شبكة ذي قار
عـاجـل










في خضم الاحداث التي تشهدها الساحة العربية بشكل كامل ,ولكل ساحة خصوصيتها في التعامل ,لكننا لاندرك من المحرك الاساسي لكل هذه الاحداث ؟وهل فعلا شعوب تلك الدول تحرك الاحداث ؟ وهل هذه الحركات المتتالية لمصلحتها ام لمصلحة الغرب القادم لاحتلال المنطقة برمتها برضى الشعوب ولكن بمفهوم الديمقراطية ؟ وهل الشعوب تقودها حركات وطنية تنتمي للاوطان التي تريد ان تستقل بذاتها ؟ وعندما نقول الاستقلال الذاتي لانختزل المهم هنا الاستقلال الاقتصادي للموارد بعيدا عن سيطرة الدول الاستعمارية والاحتكارية لها ؟؟وماهو دور الكيان الصهيوني لكل هذه الاحداث ؟ودور الاعلام في الدفع نحو التحرر ؟ وهل الاعلام العربي بشكل كامل هو امام انظار الشعوب المنتفضة انه اعلام يقف معها لكن لاندرك ان اغلب الاعلام العربي وبالتحديد الفضائي منها كما هو الاعلام الغربي يخضع الى ايديولوجيات سرية التنفيذ وفق المفهوم الاستعماري والا لايمكن لاي فضائية ان تستمر بالبث وندرك ان الفضاء الالكتروني هو محتكر لدول الاستعمار الغربي ولا سلطان للدول العربية عليها بشئ ,, من هذه مجموعة التساؤلات والتي تحتاج الى كثير من التوقف والتأمل للاحداث ولماذا اتت متتالية بعد احتلال العراق وبعد تعطيل ثورته نحو التحرر الكامل وتعطيل ثورة تنميته ,, هنا كان الفعل الاساسي للتامر واعادة الاحتلال للدول العربية ابعاده عن الاستفادة من موارده الطبيعة لمصلحة الشعوب ولو نعود قليلا الى مقررات مؤتمر كامبل الذي عقد عام ( 1905-1907) والتي كانت تصب في ضمان المصالح الغربية بشكل كامل في المناطق العربية الاغنى في العالم في المواد الاقتصادية والنفطية بالتحديد وكذلك العمق التاريخي لتلك المنطقة والبعد الجغرافي لها  وكان من بين اهم المقررات انذاك :

 

1- على الدول ذان المصالح المشتركة ( يقصد هنا الدول التي شاركت في المؤتمر وسنذكرها لاحقا ) ان تعمل على استمرار التجزئة للمنطقة وتاخرها , وابقاء شعبها على ما هو عليه من تفكك وتاخر وجهل .

 

2- ضرورة العمل على فصل الجزء الافريقي عن الجزء الاسيوي وتقترح اللجنة ( اي المؤتمر ) لذلك اقامة حاجز بشري , قوي وغريب ويحتل الجسر البري الذي يربط اوربا بالعالم القديم ويربطهما معا بالبحر الابيض المتوسط بحيث يشكل في هذه المنطقة , وعلى مقربة من قناة السويس , وتكون قوة صديقة للاستعمار وعدة لسكان المنطقة ..

 

3- محاربة التوجه الوحدوي .

 

وعودة للدول والقوى التي شاركت في هذا المؤتمر وهي القوى الاحتكارية لاقتصاد العالم وهي (انكلترا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، البرتغال، بلجيكا وهولندا،) كما شارك في المؤتمر( كبار علماء التاريخ والاجتماع والاقتصاد والزراعة والجغرافيا والبترول)..

 

وكان انطلاق هذا المؤتمر بناءا على دراسات دقيقة  لواقع تلك المنطقة خلال حكم الدولة العثمانية  وتاريخ الشعوب.مؤكدين على اليقضة السياسية التي بدأت تظهر بين شعوب تلك المنطقة ويخص بها العربية ..وظهور الوعي القومي ضد التدخل الاجنبي والهجرات اليهودية وحتى الحكم العثماني .

 

مما نذكر اعلاه حول المؤتمر كانت بداية الشرارة لاحتلال المنطقة العربية برمتها من قبل تلك الدول وبالتحديد بعد اكتشاف النفط والموارد الاقتصادية الضخمة لتلك المنطقة وتم احتلال المنطقة بعد التعاون بع بعض المشايخ العربية تحريضها باتجاه الدولة العثمانية وكانت اولى بوادر ذلك المؤتمر هو اتفاقية سايكس بيكو  وماتلاها من احداث لتاسيس الكيان الصهيوني المفروض على المنطقة وفقا للخطة المرسومة واعطاء الوعود بتوزيع المنطقة على عائلة تسمى عربية بعد ان تعهدوا بالوقوف مع الاستعمار الغربي وهي عائلة (حكام السعودية ) آل سعود وبعض العوائل المحيطة وكانت النتيجة ..ان دعمت تلك العوائل من قبل عشائر كثيرة بعد ان انطلقت فعلا الثورة العربية في بعض الدول ومن اجل اجهاض تلك الثورة التي انتفض بها الشعب العربي وشعوب تلك المنطقة على الواقع الفاسد لها باتجاه الحكم العثماني وباتجاه الاحتلال البريطاني والفرنسي والايطالي , ولاننسى ثورة العشرين في العراق ..مما اعطت الفرصة للاحتلال البريطاني من أ جهاض الحلم العربي وبالتحديد في العراق لان الثورة كان فعلها قويا ومدويا مما دفعت ببريطانيا بدعم ( الشريف حسين ) وهو جد كل الملوك الذين نصبوا في السعودية والاردن والعراق لتكون تلك الدول تحت الولاية البريطانية واجهضت الثورة تحت مسمى وقوف الشريف حسين مع الثورة وماهي الا مؤامرة مع الغرب للسيطرة على مقدرات المنطقة وتلتها الاحداث بتوقيع شيوخ الكويت معاهدة مع بريطانية لتكون الكويت الخنجر المسموم في خاصرة الاقتصاد والتاريخ العراقي والعربي ولينظم شيوخهم تحت مسمى الاستقلال لكنهم جميعا تحت مسمى الطاولة البريطانية ونعرف جميعا ان القوى الوطنية التي كانت ترفض المشروع البريطاني منذ بداية وكذلك القوى العسكرية الوطنية من رجالات الجيش العراقي الباسل الذي تحول فيما بعد الى مؤسسة وطنية تدافع عن الشعب والوطن واستقلاله الوطني والقومي والاقتصادي وبقيت تلك الدول الثلاث تحت سيطرة شركات النفط للدول التي شاركت في احتلال الدول العربية ..ومانهضت الشعوب بثورات وطنية وقومية صعبت على الاستعمار ان يسيطر على المنطقة بات يتحول الى نظام الوكلاء مما اوعز لايران الشاه لابقاء المنطقة في دوامة المشاكل واثارة النعرات الطائفية والقومية من خلال دراستهم الدقيقة لمكوينات شعوب تلك المنطقة وبالاخص العراق ولمعرفتهم ان الشعب العراقي يضم ضمن فسيفساءه كل اشكال الطيف الشعبي والديني والقومي ..ومما ساعد في تلك الفتنة هي الثقافة البسيطة لتلك الشعوب اي الثقافة السلمية للتعايش ضمن البلد الواحد وبقاء المنطقة لقرون تحت الجهل وتكريس عادات وتقاليد تقود الى الجهل وعدم السماح لتوعية المواطن حول اندماج العادات والتقاليد المتوارثة ان كانت بالجانب الديني او الجانب القومي لتكون منطلق وطني مشترك باتجاه بناء الشعب ككتلة واحدة ..بل على العكس بدأت بعض ممن اسميناهم بوكلاء المنطقة ان كانوا على مستوى الدول او على مستوى الافراد او على مستوى الحركات او التيارات الدينية او القومية العنصرية وجميعها مدفوعة الثمن تحت مسمى دول ( محور مؤتمر كامبل ) واكثر شعوبنا ومع الاسف يطبق عليها الجهل الرجعي لما يحدث لها لذلك تلعب العاطفة وتتغلب على العقل في هكذا امور مصيرية لذلك لعبت العاطفة الدينية والقومية العنصرية لانها اصلا استغلت الطبقات من الشعوب الفقيرة واقولها الجاهلة والتي تتحرك بمجرد كلمة واحدة ولاتدرك حتى معناها ..وعلى سبيل المثال عندما تقول اي جهة لنتجه الى صناديق الانتخابات ..هل هنالك وعي مامعنى الانتخابات بين تلك الشعوب الجاهلة والفقيرة وعندما اقول جاهلة لااقلل من شأنها على العكس وانما اقول عدم معرفتها بالعمق السياسي لمايحدث لذلك, اما تحركها العاطفة فقط او نظام العشيرة او النظام الديني او النزعة القومية العنصرية ..لكنها لاتدرك حجم الكارثة التي تتجه نحوها ..

 

لذلك قد نجحت بريطانيا ومن معها في الاستحواث على مناطق النفوذ العربي بشكل كامل وعندما اخذت تتأجج المواقف والوطنية في عقود الثلاثينات والاربعينات وبالتحديد بعد نشوب الحرب العالمية الثانية وبروز الدور الامريكي في المنطقة ارادت بعض القوى الوطنية من التحرر من الاستعمار لتلك المنطقة ..قابلها من دول الاحتكار الغربي بالدفع باتجاه خطط جديدة وهي دعم كبير للكيان الصهيوني وجاء ذلك بعد عام 1948 وبالجانب الاخر التعامل مع ايران الشاه لزعزعة العراق دوما والكيان الصهيوني لزعزعة الجانب الافريقي مما ادخل العرب في الابقاء على دوامة العنف وكذلك دعم الحركات الانفصالية بكل الاتجاهات  ..وبناء على المعاهدات التي وقعت مع ملك السعودية وشيوخ الكويت وامارات الخليج وملك الاردن دفعت بأجاه ابقاء السيطرة الاستعمارية على المنطقة برمتها ..وكان دوما العراق يشكل العقبة الاساسية المحركة للشارع العربي وبعد النهوض السياسي والوطني والفكري للشعب مما دفع بالشخصيات الوطنية للقيام بعدة حركات وطنية من اجل التخلص من الحكم الفاسد المستورد من السعودية المرتبط  بالغرب ,, والاتجاه نحو التحرر من التبعية الغربية ,,وحتى قيام ثورة 14 تموز1958 باشتراك كل القوى والحركات الثورية في العراق ..لم يتبقى امام الغرب البريطاني الا ان يدفع باتجاه زعزعة المنطقة والعراق بالتحديد وكانت الحركات الانفصالية الجاهزة دوما في شمال العراق مستغلة جهل المجتمع كما تحدثنا وبالدعم الغربي وبدعم شاه ايران مما ولد نشوب حرب بين حكومة بغداد انذاك وبين تلك الحركات وقيام عبد الكريم قاسم بضرب كل الحركات القومية والوطنية السياسية التي ساهمت بالثورة ولم تستقر المنطقة وامام كل ذلك لم يتوقف انبوب النفط العراقي من الاستنزاف من قبل الاحتكارات الغربية وابقاء العراق والمنطقة تحت دوامة الحروب تارة مع الكيان الصهيوني وتارة حروب طائفية وعرقية وغيرها وتفتيت اي وحدة ممكن ان تنشب بين الدول العربية ..قد يسأل سائل ومادور الحكام العرب في ذلك ؟؟نقول مع الاسف اول الاسباب هو الغرور والتبعية الغربية وعدم الاعتماد على شعوبها بشكل كامل ولضعف الارادة الوطنية الكاملة ولضعف القوى العسكرية والتي كانت تسيطر عليها شركات انتاج الاسلحة والمرتبطة بالشركات النفطية الاحتكارية .. وابقاء حركة التقدم العلمي محصورة للغرب فقط ..

 

هنا نعود هل هنالك مفهوم الديمقراطية المستوردة ومفهوم الحركات الوطنية القومية لذلك لم تظهر حركات وطنية قومية تدعم التوجه القومي والوحدوي سوى بعض التوجهات القومية وكان ضعيفة المفهوم وضعيفة العمل بين خليط الجماهير كما هو شعب مثل شعب العراق مختلف المذاهب والاعراق وكيفية المزج بين المفهوم القومي الوحدوي وليس القومي العنصري لذلك كانت التيارات القومية العربية التي ظهرت كانت تتحدث بالاتجاه القومي العربي فقط لم تاخذ بنظر الاعتبار التيارات الدينية الموجودة بعمق التاريخ ولها وقع على الواقع الشعبي ونشوء التيارات ذات الانتماء الطائفي والتي تحولت الى تكتلات شعبية لايمكن تركها جانبا في التاثير في الحركات التحررية ..حتى ظهر تيار حزب البعث العربي الاشتراكي قد يقول قائل لكنه ايضا قومي عربي بامتياز وينحاز للامة العربية كعرب فقط دون القوميات الاخرى انا اقول حزب البعث العربي الاشتراكي استطاع من دراسة العمق العربي بالاتجاه الجغرافي السياسي ومحتوى تلك الارض الجغرافية من شعوب اخرى تنتمي للمنطقة على الاساس الجغرافي كما هو الجال لوجود القوميات المتعددة في العراق وكذلك في دول كثيرة كسوريا ومصر وليبيا والمفرب وغيرها من الدول ذات الاعراق والديانات والطوائف المختلفة ودرس الحزب العمق الديني بالاتجاه الايماني للانسان وتوجهه الايماني واعتقاده الديني وارتباطه بالعقيدة الايمانية الخاصة به وعدم فرض عقيدة خاصة على توجهه الديني وكما نلاحظ في العراق وبعض الدول العربية..

 

ومن خلال تلك الدراسة وذلك العمق التاريخي الدقيق للمنطقة كانت بوادر ثورة عظيمة كثورة 17-تموز -1968 وبرنامجها الوطني والقومي الجغرافي وكان في اولويات ذلك البرنامج هو دراسة وحل المشاكل الوطنية الداخلية واعطاء الحقوق الكاملة للاقليات والاعراق وغيرها ومن ثم الاستقلال الاقتصادي ...والتوجه نحو البرنامج الديمقراطي من خلال تاسيس الجبهة الوطنية القومية عام 1973وتاميم النفط والذي كان الضربة الكبيرة للغرب الاحتكاري بعد ضربة تاميم قناة السويس عام 1956 مما دفع بالغرب وبدول مؤتمر كامبل بتحويل المسار مرة اخرى للوكلاء لتعطيل استفادة الشعب العراقي والعربي من مقدرات النفط والاقتصاد العربي وبعد ان رفع العراق شعار ( النفط سلاح في المعركة ) وشعار ( نفط العرب للعرب ) مما دفع بالمؤامرة الكبيرة على عجلة السياسة بالعراق من كل الاتجاهات حتى لاتعطى الى فرصة الاستقرار وكما قلنا ( لمفهوم الديمقراطية والجهل المطبق على الشعوب ) حاولت الثورة الاتجاه باتجاه توعية الشعوب بكل الاتجاهات الفكرية وبدأوا بثورة القضاء على الامية وكانت الغاية الاساسية لتلك الثورة حتى الوصول لتوعية الشعوب فيما يجري حولها من استنزاف لمقدراتها الفكرية من خلال جهلها بكل الامور واستغلالها باسم الديمقراطية دون ان تفهم مامعناها الحقيقي ونجحت الثورة باتجاه توعية الشعب وكذلك نجحت بدورة الثورة الانفجارية الاقتصادية والتنمويةبكل الاتجاهات نحو عراقا متطورا,, ومع كل ذلك عملت الدوائر الاستعمارية ومع وكيلتها الدائمة ايران في المنطقة ووكلائها الداخليون من الحركات الانفصالية والدينية بزعزعة حركة الثورة وحركة التوعية الفكرية للشعب ونشبت حرب الشمال كما عرفت وانتصرت الثورة في حل تلك المشكلة ..ومالبثت ان تنتهي وفر المجرمون الى الخارج الى احضان المخابرات الاجنبية لتلقي التعليمات الجديدة حتى بدأت الوكيلة المعتمدة ايران بزعزعة الوضع بالعراق من خلال الجانب الطائفي الديني بعد مجئ خميني للسلطة في ايران ورفع شعار اسقاط نظام البعث وهذا الشعار هو تاييد كاملا لمقررات مؤتمر كامبل لابقاء الشعوب في دوامة العنف والتخلف وانابيب النفط تتدفق الى الغرب من خلال وكلاء الغرب من انظمة الخليج الفاسدة وبعض الانظمة العربية ومنها النظام المصري الذي انقلب على مقررات ثورة جمال عبد الناصر1952 ليتحول بفضل السادات وحسني مبارك الى نظام التبعية الغربية ..وشاهدنا ذلك عندما اعلن الرئيس الشهيد ( الاعلان القومي الشهير في 8شباط عام 1980 ) وكانت علاقة النظام المصري تنفتح نحو الكيان الصهيوني وعلاقة الانظمة العربية في الخليج سرا مع الكيان الصهيوني وعلاقة النظام الايراني مع الكيان الصهيوني والجميع وقف كلا حسب واجباته المؤكل اليه نحو تعطيل برنامج حزب البعث العربي الاشتراكي في الوحدة بكل جوانبها ومقابل ذلك البرنامج التامري , تتوحد الدول الغربية والاوربية ..وحاول العراق من خلال اقامة الوحدة عدت مرات تتدخل الاصابع الخفية لاجهاض الوحدة وكانت اخرها ( مجلس التعاون العربي ) ومحاولة ايقاف مساعدة العراق لبعض الدول العربية الفقيرة .

 

حاول العراق وبكل السبل فتح الافاق نحو الاتحاد العربي وبالتحديد في مؤتمر القمة العربي في مايس عام 1990 والذي عقد في بغداد وكان العراق قد خرج منتصرا من معركة وطنية تاريخية مهمة  ضد المد الفارسي الطائفي نحو الامة العربية والتي تعيش اليوم تاثيراتها بعد ان تامرت الانظمة العربية على العراق بعد ذلك المؤتمر ..ليستمروا في تطبيق مقررات مؤتمر كامبل ...وحتى وصل الحال بالاجهاض على العراق بشكل مباشر واحتلاله بعد ان فشلت كل قوى الكون بمحاولة اجهاض الثورة بصورة غير مباشرة لقوة وصلابة الوعي الفكري للجماهير ..لكنهم تحولوا نحو مشكلة كبيرة لعبوا عليها هي النزعة الطائفية والعنصرية بخطة الديمقراطية المزيفة المستوردة التي ادت الى استشهاد مليونين مواطن عراقي باسم الديمقراطية ومازالت الامة تدفع الثمن باسم تلك الديمقراطية ..هنا اردت التطرق الى هذا الموضوع بعد الطرح التاريخي لواقع الامة .

 

اليوم تظهر حركات تسمي نفسها حركات تحرر من الانظمة الفاسدة ؟؟ودعم الاعلام العربي الفاسد المدعوم غربيا نعم ناتي على هذا المسمى كما تطلبه الجماهير العربية وكما فعلته في تونس واليوم في مصر وبعض الحركات في السودان  نحو الانفصال  واليمن وبعض دول الغرب العربي,, هل فعلا هذه حركات تحرر من الانظمة,, وهل ستاتي حركات وانظمة غير تابعة للغرب وتلبي طموحات الشارع العربي وعلى سبيل المثال هل ستعمل تلك الحركات الشعبية او السياسية في كل الاراضي العربية على الاستقالال الاقتصادي وكذلك السياسي وهل ستعمل على ( امة عربية واحدة ) كما هو الاتحاد الاوربي رغم اختلاف الثقافات في تلك الدول ورفعت كل الحدود ...هل ستكون تلك الدول تحت المفهوم الديمقراطي العربي ام تحت المفهوم الديمقراطي المستورد ..وهل ستسمح تلك الدول الاحتكارية من استفادة الشعوب من خيرات بلادها للقضاء على الفقر والجهل والتخلف الذي اصاب الامة برمتها بسبب عدم اتفاق الانظمة لاجل الوحدة بشكل فاعل لانها لاتأتمر بشعوبها وانما تأتمر بدول الاحتكار الغربي ..وتنفذ اجندة الغرب..هل تستطيع الانظمة العربية قبل سقوطها ان تتحول الى انظمة ديمقراطية بشكل فاعل دون ارتباطها بالغرب لتحول هذا الكم الشعبي الهائل الى سلاح في وجه الغرب هل تتجه انظمة التحرر نحو الوحدة السياسية والاقتصادية لتكون قوة بوجة الغرب الاستعماري وهي ذات ثقافة مشتركة لتطبق بانها ( خير امة اخرجت للناس ) .

 

انا اتوقع الاحتلال الغربي سيستمر لتلك الدول من خلال وكلاء جدد( اي احتلال لوجستي )  ولان الغرب الاستعماري لم يستطع تطويع النظام الوطني في العراق المتمثل بحزب البعث العربي الاشتراكي وبرنامجه الوحدوي مما دفعه لاحتلال العراق واصدار قرار اجتثاث البعث المباشروقتل كل انسان يعارض ديمقراطية الدم  ..هل سنشهد احتلال جديد لدول عربية اخرى بعد ان احتل الخليج برمته واحتل جمجمة العرب العراق ..اليوم الغرب يلعب لعبة احتلال الدول بشكل جديد لاخماد الثورات الوطنية ..الثورة في تونس وفي مصر لتخمد تحت مسمى قوى وطنية ستتعامل مع الغرب الاستعماري كما تعامل معها الحكام السابقين وساهموا في تكوين الكيان الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني وساهموا في احتلال العراق وقتل الشعب العراقي  ولن يتخلى الغرب على مصالحة حتى تطبيق اخر بند من بنود مؤتمر كامبل هو تقسيم الدول العربية الى دول صغير ليست ذو نفوذ عسكري ولاتهدد الكيان الصهيوني وتوسيع النفوذ الصهيوني على حساب الاراضي العربية بأسم الديمقراطية المستوردة وتحكم تلك الدول الصغيرة انظمة تابعة لها وكما هو الحال في العراق وتوسيع قاعدة التعامل مع الكيان الصهيوني وكما هو الحال في النظام الفاسد في العراق الان وابقاء الشعوب تحت طاولة الاقتتال الطائفي والعرقي والنزاعات الجديدة حول ماتسمى المناطق المتنازع عليها ونراها اليوم بين المحافظات العراقية ..والمشكلة الكبيرة التي تواجه تلك الاوطان ظهورحالة واقع الحال وهي ظهور جيل من البشر المتخلف الجديد ملتصق بشكل كامل بمفهوم الطائفي والعنصري ..

 

ومحاصرة قوى المقاومة في كل مكان ومنها المقاومة العراقية ومحاصرتها بكل الامكانيات والاتجاهات لانها ليست قوى من صالح الغرب الاستعماري كما كانت سابقا التيارات والطائفية والعنصرية المرتمية باحظان الغرب الاستعماري لذلك كان دعمها  من كل دول الحلف الاستعماري وبالتحديد دول حلف مؤتمر كامل ولمصلحة دول الحلف الاحتكاري والاعلام العربي المدعوم غربيا والتوجه المساهم في افساد الروح الوطنية والقومية وتحويل الاعلام والثقافة من خلال الفضائيات الفاسدة للعقل العربي وحتى الجانب الدرامي منها وكذلك انشاء الفضائيات المؤدلجة لمصلحة التيارات الطائفية والعنصرية للمساهمة في التثقيف باتجاه الطائفي والعنصري وتحويل المصطلحات على الهوى الغربي لتكون اليوم المقاومة يسمونها ارهاب والتيارات العنصرية والطائفية يجعلونها تحت لواء الديمقراطية وسفك الدماء تحت لواء المظلومية وغيرها من المصطلحات الاعلامية القاتلة ..

 

يبقى الرهان الوطني الشعبي ويبقى الوعي والمفهوم الوطني الذي يلعب الدور الاساسي في تحرير الارض من الاحتلال ويبقى رهان القوى الوطنية الصادقة التي تعمل بين قوى الشعب ويبقى الانتماء الوطني الحقيقي هو المفهوم الاساسي الذي يدفع باتجاه تحرير الشعوب من الاحتلال ويبقى المفهوم الديمقراطي المستورد مفهوما مرفوظا ولكنه يحتاج الى توعية شعبية ووطنية على انه لايخدم الشعب ..لاننا نحتاج الى مفهوم ديمقراطي يتلائم مع تركيبة مجتمعاتنا وبعيدا على الاستيراد لمفاهيم اخرى .

 

هل ستكون ثورات التحرر الجديدة ..بداية لتحرر الشعوب من السيطرة الغربية ام انها ستتحول الى جسور لتقسيم الدول العربية ؟ وحينها سنندم على الانظمة التي فقدناها ؟؟؟وأرى بشكل شخصي ان الشعوب ستندم على انظمتها مستقبلا ...وما حدث في العراق بعد الاحتلال ومن طبل وزمر للاحتلال بالاتجاه الطائفي والقومي والعنصري اليوم ندم من ندم من الناس على احتلال العراق ومنهم من كان مؤيدا للاحتلال واليوم يتمنون ضوء النور في الشارع ونسمة الهواء من هواء العراق النقي ولحظة الامان على ارواحهم وندموا كثيرا على مافعلوا ضد نظامنا الوطني ...لكننا سنحول ثورة الشعب العراقي فعلا الى ثورة مقاومة وتحرر من الاحتلال ..لكننا نحتاج الى الوعي الشعبي والوطني بعيدا عن الطائفية والعنصرية لانهما بالمرتبة الاخيرة من اجل تحرير الشعوب وندعوا شعبنا الجبار العراقي لنتحول الى شعب الوعي والادراك شعب ينبذ الطائفية والعنصرية على اساس المصالح الخاصة لنتحول الى المصلحة الوطنية العلياالعامة .لندعوا الى الثورة على الواقع الفاسد من المحتل واعوان المحتل ومن بعدها سيكون العراق للجميع وسيحكم العراق هو كلمة الشعب وصوت الشعب ومقاومة الشعب ..حتى لاتتحول الثورة الى جسر جديد لاحتلال جديد تحت مسمى التحرير قد يحاول البعض الاستفادة منه ايضا تحت المسمى الطائفي او العرقي ..لن تكون في ثورتنا مسميات غير المسمى الوطني الخالص وكما يقال (عيار 24 ) وغيرها فلا ..لاننا لانريد ثورة على الحساب الطائفي او العنصري او تقسيم العراق الى مناطق وفق الانتماء وكما يطرح منطقة للنفوذ الشيعي ومنطقة او اقليم للنفوذ السني ومنطقة للنفوذ الكردي ومنطقة للنفوذ المسيحي.. فاننا كشعوب سنساهم ان وافقنا في تقسيم العراق وشعب العراق ..لذلك من الواجبات الاخلاقية والتربوية والوطنية اننا لانستمع للطروحات الطائفية والعنصرية ورفضها ولانستمع لمن يروج بهذا الاتجاه باسم الديمقراطية لينفذوا علينا برنامج كما حصل في تقسيم يوغسلافيا وكما هو يحصل اليوم في السودان وكما في لبنان ..

 

اقول كل مواطن يقول انا عراقي لكنه نريده ان يقولها بصدق الانتماء لايجعل نفسه مدفوع الثمن ليخترق الوحدة الفكرية والثقافية والسياسية والوطنية من اجل تسميمها وتفتيتها مرة اخرى ..لنفكر بتاريخ العراق العظيم لنبتعد عن الطائفة والعرق والدين والمذهب ونفكر في الوطن وهي ليست دعوة للانسلاخ من الانتماء الشخصي على العكس لكل انسان انتماءه لكنه لايجعل منه جسرا يعبر به مع العدو  نحو التفتيت الوطني ..لانه لو حصل لاسامح الله سنندم جميعا..على الوطن الجميل الذي تجمعنا فيه كل الذكريات ..لانريد ان نبدل انتمائاتنا بذكرى وطن ..

 

لذلك رسالتي للشعوب العربية ان تفكر مليا بثوراتها واختيار قادتها وان لاتسمح للاجندة الغربية باللعب بمشاعرها وتاريخ اوطانها كما حصل في العراق..وعلينا كذلك كبعثيين مخلصين للمبادئ ومخلصين لشعوبنا ومخلصين للبعث العظيم هذا الحزب الذي نادى وينادي بوحدة الامة وشعبها والخلاص من كل اشكال الهيمنة الغربية ان تتوحد صفوف الشعب العربي بشكل كامل خلف مبادئ الحزب وخلف شعار الحزب نحو ( امة عربية واحدة وذات رسالة خالدة) وان تتفق كل القوى الوطنية والقومية والمقاومة للاستعمار وتوجهاته نحو التحرر بعد ذلك سنكون امة قوية لاتستطيع كل قوى الاستعمار من زحزحتها

 

الله اكبر .. الله اكبر 

الف تحية وتحية لشهيد الحج الاكبر وشهيد ثورات التحرر الحقيقية الرئيس صدام حسين

الف تحية وتحية لشهداء المقاومة العراقية وشهداء ثورات التحرر الحقيقية

الف تحية وتحية لشهداء حزب البعث العربي الاشتراكي حزب الامة الواحدة

الف تحية لرجال المقاومة العراقية الباسلة ولكل الرفاق اينما كانوا في ساحات النضال والمقاومة وعلى راسهم الرفيق المجاهد عزت ابراهيم الدوري ..

الف تحية لشعب العراق شعب التحرر وشعب الثورة الكبرى المنتظرة

الف تحية للشعب العربي ومعا نحو التحرر من العبودية والاستعمار الغربي 

 

 





الثلاثاء٢٨ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠١ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق ابو التحرير نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة