شبكة ذي قار
عـاجـل










من المقارنة بين الشخصيات وتركيباتها في كل مجتمع مهما كانت خلفية ذلك المجتمع من الناحية الدينية او القومية او المذهبية تلك الشخصيات تخضع الى نوع من القواعد والسلوك الفردي لكن لكل شخصية عوامل واثار لبنائها كانت شخصية ايجابية او سلبية ومدى تاثيرها على المجتمع او الوسط المحيط وكيفية تقبل ذلك المجمع لهذه الشخصية او تلك ..يعتمد في بناء الشخصية للفرد من خلال مجموعة من التاثيرات وهذه التاثيرات من قبل جهات عديدة وياتي التاثير الاول والاساسي في تركيبة الشخصية وهو اخلاقيات التربية الاسرية وهنا نقصد مجموعة القيم والعادات والعلاقات لكل عائلة او محيط لذلك الفرد وهنا نعني حتى المفردات التي تستخدم داخل المحيط الصغير المنزل الصغير ان استطنا تسميته لوحدة مجتمع صغيرة ..كيف ممكن ان يتلقى الفرد منذ ولادته المفردات والتصرفات الاسرية في جميع الجوانب التي تحيط به وعلى سبيل المثال حتى في عملية استخدام مفردات الطعام واستخدام المفردات المنزلية والتوقيت المنزلي المنظم لكل شئ والعادات والتقاليد المكتسبة ومدى فائدتها على الفرد وسلبياتها وايجابياتها وهل ممكن ان يكون الفرد امام امتحان منزلي صعب ومدى تحمل ذلك وهذا يعتمد على كمية الجرعة المنزلية التي تعطى وكيف ومتى ومدى فائدتها وعندما اقول فائدتها هنا اعني في التطبيق الفعلي والتطبيق الفعلي بين وحدات المجتمع الكبير على سبيل المثال في الزقاق او المحلة او المدرسة ومدى تاثيرها الايجابي على الاخرين من الصحبة ومدى تقبل الفرد لسلوكيات خارجية سلبية وتطبيقها على الوحدة الصغيرة المنزل وهنا اقصد الحالتين السلبية والايجابية ستكون وحدة المجتمع الصغيرة امام الامتحان الثاني في عملية تقبل الايجابي ورفض السلبي ولكل شخصية ارادتها في التقبل هنا تكمن واجبات ادارة المنزل في توجية دفة السفينة نحو المكتسبات الايجابية ليخرج بحصيلة طيبة .


ومن العوامل المهمة ايضا هي التربية والتعليم في المدرسة الاولى الى المدرسة الاخيرة قبل الدخول الى المجال العملي ,في هذا الصرح المهم في استكمال سلوك الفرد واخضاعه للعوامل الايجابية ليكون عنصرا نافعا للمجتمع الصغير في المنزل والكبير في المحيط الذي يعيش في ومن ثم للوطن الذي ينتمي اليه , على الفرد والمؤسسة التعليمية ان تتبنى قواعد صحيحة في بناء الشخصية وان تعتمد بحوث ودراسات واستبيانات دورية لكل مرحلة دراسية للخروح بحصيلة واضحة حول مدى التقبل وعلى المؤسسة التعليمية ان تهتم بشكل كبير على التنمية الثقافية وتطوير مدى التلقي وهذا ليس للفرد الدارس فالمعلم والمدرس والاستاذ الجامعي وغيرها من الكوادر العلمية في المجال التعليمي ان تكون دوما امام الانظار حتى تتكامل الدائرة البحثية للخروج بفرد عالي المستوى من الثقافة على قدر المتلقي دون الضغط علية حتى لايتحول الى حالة سلبية او سلوكية سلبية تؤثر على المجتمع .وعلى سبيل المثال عند المقارنة بين التربية والتعليم في الستينية والسبعينية والثمانينية والتسعينية رغم التسعينية شابتها بعض التاثيرات الخارجية بسبب الحصار الظالم على العراق لذلك انعكست بشكل سلبي على عملية التقويم مابين الطالب والمدرس التربوي كجانب اقتصادي وعندما يدخل الجانب الاقتصادي على المجتمع التعليمي ينسفه من الاساس واقصد هنا عندما تسول نفس مدرس معين ان يتقاضى الرشا لاجل انجاح طالب او يتحول المدرس الى تعليم تجاري هنا يكون قد ساهم في جريمة تخريب المجتمع والجيل ..ونعود للعقود الطبيعية التي ازدهر به التعليم في العراق وبات يحصد جوائز اليونسكو للتعليم .ونذكر منها القضاء على الامية وهذا المفصل المهم في بناء المجتمع من الاساس وكذلك العلاقات التربوية مثلا بين الطالب والمعلم والمدرس او اساذ الجامعة عبارة عن علاقة تربوية وابوية وفق اسس عالية الاحترام وعملية الاحترام المتبادل في التوجيه وعملية احترام الدرس والمكان المقدس المدرسة لذلك نلاحظ تاثير الجانب التربوي على اجيال تلك الفترة كان ممتازا من جميع النواحي وحتى الدولة بكل هرمها كان مكرسا لهذا الجانب بشكل مكثف بحيث فتحت عدة مراكز للبحوث في مختلف الدراسات لاجل تطوير العملية التربوية ..كل ذلك كان يصب في خدمة الفرد وتكوين واستكمال ماتعطيه الاسرة من تربية اسرية للفرد ..وكان تاثيرهما في كل جوانب حياة الفرد ايجابية وعلى سبيل المثال من كان سلوكه ايجابيا اسريا وتربويا تلاحظه حتى عندما ينخرط في المؤسسة العسكرية لخدمة العلم لايمكن ان يخالف التعليمات العسكرية حتى لو ادت الى استشهاده لانه مؤمن ايمانا قاطعا بعدالة القضية لان اساس بناءه سليم اما من كان اساسه فيه شئ من الانحراف تراه مشاغبا في البيت لايحاول ان يصحح سلوكه من المؤكد هذا ياتي من الموروث الاسري ايضا وكذلك متخلفا في المدرسة وينهي حياته الدراسية وعندما يتجه باتجاه خدمة العلم في الخدمة العسكرية تتولد لديه كثير من المشاكل بسبب البناء الخاطئ لشخصيته وحملت كثير من البكتريا السيئة تدفعه حتى الهزيمة والجبن في المعركة امام ليس العدو فحسب بل امام خدمة العلم وتدفة بايجاد اعذارا واهية للهروب من الخدمة العسكرية تحت اي عذر وهكذا شخصيات سلبية تسئ للمجتمع وتتحول الى طعم سهل لتخريب الوطن والمجتمع ..وتصل بها السلوكية السلبية لتحاول الفرار حتى من مجتمعه الى بلد ثاني تكثر به المغريات السلبية ليتحول الى انسان اكثر تخلفا لانه سيكون عرضة ليتحول في اي لحظة لاداة لقمع وقتل شعبه او مندس في جهة معينة او تشتريه مخابرات معينة ليتحول الى جاسوس على وطنه الذي اراده ان يكون فردا ومواطنا صالحا للمجتمع والوطن بكل المقاييس الايجابية وبالاخص عندما يكون الوطن مثل العراق ذو تاريخ وحضارة من كل الجوانب وكذلك الجانب الاقتصادي هؤلاء الشخصيات تبدأ تستخدم كل افرازاتها السلبية وتخريب كل ماهو ايجابي في الوطن والمجتمع ليحاول ان يجعل المجتمع يستمع الى تخلفه ..وترى من يكون سلوكة التربوي سليم اينما يذهب وفي اي مجتمع ينخرد تراه يعكس مفردات مجتمعه على المجتمعات الاخرى بصورة ايجابية ويستفاد من ايجابيات المجتمع الاخر هكذا العامل التربوي له تاثير كبير على الفرد والمجتمع .


وناخذ عامل مهم جدا في تركيبة الفرد دعنا نسميه ( المكان المهني او العملي ) كيف ممكن بالفرد ان يطور نفسه من خلال المكان العملي وكلا حسب اختصاصه ولانريد ان نذهب الى الاختصاصات العليا في المهن او المهن العسكرية او الطبية او ماشابه ذلك ..بل ناخذ ابسط المهن واكثرها احتراما في المجتمعات المتقدمية عندما اقول احتراما ان المواطن يحترم صاحب هذه المهنة وهو ( المنظف ) سوى كان ذلك المنظف في البيت او الشارع او في المدرسة او في مؤسسة معينة ..في المجتمعات المتحضرة ترى المردود المادي كذلك لهذه المهنة عالية جدا ..اما في بلداننا يعتبر اقل مردود يكتسبة صاحب هذه المهنة الشريفة ..لكننا هل استطعنا جعل هذا الفرد ان يكون ايجابيا في عمله وتعامل المجتمع معه كما في المجتمعات المتحضرة عامل النظافة لايمكن ان يكون عامل نظافة دون ان يجتاج مرحلة معينة من الدراسة واقصد الدراسة المهنية لهذه المهنة ومدى امكانية المكان الذي يعمل فية لتطوير نفسه .لذلك اعود الى الفرد لدينا ممن يعمل بهذه المهنة الشريفة اولا قليل من يحترمه لمهنته والدليل وكما بالعراقي يقال ( هسه انته شنو كل خلك زبال ) انتهى القوس ..اعود لعملية تثقيف المجتمع بهذه المهنة وتطوير الكوادر لنصل بحصيلة نهائية ان تتحول هذه المهنة الى مهنة مطلوبة من اجيال الشباب لتكون واجهة حضارية ونحن نذكر في نهاية عقد السبعينات والثمانينات شرعت الدولة بهذا الجانب حتى تحولت عملية النظافة ومن يعمل فيها الى انموذج يحتذى به عندما استطاعت الدولة ان توفر كل مستلزمات التنظيف والنظافة والعاملين من الملابس والاليات الى دورات وان كانت قليلة ..المهم نعود علينا ننطلق من بناء كل زاوية من زوايا الفرد والمجتمع ..حتى يتحول الفرد العامل المنظف الى مبدع ومطور لنفسه يبدع في عملية تنظيف المكان ليكون نموذج للاخرين ..وان يحترم من كل فئات المحيط او الوطن .عندما نصل باحترامنا للمنظف سنصل الى مجتمع متطور ومتكامل لان هذا الفرد يعتبر انسانا وعنصرا مهما للمجتمع ويخدم المجتمع اكثر من اي فرد ..وعلى هذا السياق اذكر لكم حادثة لطيفة ومالعبرة منها في احدى الدول الاسكندنافية و في احد الليالي خرج ولي العهد الملكي ليلا مع خطيبته وكان عائدا من سهرته وفي احدى الاماكن وهو يستدير بسرعة في احد المنعطفات وكان احد المنظفين ينظف الشارع واذا به تاتيه رشقة من الماء من الشارع ..اخذ رقم السيارة واتصل بالشرطة لحقت الشرطة السيارة واذا به ولي العهد يدخل القصر الملكي ..اقيمت عليه دعوى اهانه مواطن منظف وعدم احترام وجوده في مكان عمله ..اتعرفون ماذا قال القاضي لولي العهد قال له بالحرف الواح ( كيف بك لاتحترم الشارع ولاتحترم هذا المنظف الذي ينظف المملكة التي سوف تكون انت ملكها سوف لن يحترمك احد ) واذا يغرم غرامة كبيرة ..نعود لحديثنا ان اكتساب الفرد للجهد والنشاط والتجربة وتطوير نفسه سيكون لها مردودا ايجابيا على حياته وشخصيته امام المجتمع الصغير والكبير ,اما اذا اراد ان يصر على تخلفه وعدم الاستماع وعدم القراءة والدراسة والاستفادة من كل الجوانب التي عمل بها فانه سيكون عنصرا سيئا ويعكس حاله سلبية في المجتمع وعلى الدولة وبالتعاون مع عائلته والجهات ذات العلاقة ان يكثفوا جهودهم لاصلاحة نحو الطريق الصحيح .


ان جمع الثقافات الفردية والمجتمعية الصغيرة على تلك الاسس التي تحدثنا بها ممكن ان نتحول الى مجتمع متطور وفيه كل الجوانب الايجابية للحياة للوصول الى القيم العليا في بناء الفرد والمجتمع لنصل بانتماء الفرد والمجتمع للوطن بعيدا عن الطموحات الفردية المعزولة وبعيدا عن محاولة شراء الشخصية بالمال او من خلال الجوانب السيئة .


هنالك بعض النقاط والسلبيات التي قد تكون ثقافات منها مستورة او منها موروثة او مدسوسة وعلى سبيل المثال:


ثقافة القتل والتجسس والسلب والنهب والاغتصاب وغيرها انها جزء سلبي كبير ينتظر الشخصية او الفرد السلبي لتحاول السيطرة علية من خلال جهة معينة لتحولة الى شخصية سلبية تفتك بالمجتمع . وكذلك الثقافات المستوردة او الغزو الفكري والثقافي وهذا خطير جدا لانه بالدرجة الاساس يستهدف الاجيال الشابة والجميع يعرف بناء المجتمعات ياتي من بداية هذه الاجيال لتخريب عقول الشباب وتعطيلها عن طليعة التقدم وعندما اقول الغزو الفكري انا لست ضد المعلومة المتطورة او الجهاز المتطور ولكننا ضد الغزو العشوائي والغزو المبرمج لتخريب دولة او مجتمع او اسرة ..ولذلك علينا اعداد دراسات وبحوث لاعادة بناء المجتمع وفق الاسس العلمية حتى في استقبال الغزو الفكري او الثقافي في كيفية الاستفادة من الايجابي وكذلك الاستفادة من جزيئات السلبي بالاتجاه الايجابي ..


ومن العوامل السلبية ظهور او نشوء وتقوية الثقافة السلبية الدينية والطائفية والرجعية المتعصبة التي تحاول ان تبعد الفرد عن بناء نفسه وفق الاسس العلمية المتطورة الصحيحة ..وانما يحاولون ابقاءه في دوامة الثقافة الدينية الرجعية ..ونحن هنا لسنا ضد الدين او الطائفه او العرق وانما ضد استخدامها لتخريب المجتمع ..لكل مجتمع عاداته وتقاليده ..ولكن عليه ان لايحول تلك التقاليد والعادات الى اساليب يكون لها ضرر كبير على المجتمع ..ودفعت بكره الانسان للانسان علما ان هنالك مقولة للامام على ( كرم الله وجهه ( ان لم يكن اخاك في الدين فهو اخاك في الانسانية ) اي انه لم يفضل الدين على الانسانية منطلقا من منطلق ان الله خلق الانسان كانسان بافضل تقويم .لذلك علينا توجيه المجتمع بهذا الاتجاه الانساني وتطوير فكرة حب الانسان لاخيه الانسان بعيدا عن انتماءه الشخصي او الديني او السياسي او القومي ..


وعوامل اخرى ظهرت منها تغليب ثقافات جديدة على ثقافات يستفاد منها المحتل والتيارات المشوهه للمجتمعات وعلى سبيل المثال ظهور الثقافة المشوهة على الثقافة السليمة كما في :


تحول الاحتلال الى تحرير
المقاومة الى ارهاب
الطائفية والعنصرية الى ديمقراطية
القتل والذبح والاغتصاب والتشريد بدلا عن الوجود الانساني
مصطلحات مشوه لايمكن جمعها وكلها تصب في تخريب الاجيال للوصول الى جيل مشوهه لايمكن اصلاحة الا لقرون


وهذا هو الهدف الاساسي الذي يسعوةن لفعله لتدمير وحدة المجتمع بكل تفاصيلها ..


لذلك نلاحظ ومما تقدمنا به هنالك شخصيات فردية ومجتمعية كثيرة ايجابية ظهرت على سبيل المثال في العراق وبقيت محافظة على سلوكها وموروثها ..وانما الشخصيات السلبية ومن موروثها السلبي بقيت لايمكن تغيرها لانها تصر على سلوكها السلبي ووصل الحال على عقولها قد اكلته الافات العفنة ..لكننا نقول


انشاء الله بعد التحرير وندعو من الان مجتمعنا في العراق للعودة الى الزمن الانيق واستذكار المفردات الجميلة للفرد والمجتمع في العقود الماضية بكل الجوانب ولنحاول من الان ان نعيدها ونطورها ونصحح كلا حسب مكانه وعلنا ان نتحظر الى ثورة عملاقة في تصحيح وبناء المجتمع من جديد وازالة كل الاثار السلبية التي فتكت بمجتمعنا الذي كان من اعظم المجتمعات في تقبل الثقافة الحديثة وكان يسير في نهج التطور ..


نقول اننا جنود لهذا المجتمع ومستعدين ان نبني الوطن والمجتمع حتى لو نزل كل واحد منا ضمن مجال عمله او الى المجالات الاخرى حسب اهتماماته وليس عيبا ان اضع طابوقة لبناء وتصحيح رصيف الشارع في وطني وليس عيبا ان امسكن الة التنظيف وانظف وطني من الاوساخ وليس عيبا ان اسمع من الافضل مني في كل المجالات من اجل ان اطور نفسي فهو تطوير للفرد والشخصية والمجتمع للخروج بوطن متطور وجميل انشاء الله .


من اقوال الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله واسكنه فسيح جناته
ان الاهداف العظيمة والمبادئ العالية تحتاج الى جيل متميز يتربى على منهج متميز ويقوده قائد متميز

وكما قال ارسطو
الهروب هو السبب الوحيد في الفشل ..ولذا فانك لاتفشل مادمت لم تتوقف عن المحاولة

واقول لنعمل جميعا باخلاص من اجل الفرد والمجتمع والوطن

 

 





الاربعاء١٥ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق ابو التحرير نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة