شبكة ذي قار
عـاجـل










ها هي الأمة تنهض و تعبر بتلقائية عن تطلعاتها . أمتنا العربية أمة حيّة مجاهدة عظيمة مشحونة بالقيم العريقة و المخزون الحضاري الانساني و الطاقات المبدعة و التطلعات المشروعة، أمة تملك كل مقومات النهضة و كل مواصفات الأمم الكبرى، أمة أراد القدر أن تجثم عليها أعتى قوى العدوان و أشرس أدوات النهب و أقوى أجهزة القمع . لقد انقضّ على أمتنا جبابرة القهر و العدوان مجتمعين لترويضها و تطويعها لمصالحهم و حرّفوا مسار تطوّرها أملا في إخماد نار تطلعها لغد مشرق.
ظل الصراع بين قوة التطلّعات و بين فظاعة أساليب الخنق يتصاعد و تحوّلت الوضعية إلى ما عبّر عنه المجاهد عمر المختار حين قال " الضربة التي لا تقسم ظهرك تقوّيك". كانت أمتنا في كل اعتداء على حقوقها تحصن قدرتها على المواجهة و تفعّل طاقات جديدة تهيئ لمواجهة أقوى. بلغ الهجوم على الأمة حجما لم يشهد التاريخ مثيلا له وقع خلاله التعدي الصارخ على كل القيم الانسانية الأساسية و نتج عن ذلك احتلال الأوطان ( فلسطين و العراق ...) و الإبادات الجماعية و نهب صارخ لأثمن ما يملك شعبنا العربي من ثروات و استحواذ الطغم الحاكمة على كل مقدرات شعوبها و تسليط أبشع أنواع القمع و القهر عليها . و بدأ الانفجار فكان الردّ أسطوريا. ردّت مقاومتنا العراقية الباسلة بمعجزة تحطيم أعتى آلة عسكرية لأشرس قوة عظمى في التاريخ . و ردّت مقاومتنا اللبنانية بمعجزة دحر أعتى هجوم لآلة الدمار الصهيونية الرهيبة . و ردّ شعبنا في فلسطين و مقاومته الباسلة بمعجزة إفشال أعتى هجوم ساحق استهدف تدمير غزة و إبادة سكانها و مقاومتها.


إن حجم المعاناة جعل شعبنا العربي يخرق القواعد المألوفة في الردّ، لم يعد يتحرك حسب المنطق و طبقا لقوانين ثورات الشعوب. لم تعد موازين القوى العسكرية محدّدة في الانتصار و لم تعد المناطق الساخنة هي التي تنطلق منها الثورات و لم تعد المسألة الوطنية هي الباب الوحيد المؤدّي للثورة و لم تعد الجماهير الغير مسلحة عاجزة عن إحداث التغيير. الأمة تنجز التحرير من كل الأبواب سواء باب المسألة الديمقراطية أو المسألة الوطنية ،و تنفجر في أي موقع حتى من تونس التي تبعد آلاف الكيلومترات عن خطوط التماس مع قوات الاحتلال الصهيوني و الأمريكي، و تنتصر حين تقرر الانتصار مهما كان حجم آلة القمع.


لقد هبت الجماهير العربية في تونس و مصر و غيرها من الأقطار العربية و انفجر غضبها فاحتلت الشارع معلنة انخراطها في التغيير و احتضنت النخب السياسية و المنظمات النقابية هذا الزخم النضالي فوجّهته نحو إسقاط الأنظمة العميلة والفاسدة. لهيب الثورة يسري في كامل أرجاء الوطن.


يا شعبنا في العراق ، أيتها المقاومة العراقية الباسلة لقد حان وقت دوركم الريادي. فقدركم اليوم ليس فقط قيادة تحرير العراق بل قيادة تحرير كامل الوطن العربي. إن إتمامكم اليوم مهام التحرير يلفت لكم كل أنظار شعبنا العربي التي تبحث عن نموذج تقتاد به. لقد حان وقت توحيد جبهات مقاومتكم و تشكيل القيادة الموحدة . إن الجماهير مثلما احتاجت للنخب السياسية في أقطارها لتأطير مطالبها و تحركاتها فإنها بحاجة إلى قيادة قومية تحدد برنامج تحررها. لقد آن الأوان لقطف ثمار معركة الحواسم . لن يثق الشعب العربي إلا في من قدم التضحيات من أجل هذه الأمة ، لن ينصت إلا للمليون و نصف شهيد قدموا أرواحهم من أجل تحرر هذه الأمة و وحدتها و نهضتها. لن تصطف هذه الجماهير الهادرة إلا وراء من يملك القدرة و الخبرة على قيادة نضالاتها من أجل تحقيق تطلعاتها. لن تثق إلا في من يتوصل إلى تحرير الأرض و مسك السلطة في بلاده. لن تثق إلا في من ينيرون بتجربتهم و إنجازاتهم طريق إتمام مهام الثورة التي تحققت في الأقطار التي اندلعت فيها .


أيتها المقاومة العراقية الباسلة مسؤوليتكم اليوم تاريخية ، لقد حان وقت دوركم القومي. مسؤوليتكم اليوم تاريخية في إفشال المخطط الأمريكي الصهيوني الفارسي لركوب الثورات التي اندلعت في أكثر من قطر عربي و تحويل وجهتها نحو ما يخدمه.أنتم من يستطيع أن يقدم نموذجا ساطعا للتحرر . العراق المحرر هو النموذج.

 

 





الاثنين٢٧ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣١ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابن تونس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة