية الشقيقة تكاد تكون مقتصرة  على  التواصل السياسي  وتوضيح المواقف ، ولكن للأسف أنها علاقة محكومة بالخوف من قبل البعض من الأنظمة الرسمية من السطوة الأمريكية مما يجعل الوصف الصحيح لهذه العلاقة بأنها علاقة لا ترتقي الى مستوى التحدي الكبير والخطير الذي يواجه الأمة وجميع أقطارها بسبب ما تعرض له العراق من احتلال وتدمير حيث أن الوتد القوي للخيمة العربية قد تم اقتلاعه مما عرض هذه الخيمة الى الاهتزاز الذي نراه الآن في جميع أقطارها .

 

إما العلاقات والاتصالات مع المثقفين العرب فهي متحققة من خلال حضورنا الدائم في جميع المؤتمرات القومية التي تعقد بشكل دوري في هذا القطر أو ذاك كالمؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي ومؤتمر الأحزاب العربية وكذلك الملتقيات الدولية التي عقدت من قبل المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن وبالتنسيق مع جهات  عربية داعمة ومستضيفة لها   ، حيث  إن هذه المؤتمرات يحضرها العديد من الكتاب والمثقفين والأدباء والسياسيين  المناهضين للاحتلال ومشروعه ، وتجري مع هؤلاء الإخوة حوارات وصياغة مواقف من خلال هذه المؤتمرات او بشكل ثنائي .

ونحن نطمح إلى أن تتوطد هذه العلاقة مع جميع أصحاب الكلمة والموقف وفي جميع الساحات العربية وحتى العالمية .

 

السؤال 11:أين إعلامكم الفضائي ؟ هل تأثرتم بمواقف الدول العربية الرافضة للمقاومة المسلحة ؟ وهل لديكم مشروعات لإطلاق فضائيات تعبر عن هذا النمط البطولي من المقاومة

ج : للأسف لا توجد محطة فضائية تعبر عن موقف المقاومة الحقيقية  في العراق وعرض انجازاتها وذلك لعدد من الأسباب يأتي في مقدمتها هو ما تفضلتم به من إن معظم الدول العربية هي رافضة للمقاومة المسلحة بل وكل أنواع المقاومة مما لايفسح المجال أمام أي عمل إعلامي مؤثر من على ساحات هذه الدول ، هذا إضافة إلى عوامل أخرى كثيرة .

 

السؤال 12 :لماذا لا يحصل تنسيق بين القوى القومية من اجل بناء جبهة عربية  واحدة أو ما كان يسميه الزعيم عبد الناصر الحركة العربية الواحدة ؟

 ج : إن هذا السؤال يجب أن يوجه إلى قادة هذه القوى  في جميع الأقطار العربية  وان يرتكز هذا السؤال على حقيقة هي انه إذا لم يبادر الأشقاء القوميون العرب إلى تشكيل جبهتهم العربية الواحدة ذات المنهج والرؤيا والإستراتيجية القائمة على أساس التمسك بمصالح الأمة العليا وركائز مشروعها الحضاري النهضوي ووضع الآليات لتحقيق ذلك الآن وفي ظل هذه المخاطر والتحديات التي تهدد الهوية العربية والوجود العربي والحضارة العربية وتشوه حقيقة القومية العربية  ! فمتى يكون ذلك إذن ؟

 

المشكلة كما نراها هي في قيادات هذه القوى التي تعتبر نفسها ذات توجه قومي ومعبرة عن حقيقة القومية العربية الخالدة والأزلية ، وعلى هذا الأساس فأن العائق الأساسي لتشكيل وبناء جبهة عربية واحدة تظم كل هذه القوى هو العجز على مستوى القيادات والتبعية من قبل البعض لتوجهات رسمية هي الأخرى تابعة ومستلبة الإرادة والقرار لصالح جهات معادية للأمة ومستلبة لحقوقها .

 

السؤال 13 :في الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس البطل صدام حسين ، هل اتسعت مشاريع تفتيت الوطن العربي انطلاقا من غزو العراق ؟

ج : كما ذكرت سابقا إن الوتد القومي العربي  الرافع لخيمة العرب والذي تمت إزاحته قد خلق فراغا إستراتيجيا خطيرا أدى إلى تداعيات خطيرة على مستوى جميع ساحات أقطار الأمة ، حيث إن هذا الاحتلال الذي تسبب في تدمير الدولة والمجتمع في العراق وإزاحة القيادة التاريخية ، واغتيال رمزها الكبير القائد الخالد صدام حسين والذي كان بفكره وحزبه ومشروعه الحضاري الإنساني التقدمي والثوري يشكل نقطة الانطلاق لبناء الأمة ووحدتها وتقدمها وعودتها فاعلة ومؤثرة في قيادة الإنسانية ، يشكل تحديا كبيرا لمشاريع دولية وإقليمية تتربص بهذه الأمة وخيراتها مما جعل هذه المشاريع تتوافق مع بعضها لإجهاض هذا المشروع من خلال تدمير العراق واغتيال قائده وقتل قيادته ومحاولة تشويه فكره المتمثل بالبعث العربي الاشتراكي ، وعندما تحقق ذلك لهم ماديا فأن التداعيات قد امتدت لتشمل جميع حواضر الأمة .

 

وما نراه الآن في السودان واليمن والصومال ومصر ولبنان وفلسطين وغيرها من الأقطار  إلا دليل واضح على انتشار هذه الفوضى التي دعى إليها مجرمو الحرب على العراق ، متمنين تحقيق مايسمى بمشروع الشرق الأوسط الجديد القائم على التفتيت والتقسيم والفساد والإفساد ونشر الرذيلة وبما يحقق الغلبة للكيان الصهيوني المجرم .

 

السؤال 14:هل ترى علاقة بين محاولات تهجير مسيحي العراق وإرهاب أقباط مصر بالسيارات المفخخة ؟ ومن المستفيد؟

ج :الحقيقة المرة هي إن الكيان الصهيوني هو المستفيد الأول من خلال الدفع باتجاه إقامة دول أو فيدراليات أو أقاليم لهذه القومية أو تلك ولمعتنقي هذه الديانة أو غيرها  أو لهذه الطائفة أو المذهب في أكثر من بلد عربي وان ما يجري في العراق ومصر   إنما  يثبت ذلك حيث الدعوات تتعالى من قبل البعض لإقامة مناطق أو محافظات أو أقاليم لهذه الفئة أو تلك .

 

إن قوى الظلام والطائفية والإرهاب هي الأدوات المنفذة لإرادة الشر القابعة في دهاليز الكيان الصهيوني وحلفائه الإقليميين والدوليين ، الصغار منهم والكبار .

 

السؤال 15:كيف تنظر إلى السيناريو القادم في العراق ؟هل تستمر الحكومة أم تحصل هبات شعبية ضدها ، أم تتصاعد المقاومة المسلحة وتنسفها؟

ج :إن ما يسمى بالحكومة المنشأة في ظل الاحتلال وبرعايته والتي تعبر عن إرادته وتعمل على تحقيق مصالحه وإنجاح مشروعه الذي جاء ليعبر عن إرادة صهيونية خالصة ويدار كما ذكرنا من قبل أحزاب ومليشيات وعصابات مرتبطة بالمحتل من جهة وبإيران من جهة أخرى ، لا يمكن أن تكون حكومة معبرة عن مصالح العراق العليا ولا يمكن أن تشكل خطوة في الاتجاه الصحيح كما يحلو للبعض أن يسميها ، لأن عملية تقاسم السلطة والتي أخرجت فصول مسرحيتها الهزلية جاءت بعد صراعات طويلة امتدت لأكثر من ثمانية اشهر بعد انتخابات فاقدة للشرعية بسب إنها جرت في ظل الاحتلال وقائمة على أساس الاجتثاث والإقصاء والتهجير والاعتقالات والاغتيالات والحرمان الأمني والخدمي لعموم الشعب  ، إن هذه الصراعات هي صراعات ثانوية بين مكونات جميعها ناتج من نتاجات الاحتلال وإفرازاته ، وعلى هذا الأساس لا يمكن أن يكتب لها النجاح ، بل إنها ستكون عرضة لهزات عنيفة لأنها بنيت على أساس الترضية لهذا الطرف أو ذاك ولهذه الطائفة او تلك ولتحقيق مصالح المحتل وبعض الدول الإقليمية وخاصة إيران .

 

إن الصراع الرئيسي الجاري في العراق الآن هو صراع بين المقاومة العراقية الباسلة ومعها شعب العراق وقواه الوطنية الرافضة والمناهضة للاحتلال من جهة ، وبين الاحتلال وأحزابه العميلة وعملائه ومن يؤيدهم من جهة ثانية ، وعلى أساس هذه الحقيقة فان المقاومة العراقية بكافة فصائلها سوف لن تلقي السلاح أبدا حتى طرد الاحتلال ولأخر جندي من ارض العراق والعمل على تصفية مخلفاته .

 

وسوف لن يكون العراق أمريكيا ، كما انه سوف لن يكون إيرانيا بعد رحيل الأمريكان وهزيمتهم النهائية بعون الله والتي بات قريبا بفعل ضربات المقاومة وانجازاتها الأسطورية ، بل أن العراق سيعود حرا عربيا مسلما يحكمه الشرفاء من أبناءه واللذين ساهموا في تحريره وفق نظام وطني ديمقراطي تعددي يقيم أفضل العلاقات مع أشقاءه وجميع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وضمان المصالح المتبادلة . 

 

 





الجمعة١٠ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة