شبكة ذي قار
عـاجـل










نظمت "الحركة الوطنية للتغيير الديموقراطي"، في 20/ 1/ 2011، لقاءً وطنياً بعنوان "لمواجهة الفتنة وحماية المقاومة وبناء الدولة المدنية الديموقراطية"، في فندق "الكومودور"، حضره ممثلون عن الاحزاب الوطنية يتقدهم رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي الدكتور عبد المجيد الرافعي، معن بشور، النائب مروان فارس، الدكتور علي ضاهر، الدكتور رشيد الصلح، الدكتور يحيى غدار، الدكتور حيان حيدر، الدكتور كامل مهنا.


والقى الرافعي كلمة هذا نصها:


أيها الرفاق ممثلو أحزاب الحركة الوطنية
أيها الرفاق من القوى والشخصيات الوطنية
أيها الحفل الكريم


يشرفني في مؤتمرنا هذا أن أتكلم كواحد من الأطراف المؤسسة لحركتنا الوطنية للتغيير الديموقراطي، باسم حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، لذا أتوجه إلى الأخوة المؤتمرين باسمي واسم رفاقي بالتحية والإكبار للإصرار على متابعة الرسالة التي ابتدأت منذ ثلاث سنوات، وهي مهمة متعبة وطويلة وشاقة، ولكننا آمنا بأن الطريق الطويل والشاق هو درب الخلاص الذي لا بديل عنه.


لبنان كجزء من وطن عربي كبير يعاني ما تعاني منه بقية الأقطار من تخلف ومشاكل كثيرة على الصعد التحررية والديموقراطية والاقتصادية والاجتماعية، وهو بلا شك يمثل إرثاً كبيراً وثقيلاً تعجز عن القيام بموجبات معالجته وتغييره أحزاب كثيرة فكيف لو كان الأمر منوطاً بجهود حزب واحد؟


إن ما تمثله خطوة الحركة التنظيمية هذه ليست إلاَّ بداية الطريق الطويل والشاق، وأما السبب فهو كثرة المعرقلين والمتضررين من أهداف حركتنا، يبدأون من الداخل وينتهون في الخارج، يضمهم حلف تتوحد مصالحه التي غالباً ما تكون على حساب مصلحتنا الوطنية والطبقية والقومية.


ففي عراقيل الداخل تقف قوى الطائفية السياسية بإصرار وقوة من أجل استمرار نظامها الذي أثبت طوال عقود من الزمن أنه يتناقض مع الوطنية والديمقراطية كنظام يوفر العدالة والمساواة بين المواطنين، على قاعدة الكفاءة والخبرة والنزاهة. لذا يأتي مشروع الحركة الوطنية نقيضاً لهذه القوى وبديلاً لها في آن واحد.


وفي عراقيل الخارج تقف قوى الاستعمار والصهيونية عائقاً كبيراً تحول دون انتشار الوعي الوطني والقومي التحرري الذي يرفض الانصياع إلى قرارات الخارج وإملاءاته، تلك الإملاءات القائمة على الاستغلال الاقتصادي والاحتلال العسكري.


يأتي إصرار حركتنا على متابعة ما بدأته تحدياً كبيراً للنخب الطائفية السياسية والأطماع الخارجية، الأمر الذي يؤكد لنا أن هناك محاولات كثيرة تعمل من أجل إجهاض هذه الخطوة أو العمل على تأخيرها. ونحن نقف في قلب الحركة وإلى جانبها لنحول دون إيقافها في وسط الطريق.


لقد تعلمنا من تجربتنا التاريخية التي دلَّت على حجم المؤامرة التي لحقت بتجربة نهاية الستينيات وطوال مرحلة السبعينيات من القرن الماضي، والتي ناءت به أكتاف أسلافكم من أحزاب الحركة الوطنية اللبنانية، بقيادة الشهيد كمال جنبلاط، وبعدها عندما تفرَّقت بهم السبل، وأُكلوا الواحد تلو الآخر وكانت النتيجة أن أُكلت الحركة الوطنية وسبحت في متاهات الضعف، بعد أن ابتدأت قوية تهدد مواقع الطائفيين السياسيين، وأدوار الاستعماريين والصهاينة، ومن الطبيعي أن تواجه حركتنا الوليدة المصير ذاته إذا لم نتميز جميعنا بالنفس الطويل والصبر الدؤوب.


أيها الحفل الكريم


كما تواجه الحركة الوطنية اللبنانية الصعاب والعراقيل، تواجه ذلك أيضاً مثيلاتها في شتى أقطار الوطن العربي، والضعف الذي ينتاب حركتنا ينتاب أيضاً الحركات الأخرى، ونحن لا نرى حلاً من أجل الخروج من النفق إلاَّ أن تتواصل الجهود في لبنان، وتبدأ جهود الأحزاب في بقية الأقطار العربية من أجل أن يكمل بعضنا البعض الآخر بإنتاج جبهات في الأقطار على أن يتم إنتاج جبهة على الصعيد القومي، فنتبادل الخبرات ويقوي بعضنا البعض الآخر.


إن الصراعات الفئوية الداخلية داخل الأقطار العربية، أفقدت ثقة الجماهير بقواها وأحزابها السياسية وأبعدها عنها، هذه الأحزاب المطالبة اليوم بضخ الحيوية في دمائها لتعيد ثقة الجماهير بها ويلتقيان معاً نحو التغيير المنشود.


ففلسطين ثلاثة، والعراق ثلاثة واليمن يمنان ومصر تتحول إلى مصرين ولبنان غارق في صراعات ذات الطابع الطائفي والمذهبي، والسودان يتحول إلى سودانين، والحبل على جرار أقاليمه الأخرى. فهل تبقى حركة التحرر العربي عشرات الحركات؟ وإلى متى؟ وهل تنتظر ظرفاً أكثر ملاءمة من هذا الظرف. فإذا لم يظهر ما يبشر بتغيير ما بأنفسنا، فمشروع الشرق الأوسط الجديد يكتسح المسافات والمساحات بسرعة. والنار قد تشتعل في أقطار أخرى، ونحن منشغلون بمسألة من يقود من؟ ومن ينقاد لمن؟


أيها الحفل الكريم


ليس الواقع ميؤساً منه، ففي جعبة الأحزاب الوطنية الكثير من الدروس والحوافز والأسباب التي تدعو للأمل، إنها المقاومة الشعبية المسلحة في فلسطين التي أعاقت نفاذ مشروع الاستيطان كجزء من حركة النضال في مواجهة المشروع الصهيوني، وفي لبنان حيث حررت المقاومة الجزء الأكبر من الأرض المحتلة، وفي العراق حيث أرغمت الاحتلال الأميركي على جدولة انسحابه والبدء بتنفيذه وإفشال المشروع الأميركي الصهيوني.


إنها المقاومة الشعبية السلمية في تونس بحيث أعطت نتائج مذهلة بوقت قياسي وأسقطت نظاماً عربياً فاسداً وظالماً. والحركة الشعبية قادمة في أكثر من قطر عربي.


أما في لبنان أيها الأخوة فان تجربتنا مع قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن كانت دائماً تعكس إرادة القوى المعادية للأمة العربية، فكل ما يصدر عنها بشأن فلسطين والعراق إما يتعرض للفيتو الأميركي وإما أنه لا ينفذ خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمصلحة الكيان الصهيوني مما يدل على أن الأمم المتحدة أداة تدخل أميركي مستمر بشكل خاص. لذلك فإن الحماس الأميركي حول إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ومسار هذه المحكمة منذ بدء عملها يدفعنا إلى التشكيك بنوايا من يقف وراءها في مجلس الأمن.


إننا نجدد الدعوة إلى قيام هيئة حكماء قضائية وحقوقية لبنانية تضم خيرة قضاة لبنان وحقوقييه لمتابعة التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبرعاية عربية وصولاً لمعرفة الحقيقة كاملة، كما اننا نشدد الدعوة على الصعيد السياسي للوحدة الوطنية والتواصل والحوار.


أيها الحفل الكريم


لا تنتظروا الشعب حتى يملَّ من السكون والسكوت والإهمال، وحتى لا تبقى عقدة الخوف سيدة وسائدة، فلنتابع خطواتنا ولنصبر على المحن وسوف تلاقينا جماهير الشعب التي تمتلك قرارها الوطني الذاتي في وسط الطريق والله الموفق والسلام عليكم.


الدكتور عبد المجيد الرافعي
في ٢١/ كانون الثاني / ٢٠١١
 

 

 





الجمعة١٧ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١/ كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور عبد المجيد الرافعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة