شبكة ذي قار
عـاجـل










الطابع الجماهيري للثورة هو الذي دفع الشعب إلى تولّيه بنفسه مراقبة و حماية مكاسب رواها بدمه و دفع من أجلها مئات من أرواح الشهداء.


لا يمكن للشعب أن يسقط من ذاكرته دروس التاريخ، فالتجربة الفاشلة للتغيير الذي وعد بإنجازه الرئيس الكاذب في 7 نوفمبر 1987 لا زالت عالقة في الذاكرة الشعبية ، فبمجرد الشعور بأن فشل الثورة يعني عودة بن علي جديد إلى الحكم يجعل كل الجماهير متحفّزة للاستماتة في الدفاع عن المكاسب التي تحققت حتى الآن.
فلئن طوت الثورة صفحتها الأولى المتّسمة بالإنجازات النوعية الكبيرة عبر التحركات الضخمة و الهادرة إلا أنها دخلت بقوة صفحة جديدة من مراحل الثورة من خصائصها تجزئة الانجازات و تحقيقها عبر تحركات جهوية أو قطاعية أو ضغوطات إعلامية.


من أهم الإنجازات التي حققتها الثورة في الأيام الثلاث الماضية :


1) تحرك جماهيري عنيف في مدينة الكاف ( في الشمال الغربي) احتجاجا على الجريمة التي ارتكبها مسؤول أمني حين أقدم على قتل مواطنين اثنين بالرصاص الحي. و تحرك جماهيري آخر في مدينة قبلّي (في الجنوب) اثر استشهاد أحد المواطنين بسبب إصابته بقنبلة مسيلة للدموع على رأسه و تحرك ثالث بمدينة سيدي بوزيد ( في الوسط) إثر إقدام رجال الشرطة على إحراق جثة مواطنين بعد تعذيبهما .


هذه التحركات الثلاثة وجهت أصابع الاتهام إلى ميليشيلت حزب التجمع الدستوري باعتبارها وراء خطط تآمرية تستهدف حياة المواطنين.
من نتائج هذه التحركات صدور قرار من وزير الداخلية يقضي بتجميد نشاط التجمع الدستوري الديمقراطي و غلق جميع مكاتبه تمهيدا لحلّه.


2) تحرّك جماهيري في عدة مدن تونسية احتجاجا على انتساب 19 واليا ( رئيس محافظة ) من جملة 24 إلى التجمع الدستوري . و لئن تم الاقتصار في مدن المنستير و سوسة ( في الوسط الشرقي ) و قبلّي على الاحتجاج و المطالبة بتغيير الولاة ، فقد قام المحتجون في أغلب المدن الأخرى بخلع الولاة من مناصبهم أو إجبارهم على الإستقالة .


نتج عن هذه التحركات الجماهيرية اتفاق بين الاتحاد العام التونسي للشغل و الحكومة بعزل كل الولاة المنتمين للتجمع الدستوري و تعويضهم بشخصيات مستقلة.


3) إقدام نقابة التقنيين و الإداريين و الصحافيين في التلفزة التونسية على رفض الأوامر المخلّة بحرية الصحافة و أعلنوا في بيان لهم في قناة التلفزة الوطنية التونسية عن اعتذارهم لدى المشاهدين على ما أصاب الاعلام التلفزي في الأيام الماضية من تعتيم إعلامي بسبب القيود التي فرضت عليهم لمنعهم من تبليغ صوتهم و في ختام بيانهم وعدوا المواطنين بأنهم سيرفضون أية وصاية عليهم تعرقل خدمة الإعلام الحر و سيتحملون مسؤولياتهم في كشف كل الحقائق التي تخدم مسيرة الثورة.


و يتواصل الصراع بين الثورة و الثورة المضادة و تثبت الجماهير الشعبية كل يوم قدرتها على تحمل مسؤولياتها في التحكم في هذا الصراع و دفعه في اتجاه خدمة أهدافها مستغلة المنابر و الحرية و الأدوات التي وفرتها ثورتها المباركة.

 

 





الاربعاء٠٦ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابن تونس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة